اتصل بادارة الموقع البحث   التسجيل الرئيسية

 


العودة   منتديات عاصمة الربيع > الاقسام العامه > الأخبار والمواضيع المحلية والدولية

الأخبار والمواضيع المحلية والدولية الأخبار المحلية والدولية ومنها السياسية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-06-13, 01:38 AM   رقم المشاركة : 1
الملف الشخصي






 
الحالة
سلطان السالم غير متواجد حالياً

 


 

الأرض مقابل السلام ... والاعتراف مقابل الإقامة







الأرض مقابل السلام ... والاعتراف مقابل الإقامة


عنوانان يبدوان للوهلة الأولى وكأنهم متوازيين ومتساويين في عدالة المطلب وشرعية المستند فكل طرف يحاول انتزاع حقه مقابل تنازلات قاسية من جانبه كما يصفها. فيحاول كل من طرفي النزاع التوصل لنقطة تفاهم والتقاء عبر عملية التفاوض مع الجانب الآخر تكفل لكل منهما احترام حق الأخر في الحصول على حقه المشروع وفق مبدأ الأرض مقابل السلام والاعتراف مقابل الإقامة , هكذا المنطق يقول أليس كذلك؟ فالعرب تعهدوا بتقديم السلام ثمن باهض لانتزاع أرضيهم المحتلة لعقود من الزمن عبر التفاوض. وكذلك هي إسرائيل تحاول كسب السلام مقابل التنازل عن بعض أجزاء من الأراضي العربية المحتلة ووقف الاستيطان الذي يزحف على الكثير من المدن الفلسطينية فهي إذن لم تخسر شيئا إذا ما أقدمت على خطوة مثل هذه , لكن الواقع يقول أن ليس لدى إسرائيل الصدق والجدية في التفاوض حول إنهاء الصراع الإسرائيلي العربي. فهي تحاول ومن خلال تعاملها مع القضية الفلسطينية على كيفية هدر الوقت وتفتيت المطلب الفلسطيني والعربي والابتعاد عن جوهر الصراع والانصراف نحو قضايا هامشية.

شعار "الأرض مقابل السلام" نسمع به منذ بدء مفاوضات عملية السلام في مدريد قبل ربع قرن تقريبا بين إسرائيل والعرب وما تمخض عن هذا المسعى الدبلوماسي من محاولات ومبادرات وتنازلات لإقناع الجانب الإسرائيلي بجدية الطرح. هذا الواقع العربي يؤسس لوضع عربي ضعيف يتهدده تراجع وتنازل مستمرين طيلة العقدين الماضيين دون تحقيق مكاسب دبلوماسية أو سياسية على الصعيدين العربي والفلسطيني. فقد شكل عام "١٩٩١" تحولا في السياسة العربية ومنعطفا في الدبلوماسية تجاه العلاقة مع العدو الصهيوني وفق الاتفاق على مبدأ الحوار والمحادثات والتي تمت برعاية أمريكية في مدريد. وقد أطلقت عبارة "عملية السلام في الشرق الأوسط" والتي أخدت حيزا كبيرا في إشغال السياسة والدبلوماسية العربية عن الكثير من القضايا الداخلية الملحة والمشاريع التنموية والتي يتطلب الأمر فيها الى استقرار سياسي وأمني لا سيما الدول المحاذية لإسرائيل. فكانت الشعوب العربية تترقب هذا الحدث عله يأتي بالسلام المنشود رغم قبولها هذا المبدأ على مضض كونه سيضع حدا للوضع الراهن مع العدو الصهيوني لإنهاء حالة اللاحرب واللاسلم مع إسرائيل.

فكان الإعلام العربي يلوك بهذه العبارة في جميع وسائله المرئية والمسموعة والمقروءة رغم صعوبة ابتلاعها وهضمها ويكاد لا تخلو نشرات الأخبار من عبارة " عملية السلام " وما تلاها من مصطلحات ومفاهيم سياسية , وأخرى إعلامية. فكانت تنشط مفردات السلام عند قدوم كل انتخابات أمريكية فينتعش سوق عبارات " إحياء عملية السلام " وعودة المفاوضات ، وإنعاش عملية السلام ، وحق العودة ، وما أن يتربع الرئيس الأمريكي على العرش ثم يبدأ بجولة تأتي على رأس أولوياتها زيارة إسرائيل وخطاب تعهد أمام الكنيست بحمايتها ودعمها في حق الدفاع عن نفسها ، وما أن تسبب هذه التصريحات خيبة أمل عربية تختفي مفردات الأمل والسلام وتكون طي النسيان فتنشط بالمقابل مفردات مضادة نظير اليأس والإحباط جراء مماطلة أميركا وإسرائيل وعدم جديتهما في ذلك. فتسل عبارات ومفردات الإمتعاض والإحباط من جعبة الإعلام العربي لتحل محل عبارات التفائل والأمل سالفة الذكر، كموت عملية السلام ، انهيار المحادثات ، تقويض فرص السلام ، ضياع حق الفلسطينيين. عبارات ليس لها نهاية أو غاية هي فقط مجرد دعاية لرفع الراية. فلم يستفد العرب من تلك العملية التجميلية لإسرائيل سوى ضياع ربع قرن في الانتقال من فشل لآخر واللهث وراء سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء. بدأً باجتماعات كامب ديفيد وأسلو وواي رفر ووادي عربة وانتهاءً بشرم الشيخ وغيرها من المنتجعات السياحية التي حُفرت في ذاكرة المواطن العربي بأنها كانت مضيعة للوقت ليس إلا , وصولا الى نفض العرب أيديهم من عملية فاشلة ليس لها هدف سوى تكريس الاحتلال ومزيد من الاعتراف بإسرائيل.

عملية السلام حقيقة هي تكريس لعملية توسع الاستيطان الإسرائيلي بخطط إستراتيجية محكمة للوصول للهدف المخطط له , وهو الزحف على الأراضي والمدن الفلسطينية التي تكون خارج سيطرة إسرائيل بطريقة الاستيطان التوسعي بقطعان من المستوطنين لتغيير التركيبة الديموقرافية للسكان الأصليين بطردهم من أراضيهم والاستيلاء على منازلهم وقراهم تدريجيا دون الدخول في حرب علنية مع الفلسطينيين كما تقوم به إسرائيل من وقت لآخر ضد المقاومة والذي لم يأتي بنتائج جيدة لها. حيث لم تنل إسرائيل من وراء عدوانها المتكرر على غزة والضفة الغربية سوى التنديد والرفض من قبل دول العالم قاطبة واشتداد ضراوة المقاومة العنيفة من قبل الفلسطينيين والتنديد بها من قبل المنظمات الدولية على جرائمها وبالتالي سياسة راوح مكانك لم تجدي نفعا مع المحتل. فعند تعذر احتلال بقية الأراضي الفلسطينية بالآلة العسكرية الصهيونية بدأت إسرائيل تفكر في حرب من نوع أخر دون تقديم خسائر بشرية أو مادية وكذلك الحفاظ على المزيد من الأصدقاء المتعاطفين معها وخشية فقد بعض حلفاءها بسلوكها العدائي ضد الفلسطينيين لذا لجأت الى سياسة التوسع الاستيطاني كبديل عن احتلال الأراضي بالآلة العسكرية هذا من ناحية.

من ناحية أخرى تحاول إسرائيل منذ زمن بعيد سياسة نقل المعركة خارج حدودها لإشغال عدوها بنفسه كي لا يتفرغ حتى في التفكير في مهاجمتها رغم قناعتها بشعار الاحتفاظ بحق الرد العربي في الوقت المناسب؟ فتلجأ تارة الى عملية تصفية الخصوم خارج أراضيها باستخدام عملائها في جميع دول العالم , حيث لم يتوقف مسلسل الاغتيالات السياسية والعسكرية لقادة ورموز الشعب الفلسطيني وغيرهم من العلماء العرب منذ قيام دولة إسرائيل. وتارة أخرى شن الهجمات الجوية المتكررة على أهداف ومواقع عسكرية عربية. فلم ينقطع أيضا سيناريو الهجمات الجوية والصاروخية على فلسطين ولبنان وسوريا والعراق والسودان لضرب أهداف حيوية وأخرى عسكرية. وبهذه الطريقة حافظت إسرائيل على إستراتيجية إبعاد الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية للمستوطنين اليهود الذين هم في حالة ترقب وحذر شديدين طيلة فترة احتلال بني صهيون لفلسطين العزيز



الأرض مقابل السلام ... والاعتراف مقابل الإقامة






التوقيع :
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد .

يسعدني تواصلكم

 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:30 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
تعريب :عاصمة الربيع

تصميم وتطوير سفن ستارز لخدمات الاستضافة والتصميم