يالمقهوي ، اليوم تربط بين تركي الدخيل وبين عبدالرحمن الراشد ، وبالأمس كُنت تربط بين العلمانية والشيوعية ، مع العلم بأنه لا رابط بينهما ، العلمانية هي فصل الدين عن الدولة ، وتحكيم الأمور الدنيوية والدينية إلى العقل ، الشيوعية هي إنكار أي دين سماوي ، بل ترى بأن الدين هو أفيون الشعوب ، وبأن الآله والملائكة والجن كلهم خُرافة ـ والعياذ بالله ـ بمعنى أنهم يختلفون في أهم الثوابت . هذا من جهة ، من جهة وجود روابط بين الدخيل والراشد ، أعتقد أنه إذا كان هناك رابط وقاسم مُشترك بينهما ستكون جريدة الجزيرة هي القاسم المُشترك ، الراشد كان مراسل لها في منتصف السبعينيات ( قرأت هذا الشيء يوما ما ) والدخيل بدأ مراسلاً لها بداية التسعينيات ، الراشد صنع نفسه بنفسه وأصبح في نظري وفي نظر الكثير من أكثر الكُتاب السياسيين حصافة في الوطن العربي ، يُشخص المرض ، لكن يُعاب عليه في رأيي وصف الدواء ، تماماً مثل المُفكر البليهي ، الدخيل بدأ مع إخوان بريدة ، وكان من أشهرهم منصور النقيدان ومشاري الذايدي في النصف الثاني من الثمانينيات الميلادية ، متأثرين بنفوذ الصحوة الذي إنتشر كالنار في الهشيم قبل ذلك التاريخ بعقد تقريباً . نسبة لا يُستهان بها من الشعب السعودي تأثر بالصحوة إبان حرب الخليج الثانية ( 1990م ) ، وكُلنا يعرف ذلك ، منهم من إستمر بها التأثير حتى إنتهى به الأمر في الأراضي الأفغانية أو بالسجون السعودية ، ومنهم من عاد إلى سابق عهده إنسان وسطي ليس مع هؤلاء ولا هؤلاء . مشكلة الدخيل أنه لا يعرف أين يضع قدميه ، حاول الليبراليون كسبه لتكملة العدد به ، بحكم أنه وجه إعلامي معروف ( أقول وجه وليس قلم ) ، وهذا الشيء معروف عند التيار الليبرالي وهو إستقدام أي كاتب يحمل جرأة غير مسبوقه وتمجيده ( رجاء الصانع مثال ) ، ولا يعنيهم مسألة نجاحه من عدمها . الأهم أنه يُحسب لهم لا عليهم . مع العلم أنه وفي نظري غالبية الكُتاب الذين يتبناهم التيار الليبرالي ينتهي بهم المطاف إلى لا شيء . فتجدهم يحاولون الإثارة بين فينه وأخرى بمواضيع وحوارات تلوي أعناق المُجتمع إليهم ، وسيكون للدخيل موعد مع ذلك ، فالأيام حُبلى . وكما ذكر الأخ الرحال مشكوراً بأن يجب علينا أن نفرق بين النقد والتجريح ، يجب كذلك علينا أن نفرق بين الطرافه من جهه وبين التهريج من جهه أخرى ، غالبية المقالات الطريفه التي نقرأها اليوم هي محاولة فاشلة لتقليد الكتابات الساخرة التي برع فيها القصيبي مُنذ فترة طويلة ، مع العلم بأني لا أنكر بأن هناك كُتاب إتخذوا مساراً وخطاً خاص بهم في الكتابات الساخرة كالسديري مشعل وجعفر عباس .
المقهوي أنت حكمت على الدخيل مُسبقاً بالكاتب الجيد ، مُبرراً هذا الحكم لوجوده في قناة العربية ، أحب أن أذكر لك بأن إحدى مراسلات قناة العربية في لبنان كانت تُقدم برامج غنائية . الراشد ومع الأسف إستقدم كل من هبّ ودب إلى قناة العربية ، حتى كتاباته في الأونة الأخيرة في الشرق الأوسط لم تعد هي تلك التي كُنا نقرأها قبل سنوات أكمل مسيرة عثمان العمير في قيادة الشرق الأوسط لكي تكون الجريدة الأولى في الوطن العربي وكان هذا الشيء ، لكن تراجعت في الآونة الأخيرة نظراً لرئيس تحريرها الشاب " طارق الحميد " ولإستغناءها عن مجموعة كبيرة من الكُتاب والمفكرين ، . اليوم وبعد أن قطع الراشد شوطاً طويلاً في عالم الصحافة أجده يفشل فشلاً ذريعاً في قناة العربية ، كيف يفشل بعد هذه النجاحات المتتالية في الجزيرة ومروراً بمجلة المجلة وإنتهاءاً بالشرق الأوسط ، هذا يعيدني إلى الصف الأول الثانوي حيث قرأت في كتاب الأدب العربي بأن الشاعر يكون في قمة عطاءه عندما يكون ما بين الثلاثين إلى الستين من العُمر ، هل ينطبق هذا الكلام على الشُعراء فقط ؟ شخصياً أراه يتعدى إلى الروائيين والمغنيين وحتى كُتاب الصُحف . الراشد يقترب اليوم من منتصف الخمسين من عُمره ورُبما مسألة تغيُره ناتجه عن تقدمه في السن حتى أنه في كتاباته الأخيرة وعلى غير العادة يحاول قدر الإمكان أن يُبهرها بالقليل من الجرأة أحياناً .
قصة العنزه التي ذكرها الدخيل في إحدى مقالاته هي حادثة حدثت لرجُل سوداني قرأت عنها قبل عدة أيام ، حيث تم إجبار هذا الرجُل بالزواج من العنزه بعد أن إكتشفوا بأنه يواقعها .
الدخيل يظنّ والله أعلم بأن كل مُقدم برنامج بإمكانه أن يُصبح كاتباً ومحرراً ومسئولاً ، تمنيت لو بقي على برنامج " إضاءات " ولا يخلق نسبة قُرّاء مستاؤون أكثر من التي خلقها في السابق .
الأخ الذي يبحث عن دليل لكتابات الدخيل الباثرة ، يقرأ التالي :
أن يُقّدر الله تعالى عليك الجلوس إلى جانب أحد هؤلاء الحمقى ، فيرن نقّالك(هو الجوّال وفي رواية الموبايل)، فإذا نظرت إلى المتصل وجدته رقم زوجتك، وخليلتك، وفي الأمثال: خير الناس من كانت زوجته عشيقته، ومن كانت وظيفته هوايته، فتمضي المكالمة وأنت قائم في شأن أهلك، طلباً للأجر، واتقاءً لغضبة مضرية زوجية، تدفع ثمنها من صحتك ووقتك، فإذا انتهت المكالمة، وتنفّست الصعداء، سكب سؤالاً أبلهاً في أذنك: عسى ما شر؟! فتجيب: ما يجيك. فيسأل: عسى الأمور زينة. فترد: الحمد لله. فيواصل : أهي المدام (يسمونها المُعزِّبة، وهي معالي زوجتك)؟ فتكتشف أن صاحبك بدأ يغوص عميقاً، لكنك تخجل أن ترده، فتقول: نعم، هي بعينها. فيكرر ثقل دمه: "عسى ما هيب مزعلتك"؟! فتلتفت عليه، إشارة إلى أنه"متى المعرفة؟!"، وترمقه بنظرة تريد منها أن تقول: والله ما رأيت أشد بجاحة منك، لكنك تحشم نفسك عن الإسفاف، فإذا أحس بأن السيل قد بلغ منك الزبى، انتقل من الأسئلة إلى التقرير، فقال: ترى وأنا أخوك يجب ألا يرخي الرجل الزمام لامرأته، فإن بعض النساء، إذا أطلقت لهن العنان، تحكّمن في الزوج، وزوج كهذا ليس حرياً أن يقال له رجل!
إلى الأخوان الأعزاء الذين طلبوا مني عرض بعض مقالات الدخيل وهذا من أحدث مقالات تركي الدخيل .
بناء على هذا المقال نحن بين أمرين إما نصدق القرآن الكريم ، وذلك في قوله تعالى :( لتجدن اشد الناس عداوة للذين ءامنوا اليهودوالذين اشركوا)
وقال تعالى : ((لن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم).
أو نصدق تركي الدخيل في تعاملهم معنا كما في هذا المقال ، وبالذات تركي لايغتفر له ذلك لكونه ملتزم ومتدين سابقاً ، بمعنى أنه لايمكن أن تغيب عنه هذه الآيات.
أخيراً أتمنى من الإخوان أن يذكروا الفوائد من هذا المقال . بالنسبة لي لا أرى فيه سوى تلميع لليهود . وإظهارهم بصورة الحمل الوديع. http://www.alwatan.com.sa/news/write...d=730&Rname=96
العرض العادي
