الكتابة ـ كما أراها ياسادة ـ قبيحة جداً كملامح ٍ غيّرتها أدوات التجميل وعلب المبيضات، كجسد ٍ لامسته عطور باريسية طازجة، لكن في النهاية القبيح لايمكن أن يكون قبيحاً دائماً أو تماماً!، والمأساة الحقيقة الأعمق أن لاتجد ماتهوى، ثم بعد ذلك تجد ماتهوى، ثم تجد أن كل شيء أصبح قبيحاً، ابتداءً من كتاباتك، مروراً بأعين الحسناوات، وليسَ انتهاءً بقصيدة كتبتها هي جميلة لكنها قبيحة في النهاية، لالشيء إنما لأنها أثارت الكآبة في صدور القراء.
من هنا لابد أن تصرخ، تتقيأ أفكارك، تختزل صمتك نوعاً ما، ثم تثرثر نكايةً في ظلمات ِ حيرتك، حتى إذا ما سألك أحد عن سبب ماتقوم به، تقول : إني أرفض أن أكونَ قبيحاً، وإن سألك هل جربت أن تتعلم حكمة ٍ ما قبل الكتابة، قل : من يكتشف الحكمة حين الكتابة هو بلا شك قبيح قبل ذلك!
يخرج من رأسك صوت شارد يقول : " أيها الإنسان أما آن لك أن تصعّر خدود أحلامك ليصفعها القدر " ؟!
أما آن لك أن تقول أنا مصابٌ بذاكرة مريضة بالكتابة باللعنات وبالأطفال والنساء والرجال على حد ٍ سواء.
حسناً :
اكذب ماحييت!، اكذب ما كتبت، فممارسة الكذب في أمر ٍ قبيح ليس بالضرورة أن يهوى بك إلى السحيق من الإنسانية والعميق من السوء،
فيأيها الناس أنا إما إني إنسانٌ بائس جداً!، أو أن الأشياء الجميلة هي في حقيقتها بائسة قبيحة، بيد أن البائسون وحدهم من يرون السعادة على قلوب الآخرين، وحتى حينما يطالبك السوفيتي البائس مكسيم غوركي بأن تدخل السعادة لقلوب الآخرين لتسعد، هو بطريقة ما يحثك على أن تكون بائساً ..
حسناً : فلتذهب الكتابة إلى الجحيم
وتتبعها تخبطاني
تحيييييييييييياتي