اتصل بادارة الموقع البحث   التسجيل الرئيسية

 


العودة   منتديات عاصمة الربيع > القسم الادبي > القصــه والقصيــده

القصــه والقصيــده قصص الماضي وحكايات الحاضر

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-01-08, 01:25 AM   رقم المشاركة : 1
غيور على ديرتي
مشرف سابق
الملف الشخصي







 
الحالة
غيور على ديرتي غير متواجد حالياً

 


 

مدائن الرماد


قبل البدء

سألوني كثيراً : ماهي مدن الرماد ..!؟ وكان علي ألا أتركهم في حيرة ..!
مدائن الرماد ..
مدائن تشكلت من خيبة التاريخ والانسان ..
مدائن محمومة
محشوة بالبغض والإلحاد
مدائن يستنزل الانسان فيها لعنة الرحمن
من دونما شعور
أو بعضما اعتذار
مدائن خطت على جدرانها ..
تبعثرات العار
ورقعتها بصمات العار
مدائن الرماد .. خيوط عنكبوتة الربا .. على جرف هار
تبني من الفولاذ والحديد والخزف
لتعلوا الشفق ويزبد الغبار .. فيها ترجع الكوائن البئيسه
تردد النعيب .. تمشي بلا هدف وتقضم الرغيف
وتنتشي للعزف أو الخمر أو تنمر الابقار .. تعمى عن الاضواء
تبقى من دون زاد .. من دون أن تجوع .. وزادها ان اشتهت مجاجة من طينة الخبال ..
مدائن الرماد
أتسمع العزيف .. تصاقف الهواء .. ألا ترى مدائن الرماد .. ولوحة الحداد .!؟
إذ تختفي الألوان .. وتنمحي الحياة
وتستوي الحياة بالدم أذا استوى الانسان بالالات والنعم
سيغرق الانسان حتماً
دون أن يموت
لأنه انسان
يا خيبة التاريخ
إذ بنى في ذروة السقوط

مدائن الرماد ..!




لمن يهوى الرواية أكتب أنا هذه الروايه ((مدائن الرماد )) تأليف بدرية عبدالرحمن







قديم 20-01-08, 01:54 AM   رقم المشاركة : 2
غيور على ديرتي
مشرف سابق
الملف الشخصي







 
الحالة
غيور على ديرتي غير متواجد حالياً

 


 


مدائن الرماد ..

محكوم علي بالاعدام ,بل ميته ,منذ زمن بعيد بعيد
منذ كنت في الرابعة عشر من عمري ,كان ذلك المدى حد حياتي
الحقيقية ,بعدها والي الان أواجه الموت كصديق ,الي أن يحضر الكتاب
كان ذلك عندما كنت هناك , في (اسرائيل الداوودية) في ابشع
واقذر تجمع قردي عرفته البشرية على الاطلاق , في الحكومة التي
تأسست على أنقاض الحكومة السابقة , وتفوقت عليها بمنتهى البراعة
في تطبيق قرديتها ووثنيتها المنسوبة زوراً الي السماء.

مكان لا يضاهي بشاعة سوى الجحيم نفسه ,تجمعة فيه أكثر المخلوقات
بربرية وقرديه , في ظروف قاهرة قوية أتاحت لهذا المخلوقات
أن تقيم لها دولة في أرضنا , لتطبق قانوناً تهون عند وحشيته
وطغيانه كل شرائع الطواغيت منذ بداية الانسان قانوناً تجمع من
أقسى قوانين العهود الاوربية الاقطاعيه وأبشع قوانين العهد الكنسي
الاسباني .

شريعة تحتار في تحديد هويتها , وتتردد كثيراً في تصديق مايقال لك
عنها, فضلاً عن ان تنسب مبتكريها الي البشرية , قوانين الغاب تختلف عنها
في كونها غير منظمة مثلها وقوانين الرومان والاغريق لاتضاهي وحشيتها ثم
هي أولاً واخيراً مستمدة من العهد القديم كما يرددون .

في تلك الرقعه المملوكة كنت اسكن وعاصرت انهيار الحكومة الاولى وولادة
الجديده وتفتحت عيني مبكراً على الظلم والقهر والطغيان
عرفت كيف اعيش غريبة بوصفي عربية تحت خط الذل والفقر وادركت جيدا
قيمة الانسان والانسان العربي بالذات في تلك الدائرة الملعونه وعرفت
جيدا كيف يجب ان أمسح بوجهي الاحذية من اجل أن أعيش وعايشت كثيراً كثيراً
حتى أصبح أمراً مألوفاً أحكام الاعدام التي تجري للعرب وحدهم لمجرد الشك
وفي اقر ب مكان متوفر , في الشارع , والاحياء , وبين الناس , وامام اي احد
دون محاكمة غالباً وبإبلاغ عن طبيعة الجريمه فقط في بقية الاحيان , الجرائم
التي تتراوح بين بناء منزل دون تصريح وبين إيواء الفدائيين الثوار ..

والعقوبه الوحيده هي الموت السريع لأي فئة من فئات المجتمع من الاطفال
الرضع الي الشيوخ الكبار

اما الجرائم الاكثر فداحه كالسرقه والاقامة الغير قانونيه فعقوبتها السجن
اللعين المنتهي بالموت جوعاً .. هكذا .. صدقوا .. أو لا تفعلوا

اما ماهو اعظم من ذلك ويتعلق بالمساس بالشخصية اليهوديه مهما
كانت , فإن عقوبتها أمر آخر تماماً

الي الجحيم من الشياطين ..

الي طوفان من الكلاب المسعوره

الي غابة من القرود تحولت فلسطين في اقل من عشر سنوات

وفي ذلك الاتون المرعب ..

بدأت حكاية مأساتي ..







قديم 20-01-08, 03:32 AM   رقم المشاركة : 3
غيور على ديرتي
مشرف سابق
الملف الشخصي







 
الحالة
غيور على ديرتي غير متواجد حالياً

 


 

(( المجرمه))

صمت رهيب
ذلك الذي تتخلله وقع خطوات بريئه مرتجفة
مزق الصمت صوت صرخه ذعر مخنوقة
لا .. لا .. الرحمة

اختلست العين المذعوره نظرة خائفة الي الصليب الكبير المقام وسط
الاحياء
حيث انهمك أربعه من الجنود الشاؤول في تثبيت رجل فلسطيني
اليه وهو يصرخ في توسل :
لم أش لاحد بأي سر .. لم اعرف من قبل أي فدائي .. ارجوكم
حاكموني قبل أن

وبتر عبارته بصرخة ألم اخترقت الاذن المذعوره لتنفذ الي القلب
المرتجف والبائس البرائه لتصعقة بصاعق رعب جديد
عندما بدأت المسامير تدق في رجليه ويديه لتثبيته على الصليب
سالت دماؤه وآلامه الرهيبه تيبس لسانه المسحوق الجاف
ازدادت الخطوات المذعوره سرعة عندما بدأ يصرخ في انتحاء هستيري
يا عرب .. يا مسلمين .. ألا من يسمعني !؟ ينقذني !
كان يجاوب صوته الرياح الصامته وهي تسفع وجهه المكدم
ازدادت الخطوات البريئه سرعه حتى تحولت الي هروله
تناهى الي الاذن المذعوره صوت الرجل يصرخ
ستحرقوني .. نعم فلتفعلوا ..هذا ما يليق بكم ايها الخنازير
الحقيره فلتفعلوا
ودوت صرخته الاخيره في كبد السماء الملتهبه ؟ عندما اشتعلت
النيران السوداء في جسده
بلا رحمة
الكل كان يسمع يمشي باتئاد دونما التفات دونما مبالاه لكن لم يكن
أحد ليلتفت أو يهتم .. ومن سيهتم !؟
عند هذا الحد كانت الخطوات المذعوره قد وصلت الي حيث تدق الساعه معلنه
العاشره والنصف في مدرسة نابلس
الاطفال أولاد وبناتاً من العرب المسلمين يرتجفون رعباً أمام شاشة تلفاز
مهترئه في انتظار المعلم (تيموث) ليلقي موعضته اليوميه بالعبريه
المعقده والتي يتحتم على كل طالب وطالبه تسميعها حرفا حرفا
من إلقائين فقط
كل اجواء الرعب تكتنف المكان وتخنقه بلا رحمة
اللون الاحمر القبيح يكسو الجدران والكراسي الخشبيه المهترئه بلا ظهور
والحر الشديد المنبعث من مصباح الصوديوم القديم الذي يدور حوله الذباب
بكثافه
الغرفه مغلقة الباب الحديدي ذي الصرير المرعب وبلا نوافذ أشبه بسجن
في دوله من دول العالم الثالث
روائح العرق تنتشر في الغرفه بفعل الجو الخانق الارهابي الذي فرضته
ادارة التعليم الشاؤوليه على كل مدرسه عرب تفتحها لتضيف كميه اكبر
الي رصيد الذل في نفوس الفلسطينيين ورصيدا اكبر في حساب العملاء الذين
تجندهم لخدمه أغراضها
الوجوه البريئه شاحبة طلاب الصف التاسع صائمون منذ اربع عشر ساعه
بأمر المعلم متسمرون كالاصنام أمام سبورتهم العتيقه ..
عندما دقت الساعه العاشره ازدرد كل طالب لعابه حيث ارتسمت على
عيونهم الخائفه صورة المعلم تيموث بلحيته الكثيفه وحاجبيه الكثين وانفه
المعقوف ومرت لحظات من السكون قبل أن يقول بعبريه هائده وبصوت كريه
هل كلكم هنا أيها القطيع المنتن!؟
وبتلقائيه وأصوات منكسره كنونات القطط رد الطلاب جميعاً
حاضر أيها المعلم المبارك
تنحنح المعلم وهو يتمتم في ازدراء
لست ادري كيف تنفق الدوله مئات الشيكلات على قطعان من (الممزير )إياكم!؟

واستطرد قائلا
دعوني أبحث اليوم عن طالب جديد ... آه !
أين رامه!؟
سقطت قلوب الطلاب بين أرجلهم كالعاده
وبصوت مرتجف النبرات ردت الفتاة ... حاضرة
وازدردت ريقها قبل أن تقول بمرارة .. يا ايها المعلم المبارك
كان واضح أن المعلم يتلذذ الي مالانهاية برؤية وجه الفتاة على شاشته وهي
ترتجف أمامة والعرق يتقاطر من جبينها العريض الابيض على خديها وعينيها
اللتين تفتحتا وتقفلتا بسرعه وتتابع طرد الذباب الذي يسرح فوق بشرتها
الناصعه الجميله دون ان تستطيع ذبه خوفاورعبا
وانتبهت الفتاة بعنف المعلم يردد:
سمعي لي السطر الخامس من موعضة الخميس .
أدركت رامه انها معاقبة لا محاله كما يجري كل يوم لكنها ازدرت ريقها وهي
تتحدى هذا الامر التعجيزي وارتد شريط ذاكرتها لتتذكر ثم فتحت فاها لتتكلم
لكنها بغته ..
بصقت مصدره صوتاً عاليا مقززا فزعق المعلم في غضب :
ماذا دهاك يا لعينه!؟
بادرت البنت تقول في انكسار مذعور
لقد كانت ذبابه هاجمت فمي ايها المعلم المبارك !
كانت فرائضها ترتجف بشكل ملحوظ ومثير للشفقه وهي تنظر الي عيني المعلم
ومرت حقبه من الصمت في تقدير رامه قبل ان يقول المعلم بصوته العميق القبيح
حسناً يا ايتها الممزير ستكتبين الموعضه بخط يدك ثلاثمائه مره
ارتجف الطلاب وهو يردد في استماع سادي بشع
والموعضه من اربع صفحات هذا يعني انك ستملئين ماقيمته شيكلان من الورق
خمسمائه صفحه وزياده بسيطه
كل واحد من الطلاب ابتل بعرقه في ذلك الموقف الرهيب وحمد كل منهم الله
أنه لم يكن في مكان هذه اليتيمه المسكينه والتي هي كغيرها أو أشد لا تكاد
تجد قيمة الورق والاقلام
ولكن لدهشة الاطفال بل لذهولهم فقد حصل أمام أعينهم ماهو أغرب من الخيال
على الاقل في واقعهم هم
لقد انتفضت الفتاة باكيه وهي تقول بصوت يحمل ضراعه بحجم العالم :/







قديم 20-01-08, 05:53 AM   رقم المشاركة : 4
غيور على ديرتي
مشرف سابق
الملف الشخصي







 
الحالة
غيور على ديرتي غير متواجد حالياً

 


 

تابع للاعلى


لكني لا أملك قيمة الورق أيها المعلم المبارك وأمي مريضه ولا تجد ثمن الدواء ارجوك يا معلمنا

وهتفت بصوت حزين مفعم بالقهر:

ثم إن الذباب هاجم فمي أيها المعلم المبارك وأنا أتكلم ,ماذا حصل عندما بصقت رغماً عني !؟

تململ الطلاب في فرق عظيم ووقر في أنفسهم أن رامه تجاوزت الحدها كثيرا هذه المره
خصوصاً وهم يرون المعلم الملعون مبهوتاً على الشاشه.

مرت لحضات من السكون ,رامه ترتجف خوفاً وقهراً والمعلم ساكت مبهوت غاضب والطلاب مطرقون
يرتجفون ذعراً قبل أن يقطع السكون صوت المعلم قائلاً في تشف هستيري

-أنت مفصوله من المدرسه أيتها الكلبه مفصوله ولن تجدي من يتلقفك سوى كلاب
الشوارع المشردة الحقيرة مثلك .

شحبت وجوه الطلاب هذه المرة هولاً وذهولاً

الفصل بالنسبة للعربي في قانون الشاؤول يساوي الاعدام جوعاً ومطاردة

من لا يدرس لا يحصل على استحقاق البقاء في الارض .

هذا يعني أن يلاحق ككلب مشرد حتى يستقر به المقام مطروداً خارج الحدود ..

أو في زنازين السجن الانفرادي حتى الموت

هل كنت تتصور انها كانت لتناقش !؟ لتتكلم ؟!

تفكر لحضة فيما اصدره اللعين من حكم ؟!

كل ذلك كان خيالاً .. لقد فعلت مايجب فعله

غادرت رامه كرسيها في استسلام , وتناولت حقيبتها القماشية الباليه
وألقت نظره بائسه تحمل مرارة هائلة الي أصدقائها الصغار وكلهم يرمقها
في انكسار وألم وصمت .

وأغلقت باب الفصل الحديدي والدموع تغمر وجهها البريء وتحول شلال دموعها بغته الي حمم ملتهبة
والقهر ينفجر في اعماقها وينفجر ينفجر
..........

أمام الناظر ,وقفت يا عزيزي القارىء لأتحمل ضغطاً هائلاً من وابل الشتيمة
والتحقير وتحملت عدة صفعات على خدي بلا رحمة ولكمات عنيفه على أنحاء جسدي
الضعيف وضربات بعصاة الغليضة التي يستخدمها لتأديب كلاب الحراسة حول المدرسة
كل هذا أثناء انتزاع رمز التعريف من ثوبي الممزق والذي يشير الي استحقاق
وجودي في وطني ويمنع السلطات من ملاحقتي وقتلي بتهمة البقاء غير الشرغي ..!

............
في وطني ..!

داس على وجهي بقدمه القذرة وقذف بوجهي مادة فمه مرتين وطردني

هذا هو المهم

عرجت متألمة مقهوره على خن الدجاج الذي نسمية منزلنا
ترددت كثيرا كيف سأعود الي امي المريضة ؟!
ماذا سأقول لها ماذا ستفعل ؟!
كانت الدنيا في عيني سوداء مظلمة كل شي كان يدور ويدور عيناي تزوغان ومواضع
الضرب تألمني .
هل ياتري ستضرني أمي زيادة ؟!
كما يجب أن تفعل ؟!
ذلك ما اشغلني في طريقي للبيت ..
عندما وقفت عند باب المنزل المتهالك , التفت إليّ امي هاتفه في ذعر :
-مالذي أتى بك الان ؟!
وبوجة جليدي ومشاعر متبلدة قلت :
فصلوني , هذا كل مافي الأمر .



في وطني داس على وجهي بقدمه القذره , وقذف بوجهي مادة فمه وطردني ?!







قديم 20-01-08, 08:57 AM   رقم المشاركة : 5
غيور على ديرتي
مشرف سابق
الملف الشخصي







 
الحالة
غيور على ديرتي غير متواجد حالياً

 


 


يحيا الظلم ..!

الجوع عدو للانسان يجعلة يتخلى عن مبادئه كثيراً وعن انسانيتة أكثر وأكثر وإلا ..

فما الذي يجعل الأم تأكل ابنها والاب يقتل ولده والاخ يلتهم أخاه

في نابلس حيث تحولت الي مدينة من الرماد منذ سنين يزحف الناس ببطء نحو اعمالهم الوضعية
ينتثر الرماد فوق وجوه بيضاء من أثر السجود ,تدور عيونهم في صمت ورهبة وهم يواصلون
زحفهم الكئيب نحو أهدافهم الصغيره ..
لم يعد هناك مايستحق أن يعيش لأجله الانسان :لا كرامة ولا انسانيه ولا اخوه لا معيشه كريمة
فرض الجوع على الجميع هناك أن يدوسوا على كرامتهم بأقدامهم أن يقفوا باحترام للقرود المستأسده
وأن يقطعوا كل علاقة (لا طعاميه ) بين بعضهم البعض
تستيقض من النوم صباحاً لكي تعمل وتعمل مثل الحمار الناعور حتى الغروب دون كلام أو خطأ ...
لا تتلكم حين يمر بك شاؤول أو حتى تتحرك ومن الافضل لو تواريت عنه حتى لا تصيبه بالاشمئزاز
هكذا ..

بعد انتهاء عملك تعود الي منزلك وتأكل الفتات لتنام ثم تستيغظ
لم يعد للمآذن صوت في مدن الرماد ..
حتى الناس لا يجدون الطاقة الكافيه ليتكلموا :وقد ألغيت حياة القهر والظلم كل معالم البشرية فيهم
لم يعد هناك سوى حياة الطحن والقهر
حتى تغريد العصافير مات
في مدن الرماد

****************

وقف قرد التفتيش بقامته الضخمة وملامحه القميئة أمام خن الدجاج الصغير ونظر الي الرقم الكبير
على الباب وتأكد من وجوده على كشف للاسماء على دفتر صغير معه , قبل ان يركل الباب بحذائه
العسكري وهو يهتف بالعبريه :
تفتيش هذا الشهر
طالعه وجه الام شاحبا كوجوه الاموات وهي تقف في رهبه شديده والزبد يكسو شفتيها ..
كان الجندي يقف في كل خطوة لينظر ويتمتم وهو يضغط على ازرار الشاشة الصغيره
وعلى هذه الكوة الحقيره ضريبة الشهر 15 قرشاً

واستدار نحو الأم قائلاً في صلف:
أين النقود؟!
مدت الأم يداً مرتجفه نحو صدرها لتخرج كيساً صغيراً وتفتحه في تهالك وتاًخذ عدداً من الشيكلات
مدتها نحو الجندي الذي قال في احتقار:
ضعيها هنا داخل هذه الحقيبه
وستدار نحوالباب فتنفست الأم الصعداء قبل ان يتوقف ويستدير نحوها قائلاً في شك:
هل هناك ما تخفينه أيتها اللعينة؟!
هوى فؤاد الأم بين قدميها وهي تقول بصوت مختنق لا.....
اقترب منها الجندي وهو يركز النظر على وجهها قائلاً:
لم ترتجفين إذاً؟!؟!
قال هذا وهو يهوي بكفه الضخمه على وجهها بصفعة قويه رنت في أنحاء البيت الصغير وتهاوت
العجوزعلى الأرض فزعاً وألماً رهيباً.
لحظتها سمع صوتاً ضعيفاً يخرج من ركن أحد الغرفتين فاتجه إليها مسرعاً وركل الباب وهو يهتف
في ذعر:
من هناك؟! سأطلق النار فوراً.. هل تخفين فدائياً..؟!
صرخت الأم في هلع شديد:
لم أكن لأفعل ذلك..نحن بائسون مساكين ولانريد المشاكل...
صدقني أيها الأدون..!
التفت إليها قائلاً وهو يصوب مسدسه نحوها:
أيتها الحيزبون دعيني أسمع جيداً فأنت ميتة في كل الأحوال..!







قديم 21-01-08, 05:36 AM   رقم المشاركة : 6
غيور على ديرتي
مشرف سابق
الملف الشخصي







 
الحالة
غيور على ديرتي غير متواجد حالياً

 


 

كعادتي اليوميه اصحى متأخرً لأقرأ هذه الروايه هذه الهديه
بل اغلى هديه قدمت لي هذا الشهر

سأكمل لكم كتابتها وكم تعلمون هي روايه متسلسه وفلا يحتاج ان اقول لكم هذه الصفحه تابعه لتك

************************************************** ************

صرخة الأم في هلع شديد :
_لم أكن أفعل ذلك .. نحن بائسون مساكين ولا نريد المشاكل ..صدقني أيها المدون .!
التفت إليها قائلاً وهو يصوب مسدسه نحوها:
_أيتها الحيزبون دعيني أسمع جيداً فأنت ميته في كل الاحوال .!
أجابته صرخة أنوثه يائسه : كفى .. كفى
استدار نحو مصدر الصوت ليجد رامه , وهي تشهق بدموع بائسه شديدة التلهب عند نافذة
الغرفة المطلة على منور صغير يفصل بين منزلها ومنزل جيرانها .
تمتم الجندي وهو يقترب منها في شراسة: إذا هذي هي القصه كاملة !قال هذا وهو ينتزعها من
مكانها ممسكاً بشعرها وهي تصرخ : كفى أنا لن أخفي شيئاً , أنا لا احمل رمز التعريف منذ البارحه
كنت طالبة مدرسة وطردت , هذا كل مافي الامر
ضغطها الجندي على الجدار وهو يقول في صلف واحتقار : بهذه البساطه واستطرد قائلاً:
أنت ستدفعين عمرك مقابل هذة الغلطه فيما أعلم ..
قال هذا وهو يسحبها من شعرها بلا رحمة ويدفعها خارج المنزل قبل أن يلتفت الي الام التي
تجمد لسانها لهول الموقف , وهو يقول : أما انت ياتها الممزير الحيزبون , فلا أظن أن ثمة حاجة
لحياتك , فضلاً عن خطيئتك التي ارتكبتها ..
ان اعدام العش كان ينبغي ان يحصل منذ زمن احراق زوجك الفدائي وليس الان فقط
قال هذا وهو يسحب مسدسه ويطلق عياراً نارياً سريعاً على رأسها بمنتهى البساطه وينسحب بهدوء
رهيب وسط نظرات الجيران الذين يطلون في أسى واستسلام من شقوق أبوابهم وفتحات نوافذهم
ووسط ذهول رامه ..
وصيحات انتخائها المتشنجه الحارقه
ودوامة الرماد التي غاب فيها وعيها ..
الي مالا نهاية ..
*******
عمري كان ثلاثه عشر سنه قاصر في عرف اغلب الدول ماالذي جعلني اقف امام محكمه مكونه
من صندوق صغير بشاشة يتضح عليها ضابط حاجب مهمته أن يملي علي تهمتي وعقوبتي التي
كانت وبكل سخريه (السجن المؤبد ) ولم اعرف في حياتي ماهو السجن المؤبد في قاموسهم اللعين
الا عندما وقفت أمام جوقة تعذيب رهيب , حطم فيها وجهي ببساطه , وصرخة حتى تمزق حلقي
ألماً , جوقه تضرب ببرود ومهارة , انهم رجال ماهرون , جلادون ماهرون
كل ذلك قبل أن تبدأ سنين العذاب القصيرة التي سأقضيها في صندوق بطول وعرض وارتفاع خمس
وسبعين سنتيماً , حتى أموت من الجوع والعطش ..
كل ذلك من أجل أني بقيت في وطني بقاء غير شرعي مدته اقل من يوم ولأني تجرأت على نقاش كاهن
وغد , هذا كل مافي الامر .
ما حصل هو اني وبعد ان نلت نصيبي الكبير من التعذيب بأيدي أولئك الوحوش , رقدت على ارضية
الزنزانة الباردة وانا أدرك أني أصبحت ريشة صغيرة وسط زوبعه عظيمة .
بدأت أعد أيامي الباقية ..
كم يصمد المرء بلا طعام أو شراب أو كساء أو حتى مكان واسع ؟
كانت الزنزانة _يالعار البشرية _ مكاناً أشبة بالقبر لا تتحرك فيه الاعضاء الا قليلاً ولا يمكن الجلوس
باعتدال فضلاً عن الوقوف كنت اسمع انيناً خافتاً مريراً بجواري وفوقي .
كانت اقفاصاً تصلح لحبس الكلاب ,مهترئه صدئة الاعمده ,فوق بعضها البعض
كنت اشم رائحة كريهة لا تطاق ناتجة من تحلل بعض الجثث وتأخر التخلص منها
انبطحت وقد فقدت وعقلي ..
وغاب عن ذاكرتي كل معنى للكرامة والانسانية تماماً وبدأت أتصرف _لا تستغرب _ كحيوان ذليل
أفكر فقط كيف سآكل وكيف سأجد مكاناً أنام فيه وحفرة قذرة أتقيأ فيها
اما الهروب فقد كان اخر ما أفكر فيه وان كان ثمت وقت أو معنى للتفكير ..
انقبض قلبي بخوف رهيب وانا اتساءل : أكل يوم سأضرب بقسوة هكذا ؟! أكل يوم سيحطمون وجهي!؟
رباه لأن الموت أهون من ذلك !
فجأة .. فتحت زنزانتي وغمرها ضوء قوي بهر عيني بشدة حجبت بذراعي الضوء عن عيني وانا احاول
تبين القادم . سحبة يد قوية ذراعي بمنتهى العنف , فاصطدم راسي بحافة الزنزانة وانا اقف رغماً عني
محتمية بذراعي ,عندما تبيت أمامي كانت امرأة تمسك بمصباح يدوي كبير وهي تقول في غطرسة
باردة : أياكانت , فانت السجينة الجديدة رقم (232 ..و ) ولا اعلم بالضبط
هززت رأسي في خوف رهيب ومذلة ..
تبيت من ملابسها ولهجتها أنها سجانة , فدب الذعر في قلبي وأنا أتساءل عما جاء بها .
لي أنا .. أتريد تعذيبي في هذا الليل البهيم !؟ اتريد أن تشغلني !؟ ماذا تريد ؟

الي ان قالت في برود بلهجة شديدة الغرابه والغموض
_تستحقين الحياة , انت جميلة , وانا فرغت من الحياة تماماً .

دب الذعر في قلبي مرة اخر ..........







قديم 22-01-08, 06:33 AM   رقم المشاركة : 7
غيور على ديرتي
مشرف سابق
الملف الشخصي







 
الحالة
غيور على ديرتي غير متواجد حالياً

 


 

يوم جديد واكماله جديده للرواية : صباح الخير عزيزي المتابع

*********************************
_ مع أنك (جوييم ) حقيرة , إلا أنني لا أعترف بمبدأ الطحن والابادة الذي تنتجة حكومتنا اللعينة , ولو
علموا بذلك , لقتلوني تعذيباً بشعاً ,ولذلك عندما رأيتك فكرت أنة بإمكاني أن أفعل شيئاً جيداً وطيباً قبل
أن أموت , يشعرني بشيء من الراحة في مابقى من عمري من لحظات .. أحسست لحظتها أني أعيش
حلماً , خصوصاً وأني لم أفهم ماتريد ..
قالت لي وهي تخلع ملابسها ببرود ...
_هناك طريق وحيد مضاء بلون أبيض ,يقودك بعد أن تتجاوزي هذا الباب المنتن إلي الباب الرئيسي,
ماتحتاجينة هو مفتاح الأبواب , وهذا هو , غمر الذهول كياني وأنا آخذ المفتاح الضخم من يدها دون
أن أعلم ما الغرض منه وهي تتابع خلع ملابسها قائلة: لو طلب أحدهم كلمة السر لليله فهي (نابي)
لن تحتاجينها لو أسعفك الحظ , والان خذي ارتدي هذه الملابس على عجل .
تطلعت إليها في ذهول , فزعقت في شراسة : _لا تثيري أعصابي
أرتديت ملابسها على عجل وأنا أزدرد ريقي مرتجفة بشعور لا أعلمة , وهي تركز مصباحها على
وجهي وتقول : _قولي لهم لو قبضوا عليك : لقد خان (عزرا) (سالومي ) بكل بساطة وكان فذراً ,
وجعلها أمام الجميع أضحوكة ساذجة .
فهمت الان ما تنوي فعلة , إنها تريد الانتحار ولكن .. ماذا تريد مني !؟ و.. و ..
ولماذا يقبضون علي ؟!
استندت على الجدار المقابل وهي بهستيريا غريبة تتمتم قبل أن تهتف في احتقار بالغ وهي تركز
مصباحها تحت قدمها :
_ياللعين ! ياللاشمئزاز ..!
أكل يوم أعثر على بذراعه القذرة دون أن يستجيب عامل النظافة لمطلبي بالتخلص من جثته المنتنة !
كانت يا لهول مارأيت _ ذراعاً بارزة من إحدى الزنازل ..وقد أنسلخص وتحللت وبدا عضمها واضحاً!
هل تتصور ذلك غريباً ؟! إنه ليس غريباً علي في الحقيقة لقد رأيت مثل هذا المنظر كثيراً في حينا
البائس .. وأبشع منه ولكن في زنزانة الخوف الشرس كان بعض مارأيت كافياً لأن يفقدني عقلي في
لا شعور . ماذا سأفعل ؟! ردت في احتقار .. ألن تهربي ؟! فغرت فاي ذهولاً وأنا أردد : أهرب ...!
زتنفجر رأسها القذر ..!

******************************

اشتعلت نابلس مرة أخرى , ومشط كل بيوتها بأيدي أعضاء (الشين بيت ) وقتل للاشتباه المجرد تسع
نسوة , وألقي القبض على العشرات للتحقيق وحضر التجول لمدة شهر كامل وعثروا على جثتين
متحللتين , أحدهما اتضح أنها لولد , والاخرى لأمرأة في الثلاثين , كأنما انشقت الارض وابتلعتها ,
أو تبخرت .
كانت في تلك اللحضة قد وصلت بركضها المتواصل الي مزرعة أغنام في طرف المدينة وكانت يائسه
من الحياة تماماً , وتذكرت أن مصيراً مفجعاً ينتظرها لو قبض عليها مرة أخرى بثياب السجانة القتيله
لكنها كانت تركض , لماذا ... ؟ لا سبب مقتعاً
هي نفسها لا تدري لكن ربما كان عليها ان تركض .. كان الهواء البارد يسفع خديها المتورمتين
وشفتيها الممزقتين , فاختارت الجلوس في مكان عميق داخل الزريبة تحت التبن .
وعندما بدأ النوم يتسلل الي اجفانها لشدة تعبها بدأت تلعن غباءها الذي جعهلا تتكلم امام المعلم اللعين
,بوقاحة لتلقى هي وأمها المسكينة هذا المصير ..
أما وهي تحت التبن تنتظر الموت , بأبشع صورة , فأنها بدلاً من أن ترثي أمها , أخذت تفكر في حسد
أنها ماتت وارتاحت برصاصة مسدس سريعة ..
ماتت وانتهى امرها وحسم سريعاً
ألا فليلعن الله حياة الخوف والذل والرعب , التي تعلم الانسان كيف يستمرىء مناظر الدم والموت ...
التي تحول العالم من أرض واسعة تعيش تحت رحمة الله الرحمن , إلي محاصرة بأوامر الشيطان
واعوانه , يركض فيها الانسان كفأر ذليل بلا حول ولا قوة ..ينتظر العذاب والدمار وسياط الظلم تلهب
ظهره المنحني خوفاً وذعر اً . . فرق كبير بين ارادة الرحمن وارادة التخويف والارهاب ..
ليلعن الله حياة القهر التي تجبر الانسان أن يلتهم أمه ولده , ويضرب اباه ويقتل اخاه
انتبهت على صوت غليظ يقول : اسرع ياشالوم , هكذا لن يمكننا الوصول الي بنت جبيل في الموعد
المحدد
رأت شاباً ينقل الاغنام بعنف الي شاحنة كبيرة ,ثم يقفز بجوار والدة راكباً . حدثت نفسها وهي داخل
الصندوق الشاحبة حقاً كم تعيش الاغنام بسعاده كبيره وترقد بامان دون أن يطار دها اليهود ويحرقوها
وتمضغ العلف بامان , حقاً كم أحسدها !
تخيل أم أكن نعجه ؟ أو فأر .؟ أو حتى ذبابة ؟!!
تخيل نفسك في أكثر الاماكن أماناً في حياتي ... تحت التبن البارد وحيث يتسلل بول الخراف الدافىء
الي خدي الملتصق بالارض ويداعب روثها جبيني واطراف أصابعي كل هذا في ثمان ساعات من السير
المتواصل .
بغته سمعت صوت يقول تفتيش ..
تجمد دمي في عروقي , واحسست بالموت مرات بعدد خطوات جندي التفتيش الثقيله ركل العلف بعنف
فاحتمل بطني ألما رهيباً قبل أن ينزل المفتش ويغلق الباب وتتحرك السياره من جديد , كانت دقيقتان
أشد على قلبي من الموت نفسه لذلك لاتتهمني بالجنون لو قلت لك أن فكرة غريبة مجنونه راودني
لحضتها في أن أسلم نفسي للموت وارتاح .. حقاً لا أصعب من الموت سوى انتظارة !
بعد ساعتين , كان عنقي فيهما قد تمزق لشدة العطش وصلت السيارة الي بيت جبيل وفتح الشاب
الصندوق وقام ينزل الانعام واحده واحده غابا لحضة داخل المزرعة فخرجت من السياره وركضت
مجدداً بعيدا بعيدا







قديم 22-01-08, 04:14 PM   رقم المشاركة : 8
غيور على ديرتي
مشرف سابق
الملف الشخصي







 
الحالة
غيور على ديرتي غير متواجد حالياً

 


 


مرحباً عزيزي المتابع : لم اتمالك نفسي كثيراً وعدت لكتابة الرواية مرة اخرى هذا اليوم
أستسمحك عذراً أن اثقلت عليك قراءتك هذا اليوم فهي شيقة كما تعلم فأعذرني أرجوك .!
************************************************** ******

(منصور )

في مزرعة جميلة على أطراف بنت جبيل , كان صوت العصافير يبدو قوياً يبعث البهجة ويصم الآذان
إلا أنه لم يمنع من ظهور صوت شجار حاد داخل زريبة المزرعة . كان هناك رجل أشيب يبدو في
الخمسين من عمره , يرتدي الزي الشعبي لأهل القرية , وهو يلوح بذراعية في وجه شاب طويل القامة
عريض البنية ذي ملامح متهجمة هاتفاً في غضب . أذا لم يعجبك الوضع فارحل فوراً . هتف الشاب
في غضب : كيف تفعل ذلك يا عمي , ونصف المزرعة لوالدي الشهيد ..! هتف العم في اصرار : أنت
لم تعمل بها لا أنت ولا والدك , أبوك التحق بالجيش وذهب إلي رحمة الرب , وأنت تدرس في عما ن
منذ أكثر من سبع سنين , قل لي ماذا فعلتما بها .؟! كدحتما مثلي فلحتما ؟! هذا لن يكون وليس لك إلا
ربع الغلة . هتف الشاب في توتر : طيب يا عمي , تذكر من أين لك قيمة الارض ؟! ألم يضع الشهيد
كل حصاد عمره في تلك الارض ؟! هتف العم في تهكم : ولد صغير ولا تفهم في الحياة شيئاً تعب سنين
لن أناصفك إياه مهما يكن الامر . قال الشاب : ووصية الشهيد ؟! قال العم غير مبالي : الحي أبقى من
الميت !! عدل الشاب حلته وهو يقول : حسناً سأزورك ثانية .
وخرج من الزريبة في ثورة مضطرب متجهاً الي أشجار التفاح العملاقة , وهو يقلب عينية في الطيور
التي تقفز بخفة ورشاقة بينها , وتوقف متنهداً بعمق وهو يقول لنفسة : لست ادري كيف سأسافر الي
امريكا , بهذه الطريقة المجحفة لن استطيع توفير مصاريف الحياة هنا . وزفر محنقاً ساخطاً وهو يقول :
تباً للظلم والظلمة , تباً لك من أشمط ملعون ..! ورمى بجسدة بين شجرتين وهو يزفر في حنق شديد ,
وقام يعبث بالحجارة الصغيرة بين يدية وهو يردد في سرة : ليسامحك الرب يا أبت , كنت أعلم أن قدر
الشراكة لايغلي , خصوصاً إذا كان الشريك لصاً محترفاً مثل عمي بطرس ..
ولوهلة ركز بصره على بقعة خضراء , على بعد أمتار قليلة منه , ترى ماهذا ؟! حك ذقنه بأصابعه
وعاد يفكر في سخط شديد : ليس عندي مايكفي ثمن تذكرة الي الولايات المتحدة , وسيضيع عمري على
حساب هذا العم الافاق الحرامي .
ركز بصره على تلك البقعة الخضراء , وهو يتخيل أنها تتحرك قليلاً جداً وعاد يفكر : حتى لو رفعت
دعوى قضائية , كيف سأثبت حقي في الارض ولا توجد ورقة تثبت أن لي فيها شبراً والدي كان أخرق
مثلي , ويظن أن الشرف في صدر عمي سيمنعه من أكل مالي , وها قد حصل ماكان ينهرني ويمنعني
من مجرد التفكير فيه .. قذف حصاة في اتجاه البقعه الخضراء , ثم وقف متثاقلاً مشغول البال متسمراً
وندت منه آهة خافتة مدهوشة ..
ركز بصرة فقد كان جسداً ضيئلاً يختفي رأسة تحت شجرة تفاح جسداً يرتدي لبساً عسكرياً فضفاضاً
غريباً أشبة بملابس ضباط الافراد ..
دار على اطراف أصابعه حول هذا الجسد , مره أخرى أطلق آهة خافتة وهو يردد

ياللسماء ..!







قديم 23-01-08, 02:22 PM   رقم المشاركة : 9
غيور على ديرتي
مشرف سابق
الملف الشخصي







 
الحالة
غيور على ديرتي غير متواجد حالياً

 


 

مرحبا عزيزي المتابع هاأنا اعود لأكمل لك الروايه هذا اليوم وما عليك سوى الاستمتاع باحزان
الطفله رامه والخيبة العربيه


*************************************************
نظر في دهشة كبيرة الي الصبية الجميلة المقصومة الشعر ,ذات الوجة المكدم المجروح ,واليد
المنتخفة المتورمة اطراف الاصابع . مرة اخرى ردد وهو منحني ليتفحصها : يا ايها الرب من
تكون هذه !؟ مد يده الي عنقها وتحسسة برفق , وكانت حية وتتنفس جيداً لكنها شاحبة شحوب
الاموات , ولا تشعر بخنفس الاشجار الذي يتمشى على خدها المصقول . ازاح الخنفس برفق و
هو يشعر بطوفان رهيب من الرحمة يكتنف كيانه تجاه هذه المخلوقة الضعيفة التي ترتجف برداً
ومد يده ليهزها برفق قائلاً : استيقضي يا صغيره استيقضي فوراً . وضغط على حاجبها بقوة
بأصبعه الكبير فارتعش وجهها برهة قبل ان تفتح عينين فارغتين من الحياة , وبادرت شفتاها
الممزقتان تتمتمان: _ ماء ... ماء
تراجع الشاب في خوف , وهرع الي داخل المزرعة راكضاً , والتقط كوباً فخارياً قديماً ملأه
بالماء من صنبور الزريبة , وهرع راكضاً الي الفتاة وصوت عمه يطاردة : أيها الخسيس
تسمر العم مكانه وهو يرى الشاب يسند الفتاة الي ذراعه ويبلل شفتيها بالماء وهي تشهق في
ألم شديد , قبل أن تستطيع تجرع الكأس كله . اقترب العم من الشاب قائلاً : وما هذه المصيبه
الاخرى !؟ ناوله الشاب الكأس هاتفاً : أحضر آخر انها تحتضر . زعق العم في نذاله : ماشأني
لأحضر لها الماء .!؟ قاطعه الشاب في غضب شديد واحتقار : إنه كوب ماء وسأدفع ثمنه ..
ارتعد العجوز وامتلكه الخجل وهو يلتقط الكأس , ونظر شزراً إلى الشاب الذي حمل البنت بعنايه
كبيرة الي الزريبة ووضعها فوق كومة من الصوف غير المغزول وتناول الكأس من يد عمه و
هو يقول في نفسه : ويقولون حاتم الطائي كان عربي !
تجرعت الكأس بصعوبة بالغة هذه المرة , والعم يرمقها بنظرات بغيضة لئيمة , حتى أغمضت
عينيها في تعب عميق , والشاب يسندها الي كومه الصوف لتنام , وجفف عرقه الذي الذي يتصبب
رغم برودة الجو قائلاً : هل عندك لحاف دافىء ؟! انها ستموت برداً شديداً
قال العم في نذاله محاولاً صرف انتباهه : انظر الي البطاقة على صدرها .أليس هذا اسمها ؟ رفع
الشاب البطاقة وهويقرأ بصوت عال : سالومي بنعرين _شرطة نابلس _ وحدة سجون الجويم ...
شهق العم في استغراب شديد وخوف هائل .. وانتفض الشاب في كراهية بلا حدود وهو يقول :
اسرائيليه ؟!
ردد العم في ذهول : ماذا اتى بهذه المصيبة الي مزرعتي بالذات ؟ هتف الشاب بكراهيه وحقد
رهيبين : ألم تتذكر يا عم من الذي قتل والدي ؟ انهم عشيرة هذه الملعونه ! ارتجف العم وهو
يقول :في توتر وخوف شديد : أخرجها اخرجها من مزرعتي على الاقل . هتف الشاب في ثورة
وهو يحاصرها بنظراته الحاده : إنه الثأر يا عم ؟ ورمى ببصره اليها وهويقول ولسوف أخذ به!
***************
فتحت الصبية عينيها بتثاقل وهي تردد في ذهول : امي ... امي
نظر العم الي الشاب وهو يرتعد قائلاً : أنها تتكلم العربية يا منصور . تمتم الشاب في عداوة
مرتابة ماذا يعني هذا ؟ واقترب منها وهو يكرز النظر على وجهها في كراهيه وهو يقول : ليست
ملامح غريبة , شعر فاحم ووجه أبيض بعينين مدورتين وأنف وفم صغيرين , هذه ملامح اليهود
ومد يده الي كتفيها ليهزها بعنف وهي تردد .. امي ... امي ... لا لا تلمسها !!
هتف منصور في حقد جارف : استيقضي يا ملعونه أمك ليست هنا ..
اخيرا فتحت الفتاة عينيها على اخرهما بصعوبه واخذت تجيلهما بين منصور وعمه وملامحهما
وترتجف في خوف قبل ان تهمس بصوت مخنوق : من انتما !؟ ضحك الشاب ضحكه هازئة وهو
يقول : نحن من يفترض أن يسأل عن ذلك يا سالومي ؟







قديم 24-01-08, 01:02 AM   رقم المشاركة : 10
نسـ الشمال ـــيم
مراقبـــه عـــامــه
الملف الشخصي






 
الحالة
نسـ الشمال ـــيم غير متواجد حالياً

 


 

مشااااااء الله مجهود تشكر عليه


اخي غيور على ديرتك


دمت بخير







التوقيع :


ــــــــــــــــــــــــــــــــ
سأصبر حتى يعجز الصبر عن صبري .. وأصبر حتى يحكم الله في أمري
وأصبرحتى يعلم الصبر أني صبرت على شئ أقسى من الصبر
ليغارالصبرمن صبري .. ويتعجب الناس في أمري

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

 

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:35 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
تعريب :عاصمة الربيع

تصميم وتطوير سفن ستارز لخدمات الاستضافة والتصميم