[align=center]لم تكن تبرز على السطح العديد من القضايا الفكرية إلا بعد بروز تقنية " الأنترنت " , حيث أصبحت هذه التقنية وسيلة لبث الآراء والأفكار وتمرير الكثير من المبادئ والقيم .
لم يكن المواطن العادي يرى هذه التراشقات بين أكثر من تيار , بل لنكون على أعلى درجة من الصراحة , كان التيار الديني هو السائد في المملكة العربية السعودية .
مع بداية الألفية الجديدة , وكأننا على موعد مع الحراك الفكري الذي لم يكن ثنائي الرأي في يوم من الأيام , بل كانت جميع المعاملات تخضع للتيار الديني بحكم سيادته في الفترات الماضية .
كان التيار الديني وما زال هو السائد في هذه الفترة , لأن البيئة التحتية مناسبة لانتشاره , فالدولة قائمة على رعاية المقدسات الإسلامية , والمناهج تغص بالكثير من التوجهات الإسلامية , كما أن طبيعة الشعب السعودي من حيث العادات والتقاليد كانت هي الراعية الأولى والداعم لهذه التوجهات .
لم يهتز جدار العلاقة بين التيار الإسلامي والمجتمع إلا بعد أن ظهرت موجات الإرهاب , وظهور التنظيم الحركي المسمى "بالقاعدة" , فلقد استهدف هذا التيار المتطرف قيمنا وعاداتنا وحضارتنا وتطورنا ممثلة بالعديد من العمليات الإجرامية بحق المواطنين المدنيين والرعايا الأجانب ومن ثم استهدافهم لرجالات الأمن العام , وآخرها العملية الفاشلة التي كادت أن تستهدف الرجل الثاني في الداخلية السعودية .
المجتمع السعودي صعق من هذه التصرفات , فلم يتوقع هذه العمليات بعد موجات التأييد للتيار الإسلامي ومناصرة المجتمع له , ومحاولة غض الطرف عن السلبيات التي كانت تكتسي القائمين على التيار الإسلامي , فالشعرة البسيطة التي بين الإرهابيين والتيار الإسلامي لم يكد يشعر بها المواطن العادي , وكان أن تم وصم هذا التيار بأنه قائد للتطرف وبأنه هو السبب في تفشي موجات الإرهاب في العالم .
في هذه الأثناء برزت لنا مجموعة من الكتاب ومن المتغلغلين في الإعلام موجة مضادة تجاه التيار الإسلامي , وهم ما يسمون "بالليبراليين" , فالليبرالية من وجهة نظري لم تنشأ إلا كردة فعل على الغلو في التيار الإسلامي , واستهداف المتطرفين من التيار الإسلامي لرموز الوطن ومقدراته , وتكفيرهم لكل ما هو ضد توجهاتهم .
كما أن التيار الليبرالي يضع في أجندته مبدأ العدل والمساواة كرد فعل على الحظوة التي يهنأ بها الإسلاميين وكهزة لمكانتهم الإجتماعية بين أوساط المواطنين .
أعلاه هو البداية وخلفية للدخول في الموضوع الرئيسي :
أرى من وجهة نظري أن التيار الإسلامي بدأ يهتز من الضربات المتوالية من قبل التيار الليبرالي , فالليبراليون يؤمنون "بالتكنوقراطية" كوسيلة للحوار والعمل والتنمية , بينما يرى الإسلاميون أن التيار الليبرالي خارج الشريعة الإسلامية , كما ان التيار الإسلامي يترنح بسبب عدم فهمه بان المواطن السعودي تطور وأصبح قادراً على التفكير , واتجهوا من التفنيد إلى التراشق بالألفاظ السلبية تجاه الليبراليين , الليبراليون يؤمنون بأن الإعلام هو المحرك للشعب , فسيطروا عليه , وأصبح أكثر من وسيلة إعلامية تتبنى طرحهم , وفي هذا خسارة كبيرة للتيار الإسلامي .
فالإسلاميون مهما تغنّوا بحظوتهم الإجتماعية , فهذه الحظوة ستهتز بسبب الإعلام الذي يتربع على عرشه الليبراليون .
الشعب هو الخاسر الوحيد من هذه الحرب الفكرية , فلم يعد يستطيع إلا الإنتماء إلى هذين التيارين , لا يستطيع إلا أن يكتم آراءه بقلبه .
نحن لم نعتد على الحوار , ولعل مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني هو المنقذ الوحيد للشعب المسكين .
يبرز على السطح تيار وسطي رائع جداً , ومن أبرز الأسماء فيه المفكر سلمان العودة وعايض القرني , ومشايخ آخرون .
كما أن الدكتور علي الموسى يمتهن الموضوعية في طرحه .
الموضوع مطروح للنقاش ونلخصه فيما هو آت :
- هل التيار الديني بدأ يفقد شعبيته ؟
- هل امتلاك التيار الليبرالي لأداة قوية هي "الإعلام" سيكون سبباً في شيوع الفكر الليبرالي ؟
- إلاما تعزو هذه الحرب الفكرية ؟
- هل يستفيد المواطن من هذا الحراك الفكري ؟ ولماذا ؟[/align]