المنهج الاقتصادي الإسلامي لمعالجة مخاطر إستغلال الموارد الطبيعية لإنتاج المخدرات وأثر ذلك على التنمية
لقد خلق الله عز وجل السماوات والأرض وقدر فيها أقوات المخلوقات وطلب من الإنسان السعي وبذل الجهد واستغلال الموارد الطبيعية التي سخرها الله له استغلالاُ رشيداً فيما يفيد البشرية ونهانا نهياً قطعياً عن الإسراف والتبذير فى استغلالها أو توجيهها التوجيه الذي يخالف شرع الله .
ومن الأحكام والمبادئ الشرعية لاستخدام الموارد الطبيعية ما يلي :
1. تعتبر هذه الموارد ملك لله سبحانه وتعالى وللإنسان حق ملكية الانتفاع بها طبقاً لشرع الله عز وجل ولا يجوز إهدارها أو إفسادها فى مجال المخدرات والمدمنات وما فى حكم ذلك .
2. لا يجوز تعطيل هذه الموارد فى إنتاج ما حرمه الله عز وجل وُيضرُ بالإنسان حتى لا يترتب على ذلك ضرراً بالآخرين أو ضياع نفع كان يمكن أن يصيبهم فلا ضرر ولا ضرار.
3. عدم تبديد هذه الموارد أو أن تستخدم فى غير ما خصصت له لأن هذا منهي عنه شرعاً .
4. تحفيز الناس مادياً وروحياً على تهيئة الموارد الطبيعية للإستغلال الطيب ومما يدل على ذلك حديث رسول الله () " من أحيا أرضاً ميتةً فهي له ........... "( متفق علية)
5. الالتزام بالأولويات الإسلامية عند استغلال الموارد الطبيعية وهى الضروريات والحاجات فالتحسينات
إن عدم الالتزام بهذه الأحكام والمبادئ الشرعية وتبديد الموارد الطبيعية فى إنتاج المخدرات ونحوها لا بد وأن يؤدى إلى ضرر بالإنسان وبالمجتمع ويسبب الحياة الضنك لفئة من الناس وربما لكل الناس ومن مسئولية ولى الأمر أن يحافظ على تطبيق شرع الله فى الاستخدام الرشيد لهذه الموارد الطبيعية
النتائج العامة لدراسة قضية الإدمان والتنمية الاقتصادية
من منظور إسلامي
لقد تناولنا فى هذه الدراسة الخطوط الرئيسية لمخاطر الإدمان من الجانب الاقتصادي، وتم التركيز على الخسائر الاقتصادية الناجمة من إدمان العنصر البشرى والنفقات على إنتاج وتسويق وشراء المدمنات والمخدرات ونحوها وأثر ذلك على ميزانية الأسرة والدولة والدخل القومى، وبيان الخسائر الناجمة من تسخير الموارد الطبيعية وخصوصاً الأرض لزراعة وتصنيع وتسويق المخدرات والمنهج الاقتصادي الإسلامي لمعالجة هذه المشكلة وخلصنا إلى مجموعة من النتائج الاقتصادية الإسلامية للعلاج من أهمها ما يلي:
أولاً: الشباب هم الثروة الاقتصادية الحقيقية للمجتمع وأساس نهضته بما لديه من الطاقة البدنية والذهنية والقدرة على تحصيل العلم وبما يتمتع به من حماس وحمية وأن خطة أعداء الإسلام فى الدول العربية و الإسلامية هي تحطيم هؤلاء الشباب ليسهل عليهم استنزاف اقتصاد الأمة الإسلامية وإفلاسها وتجويعها فيجب الحذر ووضع الاستراتيجيات لحماية هذا الشباب.
ثانياً: تقوم التنمية الاقتصادية فى المنهج الإسلامي على خمس ركائز هي :
أ - العنصر البشرى ذو القيم والمثل والأخلاق والسلوك الاقتصادي المستقيم .
ب- المال الذي يستثمر لأحداث النشاط الاقتصادي طبقاً لضوابط الشريعة ومنها تجنب الخبائث .
جـ- الموارد الطبيعية والتي تستغل استغلالاً رشيداً فى مجال الطيبات وطبقاً للأولويات الإسلامية الضروريات فالحاجيات .
د – الوسائل العلمية الحديثة والتي تمكن من استخدام الموارد البشرية والمالية الطبيعية استخداماً رشيداً علمياً بما يوفر الكلفة ويزيد من المنفعة المشروعة .
هـ - الحكومة التي تلتزم بمنهج الإسلام فى جميع نواحي الحياة عقيدة وشريعة ,وعبادات ومعاملات حتى تحقق للناس الحياة الرغدة الطيبة والفوز برضاء الله الآخرة .
ويلاحظ أن الإدمان يهدم هذه الركائز ويسبب التخلف الاقتصادي والحياة الضنك للناس, وصدق الله سبحانه وتعالى القائل : " وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً " (طه أية 124) لذلك يجب ربط التنمية بالقيم وبالأخلاق والالتزام بشرع الله .
ثالثاً : تتمثل الخسائر الاقتصادية الناجمة من إدمان العنصر البشرى من المنظور الإسلامي فى الآتي:
أ – ضعف الإنتاج بسبب الأمراض النفسية والبدنية وعدم التركيز والتغيب والغياب وما فى حكم ذلك ولقد نهى الإسلام عنه بل حض على إتقان العمل وتحسينه .
ب – زيادة تكلفة علاج المدمنين فى المستشفيات والمصحات وما فى حكم ذلك وهذا يمثل إهداراً للمال يجب تجنبه.
جـ - تكلفة انتحار الشباب بسبب الإدمان وضياع الأموال المنفقة على تربيتهم وتعليمهم وإعدادهم للعمل وهذا يعتبر هلاكاً للقوة البشرية التي من الواجب المحافظة عليها.
د- تعتبر تكلفة الحوادث المختلفة الناجمة من الإدمان وتحطيم السيارات والمباني وما في حكم ذلك إهداراً للموارد المالية والبشرية والواجب حفظ المال لأن ذلك من مقاصد الشريعة الإسلامية .
هـ - تعتبر تكلفة العاملين فى مكافحة المخدرات والمحاكم إهداراً للمال والجهد, يجب تجنبه.
ويتمثل منهج الاقتصاد الإسلامي فى حماية العنصر البشرى من الإدمان عن طريق الاهتمام بالتربية الروحية والبدنية للشباب فى البيت والمدرسة والعمل وحثهم على الارتباط بعباد الله الصالحين وتحذيرهم من المخدرات وما فى حكمها ، ومطالبة الحكومة بفتح أفاق المستقبل الطيب أمامهم .
رابعاً : تتمثل الخسائر الاقتصادية من إنفاق المال على إنتاج وتسويق وشراء المخدرات وما فى حكمها من المنظور الإسلامي فى الآتي :
1- هلاك المال المنفق على شراء المخدرات وعلاج المدمنين وتكلفة الحوادث ....ونفقات المكافحة واتخاذ التدابير الأمنية .
2- حرمان الاقتصاد القومى من استثمار الأموال المنفقة على المخدرات فى إنشاء المشروعات النافعة للمجتمع .
3- حرمان الاقتصاد القومى من العملات الصعبة والتي يحتاج إليها فى تمويل التنمية الاقتصادية .
4- تشجيع الذين يتاجرون بالعملة , وما يترتب على ذلك ظهور السوق السوداء وظاهرة غسيل الأموال .
5- حدوث عجز فى ميزان المدفوعات وزيادة المديونية وخللاً فى ميزانية الأسرة .
ويتمثل منهج الاقتصاد الإسلامي فى تجنيب المجتمع من الخسائر الاقتصادية بسبب الإنفاق على الإدمان فى الاهتمام ببيان مسئولة الفرد أمام الله عن هذا المال وإشعاره بأن لزوجته وأولاده حقٌ فيه، وأنهم بإهدار المال يُعتبرون ممن يسعون فى الأرض فسادا ولابد للدولة أن تسعى جاهده بكافة وسائل الإعلان من إبراز المخاطر المالية للإدمان وإيجاد فرص العمل الملائمة للشباب لشغلهم .
خامساً : تتمثل الخسائر الاقتصادية بسبب استغلال الموارد الطبيعية فى زراعة وتصنيع وتسويق المخدرات وما فى حكمها من المنظور الإسلامي فى الآتي :
1- استخدام الأراضي الخصبة في زراعة المخدرات وضياع فرص زراعتها بالطيبات من الرزق للمخلوقات لتحقيق الأمن الغذائي ولاسيما الضروريات والحاجيات.
2- استخدام الموارد المائية والبحرية لخدمة زراعة وإنتاج وتسويق المخدرات وضياع فرص استخدامها فيما ينفع البشرية ولاسيما وأن هناك العديد من الدول تعانى من نقص فى الموارد المائية .
ويتمثل منهج الاقتصاد الإسلامي في معالجة الخسائر الاقتصادية الناجمة عن استخدام الموارد الطبيعية فى زراعة وإنتاج وتصنيع وتسويق نباتات المخدرات والمدمنات وما فى حكم ذلك فى توعية الناس إيمانياً وأخلاقياً وبيان أن هذه الموارد حق للبشرية ولا يجوز إضرار الغير وأن استخدام هذه الموارد فى إنتاج الطيبات يعود على الجميع بالخير .
سادساً : أن المعالجة الشاملة لمشكلة الإدمان تتمثل فى تطبيق شرع الله وهى من مسئولية الفرد والأسرة والحاكم , وأن خطر المخدرات والمفترات وما فى حكم ذلك يعم على الجميع وسوف لا ينجو منه أحد , فإذا صلح الفرد صلحت الأسرة وإذا صلحت الأسرة صلح المجتمع وإذا صلح المجتمع صلحت الحكومة , والجميع راع ومسئول وكل راع مسئول عن رعيته.
سابعاً : ليس للإنسان مهما كان حراً أن يحترق أو أن يُدمر أو يُحطم نفسه ثم يحرق ويدمر ويفسد الآخرين ممن حوله ولهذا فإن أمر الإدمان وما فى حكم ذلك يحتاج إلى وقفه صلبه من العلماء والدعاة والمنظمات الدولية لحماية الفرد والأسرة والمجتمع والعالم من هذا الخطر العظيم وليست الحرية فى أنك تضر نفسك وتضر الغير فالرسول ()يقول : " لا ضرر ولا ضرار " .
ثامناً : تعتبر القدوة الحسنة من الوالدين ومن المعلمين والأساتذة وغيرهم ممن يؤثرون فى التربية من موجبات علاج مشكلة الإدمان.
تاسعاً : توجيه الإعلام المعاصر نحو الفضيلة ومنعه من الرذيلة ولاسيما فى عصر الفضائيات وشبكات الاتصالات العالمية .
عاشراً : من أقوى الأساليب لمعالجة مشكلة الإدمان والتدخين وما فى حكم ذلك هو أسلوب "التربية الإيمانية والأخلاقية والسلوك السوي " ولقد بدأ الإسلام فى علاج رذائل الجاهلية وانحرافاتها المختلفة " بشهادة أن، لا إله إلا الله " .
قضية التدخين والتنمية الاقتصادية من منظور إسلامي :
ولقد أعدت الدراسة عن التدخين والتنمية الاقتصادية من المنظور الإسلامي خلصت إلى مجموعة من الأسس والقواعد الفقهية والاقتصادية والاستثمارية من أهمها ما يلي :
يعتبر التدخين أشد شر على التنمية الاقتصادية لأنه يمثل إهدار لطاقة الشباب وتبديداً للمال ، وسوء استخدام للموارد الطبيعية ، ويكون من نتيجة ذلك التخلف والحياة الضنك والمحك للبركات .
من الأسباب الرئيسية للتدخين هو البعد عن المنهج الإسلامي في التربية الروحية وفى التنمية الأخلاقية الفاضلة، وفى التقويم السليم للسلوك للإنسان نحو الطريق المستقيم ويمكن العلاج الفعال لهذه المشكلة في تطبيق أحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية ، فمن اتبعها فلا يضل ولا يشقى .
يجب التعامل مع قضية التدخين على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع والدولة والأمة الإسلامية ، كل حسب ما يرعى، فالجميع راع ومسئول عن رعيته، ويكون ذلك بالأفعال والأعمال وليس بالمفاهيم والأقوال، فهل نحن قوم عمليون .
يجب تربية الشباب منذ الصغر على مفاهيم المساءلة أمام الله سبحانه وتعالى عن عمره وعن شبابه، وعن ماله وعن علمه، وأن يكون من يربونه ويعلمونه القدوة الحسنة، فكبر مقتاً أن تقولوا مالا تفعلون .
يجب على ولى الأمر سد كل المنافذ التي تقود إلى التدخين والمفترات والمسكرات ، ولا يخشى الفقر ، فقد قال الله سبحانه وتعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا المُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُوا المَسْجِدَ الحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) [التوبة آية: ]
لو أن إجمالي الأموال التي تنفق على صناعة الدخان وتسويقه وبيعه وشربه وجههت إلى مجالات الاستثمار الحلال الطيب في مجال الضروريات والحاجيات بما يعود على الإنسان بالخير وتحقيق الحياة الرغده المباشرة .
وصايا اقتصادية إسلامية لعلاج مشكلة الإدمان
نلخص من دراسة قضية الإدمان والتنمية الاقتصادية من المنظور الإسلامي إلى مجموعة من الثوابت والتي تمثل الإطار الفكري والعملي لمعالجة قضية الإدمان , وتحقق الخيرات والبركات ومن أهم هذه الثوابت ما يلي :
تعتبر كبيرة الإدمان أشر شر على التنمية الاقتصادية لأنه يمثل إهداراً لطاقات الشباب ، وتبديداً للمال , ضياعاً للموارد الطبيعية , ويكون من نتيجة ذلك التخلف والحياة الضنك والمحق للبركات.
من الأسباب الرئيسية لكبيرة الإدمان البعد عن المنهج الإسلامي فى التربية الروحية وفى التنمية الأخلاقية الفاضلة , وفى التقويم السليم لسلوك الإنسان نحو الطريق المستقيم , ويكمن العلاج الفعال لهذه المشكلة فى تطبيق أحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية فمن اتبعَهَا فلا يضل ولا يشقى .
يجب التعامل مع كبيرة الإدمان على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع والدولة والأمة الإسلامية , كل حسب ما يرعى , فالجميع راع ومسئول عن رعيته ويكون ذلك بالأفعال والأعمال وليس بالمفاهيم والأقوال , فهل نحن قومٌ عمليون .
يجب تربية الشباب منذ الصغر على استشعار المساءلة أمام الله سبحانه وتعالى عن, عمره , وعن شبابه , وعن ماله , وعن علمه , وأن يكون من يربونه ويعلمونه القدوة الحسنه , فكبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون .
يجب على ولى الأمر سد كل المنافذ التي تقود إلى المفتران والمسكرات والتدخين , ولا يخش الفقر فقد قال الله سبحانه وتعالى :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا المُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُوا المَسْجِدَ الحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (التوبة :28)
يجب تظافر جهود العلماء والدعاة وأساتذة الاقتصاد الإسلامي فى وضع استراتيجية قومية لعلاج قضية الإدمان وليكونوا ممن يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر .
والله يقول الحق وهو يهدى السبيل
.........................................
انشاء الله اكون فوقت في ما نقلت لكم
تقبلوا تحياتي
مشعل السرحاني