عميد كلية التقنية بحفر الباطن يكتب: حتى لا تأفل شمس مهرجان حفر الباطن ..

[موسى الفرحان]

حتى لا تأفل شمس مهرجان حفرالباطن!!


أطلّ علينا هذا العام في محافظتنا الحالمة حدثٌ بارز لم تعهده حفرالباطن، فاشرأبت له الأعناق وكثر حوله التساؤل والهمس هنا وهناك وانطلقت التكهنات والتوقعات!! وبدأ العد التنازلي ومضت الأيام والساعات.. حتى أُسدل الستار عن مهرجان عيد وصيف حفرالباطن ٣٦ !! وفي رأيي المتواضع لم يكن حدثاً بارزاً ..!! بل هو الحدث الأبرز على الإطلاق !! وعلى الرغم من النجاحات المتواصلة لمهرجان حفرالباطن وخطفه للأضواء على الأقل على مستوى المنطقة إن لم يكن على مستوى المملكة .. فإن المطّلع عن كثب لسير عمل اللجان القائمة على المهرجان بدءاً من الفكرة مروراً بالتخطيط والتنظيم وإنتهاءً بالتنفيذ الأكثر من رائع - ليدرك وبوضوح ضخامة الجهود التي بُذلت للوصول إلى الإبداع والتميز لاسيما وأنه الحدث الأبرز الذي طال انتظاره !! ليقام ولأول مرة في تاريخ حفرالباطن (تلك المدينة الضاربة في جذور التاريخ !!) فبهمّة الرجال بعد توفيق الله يُصنع المجد ويسطّر التاريخ وتبنى الحضارات. لقد سطر أبناء حفرالباطن أروع الأمثلة في بناء فريق عمل متكامل يسمو نحو المجد، فهاهم الصغير قبل الكبير يُسابقون الزمن لترويض المستحيل ففي أيام معدودات وبإشرافٍ مباشر وميداني من سعادة محافظ حفرالباطن رئيس اللجنة العليا للمهرجان ونائبه تحول طريق الشمال إلى أضخم ورشة عمل كان من نتاجها هذا التميز والعطاء.

عذراً المقام هنا ليس للثناء والمديح وتبادل عبارات الشكر والتبجيل- وإن كان ذلك أقل القليل في حق شبابنا الحفراوي المبدع- ولكن اسمحوا لي هنا أن أتحدث عما بعد المهرجان!! واسمحوا لي أن استبدل كلمة مهرجان بمفردة أخرى ولتكن " مشروع حفرالباطن ٣٦ " كيف لا !! وقد اجتمعت فيه كل العناصر والخصائص الأساسية لعلم إدارة المشاريع .. ليست مبالغة إن قلت أننا أبناء حفرالباطن ننظر إلى المهرجان باعتباره بداية المشروع الأبرز على مستوى محافظة حفرالباطن والذي نتمنى استمراره طوال العام !! ، إن ما أعنيه هنا أن يكون نجاح مهرجان حفرالباطن هو اللبنة الأولى لتأسيس مجلس استشاري لتطوير المحافظة يرتبط بمكتب المحافظ بشكل مباشر ويضم ضمن عضويته القائمين والراغبين من المواهب الحفراوية الشابة المشاركة في المهرجان، مع ضمان العدالة في اتاحة الفرصة لكل من يرغب التطوع لخدمة دينه ووطنه ومجتمعه ليكون ذلك المجلس بمثابة مظلة لجميع الفعاليات والمناسبات العامة على مدار العام سعياً لتحقيق مبدأ الإرتقاء والاستدامة...

أحبتي القائمين على "مشروع" حفرالباطن ٣٦ في مختلف اللجان والأدوار والأعمال هناك جهد كبير ينتظركم بعد المهرجان قد يفوق كل تلك الجهود المبذولة قبل وأثناء المهرجان ؟!!! نعم .. حتى لا تأفل شمس تلك النجاحات يجب أن يعقب انتهاء المهرجان مباشرة سيل من اللقاءات وورش العمل الجادة للتحليل والتدقيق والنقاش الشفاف والنقد البناء اعتماداً على الأرقام والوقائع وعلى نتائج الاستبيانات العامة التي تعكس انطباعات وآراء المجتمع الحفراوي بكل أطيافه والذي له ومن أجله أقيم المهرجان، وليكن ذلك (كما عهدناكم) بمهنية واحترافية بعيداً عن الحساسية المفرطة والعاطفة والمجاملات وتصفية الحسابات، ويجب ألا تأخذنا نشوة الفرح والنصر والانبهار والتصفيق فنركن إلى الراحة بعد تلك الأيام الحافلة بالجهد والتعب والعرق ونغفل عن تدوين ذلك الكم الهائل من الايجابيات ونقاط القوة لتعزيزها واستدامتها في المستقبل بإذن الله، وعلينا أن نكتب بوضوح وصراحة ما قد يعتري العمل البشري من سلبيات ومواطن ضعف وإن كانت صغيرة لا ترى بالعين المجردة حتى لا يكون لها وجود في مشروعنا الأبرز !! ( عفواً أستعملت هنا ( نا ) الجمع أعني نحن أهالي حفرالباطن).

قبل الختام : أعتقد جازماً أن القائمين على مشروع حفرالباطن ٣٦ مدركين تماماً أن الوصول إلى القمة سهل ولكن المحافظة عليها والإرتقاء منها إلى قمم أعلى تلوح في السماء .. لأمرٌ يحتاج إلى دراسة فاحصة ودقيقة لاقتناص الفرص المتاحة والتغلب على التحديات المحيطة واستثمار كافة الإمكانات لكسب الرهان والفوز في ميدان المنافسات الوطنية وتحقيق المسؤولية الاجتماعية لخدمة ديننا ووطننا على ضوء تطلعات ولاة أمرنا حفظهم الله ورعاهم.

أخيراً شكرًا من القلب لكل من بادر وقدم وشارك ودعم مشروع حفرالباطن الأبرز ٣٦ ...

بقلم أخوكم: مطر بن عيد العنزي
عميد الكلية التقنية بحفرالباطن
Twitter: @Mutar406