هايل العبدان ( جريدة الوطن )
قبل سنوات وعلى أرض بيضاء عائدة ملكيتها لأحد القطاعات الحكومية، نُصب "صيوان" كبير لإقامة مهرحان ترويجي. بعدما اكتمل بناء الخيمة الكبيرة واستئجار المحولات الكهربائية لتغذية المهرجان بالكهرباء، فوجئ مسؤولوه بطلب تلك الجهة إزالة كل ما على أرضها، كونه أقيم دون ترخيص مسبق منها.
على الضفة الأخرى من الشارع أقيم مجمع تجاري ضخم، لكن الكثيرين فوجئوا بعد انتهاء المشروع باختفاء أحد الشوارع، التي من المفترض أن تتوسط المجمع. أين ذهب الشارع..؟؟!
بجوار المجمع التجاري المذكور أرض حكومية تعادل مساحة المجمع تمت سفلتتها ورصفها لتكون مواقف، برغم أن الأرض مملوكة لجهة حكومية ما زالت معترضة على ذلك وتطالب بإخلائها منذ أكثر من عقد..!
* مدينة المطبات..!
حفر الباطن لمن لا يعرفها هي من أكبر مدن المنطقة الشرقية مساحة وسكاناً، إذ يبلغ عدد سكانها نحو نصف مليون نسمة، ويحق لحفر الباطن أن تفخر بكونها أكثر مدن البلاد استحواذاً على المطبات الاصطناعية، بل ربما تدخل موسوعة "غينيس" لذات السبب، مما يخرجها إلى العالمية مباشرة بعد أن قدر لها العجز عن تجاوز مطب المحلية..!
ولع المسؤولين بالمطبات جعلهم يضعون مطبات اصطناعية في تقاطع رئيس بالمدينة يحوي إشارة ضوئية..!
وبما أن الحديث ذا صلة بالخدمات البلدية، حبذا لو ترك مسؤولو البلدية وأعضاء المجلس البلدي المشاحنات وتقاذف التهم والتي وصلت إلى صفحات الصحف هذه الأيام، وسخروا جهودهم لإبراز مدينتهم.
* عمود بمليون ومئة ألف ريال..!
في القيصومة التابعة لحفر الباطن والتي تبعد عنها أقل من 30 كيلومترا، أقامت شركة الكهرباء عموداً يتوسط مدخل المدينة، مما سبب العديد من المآسي، الأمر الذي حدا بالأهالي إلى المطالبة بإزالة العمود أو تغيير موقعه على الأقل. فكان رد الشركة أن إزالة العمود تكلف مليون ومائة ألف ريال..!
ربما العمود مطلي بذهب عيار 18..!
* 1+1= معاملة حكومية..!
لا تستغرب عزيزي القارئ عندما تلاحظ في الدوائر الحكومية بحفر الباطن وهم ينهون معاملاتهم مثنى لا فرادى، بعد استقصاء عرفت أن سبب ذلك هو أن أحدهم هو صاحب المعاملة، فيما الآخر واسطته..!
قبل يومين سألني صديق عن وجود معرفة بإحدى الدوائر الحكومية، وعندما سألته عن السبب أجاب بوجود معاملة عادية، استغربت ممن "يولّم العصابة قبل الفلقة"..!
* خذ معك "ماجلان"..!
حفر الباطن هي المحافظة الوحيدة التي حار سكانها في موقعها، فهي إدارياً تتبع المنطقة الشرقية، وعسكرياً تعتبر قيادة المنطقة الشمالية، وجغرافياً تقبع في أقصى الشمال الشرقي. وسط جملة الاختيارات المحيرة هذه، يتضح سبب انتشار أجهزة تحديد المواقع كـ"ماجلان" بين أهلها. فهم فعلا تائهون في منازلهم..!
محافظات مجاورة أصغر منها كرفحاء تجد لشوارعها تسميات وترقيماً، فيما حفر الباطن ما زالت مناقصة تسمية وترقيم الشوارع حبيسة أدراج البلدية، بانتظار "طير شلوى"..!
* مدن الصفيح..!
هذه الفقرة ليست جزءاً من رواية (مدن الصفيح) لأنها واقع مؤلم يعيشه الآلاف، ممن يقيمون بما اصطلح على تسميته بـ"العشيش"، فلا كهرباء ولا ماء ولا سفلتة. كل تلك الخدمات لا يفصلها عن مدن الصفيح سوى شارع بعرض 60 متراً..!
* ت ن م ي هـ..!
جزأت هذه الكلمة (تنمية) ليسهل على أبناء "عاصمة الربيع" نطقها، فضلاً عن التعرف عليها، فهم معذورون لعدم وجودها في قاموس حياتهم المعيشية، أو على الأقل هي الأندر استعمالاً..!
تبعد الحفر عن الرياض مسافة 500 كم، ومثلها عن الدمام، وعن الحدود الكويتية 80 كيلاً، ونصفها عن الحدود العراقية. كما تبعد أيضاً عن (التنمية) بإجمالي مسافات المدن والحدود المذكورة أعلاه..!
* خروج عن النص..!
ككل أسبوع هناك خروج عن النص، لكن هذه المرة الخروج عن النص حقيقة هو كل ما ذكر أعلاه من النوادر..!
العرض العادي
