\
كما قال سهم الحفر من ينتقد فإنما يريد الخير لمدينته وساكنيها,
وأضيف على ما كتبه بضرورة الإنتباه من وجود فئة في كل زمان ومكان اعتادت على الإنتقاد
وتنزيه نفسها, وفئة أخرى تنتقد بهدف إثارة البلبلة بين الناس وخلق فجوة بين المسئولين
والناس وتشويه كل الجهود المبذولة,
برأيي أن لا شيء كامل مهما حاولنا بلوغ الكمال, ومن هذا المنطق فحق الناس علينا والمسئولين
التأني في الحكم والتماس العذر لهم, ثم أين دورنا نحن في الرقي وتطوير المحيط الذي نعيش فيه,
فننتقد أنفسنا نحن أولا على تقصيرنا وسلبيتنا قبل انتقادنا الدائم للمسئولين ؟؟
وعلى سبيل المثال لا الحصر: كم رجل يساعد البلدية في نظافة المكان الذي يمشي فيه راكبا كان
أو ماشيا؟؟ فالواقع يشهد بالكثير مما تشمئز له النفس كرمي المخلفات في الشوارع وإلقاء
أعقاب السجائر مشتعلة بالطريق,
ثم كم من الرجال يعطون الطريق حقه فيخفضون سرعتهم بالقيادة؟
وأين توجيهنا لأهلنا بأن اتركوا المكان بعد استمتاعكم فيه نظيفا كما استقبلكم نظيفا ؟
فمن لا يحرص على نظافة المكان الذي أكل فيه لن يساهم في رقي البيت ولا المدينة ولا الدولة, بل
سيتسبب في انحدار هذا كله ومزيد من التواكل واللامسئولية بقلوب وسلوك كل من يخالطونهم, لأنه
لم يسعى لتنقية قلبه ثم يرمي غيره بالتقصير في المسئولية المخولة إليه,,
ثم هناك سؤال لمن يشتكي من التسمم الحاصل في بعض المطاعم: أين أنت يا عزيزي وأنتي
يا عزيزتي من طعام البيت الذي يشتاق لمذاقه كل البيت, ويمدهم بالصحة والسلامة ويجنبهم الكثير
من أمراض هذا العصر الذي ساهمنا نحن في انتشارها ؟
صحيح لا غنى لنا عن التغيير خاصة بنهاية الأسبوع والخروج للترفيه عن النفس والأكل خارج
البيت, لكن الواقع يكاد يشهد باقتصار أغلب البيوت على الطعام الجاهز من الخارج بما في ذلك
الوجبات الرئيسية كل يوم, فكان من حصاد هذا أن ساهمنا في عدم اهتمام البعض بنظافة
ما يقدمونه ولا بسلامته من التلوثات, لأنهم سيجدوا دائما من يتزاحم على الشراء منهم,,
شكرا لك الشعبان هذا الطرح الراقي والهادف وأتمنى من الجميع وقفة لانتقاد النفس أكثر من انتقاد
المسئولين, فمن يجد العون والحب والقدوة الحسنة من ناسه إلا ويخدمهم بكل حب وتفاني ,,
تقديري لك