اتصل بادارة الموقع البحث   التسجيل الرئيسية

 


العودة   منتديات عاصمة الربيع > القسم الادبي > القصــه والقصيــده

القصــه والقصيــده قصص الماضي وحكايات الحاضر

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-12-08, 03:23 AM   رقم المشاركة : 1
loz
عضو برونزي
الملف الشخصي






 
الحالة
loz غير متواجد حالياً

 


 

mumaiz من بغداد إلى السويد .. رحلة البحث عن الأمان //


بسم الله الرحمن الرحيم


الى أعضاء منتدى حفرالباطن الكرام ..

حبيت أن أنقل لكم هذه القصه على لسان أختنا بنت العراق .

فعند تجولي للبحث عن المبتعثين بالخارج وجدت لكم هذه القصه واستهوتني .

فهي قصه يعاني منها الاف العرب المهاجرين ..

فأترككم مع قصتها التي تتكلم هي بلسانها ..

اتمنى تثبيت هذا الموضوع ..

اليكم القصه بلسان حال قائلتها بنت العراق ...

أنا معكم عراقية مقيمة في السويد .........

الإنسان يمر بتجارب وبظروف لا يمكن أن تنسى فيسطرها لعل غيره يستفيد منها

أنا مررت برحلة صعبة مريرة يطول ذكرها ويصعب وصفها شأني في ذلك شأن ملايين العراقيين الذين هاجروا إلى مختلف بقاع العالم من سنوات طوال ولا تزال موجة الهجرة مستمرة حتى الآن

أحببت أن أطرح لكم رحلتي الصعبة من بغداد إلى السويد بحثاً عن الأمن و الأمان وكرامة الإنسان

لم أجد في المنتدى إلا معلومات نادرة عن السويد ولم أجد أي معلومات عن حركات الهجرة والتي هي من أهم حركات السفر العربية، فقد هاجر الملايين من العرب إلى مختلف دول العالم ومع الأسف لم نجد أي موضوع يتحدث عن هجرتهم


كيف ومتى بدأ التفكير لترك العراق والسفر إلى شمال الأرض ( السويد ) ؟

ما هي الطريقة التي سنتبعها للخروج من العراق ؟

ماذا سيواجهنا في الطريق ؟

ماذا بعد وصولنا إلى السويد ؟



كل هذه الأسئلة وأكثر تجدون الإجابة عليها في تقريري المتواضع هذا عن رحلتي إلى بلاد السويد

فريق الرحلة

أنا وزوجي وابننا الوحيد البالغ من العمر 3 سنوات



فتابعوا معنا ...







التوقيع :



يااهل الحفر طابع بقلبي غلاكم
ماينمحي لو رحت أنا لآخر الكون ..
القلب مايسكنه أحد ٍ سواكم
أنتم وبس اللي بقلبي تحكمون ..
روحي وقلبي جعلها من فداكم
ياللي مساكنكم وسط جفن وعيون ..

قديم 18-12-08, 03:24 AM   رقم المشاركة : 2
loz
عضو برونزي
الملف الشخصي






 
الحالة
loz غير متواجد حالياً

 


 

رد: من بغداد إلى السويد .. رحلة البحث عن الأمان //



الحلقة الأولى
ضاق صدرنا .. ونفذ صبرنا


إنها الساعة الخامسة فجراً .. قذائف كثيفة تهز العاصمة بغداد .. وسائل الإعلام تعلن بدء الهجوم الأمريكي على العراق .. فلا كهرباء ولا ماء ولا اتصالات .. ألا يكفينا ما نحن فيه من فقر وحصار دولي وحرمان حتى تأتي الحرب لتزيد الطين بلة!

بعد أسبوع فقط من بدء الحرب تفشت ظاهرة خروج المئات من العراقيين للخارج سواءً سوريا أو أوروبا أو كندا بشتى الطرق الصعبة والمخاطر الجسيمة لهذا الخروج، بدأ زوجي يفكر بالهجرة من العراق ولكن صعوبة بل استحالة الحصول على تأشيرة دخول لإحدى الدول الأوروبية يخيب أمله ويخيم عليه الأسى و الحزن .. ولكن الرغبة الجامحة تدفعه للتفكير ملياً وعدم الاستسلام لهذه الحياة الصعبة في العراق ، فبدأ يشاورني في كيفية الخروج من العراق كمشاورة عابرة للفضفضة والترويح عن النفس ولكن سرعان ما تحولت سوالفنا العادية إلى حالة جدية !، فطرحت عليه فكرة أن يتصل بصديق عمه المقيم في السويد منذ سنوات وحاصل على الجنسية السويدية لعله يفيدنا بمعلومة ما تساعدنا.



بعد التوكل على الله اتصل عليه وقال له يوجد حلين للقدوم إلى السويد وهما :


1- استخراج التأشيرة بالرشوة من سوريا عن طريق شركة معينة .
2- السفر عن طريق سماسرة التهريب وهذا الطريق محفوف بالمخاطر و المتاعب .



بدأنا بدراسة الخيارين بجدية .. الخيار الأول هو أن نسافر إلى سوريا ومن ثم تقوم شركة معينة هناك بعمل عقد عمل وهمي على أن زوجي يعمل كمسؤول كبير في هذه الشركة ، وهذا العقد بالوظيفة المحددة وبالراتب الكبير المسجل فيه يجعل السفارة السويدية تمنحنا تأشيرة سياحية للسويد لأن مثل هذا المسؤول الكبير يتم منحه التأشيرة بلا تردد !

الخيار الثاني .. عن طريق شبكات تهريب دولية متخصصة في تهريب الأفراد إلى دول أوروبا وكندا عن طريق البر و البحر و الجو مقابل مبلغ معين من المال ، وبهذه الطريقة لسنا بحاجة لجواز السفر ولا تأشيرة للدخول !

بدأنا بالتشاور وبعمل الاتصالات مع من نعرفه من العراقيين المقيمين في دول أوروبية مختلفة لأخذ النصيحة و الإرشاد منهم .

كان الخيار المفضل هو عن طريق الشركة في سوريا ، بعد جهد توصلنا لهذه الشركة التي تقبل الرشوة وطلبوا مبلغ 7.000 دولار مقابل عقد العمل الوهمي ، وافقنا على ذلك وقمنا بتجهيز أمرنا وذلك ببيع البستان الذي نملكه لتوفير تكاليف هذه الرحلة وهو الشيئ الوحيد الذي نملكه في العراق ، وحسب الاتفاق أن هذه الشركة تقوم ( وهمياً ) بتعيين زوجي بمنصب رئيس تنفيذي فيها وبراتب ضخم وأنه مسؤول في هذه الشركة منذ 5 سنوات، وتقوم هذه الشركة عن طريقها بإستخراج كشف حساب من البنك يثبت الراتب الشهري الذي ينزل في حساب زوجي منذ 5 سنوات ! ، وبعد كل ذلك نتقدم بطلب لدى السفارة السويدية بالحصول على تأشيرة سياحية لزيارة السويد لقضاء الإجازة السنوية !

ولأن حدود العراق مغلقة بالكامل فقد اتفق زوجي مع أشخاص لتهريبنا للأردن ومن ثم ندخل لسوريا !




وبذلك انتهت مرحلة الإعداد و التخطيط لندخل مرحلة التحرك الفعلي ... وهذا ما سنتعرف عليه في الحلقة الثانية ... فتابعونا







قديم 18-12-08, 11:26 AM   رقم المشاركة : 3
فراج العضيله
عضو متألق
الملف الشخصي







 
الحالة
فراج العضيله غير متواجد حالياً

 


 

رد: من بغداد إلى السويد .. رحلة البحث عن الأمان //

ألف شكر وسنرى الحلقه الثانيه
لوز شكرا







قديم 18-12-08, 11:29 PM   رقم المشاركة : 4
loz
عضو برونزي
الملف الشخصي






 
الحالة
loz غير متواجد حالياً

 


 

رد: من بغداد إلى السويد .. رحلة البحث عن الأمان //

العفو يالطير المسافر ..

شاكر لك المتابعه ..

لك تحيتي ...







قديم 29-12-08, 12:47 AM   رقم المشاركة : 5
loz
عضو برونزي
الملف الشخصي






 
الحالة
loz غير متواجد حالياً

 


 

رد: من بغداد إلى السويد .. رحلة البحث عن الأمان //


الحلقة الثانية
الطريق إلى سوريا


في الصباح الباكر بدأنا بتوديع الأهل و الأصدقاء بدموع غامرة تشوبها الحسرة على مفارقة هذا البلد العظيم الذي دمرته أطماع بني البشر ، المشهد كان صعباً للغاية حيث أننا نترك الحقيقة ونذهب للمجهول ، لا ندري ماذا ينتظرنا هناك وماذا ينتظرنا في الطريق ، بعد صلاة الظهر مباشرة جائت السيارة التي ستهربنا للأردن ، وهي كبيرة الحجم وتسمى ( شاحنة ) ، طلب المهرب منا أن نركب في صندوق الشاحنة وأن نلزم الصمت عند توقفها ، لن أطيل عليكم فقد وصلنا للأردن بالسلامة بحمد الله تعالى،



توقفت الشاحنة في أحد الشوارع بالأردن حتى تأتي سيارة ركاب أخرى تقلنا إلى سوريا ، جائت السيارة وطلب منا السائق مبلغ 300 دولار وذلك لدفعها للجمارك السورية لتسهيل عبورنا بلا مسائلة .. لن أطيل عليكم فقد وصلنا لسوريا بالسلامة بحمد الله تعالى،



تَرَكنا سائق السيارة في أحد شوارع دمشق وذهب إلى حال سبيله، بدأنا نفكر بالسكن .. وقع الاختيار على أحد الفنادق وكان سعر الغرفة الواحدة بـ 1500 ليرة سورية لليلة الواحدة



نمنا تلك الليلة في الفندق وفي الصباح استيقظنا وذهب زوجي للشركة التي اتفق معها بينما أنا وولدي ننتظره في الفندق ، وبعد غياب دام قرابة الـ 8 ساعات عاد زوجي مهموم الحال وقسمات وجهه توحي بمصيبة واقعة، سألته عن الأمر فقال لي : ( كل شي انتهى ) سفر للسويد ماكو ورجعة للعراق هم ماكو وكل شي ماكو !!



هدأته وطلبت منه أن يشرح لي الأمر

فقال لي أن الشركة التي اتفق معها على مبلغ 7.000 دولار طلبوا منه مبلغ 20.000 دولار ، ونحن بالطبع لا نملك هذا المبلغ ، وقام بالتفاوض معهم ومحاولات شتى لكي يلتزموا بالاتفاق المسبق على المبلغ 7.000 دولار ، وقال لهم أن أقصى مبلغ يمكنه دفعه هو 15.000 دولار لأنه أساساً لا يملك أكثر من هذا المبلغ ولكنهم رفضوا بشكل مطلق.


الأمر صعب للغاية ونحن نسكن في فندق سيستنزف مالنا إن بقينا فيه طويلاً ..


وفي الليل جلسنا نفكر بروية للخروج من هذا المأزق ، طرحنا حلولاً عدة ولكن بعد مناقشتها يتبين عدم جدواها حتى وصلنا لطريق مسدود، قررنا النوم ومن أصبح أفلح


وفي صباح اليوم الثاني رأيت أن زوجي تحسنت حالته النفسية بشكل كبير والابتسامة لا تفارقه وهو يردد عبارة ( الله موجود ) مما أراحني انا ايظاً بشكل كبير.


طلب مني زوجي أن نخرج للسوق لشراء بعض الحاجيات الضرورية ، وفعلاً خرجنا للسوق وقمنا بشراء ما ينقصنا من حاجيات وعدنا للفندق قرابة الظهر ، بعد الغذاء قرر زوجي الخروج و الذهاب إلى أحد الأحياء التي يسكنها العراقيون لعله يجد بصيص أمل منهم، وأخبرني أنه قد يتأخر حتى منتصف الليل من اجل ألا أقلق عليه .


وفعلاً خرج بعد الغذاء وبقيت وحدي في الفندق مع ولدي أتفكر في حال العراق الجريح وفي حال ملايين العراقيين المشتتين حول العالم ولماذا يحصل لنا كل هذا من قتل ودمار وتشريد ؟


الساعة تشير إلى الثانية عشر ليلاً وزوجي لا زال بالخارج ولم يعد ، وصلت الساعة الواحدة و النصف ليلاً وإذا به يعود ، فقال أنه وجد حلاً مناسباً وسوف يخبرني به صباحاً لأنه متعب الآن ويريد النوم ، طلبت منه أن يخبرني به الآن ولكن دون جدوى .


في صباح اليوم التالي اجتمعنا على الإفطار وأنا كلي شوق لمعرفة الحل الذي توصل إليه، فدار بيننا الحوار التالي :



أنا : اها شنو الحل الي توصلت إله ؟


زوجي : طيب .. احنه شلون اجينا لسوريا ؟


أنا : بالتهريب


زوجي : بإذن الله نروح على السويد بهاي الطريقة


أنا : نعرض حياتنا للخطر ؟


زوجي
: ماكو شي بيصير بغير إرادة الله سبحانه وتعالى، إنتي فقط توكلي على الله وكوني سند إلي في هذه المحنة


أنا : أنا معك في الحلوة و المرة



وفعلاً بعد مناقشة الأمر قررنا الذهاب للسويد عن طريق التهريب وهو ما يسمى دولياً ( بالهجرة غير الشرعية ) وهي مجرد تسمية إذ لا فرق في السويد بين المهاجر الشرعي وغير الشرعي وهذا ما سنعرفه عند وصولنا للسويد إن شاء الله .



المهم أن الذي حصل أن زوجي عند خروجه إلى منطقة تواجد العراقيين تعرف على شخص يعرف شبكة تهريب سافر عن طريقها الكثير من العراقيين و الفلسطينيين ، وفي هذا اليوم قال لي زوجي أنه سوف يخرج للقاء احد الأشخاص الوسطاء بشبكة التهريب هذه للإتفاق معهم



وفعلاً خرج وبقيت مع ابني في الفندق أنتظره حتى يعود ، وبعد غياب طويل عاد زوجي في المساء واخبرني بما حصل معهم ، وأنه تلقى العروض التالية من الوسيط :



التهريب عن طريق الطائرة بمبلغ 18.000 دولار للشخص الواحد
وهذا العرض يشمل التهريب بالشاحنة من سوريا إلى اسطنبول، ومن ثم الحصول على جواز أوروبي مزور ، ثم ركوب الطائرة من اسطنبول إلى السويد



التهريب عن طريق البر بمبلغ 5.000 دولار للشخص الواحد
وهذا العرض يكون بالتهريب عن طريق الشاحنة من سوريا إلى تركيا ومنها إلى مجموعة من الدول الأوروبية حتى نصل للسويد



التهريب عن طريق البحر بمبلغ 2000 دولار للشخص الواحد
وهذا العرض عبارة عن إخفاء الشخص في سفينة بضائع متجهة لأحد الموانئ الأوروبية وتستغرق وقت طويل في البحر قد يصل إلى الشهر وأكثر



العرض الأول هو الأفضل ولكنه سيكلفنا مبلغ 54.000 دولار ونحن لا نملك هذا المبلغ ، فوقع الإختيار على العرض الثاني وسوف يكلفنا مبلغ 15.000 دولار



لكي لا أطيل عليكم .. فقد اتفقنا مع هذه الشبكة على العرض الثاني وكان موعدنا معهم هو بعد أسبوع من الإتفاق



وهنا تنتهي مرحلة إقامتنا في سوريا لندخل مرحلة جديدة من مراحل السير نحو السويد



ماذا حصل عندما جاء اليوم الموعود مع الوسيط وكيف سننتقل إلى تركيا .. هذا ما سنعرفه في الحلقة الثالثة فتابعونا







قديم 29-12-08, 02:04 AM   رقم المشاركة : 6
مديد الجميلي
عضو فضي
الملف الشخصي







 
الحالة
مديد الجميلي غير متواجد حالياً

 


 

رد: من بغداد إلى السويد .. رحلة البحث عن الأمان //

يعطيك العافيه اخوي loz على المسلسل


وننتظر الحلقة الثالثة







التوقيع :




لــــست مجبـــــــــراً أن يفهــم الأخـــرين مـن انـــــا...
فمن يمتلك مؤهلات العقــل ؛والقلب ؛ والـــــروح ...
ســــأكون أمــامه كالكتـــاب المفتــوح








قديم 29-12-08, 09:52 PM   رقم المشاركة : 7
loz
عضو برونزي
الملف الشخصي






 
الحالة
loz غير متواجد حالياً

 


 

رد: من بغداد إلى السويد .. رحلة البحث عن الأمان //

الله يعاافيك ..

شاكر لك المرور والمتابعه يامديد ..

لك تحيتي ..







قديم 31-12-08, 11:17 PM   رقم المشاركة : 8
loz
عضو برونزي
الملف الشخصي






 
الحالة
loz غير متواجد حالياً

 


 

رد: من بغداد إلى السويد .. رحلة البحث عن الأمان //


الحلقة الثالثة
الطريق إلى تركيا


جاء اليوم الموعود وقمنا بلقاء الشخص الوسيط في المكان المحدد وأعطانا بعض الإرشادات و التعليمات وكانت كالتالي :

1- أن مسار الرحلة قد يستغرق 10 ايام في الطريق وربما أكثر

2- يجب تنفيذ اوامر قائد الشاحنة دون نقاش


بينما نحن ننتظر قدوم السيارة اعطينا هذا الوسيط المبلغ المتفق عليه ، وأخدت من هذا الوسيط رقم هاتفه ربما نحتاجه لاحقاً ، وفعلاً جائت السيارة وكانت سيارة صغيرة ( سيدان ) ركبنا السيارة وتوجهنا لمكان تقف فيه شاحنة محملة بالبضائع ، ركبنا صندوق الشاحنة والقينا بأنفسنا بين البضائع فأغلق علينا الباب لنكون في ظلام شبه دامس وتتحرك الشاحنة متجهة نحو تركيا ، سائق الشاحنة تركي ومعه مساعد وهو شاب صغير .


بعد قرابة الساعة من مكوثنا داخل صندوق الشاحنة شعرنا بإختناق وإرهاق شديد بسبب عدم وجود مكان لدخول الهواء، نريد مخاطبة السائق ولكن لا توجد وسيلة للوصول إليه إذ أن الصندوق كان محكماً ومنفصلاً عن ( قمرة القيادة ) إن صح التعبير ، فأخذنا نضرب على جدران الصندوق لعل السائق يسمعنا ولكن بلا جدوى ، بدأ الخوف يخيم على نفسي وشعرت أنني سأموت بالإختناق ، ولدي الصغير بدأ يبكي ويتصبب عرقاً ويختنق ، يا إلهي سوف نموت .. وبدأت أتذكر أننا لو كنا في العراق ومتنا جراء القصف الأمريكي سنكون شهداء، ولكن لو متنا هنا ماذا سنكون ؟ سيرمينا السائق من الصندوق على قارعة الطريق لعل أحد ما يأتي لدفننا !


أنا تعبت وبدأت أذكر الله تعالى وزوجي أخد يضرب سقف الصندوق بعنف لعل احد يسمعنا ، ثم توجه لباب الصندوق وأخد يضربه في محاولة لكسره ، وفعلاً فقد تعرض الباب لشئ من الخراب جراء الضرب العنيف


وفجأة توقفت الشاحنة فاستبشرنا خيراً .. ولكن لم يأتينا أحد .. فواصلنا الضرب على جدران الصندوق حتى أتى مساعد السائق وفتح لنا الباب وأخد يتكلم باللغة التركية ولم نفهم عليه ، فاستدعى السائق الذي كان يجيد اللغة العربية فقال لنا ماذا حصل ؟ فأخبرناه بالإختناق فنظر إلى الباب ورأى الأضرار فيه وأخد يسب ويشتم فقال له زوجي أنه حاضر لتصليح الباب فوافق السائق وهدأ وجعل الباب مفتوح قليلاً حتى يدخل لنا الهواء .


فواصلت الشاحنة مسيرها نحو تركيا وبعد قرابة الثلاث ساعات توقفت الشاحنة ، وأتى لنا السائق وقال أننا على مقربة من الحدود التركية وأنه لن يتحرك حتى تأتيه الإشارة من الموظف الذي يتعامل معه في الجمارك ، وبعد نصف ساعة جاء السائق وطلب منا التزام الصمت و الهدوء عند توقف الشاحنة عند الحدود ، وفعلاً وصلنا الحدود فتوقفت الشاحنة .


وبعد توقفها قرابة الـ 10 دقائق جاء شخص من الجمارك وفتح باب الصندوق ووجدنا بداخله ، وأخذ يتكلم مع السائق بكلام لم نفهمه ، ثم ابتعد موظف الجمارك وتركنا مع السائق ، فقال لنا السائق أن هذا الموظف جديد وانه اكتشفنا وعليه الآن أن يدفع له رشوة قدرها 300 دولار وعلينا دفع هذا المبلغ .


فقلنا له وماذا عن الـ 15.000 دولار التي دفعناها لكم ؟


فقال السائق أن هذا ظرف طارئ وأنه غير مكلف بمثل هذه الظروف وعلينا الآن إما أن ندفع الـ 300 دولار أو ننزل من الشاحنة لكي يذهب ويتركنا للمجهول عند الحدود .


قررنا أن ندفع له 300 دولار ونحن نعلم أن هذه خدعة منه ليسرق أموالنا ولكن لا حول لنا ولا قوة فدفعنا له .


بعد أن دفعنا المبلغ واصلنا المسير داخل الأراضي التركية ونحن في صندوق هذه الشاحنة تحت ضغط نفسي يزداد شيئاً فشيئا، ولكن لا أخفيكم أنني شعرت بشيء من الراحة عندما دخلنا تركيا حيث انني شعرت أننا نسير في الطريق الصحيح وكلها أيام إن شاء الله ونصل للسويد وننسى كل هذا التعب .


بعد السير قرابة الساعتين داخل الأراضي التركية توقفت الشاحنة في استراحة وطلب منا السائق النزول للعشاء وقضاء ما نريد من حاجات ولنا استراحة لمدة ساعة ،


أدينا الصلاة ثم تناولنا العشاء وأخذنا قسطاً من الراحة ، فجاء السائق وأخبرنا أننا على مقربة من اسطنبول وأننا سنصل لها خلال ساعتين إن شاء الله ، ركبنا الشاحنة لمواصلة المسير حتى توقفت داخل مدينة، فجاء لنا السائق وقال أننا الآن في اسطنبول وسوف نقوم بتغيير الشاحنة إلى شاحنة أخرى مع سائق آخر حتى ندخل بها إلى بلغاريا وستكمل الطريق نحو السويد ، شعرنا بشئ من الخوف و القلق خصوصاً أننا تعودنا على هذا السائق وانه يجيد اللغة العربية ، ولكن تذكرنا تعليمات الوسيط في سوريا الذي قال لنا يجب تنفيذ أوامر السائق بلا نقاش .


طلب منا السائق النزول من الشاحنة فنزلنا على رصيف وكان وسط السوق في اسطنبول بمنطقة تسمى Alemdag ثم قام بإنزال أمتعتنا من الشاحنة فأصبحنا على الرصيف نحن و أمتعتنا والكل ينظر إلينا ، فقال السائق انتظروا هنا ربع ساعة فسوف تأتي لكم شاحنة تأخذكم إلى بلغاريا ، أصبحنا في حالة صمت وأخذنا أنا وزوجي كل واحد ينظر للآخر بعين الحيرة .. فقلنا للسائق طيب سوف ننتظر وأنت ؟ قال أنا سأذهب الآن ! قلنا له وكيف سيعرفنا السائق الجديد ؟ قال سيعرفكم وأعطيته العنوان ولديه معلومات عنكم .. فقلنا أمرنا لله ،


ذهب السائق بشاحنته ونحن بقينا على الرصيف و التعب و الإرهاق الشديد لم نشهد مثيل له في حياتنا بدون مبالغة .. تمنيت لو أن الشارع لا يوجد فيه احد حتى أنام قليلاً على هذا الرصيف !!!


ساعة كاملة ولم يأتي إلينا أحد .. قلت لزوجي هؤلاء نصابين وحرامية ولن يأتي إلينا احد ، أرجوك شوف إلنا مكان ننام فيه راح أموت .. زوجي رغم قوته وصلابته لاحظت أن عينه بدأت تدمع فتركته في حاله حتى لا أزيده هماً فوق همومه . إنا لله وإنا إليه راجعون .


اكتملت ثلاث ساعات وبدأت المحلات بالإغلاق حيث أننا شارفنا على منتصف الليل بدأ زوجي يخاطب الناس يستنجد بهم للمساعدة ولكن كل واحد يعتذر، حتى أكرمنا الله تعالى برجل كريم شهم أصيل أنقذنا مما نحن فيه ، وكان يجيد اللغة العربية بطلاقة وعندما طرحنا عليه مشكلتنا قال وبلا تردد تعالوا عندي في البيت وهناك نتفاهم ، ذهبنا لبيته القريب من السوق وأجلسنا في غرفة وقدم لنا الماء و الفواكه وأحسن ضيافتنا ، وطلب من ابنه الذهاب للمكان الذي كنا واقفين فيه وينتظر لعل الشاحنة تأتي للبحث عنا ولا تجدنا ، وفعلاً ذهب ابنه ووقف ينتظر .


في هذه الأثناء لاحظت أن ابني ارتفعت حرارته فطلبنا من صاحب المنزل أن يدلنا على مستشفى قريب لعلاج الابن ، فاتصل على طبيب واتى للمنزل خلال دقائق وكشف على الولد وأعطاه العلاج اللازم .


قررنا أن يعود ابن صاحب المنزل إذ فقدنا الأمل في مجيء الشاحنة، فطلب منا صاحب المنزل النوم وأنه سوف يدرس موضوعنا غداَ إن شاء الله ويساعدنا بما يستطيع .


نمنا ولله الحمد حتى أصبحنا صباح اليوم التالي



فماذا حصل بعد أن أصبحنا ... هذا ما سنعرفه في الحلقة الرابعة إن شاء الله







قديم 05-02-09, 11:47 PM   رقم المشاركة : 9
loz
عضو برونزي
الملف الشخصي






 
الحالة
loz غير متواجد حالياً

 


 

رد: من بغداد إلى السويد .. رحلة البحث عن الأمان //

الحلقة الرابعة
يوم الخيارات الصعبة
البقاء في تركيا .. أم العودة للعراق .. أم البحث عن شبكة تهريب جديدة .. أم ماذا ؟




في صباح هذا اليوم .. قدم لنا السيد زكريا طعام الإفطار ثم طلب الجلوس معنا ومعرفة قصتنا بشكل كامل ، طرحنا عليه قصتنا فقال لنا أن شبكات التهريب هذه كلها شبكات نصب واحتيال يستغلون حاجة الناس فيسرقون المال منهم وأننا تعرضنا لعملية نصب تعرض لها الكثير غيرنا والحمد لله أن هذا السائق قام بإلقائنا داخل المدينة فبعض الناس يتم رميهم وسط الصحراء أو وسط غابة من غابات أوروبا أو بين الجبال.


حمدنا الله تعالى على أننا الآن بخير ، وفي هذه الأثناء تذكرت أنني أخذت رقم الوسيط في سوريا و الذي عرفنا على شبكة التهريب هذه فأخرجت الرقم وأخبرت به السيد زكريا ، فأخذ مني الرقم وقال انه سيتصل عليه بنفسه ، فاتصل عليه فوراً من هاتفه وابلغه بما حصل معنا ، فقال أنا مجرد وسيط ومالي شغل بالي صار لهم ولكن سأتصل عليهم وابلغهم بالأمر ، فالرجاء إعطائي فرصة ساعة حتى اكلمهم .

وبعد ساعة عاودنا الاتصال على الوسيط ولكنه لا يجب ، كررنا المحاولة بعد ساعتين ولا يجيب.


دخل الظهر ، أدينا الصلاة بعدها تناولنا الغذاء بضيافة السيد زكريا جزاه الله خير الجزاء ، وبعد استراحة قصيرة أتى السيد زكريا وجلس معنا وقال لنا يجب أن نتباحث للوصول لحل مناسب لكم ، تناقشنا فطرح علينا السيد زكريا فكرة أن نعود للعراق وأنه يعرف شخص أمين بإمكانه تهريبنا لشمال العراق وهناك نحن ندبر أمرنا.


لم تعجبنا هذه الفكرة وخصوصاً أن وضع العراق هو السبب في ما حصل لنا الآن فكيف نعود له ؟ كيف نعود للموت و الجوع ؟ ونحن الآن في منتصف الطريق للوصول إلى السويد .


ثم طرح علينا فكرة ثانية وهي أن نبقى في تركيا وأنه سوف يساعدنا على ذلك وأنه سوف يعرض حالتنا على جهات خيرية لمساعدتنا .


ايظاً لم تعجبنا هذه الفكرة فنحن ليس هدفنا أن نكون عالة على أحد أو أن نمد يدنا إلى أحد بل نحن نبحث عن الوطن الذي يحترم الإنسان كإنسان و تتم المساواة فيه بين كافة شرائح المجتمع ولا يوجد فقير واحد في تلك الدولة ( السويد ) ذات النظام الاجتماعي المتطور القائم على خدمة الناس .


خيمت حالة من الصمت وأصبح كل واحد منا يفكر لوحده في سبيل الخلاص، ثم قام السيد زكريا وقال أنا أترككم لوحدكم وأنتم أحرار في قراركم وأنا سأساعدكم في أي قرار تتخذوه ، شكرناه على ذلك ثم تركنا لوحدنا .


في هذه اللحظة شعرنا بهم ثقيل كبير وعظيم لن ننساه طوال حياتنا ، فأصبحنا الآن أمام الأمر الواقع ويجب علينا اتخاذ القرار سريعا لأننا لسنا في بيتنا ويجب أن لا نكون عالة على هذا الإنسان الأصيل الي شالنا من الشارع .


وبعد نقاش اتخذنا القرار الصعب وربما القرار المجنون وهو اللجوء لشبكة تهريب جديدة فلا مفر من الوصول إلى السويد ، استدعينا السيد زكريا وقلنا له نحن نريد الوصول للسويد ونحن مصرين على ذلك ، وقررنا البحث عن شبكة تهريب جديدة ، فضحك السيد زكريا وقال السويد هي جنة الدنيا ولا ألومكم في هذا القرار والكل يريد الوصول إلى السويد ، ولكن دعوني أحاول مساعدتكم وانتظروني ليوم غد إن شاء الله .


جاء اليوم التالي فسألنا السيد زكريا عن ماذا بإمكانه أن يقدمه لنا من مساعدة بخصوص شبكات التهريب للسويد ، فقال أنه سيطلب من أصدقائه البحث عن شخص مضمون وأمين يهربنا إلى السويد ، فانتهى اليوم ولا شي جديد حتى اليوم التالي .


في صباح اليوم الرابع من بقائنا في بيت السيد زكريا أتى لنا السيد زكريا وأخبرنا ببشارة أننا سنسافر للسويد معززين مكرمين وبدون مهرب !!!


أنا وزوجي خرجت منا كلمة ( شلون؟؟ ) دفعة واحدة بلا شعور.


فقال لنا السيد زكريا أنه حصل على شخص أمين يوصلنا للسويد عن طريق الطائرة ! ، وأن هذا الشخص يريد مساعدتنا لوجه الله تعالى فقط ولا يريد أرباح ، فقط يريدنا شراء تذاكر الطيران ودفع قيمة طباعة ( فيزا مزورة ) .


فقال لنا هل معكم جوازات سفر ؟ قلنا له نعم


قال لنا هل معكم قيمة تذاكر الطيران ؟ قلنا له معنا 3000 دولار ولا ندري هل تكفي ام لا ؟ فقال إن لم تكفي سأكمل لكم الباقي .





فماذا حصل بعد ذلك ... سنعرف في الحلقة الخامسة إن شاء الله؛







 

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:00 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
تعريب :عاصمة الربيع

تصميم وتطوير سفن ستارز لخدمات الاستضافة والتصميم