مدخل : صرخت حروفي بمدادٍ هو أنتِ
وبصدري تجثم حرائق أشعلتها سنينُ الفقد
فغرقت فيكِ اشتعالاً
عندما التقيت بكِ
أزحت سنين عمري الهارب
من قيود الحنين
فوشايتي بحبكِ بدأت حيث لا تنتهي
لأنهم علموا أن الزهور أخذت أريجها من رائحتكِ
فلم تكوني مجرد أنثى تقتسم الحب مع رجلٍ بارد
بل كنتِ فتنة العشاق وملهمة الرسامين
من شفتيكِ عرف العالم سر النبيذ
وفي عينيكِ يغرق الشاعر بلا قصيد
وفي أمسياتكِ يلتحف الدفء أقاصي الوجع
فلا برد ٌ ولا زمهرير
!
تقابلني
فتغرف لي من أنهار الجنةِ قطراتُ ماء
تلامس شفتاي .. قطرةً قطرة
فأسكر بلا خمر
وأثمل بلا كأس
فهي كأسي وهي خمري
وأمضي العمر عربيداً في حانتها
!
يا أنثى كتبت لي أسمي حينما كنت لا أقرأ بفتنة العطر
وعلمتني ..
أن الحب نصفه الأول جنون
ونصفه الآخر ..
انتحارٌ في روح من تحب !
واليوم أخبريني كيف لا أشتعل
علميني كيف يكون الصمود
أمام عينيكِ الناعستين
أمام خصركِ الراكد فوق لجةِ ماء
أمام اشتهاء شفتيكِ المعطرة بالياسمين !
اليوم أخبريني أين الهرب
من أقاصي الوجع اللذيذ
من حرقة الحروف وهي تمتطي فجيعة الانصهار
من توحد الأشياء ساعة لقاء
!
اليوم أمطيرني بعمري الهارب من أقداح النسوة
من أسرار السحر
من غبار الوهم ومتاهات الرحيل
!
اليوم استعمري كل أشلائي الممزقة بثورة غضبكِ
اقتلي كل غيرة الرجال في رجولتي المذبوحة على بوابة قلبكِ
حرريني .. من إغراق الشهوة
من إظهار الفتنة
من ظروف المرهقين
من حياة البائسين
!
اليوم استعيدي بماء الوصل عطش أمسي
واسقيني
بفناجيل مدتها يداكِ المرتعشة باللهب
اصلبيني على حدود ارتحالكِ كي لا ترتحلي
واقذفي بي إلى الإغواء
واتركيني اتراقص بغناء
!
وأنا ..؟
أنا البارد لغير نسيمكِ
والمتصوف لكل النساء
لكِ أخلع إزار العابد وأنسى قراءة تعاويذ السحر
وافقد ذاتي وأتحرر إليكِ بمتعة فاقت متعة طفل بالهدايا والألعاب في صبح عيد
!
وأنا ..؟
أغسل كفي بماء الورد لملاقاتكِ
وأبدد عطر الياسمين على زهر صدري لموافاتكِ
وأستنشط الجري لدخول عالمكِ
!
وأنا ..؟
أنـــا
أنــــــــــــا
فقط أحبكِ
سمايـ عيونكـ[/color][/size][/font]