كيف تختار غذائك
ما من شك في أن طبيعة مهنة الإنسان وطراز حياته يفرضان علية نظاما غذائي مميزا.
مثال ذلك.. أن الأشخاص الذين تقتضيهم مهنهم أن يقضوا جل أوقاتهم في غرفة قليلة التهوية دون أن يتحركوا يحتاجون إلى غذاء سهل الهضم ومنشط للجسم حتى لوكان هذا الغذاء فقير إلى حد ما بالحريرات.
أي أن الغذاء الصالح لهؤلاء هو الخضار النيئة والفواكه فالماء الذي يحتويه الخس أو السبانخ أو العنب أو البرتقال يسهل توازن الجسم ويساعد على طرح السموم كما أن الألياف السيللوزية الموجودة في هذه الأغذية تحرض على الإفراغ.
ولان هذه الأنواع من الأغذية تمد الجسم بمزيج ممتاز من الأملاح المعدنية فإنها تساعد على طرح البول وتجنب السمنة والترهل, ولما كان السكون وعدم الحركة مدة طويلة يجنح بالفقرات إلى التشويه ويسبب ضعف الكلس في العظام فإن أغذية تحتوي على الفيتامينات والكالسيوم هي خير مساعد على تعويض النقص وسد حاجة الجسم من تلك العناصر وغني عن البيان إلى أن نشير أن بعض الأمراض الانتانية (كالسل والأنفلونزا)يسبق الإصابة بها توفر جو محبوس كالمكاتب والمتاجر.
إلا أن هناك بعض المهن التي تتطلب من الدماغ جهدا كبيرا كما هو الحال لدى الذين يمارسون أعمالا فكرية فهؤلاء يحتاجون إلى أغذية إضافية تحث مراكز الأفكار في الدماغ على العمل.
ومع إن حاجة الدماغ المفكر لا تصل إلى الحريرات إلا أن الدراسة أثبتت أن الجهد العقلي يبدد كثيرا من الأملاح المعدنية وبشكل خاص المواد الفسفورية والكلسية لذا وجب عليهم تعويض هذه المواد,وهنا يبرز دور الحليب ومشتقاته كمصدر ممتاز للكلس والفسفور في آن واحد وهناك أيضا بعض الأغذية الغنية بالفسفور والكالسيوم كما هو في صفار البيض ورشيم القمح والبندق واللوز والأسماك.
ومن الضروري خلافا لما هو شائع أن يقلل العاملون بأدمغتهم من المواد المهيجة للمراكز العصبية كالقهوة والشاي فهي لاتغذي بل تفقر العضوية في المواد المغذية.
أما الذين يعملون بأعصابهم فان الغذاء الذي يحتاجون إلية هو المهدئات التي تقلل من تحفز الأعصاب وتشحنها بقدرة تساعدها على تحمل أسباب الإثارة والانفعالات فالنسبة لهؤلاء تكون وجبة العشاء هي أهم وجباتهم اليومية,ويحسن أن تحتوي على طبق حساء الخضار الكثيف وطبق من الخضار الخضراء وتعقبها قطعة جبن ولون واحد من الفاكهة ويجب الإقلال من اللحوم لأنها تزيد من حموضة الدم ولابأس أيضا في تناول القليل من الخس أو الجزر أو البطاطا المقلية فهي جميعها مهدئة للأعصاب مريحة لها.
أما الذين يعملون بأجسامهم وبعضلاتهم فانهم يحتاجون إلى مقدار عال من الحريرات, وطبيعي مثل هذه الطاقة الحرارية العالية لا يمكن الحصول عليها إلا عن طريق المواد السكرية والدهنية فالكبد يحول السكر إلى الجليكوجين فيوضع هذا في العضلات ناشرا الحريرات فيها,أما الدهون فان غرام منها يطلق حريرات تعادل ضعف مايطلقة 1 غرام من السكر ولكن هذه الطاقة لا يستهلكها الجسم بنفس السرعة التي يستهلك بها المواد السكرية لذا فالأحرى اعتبارها طاقة احتياطية اكثر منها طاقة عاملة.
ولتحقيق التوازن الضروري يجب تزويد الجسم بالحريرات اللازمة لمواجهة الجهد المفرط الذي يبذلونه ولتحقيق هذه الغاية نجد أمامنا قائمة تحتوي على الأغذية الضرورية ذات القدرة الحرارية العالية كالخبز والحبوب واللحوم والزيوت والاجبان والزبدة بالإضافة إلى بعض الفاكة ذات القدرة الحرارية العالية كالتمر والمكسرات ويجب أن يؤخذ بعين الاعتبار أن الجهد العضلي يتطلب طرح العرق بصورة مستمرة وهذا يلفت الانتباة إلى ضرورة تامين المقادير الكافية من السوائل لحفظ توازن أنسجة الجسم.
والمعروف أن العامل لا يستطيع تناول طعامه في المنزل نظرا لضآلة الوقت المتاح له للطعام,ولكن ذلك لا يعتبر سببا في إهمال التغذية وخير للعامل أن يحضر معه بعض المواد الغذائية التي تحقق المردود الحراري اللازم له مع بعض المواد الإضافية ذات القدرة الحرارية العالية كالجوز واللوز والبندق والتين المجفف والتمر وان يتناول في المساء وجبة تعويضية تحتوي على اللحم أو السمك أو الجبن.
بتصرف عن كتاب /الغذاء لا الدواء
للدكتور/ صبري قباني
المواضيع المتشابهه
يا راعي المندي عطني ربع تيس
العرض العادي
