الأحزاب السياسية البريطانية
الحزب الاشتراكي الديموقراطي
حزب سياسي قام في بريطانيا في الفترة بين 1981 و 1990م ـ ويَدَّعِي الحزب أنه يمثل الآراء السياسية المعتدلة بين الآراء المتطرفة للجناح اليساري واليميني. ومثال ذلك، أن الحزب قد أيّد نظامًا اقتصاديًا بريطانيًا تشترك فيه كل من صناعات القطاع الخاص والقطاع الحكومي.
سياسات الحزب
. دافع الحزب رسميًا عن عدد من المبادئ العامة. وقد دَعَّم الحزب إصلاحات في النظام البريطاني الانتخابي، يتحقق بموجبها تمثيل الآراء السياسية للأفراد بشكل أوسع. وقد طَالَب الحزب بصلاحيات أوسع للسلطات المحلية، كما قام بفصل الجمعيات السياسية لأسكتلندا وويلز. ونَادَى الحزب بوجوب تحقيق المساواة في أدوار المديرين والمستخدمين في تشغيل الصناعة ونادَى بصيانة وتحسين الخدمات الاجتماعية التي تديرها الحكومة، والسماح للناس الذين يستخدمونها بفرص أكبر للمشاركة في إدارتها. وقد أيد الحزب تطبيق الحقوق المتساوية للنساء، والأقليات العِرْقِيَّة، والأقليَّات الأخرى. كما بُنِيَت سياسة الحزب الخارجية، وسياسته في الدفاع، على عضوية بريطانيا في كل من المجموعة الأوروبية، ومنظمة حلف شمال الأطلسي.
تنظيم الحزب.
إن الجهاز الأساسي الذي يقوم بتحديد السياسة العامة للحزب هو المجلس الاشتراكي الديموقراطي. وقد قام أعضاء الحزب بانتخاب هذا المجلس. وعلى المستوى المحلي، تقوم فروع الحزب المحلية التي تضم ما بين دائرةٍ وأربع دوائر انتخابية، بتنظيم شؤون الحزب.
ويتم انتخاب زعيم ورئيس الحزب وِفقًا لدستور الحزب الذي أجيز عَقب مؤتمر دستوري خاص عُقِد في فبراير 1982م.
تاريخ الحزب.
تَكَوّن الحزب نتيجةً لخلافات داخلية بين أعضاء الجناح اليساري والجناح اليميني لحزب العمال البريطاني. ونتيجة لذلك النزاع، قام أربعة من أعضاء الحزب المعتدلين وهم روي جنكنز، وديفيد أوين، ووليم رودجرز، وشيرلي وليمز ـ بتكوين تكتل سياسي جديد أسْمَوْه المجلس الاشتراكي الديموقراطي وذلك في يناير 1981م. وفي وقت لاحق، ترك هؤلاء الأربعة المُعتَدِلون حزب العمال، وَرَوَّجُوا للحزب الاشتراكي الديموقراطي في مارس 1981م.
استقال عدد من أعضاء البرلمان المحايدين من أحزابهم، وانضموا إلى الحزب الاشتراكي الديموقراطي. وفي يونيو 1981م، كَوَّن الحزب تحالفًا انتخابيًا مع حزب الأحرار. وفي عام 1982م، أصبح روي جنكنز أول زعيم للحزب الاشتراكي الديموقراطي. وفي الانتخابات العامة لعام 1983م، حصل الحزب على 6 مقاعد من أصل مجموع 23 مقعدًا نالها التحالف. وبعد ذلك مباشرة، أصبح ديفيد أوين
سياسي بريطاني ترأَّس الحزب الديمقراطي الاشتراكي في عام 1983م وحتى عام 1987م. استقال أوين من رئاسة الحزب الديمقراطي الاشتراكي عندما صوت أغلبية أعضائه للاندماج مع حزب الأحرار الذي يشكل الآن (الديمقراطيون الأحرار).
وقد كان حزب العمال والحزب الديمقراطي الاشتراكي قد تحالفا في دورتين انتخابيتين. حاول أوين كمؤسس للحزب الديمقراطي الاشتراكي أن يحفظ استقلالية الحزب. وأصبح رئيسًا للحزب الذي أعيد تأسيسه في عام 1988م حتى انحلاله عام 1990م.
شغل أوين منصب وزير الدولة للكومنولث والشؤون الخارجية في حكومة حزب العمال من عام 1977م حتى عام 1979م. ولكنه استقال عام 1981م بسبب خلافات داخلية في حزب العمال. عمل أوين دبلوماسياً في البوسنة والهرسك بين عام 1992 وعام 1995م.
انضم أوين إلى مجلس العموم في عام 1966م وشغل مناصب عديدة في الحكومة العمالية في وزارة الدفاع وفي وزارة الصحة والضمان الاجتماعي.
ولد ديفيد أنطوني لويلن أوين في بليمبتون في ديفون. ودرس الطب في جامعتي كمبردج ولندن.
زعيمًا للحزب.
وفي الانتخابات العامة لسنة 1987م حصل الحزب على 6 مقاعد فقط. وبعد ذلك مباشرة وباقتراع سِرِّي بين الأعضاء، تم التصويت لمناقشة الاندماج مع حزب الأحرار. وقد عارض أوين الاندماج وقدَّم استقالته، مُقْسمًا أن يعمل على استمرار استقلال الحزب. وأصبح روبرت ماكلنان زعيمًا للحزب وقاد حزبه إلى الاتحاد مع حزب الأحرار. وفي عام 1988م، شكَّل الحزبان معًا الحزب الاشتراكي الديموقراطي الليبرالي الذي أعيدت تسميته فيما بعد وسُمي حزب الأحرار الديموقراطيين. وقد حاول ديفيد أوين الحفاظ على الحزب مستقلاً، ولكن الحزب توقف عن العمل رسميًا في عام 1990م.
حزب العمال
حزب سياسي تأسس في بريطانيا لرفع لواء السياسات الاشتراكية. ويُعتبر حزب العمال البريطاني واحدًا من الأحزاب الكبيرة في بريطانيا.
يهدف حزب العمال إلى المحافظة على حريات الأفراد مع تنفيذ مشروعات عامة مخطَّطة بما يكفي للوفاء بأهداف اجتماعية معينة. وهذه الأهداف هي أن جميع أعضاء المجتمع يجب أن يكون لديهم الفرصة والالتزام للمساهمة في إنتاج الثروة، وأن تُوزع الثروة المنتجة بعدل. وتعرف هذه السياسة باسم الاشتراكية الديمقراطية. وتُعد مبادئ وسياسات حزب العمال البريطاني مشابهة لمبادئ وسياسات الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية في أوروبا وفي أجزاء أخرى من العالم. وفي مجال الدفاع، يدعم حزب العمال الأمن الجماعي بين الأمم. ويؤمن الحزب بأن على بريطانيا أن تحتفظ بمخزون محدود من الأسلحة النووية مع استمرار محادثات نزع السلاح. وفي السياسة الداخلية، يهدف الحزب إلى تحقيق مجتمع يجد فيه المواطنون فرصًا متساوية.
رامزي ماكدونالد لدى وصوله إلى 10 داوننج ستريت بوصفه أول رئيس للوزراء عن حزب العمال.
وفي سنة 1900م، كونت مجموعة من النقابات والجمعيات التعاونية والجمعيات الاشتراكية لجنة تمثيل العمال بغرض تأسيس مجموعة برلمانية. وبعد ست سنوات، استطاعت هذه اللجنة تأمين انتخاب 29 مرشحًا عماليًا كأعضاء في البرلمان، فغيرت اسمها إلى حزب العمال. وفي سنة 1924م، شكل رامزي ماكدونالد أول حكومة عمالية. وفي سنة 1929م، شكل ماكدونالد حكومته الثانية إلا أنه اضطر إلى تقديم استقالته بعد فشله في معالجة مشكلة البطالة. أما الحكومة العمالية الثالثة فقد كانت بين عامي 1945م و1951م، حين كان كلمنت أتلي رئيسًا للوزراء، ثم قاد هارولد ولسون الحزب إلى سدة الحكم عام 1964م فأصبح رئيسًا للوزراء حتى عام 1970م، ثم عاد مجددًا عام 1974م. وعندما استقال ولسون عام 1976م، خلفه جيم كالاهان الذي صار زعيمًا للحزب ورئيسًا للوزراء حتى عام 1979م. دخل الحزب بعد انتخابات عام 1979م في صراعات داخلية حول السياسات الداخلية والنظام الدستوري للحزب. وفي أوائل التسعينيات من القرن العشرين عمل رئيس الحزب جون سميث على توحيد الحزب، ومضى على أثره بعد وفاته عام 1994م خليفته توني بلير. واستطاع الحزب أن يفوز في انتخابات مايو 1997م، ليرتقي بلير وحزبه سدة الحكم. ومنذ ذلك الحين، ظل حزب العمال البريطاني واحدًا من الأحزاب الرئيسية في بريطانيا. وأكد حزب العمال بزعامة بلير تزعمه للأحزاب البريطانية بعد فوزه الكبير في الانتخابات التي أجريت في يونيو 2001م، واحتفظ بالسلطة لفترة ثانية.
وهناك العديد من الأحزاب العمالية كحزب العمال الأيرلندي والجامايكي والأمريكي والأسترالي والمصري وغيرها.
الديمقراطيون الأحرار
ثالث أكبر الأحزاب السياسية في بريطانيا. ويؤكد الحزب في سياساته على حقوق الفرد؛ فهو يجتذب الناس الذين يعتقدون أن التغيُّرات في حياة بريطانيا ضرورية، لكنَّه يرفض الاشتراكية. لم يكن للحزب ارتباط مع أية مجموعة طبقية ذات اهتمام خاص. فهو يعارض الفكرة التي تقول إن مثل هذه المجموعات يجب أن تراقب الحكومة. ويؤمن الديمقراطيون الأحرار بمبدأ رد السلطة (التحويل من المستوى الوطني إلي المستوى المحلي). فهم يؤمنون بسياسات الجماعة التي تُتَّخذ فيها القرارات بالتّدخل النشط لأولئك الذين تتعلَّق بهم.
كان الحزب معروفًا بحزب الأحرار حتى عام 1988م. وقد كافح الأحرار في الانتخابات العامة في 1983م، و1987م بالتحالف مع الحزب الديمقراطي الاشتراكي. وحصل الحلف على 7,3 مليون صوت في عام 1987م. وفاز بـ 22 مقعدًا في البرلمان. وفي العام نفسه، اتفق الأحرار والديمقراطيون الاشتراكيون على شروط لدمج حزبيهما.
سياسة ماوراء البحار.
تتلخص سياسة ما وراء البحار للديمقراطين والأحرار في ثلاثة أهداف رئيسية هي:
1ـ تقوية الأمم المتحدة
3ـ زيادة المساعدة التي تعطيها البلدان الغنية للبلدان الفقيرة،
3ـ زيادة التعاون بين البلدان الديمقراطية. ويُؤيد الديمقراطيون الأحرار بحماس عضوية بريطانيا في الجماعة الأوروبية (السوق المشتركة) ويؤمنون بأن بريطانيا يجب أن تقوم بدور إيجابي في السياسات الزراعية والبيئية والاقتصادية والخارجية المشتركة.
سياسة الدفاع ونزع السلاح.
يؤمن الديمقراطيون الأحرار بأن المحافظة على الأمن الجماعي، ومتابعة نزع السلاح يجب أن يُنظر إليهما مجتمعتين. ويهدف الحزب إلى تقليص اعتماد بريطانيا على الأسلحة النوويّة وإلى قبول التقليصات في القوات التقليدية. ويؤيد الديمقراطيون الأحرار عضوية بريطانيا في منظمة معاهدة شمال الأطلسي (الناتو).
السياسة الداخلية.
أرسى الديمقراطيون الأحرار في السنوات المبكرة من القرن العشرين أسس دولة الرفاه. أما الآن فيؤيد الحزب الخدمة الصحية الوطنية الشاملة، مع زيادة الاستثمار. وهم يهدفون إلى توحيد نظم الضريبة والفوائد لضمان توفر الحد الأدني للفرد. أما في التربية فيدعو الديمقراطيون الأحرار إلى زيادة الاستثمار، وجعل الفرص التربوية متوافرة بصورة أوسع.
نبذة تاريخية.
انحدر الأحرار من الويجيين في القرن الثامن عشر. انظر: حزب الويج. في السنوات الأولى من القرن التاسع عشر، دعا بعض الويجيين إلى الإصلاح البرلماني وإلغاء الامتيازات الدينية والمدنية وإقامة التجارة الحرة. واستُعمل مصطلح حزب الأحرار لوصف تحالف هؤلاء الويجيين مع الراديكاليين، وهو حزب الإصلاح.
تولى زعامة الحزب خلال القرن التاسع عشر كل من: الإيرل غري، واللوردجون راسل، وريتشارد كوبدن وجون برايت، ووليم إوارت جلادستون. انقسم الحزب في سنة 1886م حول لائحة قانون الوطن الأيرلندي المثير للجدل الذي قدمه جلادستون. انضم بعض الأحرار إلى حزب المحافظين، ولم يستعد الأحرار السلطة إلا عام 1906م. وفي هذه الفترة، ضم الزُّعماء الأحرار إليهم هربرت أسكيث، وديفيد لويدجورج. وخلال الحرب العالمية الأولى، انشق لويد جورج عن أسكيث، وشكَّل تحالفًا مع المحافظين، استمر حتى عام 1922م. وتمزق حزب الأحرار وأصبح حزب العمال المعارض الرئيسي للمحافظين.
شكل الأحرار حلفًا انتخابيًا مع الحزب الديمقراطي الاشتراكي في 1981م. وكان للحلف برامج ومرشحون في الانتخابات العامة عامي 1983 و1987م. وكذلك في الحكومة المحلية وفي الانتخابات الأوروبية. بعد انتخابات 1987م، أدَّت المحادثات إلى اتفاق على شروط لدمج الحزبين. وجرى الاندماج في 1988م وانتُخب بادي أشداون زعيمًا. وأخذ الحزب اسمه الحالي بعد عامين. حاز الديمقراطيون الأحرار 20% من أصوات الناخبين عام 1992م، و25% عام 1997م.
حزب المحافظين البريطاني
أحد الحزبين السياسيين الرئيسيين في بريطانيا، أما الآخر فهو حزب العمال. ويسعى المحافظون بشكل عام للمحافظة على المؤسسات، كما يعتقدون أن التغيير يجب أن يكون تطوريًا لا ثوريًا أي أنهم يعتقدون بأنهم يجب أن يطوروا الماضي بتغيير الأشياء تدريجيًا. ويعارض هؤلاء تدخل الدولة (أي تدخل الحكومة في مجالات تنظيم الصناعة)؛ كما يحبذون المؤسسات الخاصة والحرية الشخصية والوحدة القومية في بريطانيا بالإضافة إلى الحفاظ على النفوذ البريطاني عبر البحار.