[align=center]قصر المؤتمرات - الرياض
كلمة معالي الوزير في الإجتماع الطارئ لمجلس وزراء الصحة العرب المقامه في قصر المؤتمرات بالرياض:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على الرسول الأمين .. القائل ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم ؛ مثل الجسد الواحد ؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ) . أصحاب المعالي وزراء الصحة العرب ..السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : في المملكة العربية السعودية .. وفي عاصمة مملكة الإنسانية والخير والعطاء .. بلدكم الثاني .. يطيب لي أن أرحب بكم أجمل ترحيب في الاجتماع الطارئ لوزراء الصحة العرب ، والذي جاء بتوجيه أبوي كريم من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ؛ استجابة للضمير الحي .. واستنهاضاً لنداء الإنسانية في الإنسان يأتي هذا الاجتماع في دورته غير العادية بشأن العدوان العسكري على قطاع غزة وتداعياته . أصحاب المعالي :لا أظن أحداً كان معنياً بهذه المعاناة والألم والمبادرة أكثر منا نحن .. قــَـدَرُنا أننا لا نحمل إلا الدواء .. ولا نجيد غير إزالة المعاناة وتخفيف المصاب .. وكـُـتب علينا أن نكون أصحاب الرداء الأبيض أقرب الناس إلى المريض حتى يشفى .. والمتألم حتى يزول أو يخف ألمه ؛ من هنا ـ أصحاب المعالي ـ أعرف ألمكم وتألمكم وهمكم واهتمامكم بما يجري على أرض غزة . أصحاب المعالي :غني ٌ عن القول أن نردد ما يتردد في كل أزمة ومذبحة من شجب ٍ واستنكار ٍ وإدانة ؛ أو دعوات فارغة لضبط النفس ؛ وامتهان ٍ سيئ للسياسة على حساب دماء الأطفال والنساء . في حرب ٍ يتجرد من الإنسانية من يقول إنه خرج منتصراً على شعب ٍ أعزل .. وصدور ٍ معزولة .. وبيوت ٍ ٍ تدكها الدبابات والطائرات .وما لا غنى عن قوله هنا .. هو هذه الإشارات السريعة : الأولى : يجب أن تنأى الصحة عن السياسة ؛ فالموقف السياسي له حساباته واعتباراته ، أما الموقف الصحي والإنساني فليس له حدود ولا جغرافيِّة ؛ إن عدوِّي حين يقع تحت يدي جريحاً أو مصاباً تجب علي مداواته ورعايته فما بالك بالشقيق القريب ؟! الثانية : لا نرضى لأنفسنا أن نكون ظاهرة صوتية ؛ بل يجب أن نكون ظاهرة فعل ؛ وفعل ٍ حضاري ٍّ إنساني .إننا نمر بمرحلة تاريخية .. وواقع كهذا لا نستطيع ولا نملك السكوت عليه .. والعالم ونحن سمعنا ورأينا أطفالاً في غزة بقوا أياما بلا طعام إلى جوار جثث أمهاتهم .. إن شريعة الغاب لا تجد في قاموسها مثل هذه الوحشية وهذه الاستهانة بآدمية الإنسان ودمه وبراءة طفولته . الثالثة : الآن بإمكاننا الكثير ولعلي اختصر ما يمكن عمله بالآتي : 1 ـ تعبئة المنظمات العالمية وشرح قضيتنا العادلة بأسلوب ٍ حضاري راق ٍ يركز على قيمة الإنسان وحقه العيش بسلام ؛ إن إعلام دولة إسرائيل لم يكسب التعاطف معه بسبب ٍ إيديولوجي أو عـِرْقي ٍِ بقدر ما كسبه بإعلام ٍ مموه ٍ مضلل يستطيع قلب الحقائق ؛ ومن شاء فليشاهد الفضائيات الإخبارية الغربية الآن .2 ـ الإسراع في تقديم جميع أنواع المساعدات لغزة .. علـّه يمسح شيئاً من جراحاً آلمت أصحابها كثيرا .3 ـ الضغط بكافة السبل والوسائل لصيانة حرمة المريض والمصاب وكذلك المحافظة على المستشفيات والمراكز الصحية وسيارات الإسعاف والكادر الطبي .. فلقد بلغ التجاوز حداً مريعاً وأصبح المسعفون بشاراتهم المميزة صيداً ثميناً لآلة الحرب الإسرائيلية الحمقاء .أخيراً .. أصحاب المعالي .. كلنا يذكر قول الله تعالى ( ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ) والغريب هنا أن هذا التشريع نزل في بني إسرائيل قبل أن ينزل القرآن .. ولأن أعرض عن ذلك الصهاينة وامتهنوا القتل وسفك دماء الأطفال و الأبرياء فإننا سنبقى صائنين لروح الإنسان أياً كان .. محافظين على دمه من أي دم ٍ كان ؛ فنحن ورثة حضارة ٍ لم يسجل لها التاريخ يوماً مجزرة أو قتلاً لبريء أو إبادة لشعب ٍ أعزل . أتمنى أن يخرج اجتماعنا بثمرة ٍ مرجوة .. وأن نكون عند حسن ظن شعوب ٍ استرعانا الله أمانتهم .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .[/align]
كلمة معالي وزير الصحه في الإجتماع الطارئ لمجلس وزراء الصحة العرب
العرض العادي
