همسات لك عزيزي المعلم

[متعب الزبيلي]

إليك اخي وصديقي وعزيزي

المـعـلـم


تحية طيبة مباركة


البعض من الأخوة المعلمين ( مايصدق خبر ) جعل من مسألة تعاون البيت مع المدرسة " ذريعه ًوحجه له " ( وفوول ) كُتيب الملاحظات
بـ [ ابنكم لم يحفظ او لم يتقن ] وقبل ان نبدأ بالنقاش ، تفضل تفاصيل فكاهية ( على الطائر ) . .


[ ذهب احد الاشخاص وبرفقته المدام ، للسوق ، وتعليمه ليلي والقراءة لك عليها ، ولديه معرفة ( باسم محل بيت الطفل ) خلونا بالحفر ، المهم يبي يطعج قدام المدام ، ويعني اني أقراء ، قال تلقيني هنا عند هالمحل ، الي اسمه وهو يقرا ( بببيت الورع ) ]


نعم يا اخوان ، بعض تعاون منزلي ، قد يقلب الموازين ، ويستبدل العبارات بأخرى ( وعلى نفقة ولي الامر ) ( وزين اذا ( وقفت على الورع ) ، هناك من ينطق عبارة ويحولها من كونها " فصيح " الي لهجتنا العامية والذي اغلبها لايخلو من " أتس " على موال ديك ديتس . .


ليس كل ولي امر هو متعلم ولديه الاستطاعة ، في ان يتعاون مع المدرسة من حيث تعليم " وتدريس الابن " هذا شي والشي الاخر ودعونا متفقين وصريحين مع بعضنا ( في 25 من كل شهر تصل لجوالك رسالة مفادها تم إيداع مبلغ وقدره ) نصفها أقساط او.... هذه قضيتك يا عزيزي ، وتعليم الطلاب مهمتك لوحدك وانت المسؤول ، ونعم التعاون جيد ولا نقول يجب ان لايكون هناك تعاون ، ولكن حسب ظروف أولياء الامور ًواستطاعتهم ، وليس ان يكون جانب التعاون وكأنه " فرض " وملزمين به أولياء الامور . .


[ همسة ]

اثناء دراستي بالمرحلة الابتدائية ، كان احد المعلمين ، منذ دخوله للفصل وهو ( يا ولاد نفسي اعرف بس ليه هاليكم جالسين برات البيوت ، جالسين بالشارع ليه ، ليه مايلتمو جوات بيوتهم ، لا وشغالين بصبصه بالرايح والجاي ) ايام الجلسات بالدكات ..

وفي احد الايام ، نادى ذالك المعلم ، احد الطلاب وحين وصله ( قاله ارفع ديك ، وخلي زمايلك يبصون قتلك نيله " ممشق الولد " ( يابني علبة الـ فازلين " كنا نسميه وازلين " بخمسة ريال اشترلك وأدهن يديك وانت عاوز تنام .. وأضاف يا بني متفصلك ثوب شتوي متل زمايلك وانته جاي تتلحلح بتوب الصيف ، امشي من قدامي وروح مكانك وهو ماشي قاله يابني أبوك شغال اايه ( قال استاد أبوي متوفي ) وخيم الصمت ، ووقف المعلم وهو ينظر تجاه الطالب ًولوجوه الطلبه


احد المعلمين ( اول مايدخل الفصل ، قائلا السلام عليكم ، وقفنا عند موضوع ايه ، ويؤشر بأصبعه ويختار احد الطلاب ، اي صفحة يا فلان وقفنا بالحصة الفائته ؟ ) وهكذا كل مايدخل يختار احد الطلاب ، وأصبحنا نضرب حساب " للصفحة " بل ( ونضرب حساب لمجيئه وحصته والمادة الذي يدرسنا ) لا يصمت ولا يخرج عن فحوى المادة الدراسية ، ومعطي الطلاب الضوء الأخضر ( الي ماله حافظ يولاد ، يقولي معلمي مالي فاهم الدرس عيدلي معلم ،،بلدكن جابوني لهوني لاجل أعلمكم ) . .

الحكمة من ايراد المواقف اعلاه . .

هو ان التعليم اولاً " توثيق علاقة " مابين الطلاب وبين المعلم ، ان يدرك المعلم " المدرس " الاستاذ ، بأن الذي امامه هم أحاسيس ومشاعر ، فجرح مشاعر طفل برئ امام الاخرين ، هو امر لن يمر ويعبر ببساطه ، وانما يحز بالنفس ويجلب الحرج للطالب ، فما يضر " استاذ .. ابو الدكات " في حال افهم الطالب " الممشق " بطريقة خاصة ( وطلب منه ان يدهن يديه ) والأمر الاخر ، ما علاقتنا وين يجلسون أهلنا ! " هذره وقل سنع " . .


المدرس الذكي الواعي هو من يستطيع اولاً ، ان ينمي علاقته بالطلاب ، وايضا علاقة الطلاب مابينهم ، المعلم الناجح هو من يعشق مهنة التعليم ، من يفتح قلبه وأذنيه للطالب . . وليس من يريد طلاب " جاهزين " ومتعلمين ( ويعلق على حكاية تعاون المنزل والأهل مع المدرسة ، ويبتل ابنكم لم يتقن ) ان يتقن مهمة الاستاذ المعلم ، اما الاستاذ ، فهو ليس الا مكتسب للمسمى فخريا ، ودون امتلاكه لروح المعلم الناجح . .


ختاماً . .

تتمتلي مدارسنا بمعلمين اساتذه ، ويستحقون الشكر والتقدير والاحترام ، ولكن هي لفته للبعض ممن ( يأتي للمدرسة وهو غير رائق ) ونقول له ( روق يا اخي وفسر عن ذراعيك وخلك قدها وقدود )

تحياتي للجميع