منذ فترة طويلة وهاجس الكتابة عن هذا الموضوع يسكن في داخلي
ولا أخفيكم أن السبب في ذلك
أنني شاهدت أحد زملاء العمل يقوم بتعطيل أحد كبار السن ويتركه واقفاً لمدة طويلة
دون أي إحساس بسوء هذا التصرف
وعندما دخلت عليه المكتب وجدت المراجع ( كبير السن ) يقول له :
اتق الله هذه المعاملة لا يستغرق إنهائها سوى خمس دقائق وأنت معطلها منذ أكثر من ساعة اتق الله
كلمات مؤثرة جدا ولكن للأسف لم ألاحظ على زميلي أي شعور بها
رغم أنني ( من فضل الله ) دائم النصح له بحسن التعامل مع المراجعين وسرعة الإنجاز
إلا أنه ( ومثله الكثير من الموظفين )
يرى أن التعطيل للمراجع ( فن ) يعطي الموظف قدر وعلو كما يرغم المراجع على الحاجة له
وهناك أيضاً
من يظن أن الابتسامة والكلمة الطيبة تنقص من هيبته ومكانته واستبدلها بالعبوس والكلمات الجافة
قال صلى الله عليه وسلم :
( لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق )
وظاهرة تخاذل وتكاسل وسوء تعامل موظفي الدوائر والجهات الحكومية في بلادنا منتشرة جداً وواضحة وضوح الشمس
وأنا أراهن أن الكثير منكم قد عانى من هذا الأمر مراراً وتكراراً
رغم أن الدولة حفظها الله تعطي الموظف الحكومي راتب مقابل إنجاز الأعمال وإنهاء معاملات المراجعين
أي أنه ( وضع في خدمة المراجع )
ولكن
فالبعض من الموظفين ( هداهم الله ) يرى عكس ذلك تماماً
فهو يرى أن المراجع هو الذي يحتاجه .. واسمحوا لي بهذه الكلمة ( يرى المراجع شحاذ عنده )
كما أن تعليمات ولاة الأمر حفظهم الله
تنص على سرعة إنجاز معاملات المواطنين وعدم تعطيلها
وكل ذلك يحدث بسبب ضعف الوازع الديني لدى بعض الموظفين
رغم أن ديننا ( الإسلام ) دين الحق دين القوامة دين الأخلاق والتعامل الحسن
يطالبنا دائماً وفي كل الأحوال والتقلبات بحسن الخلق وحسن التعامل
يقول تعالى : ( وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم )
ويقول صلى الله عليه وسلم : ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )
كما يقول صلى الله عليه وسلم : ( .. والكلمة الطيبة صدقة )
إذاً كيف يكتمل عملنا وطلبنا لـ الجنة التي وعدنا الله بها ونحن نبتعد عن الأخلاق وحسن التعامل ؟
قال صلى الله عليه وسلم :
( إن أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا )
فعندما يضع الموظف المسلم
مفهوم الإحسان ( اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) أمامه دائماً
فإن ذلك
سوف يدعوه لحسن التعامل مع المراجعين والزملاء
كما يدعوه لدقة الإنجاز وسرعة التنفيذ والإتقان لعمله حتى يحبه الله سبحانه وتعالى
يقول صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه )
وإتقان العمل والدقة فيه وسرعة الإنجاز فيها فوائد عظيمة للفرد والمجتمع
فالموظف المتمكن
يجد كل التقدير والاحترام والإطراء الدائم من الناس والدعوة له بالخير في الغيب
قال تعالى : ( إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا )
كما أن إتقان الموظف بشكل عام والحكومي بشكل خاص لعمله
سوف ينعكس على تطور البلاد ونهضتها
وأنا أتوقع والله أعلم
أن كثير من الموظفين يرى ( في شخصه )
الإتقان وحسن التعامل وسرعة الإنجاز حتى وإن كان عكس ذلك
وتجده دائماً الإطراء على نفسه
بأنه موظف متمكن وله شخصية ومرتبة عالية في عمله
والصحيح
أن شخصيته ومرتبته وقدراته يحددها المراجع وليس الموظف نفسه
أحبتي الكرام
كلنا يعرف ويدرك أن بلادنا غارقة في تقديم المصالح الشخصية والخاصة على المصالح العامة في كل المعاملات
وهذا الشيء لا ينكره إلا من لا عقل له
حتى أن بلادنا بسبب هذا الأمر
أصبحت من أعلى الدول في معدلات الفساد كما تقول الإحصائيات العالمية
وأصبح الموظف لدينا يخلط ما بين ( الفزعة ) لمعارفه وخدمة الناس
فيرى أن تقديم مصالحه الشخصية ومصالح أقاربه ومعارفه من الواجبات الشخصية عليه
وهو كذلك
إن لم يكن هذا الأمر على حساب مصالح البقية
فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( لا ضرر ولا ضرار )
الواسطة أمر جميل إن كانت للخير
ولكنها
أمر سيء إن كان فيها ضرر أو تعطيل للآخرين
يقول تعالى :
( من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها )
إذا أمر الواسطة في الإسلام مرتبط في الخير فقط ..
فالتعطيل والتأخير يكون فيه أحياناً كثيرة ظلم كثير للناس
والظلم محرم في الشريعة الإسلامية وهو ظلمات يوم القيامة
يقول الله تعالى في الحديث القدسي :
( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا )
وكان معاوية رضي الله عنه يقول :
إني لأستحي أن أظلم من لا يجد عليّ ناصراً إلا الله
وبكى علي بن الفضل يوماً فقيل له ما يبكيك ؟
قال : أبكي على من ظلمني إذا وقف بين يدي الله تعالى ولم تكن له حجة
وروي أن سلطاناً كتب على بساطه أبيات قيل أنها لـ علي بن أبي طالب :
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا
فالظلم مرتعه يفضي إلى الندم
تنام عينك والمظلوم منتبه
يدعو عليك وعين الله لم تنم
أحبائي
بلادنا تحتاج إلى دقة الإنجاز وسرعة التنفيذ والإتقان في العمل
حتى
تنهض من كبوة التقاعس والتكاسل والتعطيل الذي بات داءً ينهش في جسد تطورها وتقدمها
وهذا الأمر ليس صعباً كما يظن البعض
بالعكس
هو سهل جداً متى ما وضعنا تعاليم ديننا أمامنا دائماً
وهنا
سوف أقدم نصيحة لزملائي موظفي الحكومة
اتقوا الله في إخوانكم المراجعين
اتقوا الله في إخوانكم المراجعين
اتقوا الله في إخوانكم المراجعين
فأنتم وضعتم في خدمتهم وتأخذوا مرتباتكم الشهرية مقابل ذلك
وتذكروا قول الرسول صلى الله عليه وسلم
( اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به )
فالحزم الجاد ليس متعارضاً مع الأخلاق
وإنما هو يسير في نفس الاتجاه إذا ما طبق بشكل صحيح ودقيق ومتوافق مع تعاليم الدين الحنيف
ونحن نردد دائماً
أن الغرب يكره لنا التطور والتقدم والازدهار
وهذا الأمر صحيح
ولكن الغرب لا يستطيع منع هذا الأمر إن كان هناك دافع قوي من الداخل
عنوانه
دقة الإنجاز وسرعة التنفيذ وخدمة المواطنين بشكل صحيح وسريع
فالتقدم
يرسم ملامحه الأولى من داخل الوطن ثم يقفز إلى العالم الخارجي
لذلك
تأخرنا .. تأخرنا .. تأخرنا .. نحن أسبابه
وأقولها ولا أخجل من ذلك :
من دون صهيون عطلتنا صهاينا
وقد يرى البعض أن في ذلك قسوة ووصف جائر في حق من نتحدث عنهم
وأرد عليهم :
بأن تعطيل المعاملات وتأخيرها وظلم الناس .. أليس أشد قسوة ؟
قال ايش قال اعذروني على تواضع الحرف !!!؟؟؟
انت ماخليت لنا وللاعضاء الكرام مجال في التعبير والمداخلات الله يهديك
كفيت وفيت وموضوع مهم للغاية وحساس
ولكن نقول الله يهدي الجمييييع
ومشكووور
ماشاء الله تبارك الله
قلم مميز وموضوع مهم جدا ونتمنى ان نحرض نحن الموظفين على هذا الموضوع لعل الله يرفق بحالنا
واكثروا من الاستغفار
شكرا اخوي على التذكير بواجباتنا فأن الذكرى تنفع المومنين
من دون صهيون عطلتنا صهاينا ( بقلمي ) ..
العرض العادي
