بقايا ذكريات جميلة
خرجتُ يوما باحث عن بقايا ذكريات جميله , تلك البيوت البسيطة وسكانها القدماء
عن شوارعها و أرصفتها التي كنا نتسامر عليها في طفولتنا , تلك الخيمة التي كانت تتوسط حارتنا وكنا نجتمع لقضاء أوقات سعيدة .
عن أطفالا يملئون الشوارع بضجيج ، عن نساء يخرجن عصر كل يوم في ساحة حارتنا المخضرة ليحتسي القهوة ويتبادلن أطراف الحديث .
عن مشاعر الاخوه و التعاون فيما بيننا , عن روح الدفاع الجماعي لأحدنا إذا مسه مكروه .
دخلت تلك البيوت و مررت بشوارعها و بساحاتها المخضرة فقد كانت على حالها و كأنما لم يمر عليها زمن المادة ولكن لم أجد الناس الذي عرفتهم !!!!!!!!
ذهبوا كما ذهبنا وراء التقدم , فقد بدلوا حياة البساطة بحياة أخرى مكلفه .
رحل بعضهم ...كما رحلنا ،وتبدل بعضهم ... وظل بعضهم مثلنا يتحسرن على حياة البساطة.
فجفت منابع التواصل.. ودخلت مشاعرنا .. فصل الخريف تتساقط معانيها يوماً بعد يوم ، وأذهاننا باتت مشتته وقلوبنا منشغلة
اهكذا فعل بنا الزمان وبادلنا بالمثل!!
مادامت أرضنا جرداء قاحلة .. سأزرع بها ربيعاً يغني عن حاجة التسول في روابي غيرا
ولكن لا اعلم أحسست بأن هذا الصباح مؤلم لارتفاع درجات حرارتها التي باتت تلهب الفقراء وحدهم
أفـ بعد هذا يسألني عن معادله رياضيه أو سياسيه آو حتى اجتماعيه ؟
أن القلوب وجله والألسن معتقله والعقول متخبطة مما حدث
فأين عصر الطهارة !! النقاوة !! الاخوه والصدق ؟
كيف ذهب وجعلنا بعده تائهين .. فيا ليته أخذنا وذهب بنا وأصبحنا جزءاً .... من بقايا ذكريات جميله.
بقلم
صرخة هدوء