[align=center]ثمة سؤال جارح .. لماذا إخواننا العرب في مصر وسوريا والأردن ولبنان وبلاد المغرب يعتبرون السائح الخليجي ضرعاً يدر بالدراهم والدنانيروالريالات ؟
يحكي واحد من الأصدقاء قضى أياماً في إحدى الدول العربية المشار إليها .. يقول ساعة وصوله المطار وقف كغيره أمام ركن موظف الجوازات لإنهاء إجراءات ختم الجواز إيذاناً السماح بدخوله .. إلا أن الموظف كان وجهه متجهماً دونما سبب .. ومسك الجواز وبدأ يدقق ليس في بيانات الجواز بل في ملامح وجهه " كانت نظراته مريبة وبعد دقائق من النظرات والصمت .. وضع الجواز وأشار إليه بالوقوف جانباً لحين الإفراج عن جواز سفره , و ويضيف بأنه في تلك الأثناء استرجعت ذاكرته كل تفاصيل حياته السابقة .. و تأكد بأن ليس له أي ارتباطات مشبوهة أبداً..
ويواصل صديقي ا في سرد قضيته بأن ثمة سواحا أجانب مروا من ذات المكان وتغيرت ملامح وجه ذلك الموظف بزاوية مائة وستين درجة , إذ أصبحت مليئة بالبشاشة والترحاب بل كان يحني رأسه عند كل جواز يختمه و يسلمه إياهم .. وبعد مضي ما يزيد عن ساعة كاملة نظر إليّ بملامح عابسة اقشعر لها جسدي ورمى الجواز إلى جوار فتحة الزجاج التي أمامه لأمد يدي وبقلق لالتقط جواز سفري دون أن اسمع أي عبارة اعتذار عن التأخير الذي حدث لي . اجتاحني في تلك اللحظات حزن وألم كبيران إذ ليس هناك مبرر أبداً سواء تكشيرة الوجه , أو حتى تعطيل تسليم الجواز لأن الأجهزة الالكترونية سريعة في كشف البيانات ,ومكوثي ساعة كاملة أصافح وجوه القادمين من أحشاء الطائرات التي حطت على أرض مطار تلك الدولة. ولم أتوصل لمعرفة السبب إلا فيما بعد من سائح خليجي يقول : أخطأت لماذا لا تدهن السير ؟! وما أن خرجت إلى مواقف سيارات الأجرة حتى تنافر عدد من سائقيها كل واحد منهم يعرض عليّ خدمة إيصالي إلى مقر سكني الذي لم أحدده بعد, ظننت أن ذلك جزء من الترحيب قلت في نفسي لعل هذه الحفاوة تمسح الصورة القائمة التي حدثت لي من رجل الجوازات في المطار 0
بعد اتفاق على أجرة المشوار , أوصلني إلى فندق أعرفه , وما أن تناولت حقيبتي الشخصية وبدأت أنقد سائق السيارة المبلغ المتفق عليه حتى تغيرت ملامح وجهه رافضاً استلام النقود بحجة أنه وافق في المطار ليظفر بأحد الركاب- الذي هو أنا - من أمام منافسيه أصحاب الأجرة الآخرين 0
قلت بغضب هذا مبرر غير منطقي , إلا أنه ومع انعدام الحوار بيني وبينه نتيجة الصراخ الذي أفتعله وتجمع الناس من حولنا , رضخت.. ونقدته ضعف المبلغ المتفق عليه , وانصرف وهو يسب ويلعن جميع السائحين 0
ويقول صديقي متأوهاً .. كنت أظن أن ما حدث لي حالة شاذة .. إلا أنني فوجئت بحدوث حالات مماثلة لسائحين آخرين سعوديين .. وعلى مرأى ومسمع من وزارة السباحة في تلك الدولة0
ويضيف صاحبي .. بأن دخول السائح السعودي إلى أي موقع أثري وسياحي عليه دفع ضعف ما يدفعه السائح الأجنبي " الأوروبي أو الشرق أسيوي" 0
وهكذا يقع السائح فريسة لاحتلاب نقوده بأوجه غير مشروعة وبأساليب رخيصة جداً0
و طرح صديقي السؤال ذاته .. لماذا يُستغل السائح الخليجي وخصوصاً السعودي ؟ هل السبب في السائح ذاته برضوخه وسلبيته في الموافقة على الطلبات المبالغ فيها ؟ ليكون فريسة سهلة وطريدة سمينة 0
أم أن نظرة الآخرين عن السائح الخليجي بأنه برميل بترول متنقل .؟ أم ماذا؟
وأعود لأسأل , إذا كان المثل بالمثل فلماذا يستفيد الآخرون من كل الخدمات التي لدينا (مثلهم مثلنا ) دون رفع هللة واحدة عليهم ؟ في حين نرضى أن يرفعوا فاتورة الغلاء علينا و بأضعاف .. إذا أردنا فقط الاستجمام كخلق الله الآخرين .
أسئلة حادة وموجعة لم نجد لها إجابة حتى في القاموس المحيط[/align]