يبدو أن سيول جدة كشفت كل شيء، فلم تكتسح المياه الجارفة البشر والحجر فقط، لكنها اكتسحت التراخي والتقصير أمامها أيضا، وجاءت لتؤكد أن البقاء في المنصب للأصلح، وكانت كلمات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بقوة السيل المندفع حربا على الفساد والمقصرين.. على أولئك العابثين بالمال العام، لقد جاءت كلمات المليك سيفا مسلطا على رقاب هؤلاء الذين باعوا كل شيء حتى الضمائر مقابل إشباع نهمهم، لقد وفرت الدولة الاعتمادات ومنحت هؤلاء الفرصة تلو الفرصة، لكنهم آثروا الإضرار بالوطن والمواطن. «اليوم» في سعيها لمواكبة الأحداث ترصد أهم المشاريع المتعثرة في المنطقة الشرقية والتي لم تكتمل رغم توفير كل الدعم لها من قبل الدولة، وتحاول ان تكشف أسباب التعطيل وتضعها أمام المسئولين والشرفاء في هذا الوطن و هم كثر لعل وعسى تؤتي ثمارا!.
خاصة وأن القيادة تؤكد كل يوم أن المواطن في سلم الأولويات، وأن تلبية حاجاته واحتياجاته يجب ان تكون في قلب وعقل كل مسئول
يعاني الطريق الواصل بين منفذ الرقعي ودولة الكويت من تعثر في مشروع سفلته الطريق وجعله طريقًا مزدوجًا نظرًا لضرورة ذلك حيث يعتبر الطريق من اهم الطرق البرية الرئيسة في المملكة العربية السعودية، ويشهد هذا الطريق حوادث مؤلمة تكاد تكون شبه اسبوعية حتى تم إطلاق مسمى ( طريق الموت ) عليه، والسبب في هذه التسمية أن الطريق مسار واحد رغم انه دولي ويخدم الحركة الدولية بين المملكة العربية السعودية ودولة الكويت، رغم ذلك يترنح العمل في مشروع الطريق دون الوصول الى نتيجة منذ سنوات طوال.
حوادث وبطء:
وسجل الطريق عددا من الحوادث المأساوية راح ضحيتها مسافرين أفرادًا وجماعات كان آخرها شاب في مقتبل العمر حيث وافته المنية بعد تعرضه لحادث انقلاب سيارته من نوع داتسون يوم أمس على الطريق ذاته ولن يقف مسلسل الموت عند هذا الحد فالعداد مفتوح لتسجيل ارقام جديدة في سجل الضحايا وحصد أرواح بريئة في ظل وقوف الجهات المعنية موقف المتفرج على مشاهد الدماء التي تسيل على أطراف الطريق دون تحريك ساكن. ورغم المآسي فالعمل في تنفيذ ازدواجية الطريق يسير بطيئا جداً فمنذ أكثر من 3 سنوات, والعمل في الطريق متعثر دون أدنى اهتمام من قبل المقاول المستلم للمشروع وهنا يتساءل المواطنون عن دور وزارة النقل في التعامل مع المقاول واجباره على إنهاء العمل أو التعاقد مع مقاول آخر مع اتخاذ الاجراء المناسب تجاه الاخطاء التي حدثت من المقاول السابق. وخضع الطريق في فترة سابقة لعمل استغربه الجميع حيث قام المقاول بالردم والسلفتة لعمل طريق مزدوج موازٍ للطريق الحالي وكانت عملية الردم مرتفعة بصورة غير صحيحة وبعد فترة اضطر المقاول الى قص السفلتة لاعادة العمل من جديد في مستوى منخفض يوازي الطريق الآخر.
وشهد طريق حفرالباطن - الكويت الدولي في السنتين الماضيتين ولا يزال عدة حوادث مرورية شنيعة ومميتة لعل آخرها حادث انقلاب سيارة ذهب ضحيته 5 أفراد من عائلة واحدة، علاوة على حوادث أخرى حصدت أرواحا بريئة، وكثيرا ما نسمع عن الحوادث المميتة على هذا الطريق ومنها على سبيل المثال مصرع 6 أشخاص وإصابة طفلين من عائلة واحدة في حادث انقلاب لسيارة نوع جيب وذلك على طريق حفر الباطن - الرقعي.
ويرثي قائدو المركبات حال الطريق الذي يشهد تحويلات عديدة من جهة الرقعي وهناك جزء من الطريق تمت سفلتته إلا أن المقاول لم يفتح الطريق للسيارات ولا يزال مغلقًا مع وجود التحويلات التي تشكل خطرًا على مرتادي الطريق علاوة على خطورة الطريق كونه طريق واحد.
مسار واحد:
ويقول أحمد الشمري إن الطريق في وضعه الراهن تسبب في وقوع هذه الحوادث لعدة عوامل من أهمها أن هذا الطريق الحيوي والدولي ذو مسار واحد رغم الازدحام المتزايد في الكثافة المرورية من السيارات والمركبات الكبيرة التي تسلك هذا الطريق خاصة في فصل الصيف وموسم الحج ورمضان والاجازات الصيفية، كما يعتبر هذا الطريق أحد الطرق التي تؤدي إلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة ولا شك أن للقيادة المتهورة وسلوكيات بعض قائدي المركبات الخاطئة دورا في وقوع هذه الحوادث.
وذكر سلطان العنزي أن منفذ الرقعي على الحدود مع دولة الكويت الشقيقة يشهد في فترة الصيف حركة كبيرة في عبور المسافرين حيث تبدأ قوافل السياح والمسافرين من دولة الكويت في التوافد على المملكة العربية السعودية في طريقهم إلى مناطق الاصطياف او الى بلاد الشام وتركيا مما يزيد من كثافة الحوادث المرورية، وخلال هذه الفترة يرتفع معدل الحوادث، مؤكدين أن ازدواجية هذا الطريق تؤدي -بإذن الله- الى الحد من هذه الحوادث.
* الازدواجية مطلوبة:
ويطالب المواطنون ومرتادو الطريق بسرعة اعتماد ازدواجية الطريق والتي يسمعون بها منذ مدة طويلة، حيث يقول صالح العنزي: إن وزارة النقل رصدت لتنفيذ ازدواجية طريق حفر الباطن - الرقعي والذي يبلغ طوله 104 كم أكثر من 49 مليون ريال، إلا أن العمل يسير ببطء في تنفيذ هذه الازدواجية رغم قصر المسافة والمبالغ الكبيرة المرصودة لانجاز هذا المشروع.
وأكد طلال الظفيري أن فتح ازدواجية الطريق ستحد من الحوادث المرورية بشكل كبير وتوقف نزيف الدم الذي نشاهده على الطريق داعياً المقاول إلى أن يرأف بحال مستخدمي الطريق من المواطنين والمقيمين والمسافرين وينهي المشروع بأسرع وقت ممكن، مشيرين إلى أنه يجب على وزارة النقل سحب تنفيذ الطريق من المقاول بسبب عدم تقيده بالمدة المقررة للتنفيذ، كما يأملون بإنارة هذا الطريق حتى منفذ الرقعي حيث يفتقد الطريق للانارة.
سياج للإبل:
كما طالب عدد من العاملين في منفذ الرقعي الحدودي ممن يقطنون محافظة حفر الباطن بسرعة الانتهاء من هذه الازدواجية نظراً لارتيادهم الطريق يوميًا ذهابًا وايابًا للعمل مما يجعلها تحت دائرة الخطر الدائم في طريق حصد ضحايا أبرياء كثيرين والذين يتساقطون بين فترة وأخرى على هذا الطريق، مؤكدين ان الطريق يحتاج إلى سرعة في انهاء العمل فيه مع توفير حماية له من الحيوانات السائبة بوضع علامات ارشادية حيث يخلو الطريق من علامات الارشاد. واقترح ناصر المطيري ( موظف ) عمل سياج حوله ومعابر لهذه الحيوانات لأنه في منطقة صحراوية تكثر فيها الإبل، وما نشاهده يوميا من وجود عدد لا يستهان به من الجمال بالقرب من طريق الرقعي – الكويت الدولي وهي تتربص بالسائقين وتقطع الطريق غير آبهة بما تسببه من وفيات ويزداد خطرها في الليل، مؤكدين أن جزءًا كبيرًا من المشكلة يقع على وزارة النقل في وجوب توفير سياج حامي للطريق.
وأضاف خالد الحسني انه يجب إصلاح الطبقة الأسفلتية للمسار القديم فهي متآكلة حيث تتسبب في ازعاج قائدي السيارات وتتلف مركباتهم مشيرين الى ضرورة تدخل وزارة النقل في وضع الطريق سواء اصلاح التالف أو بسرعة العمل على ازدواجية الطريق للحد من الحوادث المرورية المستمرة والخطورة التي تتربص بسالكي الطريق. ويرجع فهد الشمري أسباب الحوادث على الطريق إلى تأخر تنفيذ ازدواجية الطريق وتعثر العمل فيه مع وجود تحويلات خطرة في الطريق رغم انه جاهز متسائلا عن اسباب عدم افتتاحه، مشيراً الى أن الطريق دولي وتسلكه سيارات ثقيلة من شاحنات محملة بالبضائع وبشكل مستمر حيث تأتي من الجمارك وبهذا الحجم من السيارات الكبيرة والصغيرة فإن الطريق بمسار واحد غير كافٍ باعتبار أن عابري الطريق افواج كثيرة سواء من المسافرين المواطنين وغير المواطنين بالاضافة الى قائدي المركبات يحتاجون الى طريق آمن يضمن سلامتهم والوضع الراهن لا يعكس ذلك.
الله يرحم المتوفين .. فعلاً في الصيف تزداد الحوادث على طريق الرقعي ..
شهر سبع (7 ) الماضي مايقارب 15 شخص توفي هناك.. من المسؤل ..!!
صاحب المشروع لااريد ذكر اسمه .. هو يقوم بـ اعمال اخرى مثل القصيم الخط السريع اكثر من 200 كيلو ينتهي المشروع بخلال اشهر وهنا 100 كيلو صارلهم سنوات مثل ماقال الاخ قاسم ..
طبعاً الكلام هذا من المصري المهندس اللي ماسك الطريق ..
طريق الرقعي يحصد الأرواح والمقاول «طناش»
العرض العادي
