في البداية أود الإختلاف معك في عدة نقاط :
الأفضلية بين المدارس الحكومية والأهلية
لا يمكننا الجزم بأفضلية المدارس الأهلية وتغلبها على المدارس الحكومية فليس هناك ما يفيد من دارسة أو إحصاء يترتب عليه الأفضلية , أمّا عن رغبة البعض من أولياء الأمور تسجيل أبنائهم في مدارس التعليم الأهلي لا يعني بالضرورة أفضلية هذه المدارس على التعليم الحكومي ..
ولننظر إلى البيئة التعليمية الحكومية من ناحية المباني , فعلاً هناك أخطاء بسيطة , لكن البيئة التعليمية وخصوصاً في حفر الباطن من ناحية المباني الحكومية المتخصصة , فهي أفضل بلا شك من تصميم بعض المدارس الأهلية ...
ما يميّز المدارس الحكومية هي الأشياء التي لم تفعلها المدارس الحكومية ولنسميها "خدمات ما بعد العقد" فالتوصيل من وإلى البيت , وكذلك الأنشطة اللاصفية المميزة هي بالتأكيد تميز المدارس الأهلية عن الحكومية..
ثم إني أعرج إلى نقطة تحدثت عنها عن معلمي المستقبل ووصف بعضهم بالحثالة وهنا أذكرك بأن الشخص الذي يود الإصلاح لا يصف المعلمين بهذه الألفاظ التي تبدوا أنها نتيجة تراكمات أحقاد شخصية وإلا لماذا لا تنظر للجانب المشرق من الكادر التربوي ..
يؤسفني حقيقة أن أجد من يعمم النظرة السوداوية على المعلمين ووصفهم بأبشع هذه الألفاظ وأشنعها بسبب مجموعة من المعلمين "الغير جيدين" .
لا ننكر وجود الأخطاء من قبل المعلمين , ولا نحاول أن أن ننزّه المجتمع التربوي من هذه الأخطاء لكن النسبة العظمى من المعلمين بل أجزم أنها 99% هم من الكادر التربوي الذي يمتاز بالصفات الحسنة والجيدة , بل ويسعون إلى تثقيف أبنائنا وزرع الصفات الحميدة فيهم..
أمّا ما ناديت به من اصلاح للأخطاء فالتعليم - رغم قلتها - إلا أننا نشد على أيدي بعض بضرورة اجتثاث هذه السلوكيات الخطائة من قبل الطلاب والمعلمين بل وتتعداهم إلى المنازل..
أود التحدث بنقطة وليست تزكية , إلا أنها ابراءً للذمة فالسلوكيات الخاطئة التعليمية نجدها في التعليم الأهلي والتعليم الحكومي لا فرق بينهما , وأن تسجيل بعض الأبناء في المدارس الأهلية ما هو إلاّ تتبع للعرف الإجتماعي المبني على الحالة المادية لبعض الأسر , ولا يجب أن يصل الخوف إلى أولياء أمور الطلاب في المدارس الحكومية فهم تحت أيدي نخبة من المعلمين الذين ما فتئوا ينشرون القيم والإتجاهات الإيجابية , وزرع المعرفة وغرس العلوم في عقول أبنائنا التلاميذ ويجب على كل ولي أمر متابعة ابنه في المدرسة , فإدارات المدارس الحكومية تفتح قلبها قبل يدها لأولياء الأمور الذين يرون فيهم مفتاح نجاح الأبناء..
شكراً للجميع.