اتصل بادارة الموقع البحث   التسجيل الرئيسية

 


العودة   منتديات عاصمة الربيع > القسم الادبي > هديــــــل البـــــوح

هديــــــل البـــــوح للشعر الفصيح والخواطر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-04-04, 10:51 AM   رقم المشاركة : 1
علي بتال
كاتب
الملف الشخصي







 
الحالة
علي بتال غير متواجد حالياً

 


 

محطات بائسة... من أدراجي... 2

الرسالة الاولى ...

تتعدد وسائل الاتصالات في عصرنا هذا..وسائل تختصر الأزمنة والأمكنة..تحطم المسافات
وتقرب مابين الناس ..ومنها الانترنت الذي نتواصل من خلاله الآن...ناهيك عن الهاتف
النقال الذي أصبح في متناول الصغير قبل الكبير.

ولكن..تبقى الرسائل من أجمل تلك الوسائل ، إن لم تكن أجملها على الإطلاق.

الرسالة ...
اغلى مايمتلكه الانسان لأن لها طابعاً خاصاً..
لاأدري لماذا..
ربما لأنني أجد بها جديداً مع كل قراءة..
إنها بخط اليد ..وهو مايستدل به أحياناً على جوانب كثيرة من شخصية كاتبها
بل إنها من اكثر الأشياء خضوعاً للتمحيص والتنقيح..
إذ أن الانسان قد يضطر أحياناً لتمزيق دفتراً أو دفاتراً في سبيل كتابة رسالة واحدة
تحتوي على أسطر تعد على أصابع اليدالواحدة.


يطول بنا الإنتظار لرسالة المحبوب حتى يبلغ اليأس منا منزلةً تجعلنا نكتب لأنفسنا سطوراً
من بنات أفكارنا.. ثم نذيّـلها بإسم المحبوب..لنوهم أنفسنا بأننا قد استقبلناها للتو..
وكثيراً مانصدق أنفسنا.. !!
ولنجاةأن تغني :
كم اخترعت مكاتيباً سترسلها ـ وأسعدتني وروداً سوف تهديها..!!


بالمقابل.. يكون إيصال الرسالة من الصعوبة بمكان ، واستقبالها أمرّ وأدهى..
نتاجاً للظروف المحيطة التي تجعل الأحرف تحت المجهر.

إن كان هـم علموك أن لاتخـاطبني ـ فاكتب خطاباً لنا في طي قرطاس ِ
واكتب على جانب القرطاس بالقلـم ِ ـ لا يـرحـم الله من لا يـرحــم الناس ِ


لازلت أذكر أول رسالة كتبتها فتاة كنت احبها...
كان يوماً لاسع البرودة...بعدالغروب ..لوحت بيدها من تلك النافذة..التي اتخذت منها العصافير
مسرحاً لأعذب الحان الدنيا..ولربما كانت العصافير بريئة من إجادة عزف ابسط مقامات الموسيقى
براءة الذئب من دم ابن يعقوب.
ولكنني أجزم أنني كنت اسمع مقطوعاتها الاسمهانية شجية لاتنكرها أذن من وقف حيث كنت اقف.


المهـم
إلتقطتُ تلك الورقة بشئ من الارتباك..الذي اعتقدت معه بأن الشمس لاتزال تطالعني..
خبئتها في جيبي.. مشيت مسرعاً .. أحسست أن عيون الكون تحملق بي..
وهكذا العشاق يخالون كل صوت ٍ يناديهم..والصب تفضحه عيونه..
التي تظهر عليها أثار الحساسية بفعل ملامسة الحبر الممزوج بالدموع.

مساكين اهل العشق ِ حتى قبورهم ـ عليها تراب الذل بين الخلائق ِ


وصلت الى البيت ..دخلت غرفتي .. أوصدت الأبواب ..
فتحتها ... آآه ..عدة كلماتٍ كانت في مجملها مجرد تعريفات للحب..مقتبسة من هنا وهناك..
أقل بكثير مما رسمته في خيالي.

بعد قراءتها مرات ومرات .. رفعت بصري الى السقف .. عندها تذكرت أناساً مررت بهم في الطريق
ولم أسلم عليهم لفرط استعجالي..!!
وجارها.. الذي كان يحدق النظر بي حين التقطت الرسالة وهو متسمراً في مكانه..
ياااه...
لم ألقِ ِ بالاً لكل هذه الاشياء الواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار..نظراً لأن قلبي وعقلي
كانا محصورين في محيط رسالتها.. مما أغفلهما عما سواها..

فكرت .. تجهمت.. أبحرت خلال امواجٍ من الإرتباك عاتية..أمواج متلاطمة.. لم أقاوم جموح طبقاتها
إلا بمعاودة التأمل في سطور حبيبتي..لكي أداوي حيرتي بالتي كانت هي الداءُ..
هذه المرة..كانت الرسالة مختلفة كلياً من حيث شكلها ومضمونها..
وجدت فيها مافاتني قبل قليل..

قريت الرسالة ثم تمعنت في المضمون ـ فلا بيت يجهلني ولاحرف يخفاني

إن كل سطر ٍ فيها كان يخاطبني أنا ، إذاً فكل حرف في سطورها يعنيني أنا.. حتى فراغ مابين السطور
كان مقصوداً ليمنح انفاسي شهيقاً من البراءة .. وزفيراً من العفوية..
كانت معطرة.. مزخرفة..عواطف غارقة في العفاف ..مسبوكة على الورق الأبيض..وأبيض من الورق
بياضٌ ناصع..لايعد بياضا ً إذا ما قورن ببياض حبيبتي الذي فاض عن بشرتها حتى طال قلبها المرهف.

لونك أبيض يشبه للون الورق ـ وانت اجمل من عرفته بالوجود

استراحت نفسي..توازنت نبضات قلبي..ولكن..جاء دور الرد برسالة ٍ اكتبها انا..
كيف سأوصلها..؟ لااستطيع.. الجميع يراقبون خطواتي..أو هذا ماظننته..
لازال منظر جارها عالقا ً في ذهني..نظراته التي كانت تخترقني كالسهام روحة ً وجيئة..
وليته علم بما استوقفني حتى لايشطح الى ماهو ابعد..

إفـفـفـف ...
هل أطلب تدخل طرف ثالث كوسيط لايصال مالدي..؟
نعم.. طرف يدعى بـ (مرسول الحب) او (مرسول الغرام) او (رسول المحبين) ..
أو غير ذلك مما تتعدد مسمياته ويكون في مضمونه مؤدياً إلى روما...
لا لا .. بل يكفي نسيم الليل وشعاع الشمس ونجوم السماء..وسيقع اختياري على احد تلك الرسل
المأمونة الجانب..
وسيكون لي مع مرسول الحب وقفة أخرى حتى لانخرج عن صلب الموضوع.


على كل حال..
مرت الايام .. وتوالت الرسائل..


وكخاتمة لمشاركتي ..اليكم ماجاء في إحداها :

حبيبي (.....) تعلم أنني لاأجيدالكتابة لذلك سأختصر..
كنت استمتع بحواديت جدتي قبل النوم والان اصبحت أتحاشى الجلوس معها..
قطتي(نونو) كانت لاتنام الا معي وقد أحست بإهمالي لها فأصبحت تغيب عن البيت..
تذكر.. عندما كنت اقول لك أنني وأخواتي البنات كنا نحلم بأن نرزق بأخ ولد..؟
لقد رزقنا الله بولد ولم أفرح بقدومه لدرجة أنني لم اتدخل لاختيار اسمه.
تدنى مستواي الدراسي..
لاحظ كل من حولي حجم الانقلاب المفاجئ الذي طرأ على حالي.. وعندماأنكر يحرجني وزني
الذي نقص كثيراً... بسيطة ياحبي.. هذا ريجيم عشان الرشاقة..
ولكن ماسر اهمالي لنفسي وهواياتي.. وسهري طوال الليل وعدم تناولي وجبة الافطار..؟
كيف احببت العزلة ..وكيف كبرت فجأة..؟
يالله ياشاطر.. جاوبني بس قبلها اكتب احبك احبك احبك .


وللشـخـابيط بقـية...

اخوكم/ رهـين المحبسين







التوقيع :

[align=center]الحقـوق محفـوظـة[/align]

رد مع اقتباس
قديم 16-04-04, 04:25 AM   رقم المشاركة : 2
راهب الليل
عضو مؤسس
الملف الشخصي







 
الحالة
راهب الليل غير متواجد حالياً

 


 


أخي الرائع كعادته " رهـين المحبسين "
تحية تليق بك وتشبه هذا الجمال الذي نغرق به
سيدي الفاضل
هنا اجد فلسفة متميزة تعزف على
وترالعذوبة والابداع
لقد رسمت لنا شيء اعتقد ان الكثير
منا لا يعرف قيمة في وقتنا الراهن
الا وهو الرسائل المحملة بالاشواق
حين نبعثها وننتظرها بفارغ الحب
أين هي الآن ؟
لم تعد لها اي بقعة وجود
اصبح الآن كل شيء عبر الشيطان الماكر
الايميل / البريد الكتروني
والبريد السطحي مازال يئن في ادراج
الانتظار .. ينتظر قدوم
من يذكره بطابع من حنين ..
حقاً عصرنا الحالي اصبح مختلف بدرجة غريبة
وروتين مكرر حد الملل
اتدري ياعزيزي عندما ابعث لشخص رسالة
عبر الايميل احس بنوع من الخمول وتشتت الافكار
عكس ما كنتُ اقوم به عندما اكتب بخط قلبي / اناملي
اشعر ان الحرف ينبض امامي وخاصة وانا امزق
كل رسالة بعد كل محاولة
فاشلة للوصول للتعبير المناسب
بحق سنون عجاف التي نمر بها الآن
والتي اختفى من خلالها ساعي البريد
الذي كان لوصوله انتظار ولهفة تفوق كل القوانين
الا ليت البريد يعود يوماً لاخبره بما فعل الايميل
سيدي الانيق " رهـين المحبسين "
ما اجمل ما خطته اناملك .. أنت تقول انها خربشات
وهي بحق ابداعات نسجتها لنا بخيوط فكرك الراقي
وهذا دليلاً على العمق العذب التي
يغلف مشاعرك اتجاه كل ماهو بهي ورائع
وتذكر ان الذين يكتبون بالورد هذه الايام قليلون جداً
امثالك الانقياء فقط هم من يجيدون بعثرت الحروف
ويصنعون من الرومانسية عالم آخر من الجمال
دمت هكذا دائماً تسحر القلوب دون موعد
تحياتي لك ولقلمك النابض بالورد .









التوقيع :

أَتَمَنَّى أن لاَ يُخِيفَكَ جَدْبِي .. ثَمَّة غَيْمَةٌ تَهطل بِدَاخِلِي .. !

RahebALlill@


رد مع اقتباس
قديم 16-04-04, 12:26 PM   رقم المشاركة : 3
الفارس
المشرف العام
الملف الشخصي






 
الحالة
الفارس غير متواجد حالياً

 


 


الغاااااااالى / رهـين المحبسين


ما اجمل ما تزودنا به من هذه العبارات الخاصه التى تفيض حبآ صادقآ لزمنك الماضي


ورغم تعدد وسائل الاتصال بشتى صوره يبقى لهذه الرسائل طابعها الخاااااااااااااص والمميز

وتبقى بالذاكره طويلآ






الغاااااااالى ننتظر قادمك فنحن بشوق ولهفه ايها الشامخ







الفاااااااااااااااارس







التوقيع :

رد مع اقتباس
قديم 30-04-04, 03:00 AM   رقم المشاركة : 4
علي بتال
كاتب
الملف الشخصي







 
الحالة
علي بتال غير متواجد حالياً

 


 

اخي الراحل
الف تحية لقدومك الجميل ... الذي اضاف لمشاركتي ابعاداً زادتها جمالاً...
وهذا هو حال اصحاب الفن ... فسلمت اناملك ...وسلمت ريشتك التي رسمت فاوقفتني للتأمل ...
برد اكبر من سطوري ...
ياعزيزي ... بالفعل الزمن تغير ...وكلما قربت المعلومة ازدادت غموضاً ...
كل شيء اصبح مملاً ، لانه قريب ... حتى ان الانسان من امثالك يجد نفسه مشتاقاً لحرقة الشوق والانتظار
لانها ارحم في معانيها من هذا المدعو ايميل ...

والله يوفقك ياغالي ، وتقبل تحياتي واعجابي







رد مع اقتباس
قديم 30-04-04, 03:04 AM   رقم المشاركة : 5
علي بتال
كاتب
الملف الشخصي







 
الحالة
علي بتال غير متواجد حالياً

 


 

هلا بالفارس المغوار
هلا بفارس الانسانية والقلم ... افتخر بمرور مثلك يا اخي في الله
والله يديم المحبة والتواصل
ولك ودي







رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أحبـــك من هناااا لاخر محطات الغلا هناااااك النود القصائد المنقولة والمسموعة 2 20-07-06 11:33 AM


الساعة الآن 10:19 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
تعريب :عاصمة الربيع

تصميم وتطوير سفن ستارز لخدمات الاستضافة والتصميم