... همسة ..
الإنسان أخي الشعبان لا بد يبذل جهده مع الأخذ بالأسباب إذا أراد بلوغ هدفه ولكن بقلب
مستعين بالله، متوكل عليه وحده، وبيقين أن ما كتبه الله سيكون وما لم يقدره فلا يكون،
فيشكر الله على عطائه، ويحمده على منعه مراده بقلب صابر مُدرك أننا جميعا ممتحنين
في عطاء الله ومنعه,, وأن العطاء فضل من الله ، ومنعه رحمة وحكمة، ربما يرزقنا إدراكها
يوما ما.. وحينئذ سنشكر الله كثيرا أنه منع عنا ما كنا نستميت لبلوغه ..
المسلم لا بد يتأدب مع الله عند المنع بالصبر والتصبر والرضى مع الإستمرار في الدعاء
وتنقية القلب من أن يشوبه أدنى قنوط من رحمته..
فلا يرد القدر إلا الدعاء والإلحاح على الله بقلب صادق مفتقر إليه منكسر له وحده ....
\
- وبرأيي أخي الشعبان أن الصبر المذموم هو الذي لا يتقدم صاحبه بجهد لبلوغ غايته,
فلا هو بآخذٍ بالأسباب، ولا يبدي رضاه عن شيء,, بل يتواكل بدلا من أن يتوكّل على ربه
لييسير له مراداته بأخذه بالأسباب التي تعينه لبلوغ هدفه ..
كذلك من الصبر المذموم هو التصبر بالتجرؤ في الإصرار على ارتكاب المعصية,,
ومن أمثلة ذلك:
صبر السارق مثلا وتحفيزه لشركائه بالصبر حتى يتمكنوا من سرقتهم ..
وصبر من يريد التغرير بأنثى أو من تريد التغرير برجل لبلوغ غاية بعينها ..
وكذلك صبر كل من يقترب من معصية حتى يفعلها ثم يزداد تجرؤا على الله فيشكره
عند بلوغها .. ولا حول ولا قوة إلا بالله,,
أتمنى أخي الشعبان أن أصبتُ بعضا من الهدف الذي تريد توصيله لنا,,
حفظك الله وسدد خطاك,,