تركتُ بين رمال البيد أغنيتي=وعند شاطئكِ المسحورِ.. أسماري
إن ساءلوكِ فقولي: لم أبعْ قلمي=ولم أدنّس بسوق الزيف أفكاري
وإن مضيتُ.. فقولي: لم يكن بَطَلاً=وكان طفلي.. ومحبوبي.. وقيثاري
يا عالم الغيبِ! ذنبي أنتَ تعرفُه=وأنت تعلمُ إعلاني.. وإسراري
وأنتَ أدرى بإيمانٍ مننتَ به=علي.. ما خدشته كل أوزاري
أحببتُ لقياكَ.. حسن الظن يشفع لي=أيرتُجَى العفو إلاّ عند غفَّارِ؟ [/poem]
لنا عودة
الإسبوع الماضي وأثناء تصفح جريدة الحياة سُررت بخبر مفاده صدور مؤلف جديد للدكتور غازي القصيبي بعنوان " الوزير المرافق " ، يتحدث فيه عن كل ما حدث في القمم العربيّة والإجتماعات بين الروؤساء العرب فيما بينهم وكذلك ما يحدث مع ملوك المملكة العربية السعودية أثناء تنقلاتهم في الخارج في زيارات رسميّة . أكثر ما أسعدني هو أنه خُيل إليّ وكأن هذا الإصدار يقول بأن غازي بصحة وعافيّة . اليوم صُعقت بخبر وفاتة عبر رسالة عاجلة من قناة العربيّة . ما يُخفف وطأة الألم هو أن غازي عاش سنوات طوال وهو يكتب الأشعار ويؤلف الروايات ويسطر المقالات ، وإستفدنا منه أيما إستفادة . ولو قُدر له أن يموت وهو في منتصف العُمر لكان وقع الخبر أكثر إيلاما ً .
لله ما أخذ ولله ما بقي وكل شيء عنده بمقدار
نبذة مختصرة عن غازي القصيبي ، وبعدها سيكون هناك سرد مشوق لمواقف حدثت لهذا الوزير توضح نُبله وتفانيه وإخلاصه أثناء توليّه مهام عمله .
غازي بن عبد الرحمن القصيبي (2 مارس 1940 ـــ 15 أغسطس 2010 )، شاعر وأديب وسفير ووزير سعودي .
قضى في الأحساء سنوات عمره الأولى. انتقل بعدها إلى المنامة بالبحرين ليدرس فيها مراحل التعليم. نال البكالوريوس في الحقوق من جامعة القاهرة ثم حصل على درجة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة جنوب كاليفورنيا ، أما الدكتوراة ففي العلاقات الدولية من جامعة لندن .
المناصب التي تولاها :
أستاذ مساعد في كلية التجارة بجامعة الملك سعود في الرياض 1965 / 1385هـ
عمل مستشار قانوني في مكاتب استشارية وفي وزارة الدفاع والطيران ووزارة المالية ومعهد الإدارة العامة.
عميد كلية العلوم الإدارية بجامعة الملك سعود 1971 م / 1391هـ.
مدير المؤسسة العامة للسكك الحديدية 1973 م / 1393 هـ.
وزير الصناعة والكهرباء 1976 م / 1396 هـ.
وزير الصحة 1982 م / 1402هـ
سفير السعودية لدى البحرين 1984 م / 1404 هـ.
سفير السعودية لدى بريطانيا 1992م / 1412هـ.
وزير المياه والكهرباء 2003 / 1423هـ.
وزير العمل 2005 / 1425 هـ
عائلة القصيبي من أعرق العوائل السعوديّة وهي عائلة سنيّة ، أصلها من نجد وسكنت الأحساء مُنذ فترة طويّلة جدا ً ، عاش غازي القصيبي طفولتة في البحرين لسبب لا يعلمه الكثير ، وهو أن والدة عبدالرحمن القصيبي كان الممثل التجاري للملك عبدالعزيز في البحرين . الحاقدين على غازي القصيبي أظهروا مثل هذه الأقاويل لعدة أسباب وهي أن غازي القصيبي كان حليق الشارب في زمن الشوارب المفتوله ، فمسألة أن تكون حليق الشارب ومتزوج من إمرأة ألمانيّة وبنفس الوقت وزير فهذا غير مقبول عند أهل نجد . يحدث هذا في سبعينيات القرن الماضي أي قبل أربعين سنة تقريبا ً .
الأخوة والأخوات الأفاضل يعذرونني من عدم التعقيب على الردود . الموضوع دعوة لتخليد ذكراه بموقف شريف بدَرَ منه أو بدعوة صادقة من قلب صادق .
لنا عودة
أصبح غازي القصيبي وزيرا ً للصحة في بداية الثمانينات بقرار من ولي العهد آنذاك صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن عبدالعزيز ، مارس غازي عمله الإداري وبدأ بالإصلاحات في هذه الوزارة الجديدة ، وكون وزارة الصحة تزخر بكثير من دعاة البيروقراطية خاض الحروب مع خصومه ، كثرت التغييرات والإقالات ، من ضمن الحوادث ماتعرض له الدكتور غازي في إحدى المرات عندما وصلت له رسالة من ممرضه عربيّة تبارك له وبنفس الوقت تحاول أن ترتبط معه بعلاقة ، اليس هو الوزير الآمر الناهي ؟ فهم غازي مقصدها بعد أن ذيلت رقم هاتف منزلها في آخر رسالتها ، رد غازي على الرسالة وشكرها ، وطلب منها أن تحجز على أقرب رحلة متوجهه إلى بلدها ، وتمت إقالتها .
الموقف الثاني عندما وصلته شكوى من إحدى الممرضات تتهم أحد المسؤولين الكبار في أحد المستشفيات بالتحرش بها ، طلب الوزير غازي التحقيق في الموضوع وبعد أن تم التأكد أقيل المسؤول وسط إستغراب كثير من الموظفين .
المعروف أن الدكتور غازي عندما إستلم وزارة الصحة بدأ بشيء إسمه " الزيارات المفاجئة " فكان يزور المستشفى الفلاني من غير وفد وكاميرات تصوير كما هو حاصل الآن حتى يطلع على العمل بنفسه ، في أحدى زياراتة لأحد المستشفيات في جدة ـ على ما أظن ـ وجد أن قسم الطواريء بالمستشفى الفلاني في وضع لا يُحسد عليه ، بدأ بزيارتة الغرف الواحدة تلو الآخرى ، تعرف أحد العاملين بالمستشفى على غازي وتم إخبار مدير المستشفى أو مدير الشؤون الصحيّة يقول غازي : بعد ذلك أصبحت كل غرفة أجمل من سابقتها ، وبدأت أشاهد الورود في باقي الغرف ، بعد أن دخلت إلى مكتب المدير وجدته فاخر وقد إزدان بأجمل حُله ، خرجت من المستشفى وكان أول قرار أصدرته هو تغيير مدير الشؤون الصحيّة .
رد: وفـاة وزير العمل السعودي الدكتور غـازي القصيبي ـ رحمة الله
اقتباس:
قالت مصادر إخبارية للاقتصادية الإلكترونية إنه سيتم الصلاة على جثمان الدكتور غازي القصيبي بعد صلاة عصر اليوم في جامع الأمير تركي في الرياض وسيواري جثمانه الثرى في مقبرة العود. وكان وزير العمل السعودي الدكتور غازي القصيبي انتقل إلى رحمة الله صباح هذا اليوم بعد معاناة طويلة مع المرض. والدكتور القصيبي علاوة على مهامه الرسمية هو أديب وقاص وشاعر وله منشورات عديدة. وقضى القصيبي أيامه الأخيرة في مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض قبل أن توافيه المنية عن عمر يناهز السبعين عاما.
تقديراً ووفاءً للراحل غازي القصيبي فقد تقرر أن يدفن في مقبرة العود