[align=center]الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعاملين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
أما بعد ....
كثيرا ما يشعر الإنسان أن حياته لا طعم فيها ويشعر أنه ليس هناك ثمة هدف يسعى للوصول إلية , وحتى لو كان هناك هدف غالباً ما يكون قصير المدى ما إن يتحقق يرجع إلى دائرة الحيرة ....
لو تساءل الإنسان لماذا أنا أعيش على هذه الدنيا وما الغاية من حياتي , وهل ما أفعله الأن في حياتي يسير حسب الإتجاه الصحيح للغاية المنشودة ..
إن عدم وضوح الرؤية للغاية المنشودة يسبب للإنسان إختلاط في أولوياته هذا إن كان له خطة لحياته يسير وفق نقاطها ...
وكثيرا من بني الإنسان ليس له رؤية واضحة يعمل من أجلها بل الكثير ليس له جواب صريح على سبب وجودة في الحياة ..
إن الله تعالى لما فضل الإنسان على سااائر المخلوقات جعل ذلك منوط في فهم الإنسان لسبب وجودة في الحياة ...
و لو تأملت حياتك التي تعيش فيها تجد ما تسعى إليه مجرد ضروريات وليس أهدف كالزواج وتكوين أسرة وشراء منزل وغبر ذلك فهذه ليس أهداف بل ضروريات لابد للإنسان أن يسعى لها
وأعلم رعاك الله بلطفه أن الإنسان بدون هدف يصبح حاله حال المخلوقات الأخرى التي تمشي على الأرض فهي تعيش لكي تعيش وليس لشيء آخر ...
إن الحكمة في وجود الإنسان ضل به إناس يشار إليهم بالبنان وأنهم من العباقرة الكبار أمثال :
أفلاطون : حيث قال إن الله خلق الخلق ليلهو تعالى الله عما يقول
فكان الجواب من لله حيث قال (( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون * فتعالى الله الملك الحق ))
وقال أنشتاين : إن الله خلق الخلق ونسيهم تعالى الله عما يقول
فكان الجواب من الله حيث قال (( وما كان ربك نسيا ))
ولم يصل لهذه الحقيقة التي ضاع فيها كثير من بني الإنسان إلا أتباع الرسل عليهم الصلاة والسلام لأنهم أتبعوا المبلغين عن الله تعالى ....
فبين ربنا سبحانه سبب خلقنا في آية واحدة في كتابة ومنها تعلم نعمة الإسلام الذي تركناه وراء ظهورنا إلا من رحم الله
يقول الله تبارك وتعالى (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ))
هذه الحقيقة التي من أجلها خلق الله الخلق ولكن هل عملنا بمقتضى هذه الحقيقة وهل جعلنا حياتنا تسير وفق الضوابط التي تلزمها هذه الحقيقة ؟
إن كثير منا يعيش حياة لا يدري أين ستؤل به ولم نفكر يوما من الأيام ( أين أنا من الله )
ومن الأدلة على هذا أنك لو قلت لأحد الناس تب إلى الله يكون الجواب : ولماذا أتوب أنا لم أفعل شيء حتى أتوب .....!!!
إن هذا الفهم هو الذي يجعل الإنسان يسلك الطريق الخاطئ ولا يمكن أن يكون على الطريق الصحيح حتى يكون مدركا هذا الأمر
إننا نفعل في يوم واحد ألوان من الذنوب والمعاصي ولو وقفت مع نفسك قليلا لعلمت هذا ...
كم مرة أغتبت مسلما ألم تعلم أن الغيبة من كبائر الذنوب وهي سبب من أسباب عذاب القبر
كم مرة أطلقت بصرك على محرم
كم مرة أسأت الظن بأخيك المسلم
كم مرة أخرت الصلاة أما سمعت قول الله ( فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون )
كم مرة تأكل حرام أو تشرب حرام كالدخان وغيرة
كم وكم وكم ......
أليست هذه تحتاج لتوبة ......؟
كم مرة ذرفت عينك من خشية الله
متى أخر مرة قرأت كتاب الله
كم مرة دعوت الله بخشوع وخشية
كل هذا ولست محتاج لتوبة .....؟؟
إن التوبة هي الإنطلاقة الحقيقة لحياة جديده وتطبيق عملي لسبب وجودك في هذه الدنيا ...
ولقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يتوب في اليوم أكثر من سبعين مرة وهو الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر
إن التوبة هي الرجوع إلى الله والندم على ما قصرت في حق الله تعالى ..
ولعل سائل يسأل هل إذا تبت يقبل الله توبتي ؟
إن الله تعالى يقول ( يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم يا عبادي كلكم عاري إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم يا عبادي أنكم خطؤن بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم يا عباد إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيها لكم فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلمومن إلا نفسه )
كلام يقرع القلب الحي الذي لا يزال فيه نبض ينبض لخالقه سبحانه
وأعلم رحمك الله أنه مهما فعلت من الذنوب والخطايا ومهما أسرفت على نفسك من المعاصي فإن تبت إلا الله فإن الله يقبلك ويغفر لك .
يقول الله تعالى ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا أنه هو الغفور الرحيم )
وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن لي ذنوب عظيمة أرأيت أن تبت الله يعفو فقال النبي نعم فقال الرجل ذنوب عظيمة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يعفو فقال الرجل يا رسول الله وغدراتي وفجراتي فقال النبي : يعفو كل شيء فقال الرجل الله أكبر الله أكبر العفو العفو
أخيه : ماذا لو عرفت أن الله تعالى يناديك كل ليلة ويدعوك للتوبة وأن غافل عنه سبحانه هل صارت القلوب من حجر أم ماذا ؟؟
يقول النبي صلى الله عليه وسلم
(ينزل ربنا إلا السماء الدنيا في الثلث الليل الآخر فينادي هل من تائب فأتوب عليه هل من داع فأستجيب له هل من مستغفر فأغفر له وذلك كل ليلة )
بادر إلى مولاك يامن عمره *** قد ضاع في عصيانه وتشردى
وأسأله توفيقا وعفوا وقل له *** يارب باصرني وزل عني العمى
وأعلم أخي أنك إن أبيت الرجوع إلا الله تعالى بقلبك ومحض إرادتك فإن الله غني عنك وعن العالمين فبهذا أنت الذي ظلمت نفسك
قال الله تعالى ( وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمون ) وقال ( أولئك الذين ظلموا أنفسهم ) وقال ( ومن لم يتب فأولئك همالظالمون )
وفي الختام أزف إليك بشرى منها تنطلق نحو حياة جديدة ...
إن تاب العبد من ذنوبة وتحققت فيه شروط التوبة وهي
1- الندم على ما فات
2- توقيف جميع الذنوب
3- العزم على عدم العودة
لو تحققت هذه الشروط في قلبك ....
استطيع أ أقول لك مبروووك
ولكن لن يغفر لك ذنوبك بل سيبدلها لك حسناااااات
قال تعالى ( والذي لا يدعون مع الله إلاه آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا يالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلقى آثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا أولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما )
ومن هنا أقول لك أنطلق نحو حياة جديدة
يامن يرى مد البعوض جناحها *** في ظلمة الليل البهيم الأليلي
ويرى نياط عروقها في نحرها *** والمخ في تلك العظام النحلي
أمنن علي بتوبة تمحو بهـــــا *** ما كان مني في الزمان الأولي
والحمد لله أولا وآخرا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...[/align]
جدد حيتك
العرض العادي
