هناك لاعبون يحرثون الملعب طولاً وعرضًا، ولكن «فلاشات» المصوّرين لا تنصفهم إلى حد بعيد، ولا يلقون نصيبًا وافرًا من الإطراء من قِبل رجال الإعلام والصحافة، ودائمًا ما يطلق لقب النجومية على المهاجمين وصانعي الأهداف..
سعود كريري «رمانة المنتخب السعودي»... تارة مدافعًا يستخلص الكرة من أقدام الخصوم، وتارة أخرى يساهم في صناعة الهجمات لفريقه.
نحالة جسمه لم تمنعه من الاحتكاك بقوة مع خصوم يفوقونه بنية، ومهامه الدفاعية لم تكبّل موهبته التهديفية.. رسم نهجًا جديدًا في مركز الوسط المتأخر.. فلم يقلّد أحدًا من اللاعبين المحليين.. فعلى الرغم من تألق خميس العويران، وعبد الله الواكد، وعبد اللطيف الغنام في هذا المركز، إلاَّ أن كريري فاقهم جميعًا بطريقته التي عانقت لاعبين عالميين اشتهروا في هذا المركز، فكان مثله هؤلاء النجوم فنجح.
«الفتى النحيل» بدأ حياته في أزقة المنطقة الشرقية، ولعب في حواريها لحين سجل لاعبًا رسميًّا في نادي القادسية، ومنه انطلق بعد أن صقل موهبته الكثير من المدربين، ويأتي في مقدمتهم التونسي أحمد العجلاني .. وبحثًا عن تأمين المستقبل انتقل كريري إلى صفوف الاتحاد بصفقة تجاوزت 22مليون ريال مع زميله سعيد الودعاني.. الأخير خفت بريقه وضاع بين نجوم «العميد»، أمّا نجمنا فلقد أبقى لاعبون لهم طنة ورنة على دكة الاحتياط، ولعب أساسيًّا.. وكان بالفعل صفقة ناجحة للاتحاد والمنتخب السعودي أيضًا.
مدرب «الأخضر» الأرجنتيني كالديرون سخّر إمكانات اللاعب كما يجب فلم يحصره في الجانب الدفاعي، بل جعله يتقدم ويشكل مهاجمًا في بعض الكرات لحين تمكن من هز شباك الخصوم، ولن ينسى الجميع هدفه في مرمى كوريا الجنوبية عندما سجّل الهدف الأول وانتهت المباراة بهدفين دون رد، وكانت انطلاقة المنتخب السعودي الحقيقة صوب مونديال ألمانيا.
وبعيدًا عن البساط الأخضر تجد أن نجمنا محافظ إلى حد بعيد على نفسه، ومهتم بتطوير إمكاناته، ويعي تمامًا معنى كلمة «الاحتراف»، وليس كريري بمفرده، بل هناك الكثير من اللاعبين في الجيل الحالي محمد نور,محمد الشلهوب، وياسر القحطاني، وحمد المنتشري، وسعد الحارثي، وأحمد البحري في طريقهم لتصحيح الأخطاء الاحترافية التي ارتكبها سابقوهم.
وينتظر الجميع أن يحقق كريري الإنجاز القوي، ويتأهل مع الأخضر إلى مونديال العالم في جنوب إفريقيا 2010، وهو الحلم الذي يراود كريري وبقية زملائه اللاعبين في المنتخب.