الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله
وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم
وشر الأمور محدثاتها , وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار..
ثم أما بعد
يقول الله عز وجل: (إن الدين عند الله الإسلام)
يقول ابن كثير رحمه الله : (وهوإخبار منه بأنه لا دين عنده يقبله من أحد سوى الإسلام وهو اتباع الرسل فيما أرسلو به حتى ختموا بمحمد صلى الله عليه وسلم الذي سد جميع الطرق الموصلة إليه إلا من جهته , فمن لقي الله بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم بدين على غير شريعته فليس بمتقبل منه كما قال تعالى : (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) أهـ.
والنفس البشرية بفطرتها إذا تركت كانت مقرة لله بالإلهية محبة له تعبده لا تشرك به شيئاً.
ولكن يفسدها وينحرف بها عن ذلك ما يزين لها شياطين الإنس والجن بما يوحي بعضهم إلى بعض
فالتوحيد مركوز في الفطر والشرك طارىء دخيل
يقول عز وجل : (فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله)
وقال صلى الله عليه وسلم : (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه)
وتأمل أخي الحبيب قوله صلى الله عليه وسلم (يهودانه أو ينصرانه ..)
أي أن المولود يولد على الإسلام ثم يقوم الأبوان بعد ذلك بتهويده أوتنصيره أو نقله إلى أي ملة أخرى من ملل الكفر
وأول ما حدث من الشرك والإنحراف كان في عهد نوح فكان عليه السلام أول رسول : (إنا أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده)
قال ابن عباس : كان بين نوح وآدم عليهما السلام عشرة قرون كلهم على الإسلام , وقال ابن القيم : وهذا هو القول الصواب قطعاً
ومن هنا أخي الحبيب يظهر لك خطأ ما شاع على ألسنة الناس اليوم من قولهم : (الأديان السماوية)
فالدين من لدن آدم عليه السلام الذي إرتضاه الله للناس إلى أن يرث الأرض ومن عليها هو الإسلام : (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين)
دين الأنبياء الإسلام وأما الذي اختلف فالشرائع التي أنزلت عليهم والكتب الذي أنزلت على كل نبي بما يوافق أهل زمانه من تشريع شرعه الله لهم
ويجب الإيمان بجميع الرسل وبجميع ما أنزل الله من كتب ومن كفر بواحد منهم فقد كفر بهم جميعاً وكفر بالذي أرسلهم : (إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله وسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلاً*أولئك هم الكافرون حقاً وأعتدنا للكافرين عذاباً مهيناً) ومعنى عدم التفريق أن نؤمن بهم جميعاً وإن كان بعضهم أفضل من بعض
واتباع محمد فرض على كل مكلف من الإنس والجن إلى يوم القيامة إذا بلغته رسالته : يقول صلى الله عليه وسلم (والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بالذي أرسلت به إلا أدخله الله النار) متفق عليه
وما في أيدي أهل الكتاب اليوم من كتب فقد وقع فيها التحريف بنص القرآن وهو أنواع :
1- تحريف كتاب الله (اللفظ المكتوب) يقول عز وجل : (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً)
2- تحريف المعاني :
يقول عز وجل : (يحرفون الكلم عن مواضعه)
والشرائع السابقة التي أنزلها الله عز وجل نسخ العمل بها بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم
وختاماً أحبتي في الله أسأل الله أن ينفعنا بما كتبنا وبما قرأنا, وأن يجعله خالصاً لوجهه
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
المواضيع المتشابهه
العرض العادي
