اتصل بادارة الموقع البحث   التسجيل الرئيسية

 


العودة   منتديات عاصمة الربيع > القسم الإسلامي > الشريعة الاسلامية

الشريعة الاسلامية من كتاب الله وسنة نبيه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-06-07, 10:50 PM   رقم المشاركة : 1
ابوالطيب
عضو نشط
الملف الشخصي






 
الحالة
ابوالطيب غير متواجد حالياً

 


 

للخطباء خطبة عن اعصارقونو ( منقوله )

الخطبة الأولى عن إعصار جونو

تاريخ الخطبة 22 / 5 / 1428ﻫ الخطبة الأولى : كفى بإعصار جونو واعضا الحمد لله الذي جعل الحمد مفتاحاً لذكره ، وسبباً للمزيد من فضله ، ودليلاً على آلائه وعظمته ، أمرهُ قضاءٌ وحكمه ورضاه آمانٌ ورحمة يقضي بعلمه ويعفو بحلمه ، نحمدك اللهم على ما تأخذ وتعطي وعلى ما تُعافي وتبتلي ، الحمد لك يا رب إذ لم تُصبح بنا ميتين ولا سُقماء ولا مضروبين على عروقنا بسوء ، ولا مقطوعاً دابرنا ولا مرتدين عن ديننا ولا منكرين لربنا ،ولا مستوحشين من إيماننا ، ولا معذبين بعذاب الأمم من قبلنا ، أصبحنا عبيداً مملكوكين لك ، لك الحجة علينا ولا حجة لنا عليك ، لا نقدر أن نأخذ إلا ما أعطيتنا ولا أن نتقي إلا ما وقيتنا ، نحمدك اللهم على آلائك كما نحمك على بلائك ، شرُنا إليك صاعد ،وخيرك إلينا نازل ، نستعين بك يا الله على هذه النفوس البطاء عما أُمرت به ،السراع إلى ما نهيت عنه ، ونستغفرك اللهم مما أحاط به علمك ،وأحصيته في كتابك ، علمٌ غيرُ قاصر وكتابٌ غيرُ مغادر ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله شهادتين تُصعدان القول وترفعان العمل ، لا يخف ميزان توضعان فيه، ولا يرجح ميزان ترفعان عنه ، صلوات ربي وسلامه على مصطفاه وعلى آله الأوفياء البررة وعلى من سار على طريقهم واقتفى أثرهم إلى يوم الميعاد0أما بعد: فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله تبارك وتعالى تدرعوا بها في الشدة والرخاء في السراء والضراء اعمروا بها أوقاتكم صباحاً ومساءً فبها تدفع المحن والبلايا والفتن والرزايا وصدق الله تعالى القائل )وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً (الطلاق2 أيها الإخوة المؤمنون: الكوراث والمصائب من أقدار الله، وقد نبأنا الرسول r بكثرتها في آخر الزمان، كالزلازل والخسف والمسخ والقذف، والملاحظ في الآاونة الأخيرة، أنه لا تكاد تخلو سنة أو شهر بل أسبوع من حوادث تهز العالم هزاً 0ففي كل يوم يمر بالعالم أحداث ، محلية ودولية ، بعضها له تثير محدود على بلد معين ، وبعضها له تأثير على العالم بأسره أو جزء منه0ولا زلنا بين كل آونة وأخرى نسمع من مصادر الأخبار العالمية أنباء فيها عبرة لمن اعتبر، وذكرى ) لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ( قّ: من الآية37 ، من فيضانات تغرق القرى، وتخرب المدن ،وتزهق الأرواح، وتتلف الأموال ، ومن إعصارات جوية تنسف الجسور، وتدك الحصون ، ومن براكين أرضية ،ومن سيول وفياضات جارفة ،تكتسح النخيل والزروع ، ومن خسوف وكسوف ، ومن كوارث أرضية،وفتن ومحن ، ومن زلازل تدمر المنازل ،وتقلب الأرض وتتلف النفوس والمتاع فيا أيها الأخوة المؤمنون : لا يخلو زمن من الأزمان إلا وفيه من مصائب الزمان، ونوائب الحدثان ، وليست أمة من الأمم مخصوصة بنوع من البلاء دون غيرها، حتى يأمن الآخرون فجائع الدهر 0 فجائع الدهر ألوان منوعة **** وللزمان مسرات وأحزان وكل ينال حضه من هذا الابتلاء ، وتلك الأيام نداولها بين الناس وقد تبتلى بعض الأمم بالسراء ، ويبتلى غيرها بالضراء ) كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ( الأنبياء : 35 ، وكل أمر بتقدير الله جل وعلا وتدبيره، ويعفو ربنا برحمته ويعفو عن كثير، وقد تكون المصائب مره ، فتكن للجاهلين علما وللغافلين عضة وعبرة ،فهل من مدكر0نعم يا عباد الله .. تمر بنا عظيم العبر ونسمع شر الخبر، مما يحدث حول العالم في هذا العصر ، وكان آخر ما حدث بنا من إعصار حل بمن حولنا فهل من معتبر، نمر بأيّامٍ عصيبَة وتداعيات أحداثٍ عاصِفة ومستجدّات قاصِفة. إعصار وعواصف أطبقَت غيومُها، فسالت الارض شعابها ووديانها وشوارعها،طاف ببعض دول الخليج طائف الإعصار مبتدئا بسلطنة عمان ولازال بهم هذا الإعصار حتى الآن مرورا بجيرانها وهم منا ليس ببعيد ، فعند هذا الحدث المهول0ايها الإخوة نقف على مافيه من عبر واعتبار جعلنا الله وإياكم من الذين إذا ذكر تذكر واعتبر وأناب0 نعم لقد تابع الكثير منا ماتناقلته وسائل الإعلام المختلفة المرئية والمقروءة منها عن هذا الإعصار الهائل الذي أطلق عليه اسم (إعصار جونو) وتم متابعة مداره وسيرة لحظة بلحظة عبر الأقمار الصناعية ونقل أحداثه وحوادثه على الهواء مباشرة للعالم أجمع 0وهذا الإعصار هو عبارة عن رياح شديدة مصحوبة بغيوم وأمطار غزيرة كثيفة تأذى منها الناس وتضرروا، وبان عجزهم عن ردها ودفع ضررها ، ويعتبر هذا الإعصار من أشد العواصف ضررا على المناطق الذي حل بها ،بأمر العزيز الحكيم0 والذي حاصر في أول حدوثه دولة سلطنة عمان برياح سرعتها مايقارب مائة وثمانون كيلوا مترا في الساعة 0 مصحوبا بأمطار غزيرة نتج عنها سيول جارفة وهائلة ورياح هادرة، سحقت كل من في طريقها وشلت حركة الشوارع ،وحاصرت جميع السكان في داخل منازلهم عدة أيام ، حتى أصبحت جميع المدارس مأوى لكثير من المواطنين ، وشلت حركة النقل عندهم فأغلقت المواني المطارات ،وقل سير السيارات وعطلت المدارس والجامعات , وأصبحوا غير قادرين على ممارسة أعمالهم اليومية المعتادة 0فتقطعت بهم السبل بسبب المياه الجارفة والرياح العاتية ،والأمطار الحامية وغمرت المياه الطرقات وسددتها الأشجار المتساقطة وتهاوت كثير من أعمدة الكهرباء، وأصبحت الشوارع عبارة عن أنهار جارية بالمياة في بعض المناطق الساحلية وصل الماء إلى اليابسة ودخل إلى مساكنهم وإن كانوا لها محكمين،فأعلنت الطواري في جميع أنحاء البلاد0نسأل الله سبحانه أن يفرج كربتهم ، وان يحفظهم من كل سؤ ومكروه 0الله أكبر ما أهون الخلق على الله، وما أعظم قدرة الله، تختلّ برامجهم لأدنى حدث كوني، وتتأثّر حياتهم إذا هبّت ريح عاصف 0إنها فيضانات قد أغرقت الشوارع بالماء 0لقد أحدث هذا الإعصار دمار هائل على المنطقة التي يأتي عليها ولنا عبرة في الأعاصير على الرغم من الاستعدادات وأخذ الإحتياطات اللازمة 0 يقول قائلهم: إنه أمر لا يصدق ، إنها قوة الله عز وجل فلا تصمد أمامها قوة وتبقى قوة الله فوق كل قوة 0وإذا أراد الله شيئا فلا راد لقضائه سبحانه وتعالى0إنها نذر ولكن أين المعتبرون؟، وآيات ولكن أين المؤمنون؟ قد طاف بهم طائف الإعصار فأحل الأمن خوفاً والحياة موتاً ،والعامر خراباً ، سائلين المولى أن يلهمهم الصبر ويكون عبرة لمن يعتبر، فلعلنا نتعظ ونعود إلى الله ،متجردين من الذنوب تائبين مستغفرين الله 0نعم أيها الأخوة المؤمنون : لقد أراد الله أن يبين للعالم أنه مالك الملك، العزيز القهار الجبار، لا تقف قوة أمام قوته، ولا توازي عظمة عظمته، وهل يقدر غير الله أن يأمر الأرض فتهتز فتدك ما عليها؟! لنا ـ يا عباد الله ـ مع هذا الحادث محطات تأمل ومنازل تفكر واعتبار منها: بيان عجز الإنسان وضعفه وإحاطة قوة الله وقدرته به من كل الجهات: من فوقه، ومن تحته، وفي أرضه وسمائه وهوائه بيانُ عظيمِ بطش الله وقهرِه وجبروته وشدّته وقوة محاله وعظمته، )إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (البروج:12،) وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ( الزمر:67. فإن الله سبحانه عزيز ذو انتقام، إنه سبحانه قوي عزيز، إنه سبحانه فعال لما يريد، وهو على كل شيء قدير، إنه سبحانه شديد المحال، إنه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، إنه هو الرزاق ذو القوة المتين. ولا شك ـ يا عباد الله ـ أنّ هذه عقوبات على ما يرتكبه العباد من الكفر والفساد، وفيها لمن حولهم عبر وعظاتٌ لا يدركها إلا أولو الألباب، وهي تظهر قدرة الله الباهرة، حيث يأذن لهذه الأرض أن تتحرك لبضع ثوان، فينتج عن ذلك هذا الدمار وهذا الهلاك وهذا الرعب 0 أيها المسلمون :إن تلك السنن الربانية التي قررها الله تعالى في الأمم السابقة لا تختلف زماناً ولا مكاناً فهي سنن مطردة في الأفراد والشعوب والمجتمعات والأمم؛ فمتى ما بغت وكابرت واستكبرت وعاندت أمهلها الله واستدرجها بالنعم المتعددة المتلونة )سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ (الأعراف: من الآية182 ثم يأخذهم أخذ عزيز مقتدر. يقول الله تعالى: )فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ (الأنعام:44 . قال الإمام ابن كثير في قوله تعالى: )فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ(: أي فتحنا عليهم أبواب الأرزاق من كل ما يختارون، وهذا استدراج منه تعالى وإملاء لهم عياذا بالله من مكره ولهذا قال: )حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا(: أي من الأموال والأولاد والأرزاق أخذهم على غفلة وغرة منهم فإذا هم آيسون من كل شيء. لا إله إلا الله القوي الجبار العزيز القهار،) إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (يّـس: من الآية82. لا إله إلا الله لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء. وإن الرياح أيها الإخوة المؤمنون جند من جنود الله تعالى التي لا يقاومها شيء، فإذا خرجت عن سرعتها المعتادة -بإذن ربها-، دمرت المدن وهدمت المباني، واقتلعت الأشجار، وصارت عذابا على من حلت بدارهم. فلما عتا قوم عاد وقالوا: ) مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً( فصلت: من الآية15 ، أرسل الله عليهم الريح العقيم، فقال جل وعلا: )وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ*مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ( الذاريات: 41-42، قال البغوي: هي التي لا خير فيها ولا بركة ولا تلقح شجرا ولا تحمل مطرا، ما تذر من شيء أتت عليه من أنفسهم وأنعامهم ومواشيهم وأموالهم إلا جعلته كالرميم؛ أي كالشيء الهالك البالي، وهو نبات الأرض إذا يبس وديس. قال مجاهد: كالتبن اليابس. وقد سماها الله تعالى )عَاتِيَةٍ( في قوله: )وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (الحاقة:6 ، قال المفسرون: عتت عليهم بغير رحمة ولا بركة. وقيل: عتت على الخزنة فخرجت بغير حساب.كيف لا؟! وهي جند من جنود الله ينصر بها من يشاء من عباده المؤمنين كما حصل في غزوة الخندق. قال الله تعالى: ) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً (الأحزاب:9 روى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: هي الصبا كفأت قدورهم ونزعت فساطيطهم (خيامهم) حتى أظعنتهم.. وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما من حديث ابن عباس قال: قال رسول الله r ( نصرت بالصبا، وأهلكت عاد بالدبور )، والصبا: هي الريح الشرقية، والدبور: هي الريح الغربية. وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كان رسول الله rإذا كان يوم الريح والغيم؛ عرف ذلك في وجهه، وأقبل وأدبر‏.‏ فإذا مطرت، سر به، وذهب عنه ذلك.‏ قالت عائشة‏:‏ فسألته‏،‏ فقال‏:‏ (‏ إني خشيت أن يكون عذابا سلط على أمتي ‏) رواه مسلم. وكان النبي rإذا عصفت الريح قال‏:‏ ‏( اللهم‏!‏ إني أسألك خيرها، وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به،‏ وأعوذ بك من شرها، وشر ما فيها، وشر ما أرسلت به ) رواه مسلم.‏ وقد قال الله عن قوم صالح عندما أرسل عليهم الريح: ) فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ( الاحقاف:24 فلم يظنوا في السحابة التي أظلتهم سوى أنها ظاهرة كونية قد تتسبب في نزول المطر، خاصة وأنهم كانوا ممحلين محتاجين إلى المطر. ولكن؛ لم تكن هذه الغمامة سوى العذاب!ونقل ابن كثير في تفسيره: عن عبد الله بن عمرو قال: (الرياح ثمانية: أربعة منها رحمة، وأربعة منها عذاب. فأما الرحمة: فالناشرات والمبشرات والمرسلات والذاريات. وأما العذاب: فالعقيم والصرصر -وهما في البر-، والعاصف والقاصف -وهما في البحر-، فإذا شاء سبحانه وتعالى حركه بحركة الرحمة؛ فجعله رخاء ورحمة وبشرى بين يدي رحمته ولاقحا للسحاب تلقحه بحمله الماء كما يلقح الذكر الأنثى بالحمل. وإن شاء حركه بحركة العذاب؛ فجعله عقيما وأودعه عذابا أليما، وجعله نقمة على من يشاء من عباده؛ فيجعله صرصرا وعاتيا ومفسدا لما يمر عليه)0 أيها المسلمون: كما أن الرياح جند من جنود الله يسلطها على من يشاء؛ فإنها -أيضا- خلق من خلق الله يسخرها لمن يشاء من عباده. قال المولى تبارك وتعالى: )وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ( الأنبياء:81 ، وقال تعالى: )وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ( سـبأ: من الآية12. قال قتادة: (تغدو مسيرة شهر إلى نصف النهار، وتروح مسيرة شهر إلى آخر النهار؛ فهي تسير في اليوم الواحد مسيرة شهرين) إن كثيرا من الدول والأمم والمجتمعات غالبا ما تضرب لهذه الرياح والأعاصير ألف حساب؛ فتقرأ الأحوال الجوية وتتنبأ بوقت ومكان حدوثها، وتتخذ من أجلها الاحتياطات وتشغيل الإنذارات وتجهيز الملاجئ! ومع هذا كله إلا أنها لا تتجاوزهم إلا بخسائر فادحة في الأرواح والأموال، وتلفيات في الممتلكات! أيها المسلمون: إن مما ينبغي الحذر منه: هو نسبة هذه الظواهر إلى الطبيعة! كما يسميها بعضهم: (غضب الطبيعة)!! وكما يقول بعضهم: إن هذه ظواهر طبيعية، لها أسباب معروفة، لا علاقة لها بأفعال الناس ومعاصيهم!! كما يجرى ذلك على ألسنة بعض الصحفيين والإعلاميين، حتى صار الناس لا يخافون عند حدوثها، ولا يعتبرون بها. قال العلامة ابن عثيمين -رحمه الله- : "ونحن لا ننكر أن يكون لها أسباب حسية، ولكن: من الذي أوجد هذه الأسباب الحسية؟؟ إن الأسباب الحسية لا تكون إلا بأمر الله عز وجل، والله بحكمته جعل لكل شيء سببا؛ إما سببا شرعيا، وإما سببا حسيا. هكذا جرت سنة الله عز وجل" انتهى كلامه يرحمه الله تعالى0 أيها المسلمون: إن من الناس من يتذمر عندما يرى الريح والغبار، وربما تطاول؛ فسبها وشتمها!! وهذ أمر قد نهى عنه رسول الله r حيث قال: ( لا تسبوا الريح، فإذا رأيتم ما تكرهون؛ فقولوا: اللهم! إنا نسألك من خير هذا الريح وخير ما فيها وخير ما أمرت به، ونعوذ بك من شر هذا الريح وشر ما فيها وشر ما أمرت به) الترمذي ، وقال: ( لا تسبوا الريح؛ فإنها من روح الله تعالى، تأتي بالرحمة والعذاب، ولكن؛ سلوا الله من خيرها، وتعوذوا بالله من شرها ) رواه أحمد وصححه الألباني ومما ينبغي التبيه عليه: هو قول بعض الناس: (اللهم! اجعلها رحمة ولا تجعلها عذابا، اللهم! اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا)، فهذا حديث ضعيف جدا [ضعيف الجامع للألباني]، وإنما الثابت من سنة رسول الله -عليه الصلاة والسلام- هو ماذكرناه آنفا 0 أيها المسلمون: لقد جرت سنة الله عز وجل في عباده أن يعاملهم بحسب أعمالهم؛ فإذا اتقى الناس ربهم الذي خلقهم ورزقهم؛ أنزل عليهم البركات من السماء، وأخرج لهم الخيرات من الأرض، كما قال سبحانه: ) وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ( الأعراف: من الآية96 ، وقال تعالى: )وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً( الجـن:16 وإذا تمرد العباد على شرع الله، وفسقوا عن أمره؛ أتاهم العذاب والنكال من الكبير المتعال. فإذا كان العباد مطيعين لله عز وجل، معظمين لشرعه؛ أغدق عليهم النعم، وأزاح عنهم النقم، وإذا تبدل حال العباد من الطاعة إلى المعصية، ومن الشكر إلى الكفر؛ حلت بهم النقم، وزالت عنهم النعم. فكل ما يحصل للعباد من محن، وكوارث ومصائب؛ )فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ( ؛ كما قال تعالى: )وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (الشورى:30 وإن ما نشاهده من هذه الآيات الكونية؛ لهي آية من آيات الله تجعل المؤمن متصلا بالله، ذاكرا له شاكرا لنعمه، مستجيرا به خائفا من نقمته وسخطه.. قال عز وجل: )وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ( يوسف:105أي: لا يتفكرون فيها ولا يعتبرون بها. فكم دعانا القرآن الكريم إلى الاعتبار بما حل بمن قبلنا ، وبمن حولنا لنتعظ ولنقف عند حدود الله فلا نتعداها ،) قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ(الأنعام:11 وذلك رغبة منه أن نصحح أحوالنا ونغير حالنا ، ونقلع عن ذنوبنا . وقد علمتم أيها الأحبة أن مدار القرب من الله تقواه ، علم ذلك ووعاه كل من تدبر كتاب الله تعالى ، وعرف معناه ، وتجرد للحق ولم يتبع هواه . وكل من نظر في قصص الأولين رأى فيها ما كانوا عليه من قوة في الأبدان ، وسعة في السلطان ، وكان بأسهم شديدا ، لكنهم لما عصوا ربهم ، أخذهم بذنوبهم ، )وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ (غافر: من الآية21. فقطع الله دابرهم ، وأهلكهم عن آخرهم ،) فتلك بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا (النمل: من الآية52 ، )فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلاً( القصص: من الآية58 )وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ*أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَائِمُونَ*أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحىً وَهُم ْيَلْعَبُونَ*أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ( الأعراف: 96-99 وهذه موعظة وعبرة لنا يا عباد الله، والله قادر أن يبعث البحر في أي لحظة ويطم على البلد ولذلك لا بد من الرجوع إلى الله والتوبة وأخذ العبرة والعظة ولذلك القلب الحي يعيش مع هذه المشاهد بضوء القرآن والسنة0فاستغفروا الله عباد الله وتوبوا إليه، فذلك أمان من العذاب بإذن الله، لا سيما وقد ذهب الأمان الأوّل رسول اللهr قال الله تعالى: ) وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ( الأنفال: 33 نسأل الله عز وجل أن يجعلني وإياكم من الذين إذا وعظوا اتعظوا، وإذا أذنبوا استغفروا، وإذا ابتلوا صبروا، إنه سميع مجيب. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: )فَكُلّاً أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ العنكبوت:40 بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ، أقول ما تسمعون فاستغفروا الله العظيم الجليل الكريم من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم .

الخطبة الثانية كفى بإعصار جونو واعضا الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وأشهد أن الله الملك الحق المبين، لا إله إلا هو وحده لا شريك له، يفعل ما يشاء وهو الحي الذي لا يموت وهو القوي العزيز، وهو على كل شيء قدير لا راد لقضائه ولا مبطل لحكمه سبحانه وتعالى وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الرحمة المهداة البشري والنذير والسراج المنير صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين. عباد الله : انه ليس بين الله وبين أحد من خلقه نسب ولا حسب, )فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ (الأعراف: من الآية99، هل تدعونا هذه الآيات والنذر لمراجعة أنفسنا وتصحيح أخطائنا؟إنّ رغد العيش قد ينسي وإنّ الأمن من مكر الله قد يطغي. أنظروا ماذا عملنا لدين الله وقد أسبغ علينا نعمة ظاهرة وباطنة، وفي كلّ يوم ينتقص الدين, ويسخر بأركانه وقيمه، وكيف حالنا في الدعوة، وغيرنا من أصحاب الديانات والمذاهب الباطلة ينشطون لباطلهم ويتقدّمون بدعوتهم.ما نصيبنا من الشعيرة العظمى وعلامة الخيريّة في الأمّة (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) وكم من معروف يحتاج إلى أمر وإظهار، وكم من منكر يشيع ويحتاج منّا إلى ردّ وإنكار ومدافعة بالتي هي أحسن، وتعالوا نكن أكثر صراحة فما حالنا مع الفرائض الأساسيّة للإسلام، وخذوا مثالا للصلاة والزكاة، كم هم الذين هم عن صلاتهم ساهون, كم تشكوا المساجد من ندرة المصلّين لا سيما صلاة الفجر، وإذا رأيت ثمّ رأيت وجدت رجالا يتخلّفون وهم مكتملون في صحّتهم, آمنون في سربهم، لا عذر لهم في التخلّف إلّا الكسل والسهر، أولئك ينامون حين ينامون على أنعم الله ويستيقظون حين يستيقظون على أنعم الله، ما بالهم يتأخّرون عن المكتوبة، لا يشهدون صلاة الفجر إلا عدداً يسيراً ،ونزراً قليلاً من الرجال ، وبقيتهم يتقلبون في فرشهم غافلين عن دعاة الفلاح ،وأصوات المآذن لا يجيبون داعي الله ، وصنف آخر من المسلمين هجروا الصلاة مع الجماعة، وبذلك عطلوا بيوت الله ، وما حالهم وبم يفكّرون إذا رأوا نذر السماء؟ إنها مصائب ورزايا, والنذر صباح مساء, وآخرون قد أغناهم الله وأعطاهم من المال ما أعطاهم، فإذا بهم يتخوضون في مال الله، يتجاوزون الحلال إلى الحرام, يتثاقلون الزكاة ويتأخّرون في الصدقات, وينسون أو يتناسون أن في أموالهم حقّا للسائل والمحروم، ولا يتحرّجون في أنواع من المعاملات والمساهمات، وإن داخلها الحرام والربا. وكثير من الناس لا يخشون الله ولا يراقبون في مكسبهم ، وأكلوا بعض المال بالباطل، مستخدمين أصنافاً من الغش والخداع والاحتيال، ونقص المكيال0ألا تشهدون قطيعة الأرحام ، ألا ترون عقوق الوالدين ، ألا ترون قلة ذكر الله ، ألا ترون إعراض عن طاعة الله ،وانتهك كثير من الناس المحرمات ، وتساهلوا بالزنا والمخدرات ، ناهيك عن روَّاد القنوات ، وأصحاب الفضائيات ، فهم في عالم لا كالعالم ، وفي خيالٍ لا كالخيال ، إن سَلِمَ من فلمٍ ساقط ، وقع على رقصٍ فاضح ، أو سَلِمَ من طَعنٍ في الدين ،، وقع في شهواتٍ إلى الجبين ،شباب قابعون وراء الفن الزائف ، راقصون وراء الأغنية الماجنة ، راكضون وراء الكرة الفارغة ، أُمنيّة أحدهم أن يسجل هدفاً ، أو أن يفوز ناديه في التصفية ، إذا تحدث تحدث في أخبار اللاعبين أو الفنانين ، وإذا خاصم خاصم من أجل أن هذا اللاعب أو هذا الفنان أو الفنانة أحسن من ذاك ، فإذا كبُر همُه قليلاً أخذ يجمع أشرطة الساقطين والساقطات من المغنين والمغنيات ، قد هام حباً بهذه الفنانة أو اشتاط غضباً من ذلك الفنان ، فأين هؤلاء الشباب عن دينهم ؟أين شباب الإسلام عنالمساجد ؟، أين الشباب عن الذكر ؟، أين الشباب عن القرآن ؟، أين الشباب عن العفة والكرامة ؟ أين الشباب عن قيام الليل ؟ أين الشباب عن حفظ القرآن ؟ أين الشباب عن التنافس في الطاعات وحفظ المتون والدعوة إلى اللّه ؟ أين الشباب عن إنكار المنكر ؟ أين الشباب عن طاعة الوالدين ؟ أين الشباب عن حسن التعامل مع المجتمع ؟ طائعٍ لشيطانه ، همه التفنن في قيادة السيارة ، قد أزعج الخاصة والعامة ، وجلب للناس الضجرَ والسآمة ، فكم من داعٍ يدعو عليه ، وكم من مبتلى به يتمنى زواله ،لايمشي الا وهو حامل سلاحه0حتى أنهم تساهلوا بالدماء ، وقتل الأنفس بغير الحق ، ولا ظهر في قوم القتل ، يقتل بعضهم بعضاً إلا سلط الله عليهم عدوهم ، ولا ظهر في قوم عمل قوم لوط إلى ظهر فيهم الخسف ، وما ترك قوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا لم ترفع أعمالهم ولم يُسمع دعاؤهم.إلا لم ترفع أعمالهم ولم يُسمع دعاؤهم 0 إن الفتن كما تدفع بالدعاء تدفع بالدعوة، والمنكر إذا ظهر واستعلن فلابد من إظهار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، )وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ( الأنفال: 25. 0 فيا عباد الله .. لقد أصيب أناس بفسادٍ في فطرهم ،وظلمة في قلوبهم، وكدرا في أفهماهم، ومحق في عقولهم، وعمتهم هذه الأمور، وغلبة عليهم حتى ربى فيها الصغير ،وهرم عليها الكبير فلم يروها منكراً ، أقاموا البدع مقام السنن ، والنفس مقام العقل ، والهوى مقام الرشد ، والضلال مقام الهدى ، والمنكر مقام المعروف ، والرياء مقام الإخلاص ، والباطل مقام الحق ، والكذب مقام الصدق ، والمداهنة مقام النصيحة ، والظلم مقام العدل ، فصارت الغلبة لهذه الأمور ، فإذا رأيت دولة هذه الأمور قد أقبلت ، فباطن الأرض والله خير من ظهرها ، وقمم الجبال خير من السهول ، ومخاطبة الوحوش أسلم من مخالطة الناس ، أقشعرت الأرض ،وأظلمت السماء ،وظهر الفساد في البر والبحر ، وذهبت البركات، وقلت الخيرات ،وهزلت الوحوش، وتكدرت الحياة من فسق الفسقة ، وبكى ضوء النهار، وظلمة الليل من الأعمال الخبيثة ، والأفعال الفظيعة، وشكى الكرام الكاتبون،والمعقبات إلى ربهم، وكثرت الفواحش، وغلبت المنكرات والقبائح ، وهذا والله منذر بسيل عذاب، قد انعقد غمامه ، ومؤذن بليل قد أدلهم ظلامه ، فاعزلوا عن طريق هذا السيل بتوبة نصوح ،ما دام بابها مفتوح 0 ألا فاتقوا الله يا عباد الله 0 وقفوا عند حدود الله وعظّموا حرماته, )فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (فاطر: من الآية5, وإيّاكم أن تزيدوا فسوقاً كلما زادكم الله نعيما وأنتم تقرءون عن قوم قال الله فيهم: )فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ. فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ( الأنعام:44،45.فلنتق الله -أيها المسلمون- ولنأخذ بأسباب النجاة؛ فإن هلاك الإنسان ونجاته مقيد بما كسبت يداه، ولنعتبر بمن حولنا، ولنتعظ بما يجري بالأقوام من غيرنا، كان عبد الله بن مسعود يحدث في المسجد: (إن الشقي من شقي في بطن أمه، والسعيد من وعظ بغيره). ثم اعلموا أيها المسلمون إن الأرض التي تحملكم ،والسماء التي تظلكم مطيعتان لربكم ، فلا تمسكان بخلاً عليكم، ولا رجاء ما عندكم ،ولا تجودان توجعاً لكم ولا زلفى لربكم ، ولكن أُمرتا بمنافعكم فأطاعتا، وأقيمتا على حدود مصالحكم فأقامتا ) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ( فصلت : 11 ، قال علي : ابن أبي طالب رضي الله عنه : إنه ليس من عبدٍ إلا له مصلى في الأرض ، ومصعد عمله من السماء ، وإن آل فرعون لم يكن لهم عملٌ صالحٌ في الأرض وال عملٌ يصعدُ في السماء ، ثم قرأ ) فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ ( الدخان : 29 ، فاتقوا الله واستقيموا على دين الله ، يرزقكم الله ياعباد الله) وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً ( الجن : 16 نسأل الله العلي القدير أن يحفظ بلادنا وجيراننا وكل بلاد المسلمين من كلّ سوء و مكروه, وأن يهدِ ضالّ المسلمين وان يردهم إليه ردا جميلا وأن لايؤاخذنا بما فعل السفهاء منا يارب العالمين0 اللهم يا من أودع في الكون روعته ، وأرسل في الحياة إبداعها ، ونشر في الأرجاء رحمته ، لا تجعلنا من أشقياء الدنيا والآخرة ، واهد لنا شيبنا وشبابنا إنك على كل شيء قدير ،ثم اعلموا أيها المؤمنون ان من خير الأعمال في هذا اليوم العظيم الصلاةَ على نبيكم محمدٍ فصلوا وسلموا على رسول الله امتثالا لأمر الله حيث امركم ربكم بقول )إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً( ، اللهم صلِ وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وارض اللهم عن الصحابة أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بعفوك وإحسانك ورحمتك يا أرحم الراحمين اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين وأذل الشرك واخذل المشركين ودمر أعداءك أعداء الدين واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين اللهم اجعلنا ممن تعرف إليك في حال الرخاء فتعرفت إليه في حال الشدة اللهم ارحمنا فانك بنا راحم لا تعذبنا فانك على ذلك قادر . الطف بنا فيما جرت بنا المقادير ياذا الجلال والإكرام . كما أسأل الله لي ولكم حفظاً وهدايةً وسداداً، اللهم اجعلنا من المقبولين الذين رضيت عنهم ورضوا عنك، اللهم بيض وجوهنا يوم تبيض وجوه وتسود وجوه، اللهم بعلمك الغيب وبقدرتك على الخلق أحينا ما كانت الحياة خيراً لنا وتوفنا إذا كانت الوفاة خيراً لنا، اللهم إنا نسألك خشيتك في الغيب والشهادة، ونسألك كلمة الحق في الغضب والرضا، ونسألك القصد في الغنى والفقر، ونسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مظلة، برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم احفظ ووفق إمامنا لما تحب وترضى، وخذ بناصيته للبر والتقوى، اللهم واجعله من الهداة المهتدين، اللهم أعنه على أمور الدنيا والدين، اللهم وفق بطانته لما فيه الخير للإسلام والمسلمين إنك على كل شيء قدير اللهم أصلح ولاة أمور المسلمين ووفقهم لعمل الخير اللهم اغفر للمسلمين والمؤمنين والمؤمنات انك سميع قريب مجيب للدعوات . ربنا عليك توكلنا واليك أنبنا واليك المصير اللهم أغفر لنا ولآبائنا وأمهاتنا وسائر قراباتنا . اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين ، وعاف المبتلين ، واقض الدين عن المدينين ، وفرج كرب المكروبين . اللهم اجعل لنا ولكل مسلم ومسلمة من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية )رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ( )رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى القَوْمِ الكَافِرِينَ ( )سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ* وَسَلَامٌ عَلَى المُرْسَلِينَ * وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ(







رد مع اقتباس
قديم 08-06-07, 02:49 AM   رقم المشاركة : 2
الفارس
المشرف العام
الملف الشخصي






 
الحالة
الفارس غير متواجد حالياً

 


 



جزاااااااااااااك الله كل خير


خطبة بالغه وموعظة مؤثره



توقيت مناسب لما يحدث من كوارث من حولنا

وهذا دور الخطيب الناجح الذي يريد الخير لمجتمعه وإمته


نفع الله بها الجميع









التوقيع :

رد مع اقتباس
قديم 19-06-08, 05:43 AM   رقم المشاركة : 3
12345
عضو فعال
الملف الشخصي






 
الحالة
12345 غير متواجد حالياً

 


 

رد: للخطباء خطبة عن اعصارقونو ( منقوله )

[align=center][align=center]أخوي أبو الطيب لقد نقلت هذه الخطبة التي عنوانها
(كفى باعصار قونوا واعضا)

بدون ماتذكر صاحب الخطبة ومصدرها
لان حقوقها محفوظة لصاحبها
و من الواجب عليك أن لاتهضهم حقوق الآخرين
وخاصة أن حقوق الخطبة محفوظه
كما هو موضح في أسفل الخطبة
ثم اعلم هداك الله أن طريقتك هذه منافية لتعاليم الاسلام
فمن الواجب أن تذكر اسم الخطيب ومصدر الخطبة
حيث انني عثرت بالصدفة على مصدرها
فأود التنبيه لك لكي لاتقع في هذا الخطأ مرة اخرى
وهذا رابط الخطبة
[/align]

http://www.algannam.com/pafiledb.php?action=file&id=230

وهذا مصدرها


[align=center]والخطبة للشيخ
عبدالعزيز بن محمد القنام
امام وخطيب جامع النويعمة
بمحافظة وادي الدواسر
موقع
( خطب القنام لوعظ الأنام)
[/align]

http://www.algannam.com/

هذا للتنبيه والله الهادي الى سواء السبيل[/align]







رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:28 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
تعريب :عاصمة الربيع

تصميم وتطوير سفن ستارز لخدمات الاستضافة والتصميم