بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مــدخــل
لـو الدمـوع تفيــد فــادن الأيتــام ... ولـو الكــلام يفيــد عــادت فلســطيــن
مــاهو عالمنا ومــاهي أفكــارناً أسئلة كثــيرة تجــول بخــاطري ولـم أجـد لهـا مسبب بأن
تكــون من ركــائز فكــري الـذي يبـدو بــأنه أخذ منـحنى أخــر بالتــفكــير ...
فـ اللهو بصغــرنا كــانت عبــارة عـن لعـب ترفيــهي نقضي بـه على فترة العصــر وكـانت موسم من مواسمنا
الجمــيلــة ...
ولقـد كــان كـل من (التيــل , والسيــاكل )
وفي بعـض الأحيــان إلعاب توارثنـآهـآ مـن حضارتنا الـتي تتسم بالبســاطة ( أمثال عظيـم ساري) و
(الحـبشـة )
( والمــيد )
عنــدمــا بــدأت بتــذكر تـلك الأيام بدأت لي كــأنها يـوم أمس بـل أقرب بكثـير وكـان لا يحجبهـا عــني سوا مغــيب شمـس .....
أخــذت أجول في ممرات ذاكـرتي ...
فـوجدت طـفل صغــير قـابعاً على ناصية الطريق
يعشق بأن يــكون متــميــزاً بيـن أقرانه ولكـنه دائـم يختــار التــميــز بـآلـغيــر مفيــد ... فبادرته بسـؤال (مـن أنت )
فــنظر إلي في براءة الطفــولــة ثـم أخذ يحدق بـي وكـأنه يـعرفني منــذ زمــن ... ثـم ذهـب يشـير بيـده إلي مكــان ليـس بالبــعيـد ... تركتـه دون أن أسالة مـالذي يشـير لـه .. وكــان بداخلي أعلم مــالذي يـريـد إن يصبو لـه.. من تلك الأشارة ...
وصـلت لذالك المكــان في ذاكرتي فـوجدت على جدرانها ... ( أرس يـاترس ) ... (أركب الهوا صاروخ ) ..
(دوس يــاخنــفوس ) وعباراته كثيره وشخبـطة وقفت لحظـات عندها أحاول فكها وضحكـة تعلو محيــاي ..
مــاجمـلها من أيام ومن لحظات عشتها ...
ركـنت إلي زاويـة فـوجدت شبــاب(ن) جـالسيـن على نـار يـطهــون صيـد لهـم من طيــور ( الشحيمـي )
فـهذا (ينـتف) الـريـش وهـذا يشـب النـار ... فقـلت في نفســي لمــاذا هـم هكــذا ...
لمــاذا هــذه البـســاطـة في زمـن لـيس بالبـعيـد .. لا (كنـتاكي ) ولا ( هــارديز )
ليـس مـن هـمهم المــادة الـتي تذهب بهذه المطــاعم .. مـن أجـل أسكـات عصافير بطـونـهم ..
ذهبـت عيـني على طـفـل منـهم وجـدته يضـع الدماء على مـايسمـيه (جـلبت النبـيطـة ) ...لماذا ..تـفعـل هذا ..
أشار بــانها .. (نبـيطـة جـديـدة ) ...ضحكتة على عفويـته بالأجابــة ..
عندمــا فــرغو من عشــاهم .. جـرى أحـدهم للبيـت ليـأتي (بليفـة) صحــون فوضعـها على النـار وخرجها ثـم
أخذ يــلاحق بها من حــولـه .. كــانهم بـملاهـي (دزني لاند ) الكـل يضحـك والجمـيع فرح ...
ثـم رأيت شخص قــادم من بعــيد فوضـع على أصبــعة قليـل من ريــقـة ...
وقـال بأسم واحد من بيـنهم ( محمد) إذا صقط الـريق من أصبع يـدي الصـغير (البـنصر) لأن أكلمك بـعد اليـوم
وبـلمـح البـصر رأيت صديقـة يجري لـه وهـو يضـحك ... لا لا .. كـنت أمـزح معـك ..
فـيضـع أصبـعة الصـغير مشابك لصبـع صديقـة كـ عــلامـة على المصــالحــة ...
تلك العفويـة التي بأتت من التراث وليس لها وجود بالحاضر ...
وخيـم الصـمت قليل وذا بأم أحدهم تنـادي (خالد) وهـو يرد بأنـعم من صوتها لبيــة ..
فـلانه ذاهبـة لبيتها ( وبدى لي بأنها بنت الجيران) أذهب معاها (جريها ) فذهب وذهبة مـعـه المجموعة كلـها وكـأنه أخت واحد منهم ...
حتى أوصلوها للبيت ...
وفجـاءة خـرجت مـن هذه الــذكريــات بشـكل مخــيف ... مالسبــب لا أعلم ..
المـوعـد وقتنـا الحــالي ... قمـت بعـد سقــوطي على أرضـية غـوغـايه ...
فذهبـت مهـرولاً لمكــان الشبـاب فلـم أجـد بـه أحد ....!!
بـل لم أجـد المكان فلقد قام مكانة مركز تسويق ومباني هنا وهناك تلك الساحة التي كنت فيها أراقب الفتية أختفت ..
قـلت لا بـد بأن يكون بهذا العالم شي جميل ولكـن للأسف لم أجد ماهو قريب للواقع جميع ماتلمسة أحاسيسي يقارب للخيال ..
الخيال الذي أفتقدناه بسبب جهاز التلفزيون .....
أردت أن أتخيل مثلما كنـت أتخيل بالماضي أشكال ومناظر جميلة ولكـن بعد كل دقيقة عندما تقترب الصورة للوضوح أجد بأني أسترقتها مـن برنامج تلفزيوني ....
وبينما أنا غائب بالتفكير إذا بآتصال يرد شخص بجانبي ليقطع حبل أفكاري وكـان فرض علي أن أركز على هذا الاتصال
فسمعت الشخص يردد لا تقول (تكفى) أبشر حاضر سأكون هناك ....
ومن باب الفضول سألته (عسى ماشر ) بحكم كلمته (تكفى ) كانت لها وقعها بأيامنا ...
رد الشخص لا عليـك يريدني إن ألعب معاه كرة طائرة ...
يقول جملته وهو يضحك...
قلت تلك الجلبة من أجل وناسه ... إنها مصطنعة وليسـت هذه حياتنا ...
قاطعني وقال (نحن فقدنا هويتنا )
قلت له لا هي في دائرة تفكيرنا وهي موجودة بيننا ولكـن نحن من نحاول تجاهلها من أجل مايسمي ( تخلف حضاري) ...
بينما هو التخلف بعينـة من يريد أن يبدل جلدته بتقمص حضارات أخرى (من يلبس ثوب غيره يعيش فيه عاري)
بادرني بابتسامة ثـم خيم الصمت ....
فسألت نفسي هل الماضي جميل أم نحن مـن أخافهم المستقبل .؟
مخرج
لو النبات يطلعة دمعة هيام ... شفتم على خدودي ورود وبساتين
العرض العادي
