اتصل بادارة الموقع البحث   التسجيل الرئيسية

 


العودة   منتديات عاصمة الربيع > القسم الادبي > القصــه والقصيــده

القصــه والقصيــده قصص الماضي وحكايات الحاضر

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-01-06, 01:46 AM   رقم المشاركة : 1
انســــان
Banned
الملف الشخصي






 
الحالة
انســــان غير متواجد حالياً

 


 

( اسيــر )



[align=center]مجموعة قصص [/align]




[align=center]القصة الأولى [/align]


كانت لإحدى النساء ابنةٌ فتيّةٌ وجميلة


تنافس على الزواج منها رجلان


وكلٌّ منهما طلبها من أمها لنفسه


وهو يرغب في زواجها ويريدها زوجة له مهما كان الثمن


فقالت المرأة :


لا أزوج ابنتي إلا للذي يستطيع أن يجلس على مجرى الدخان


ويصمد فترة أكثر من رفيقه الآخر


فوافق الاثنان على هذا الطلب


واتفقوا على يومٍ معيّن يجلسان فيه على مجرى الدخان


وعندما جاء ذلك اليوم توجّه الرجلان إلى بيت المرأة


فأشعلت ناراً من القشّ وزبل المواشي


وخرج منها دخانٌ كثيف


وجلس الرجلان على مجرى الدخان


فأصبح الأول يميل برأسه يمنة ويسرة فترة قصيرة


ثم لم يستطع التحمّل ، فنهض من عندها وقال لها :


لا أريد ابنتك . ولا أريد أن أرى وجهك بعد اليوم


ثم تركها وسار في حال سبيله


وجلس الرجل الثاني على مجرى الدخان


فسالت دموعه ولكنه صبر . وسال مخاطه


كان يتحمّل حتى أصبحت عيناه كالجمر


وأخيراً قالت له المرأة : كفاك يا رجل .. كفاك يا رجل


فقام الرجل وعاد إلى بيته وعيناه كالجمر


ودموعه تسيل بغزارة على خدّيه


ولكنه كان يُمَنِّي نفسه بالزواج من تلك الفتاة الجميلة


وفي اليوم التالي بعثت إليهما


وقالت للذي تحمّل الدخان وصبر عليه


أنا لا أزوج ابنتي للذي يصبر على الضيم ( أي على الذل والمهانة )


فعُد إلى بيتك فهي ليست من نصيبك ولن أزوجها لك


وقالت للأول أما أنت فلأنك لم تصبر على الضيم


ولم تصبر على تحمّل الأذى فقد زوجتك ابنتي


لأنها لن تضام عندك وهي من نصيبك إن شاء الله


وهكذا تزوّج الرجل الذي لم يصبر على الضيم


أما الرجل الثاني فعاد يجر أذيال الهزيمة




[align=center]============================
============================
[/align]


[align=center]القصة الثانية [/align]


يحكى أن رجلاً غنيّاً كان على قدرٍ كبير من الثراء


وكان في أكثر أوقاته مشغولاً في إدارة أعماله وشؤونه المالية


ولا يجد الوقت الكافي للجلوس مع زوجته وعائلته


جلسات فيها شيء من الراحة وهدوء البال


وكان له جار فقير الحال لا يكاد يجد قوت يومه


ولكنه كان سعيداً في حياته


وفي كلّ يوم كان يجلس الساعات الطوال مع زوجته وأفراد عائلته


وكانت زوجة الرجل الغنيّ ترى هذه العائلة الفقيرة


وتحسدهم على تلك السعادة


التي تفتقدها وهي الثريّة الغنية


ويتمتع بها هؤلاء الفقراء الذين لا يملكون شيئاً


وتحدثت ذات يوم مع زوجها


وقالت له : يا رجل ماذا تنفعنا هذه الأموال الكثيرة


ونحن لا نجد طعماً للسعادة . ولا يكاد الواحد منا يرى الآخر


بينما هذه العائلة الفقيرة التي تعيش بجوارنا


لا يهمها من أمور الدنيا شيء . وهم في غاية السعادة والهناء


وفكّر الرجل الغنيّ هنيهةً ثم وعد زوجته أن يتفرّغ لهم


وأن يخصّص بعضاً من وقته ليقضيه معهم في جلسات هادئة هانئة


وفي اليوم التالي أرسل الرجل الغنيّ من يدعو إليه جاره الفقير


واستغرب الرجل الفقير تلك الدعوة


فليس من عادة ذلك الرجل أن يدعوه . أو حتّى يشعر به . فذهب إليه


وعندما وصل استقبله الرجل الغنيّ بلطفٍ وأكرمه وتحدّث معه بهدوء


وقال له : أراك يا أخي تجلس كلّ يومك في البيت .


ألا تجد عملاً تعمل به . فقال الرجلُ الفقير :


والله يا أخي ليس عندي ما أعمل به


فأقضي لذلك كل وقتي في البيت


فقال له الغني :


ما رأيك لو أعطيتك بعض المال كرأسمالٍ تشتري به بيضاً


وتبيعه كلّ يوم وتربح منه . وبذلك تعمل وتطعم عيالك


ولا ترجع لي مالي إلا بعد أن تتحسن أحوالك


ويصبح لديك رأسمال كافٍ تعمل به


وافق الرجل الفقير ووجدها فرصة سانحة


ليعمل ويرتزق ويطعم عياله بكرامة


وأخذ المال من الرجل الغني . وعاد أدراجه

وفي الصباح ذهب إلى السوق


واشترى بيضاً وأخذ يبيع ويشتري


وكان في ساعات الفراغ بدل أن يجلس مع أفراد عائلته


يأخذ في تصنيف تلك البيوض فيضع الكبيرة في جهة


ويضـع الصغيرة في جهة أخـرى


حتى يبيع كلّ صنفٍ منها بسعر


وبعد عدة أيام نظر الرجل الغنيّ من شرفة منزله إلى جاره الفقير


فوجده مشغولاً في عدّ بيوضه وتصنيفها


فابتسم ابتسامة عريضة ملؤها الخبث والدهاء


وقال لزوجته :


أهذا هو الرجل الذي تقولين إنه يقضي كلّ أوقاته مع زوجتـه وأولاده


انظري إليه ماذا يفعل الآن


ونظرت المرأة فرأت ذلك الرجل مشغولاً على تلك الحالة


فتعجبت لتغيّر أحواله


ولكنها لم تعرف السبب الذي سلب منه تلك السعادة


التي كانت تحسده عليها . بينما كان زوجها يشيح بوجهه


ويحدِّق في الفراغ ليخفي ابتسامة خبيثة كانت ترتسم على شفتيه




[align=center]============================
============================
[/align]




[align=center]القصة الثالثة [/align]


يُحكى أن رجلاً كان يعيش في مغارة


وكانت له حظيرة لأغنامه ومواشيه أمام تلك المغارة


وكان يرعى بأغنامه في النهار


ثم يعود في ساعات المساء ليبيت في تلك المغارة


والتي هي له بمثابة بيت حقيقي يعيش فيه


ورأى ذات يوم أفعى طويلة تدخل في إحدى زوايا المغارة


وتستقرّ في جُحر صغير


وتلفّ نفسها وترقد طويلاً في ذلك المكان


وقرّر الرجل بينه وبين نفسه


عدم التعرّض لها خشية أن تكون من عُمَّار ذلك المكان


فيصيبه مكروه بسببها


وظلّ الرجل يراقبها عدّة أيّام


وهي ترقد في نفس المكان


وإذا خرجت فلا تلبث إلا قليلاً ثم تعود إلى مكانها


فأنِسَ لها الرجل . ولم يعد يخشى منها


وخرجت الأفعى ذات يوم فحدّثته نفسه أن يرى ما في عشّها


الذي ترقد فيه . فقام ونظر إليه


فرأى فيه عدّة أفاعٍ صغيرة حمراء وملساء


فقال في نفسه سآخذ هذه الأفاعي وأُخبئها


وأرى ماذا ستفعل أمهم إذا جاءت ولم تجدهم


ووضع الرجل صغار الأفعى في علبة صغيرة


وخبأهم في سلّةٍ مُعلقةٍ في سقف المغارة


ثم خرج واختبأ في مكانٍ ليرى ماذا ستفعل الأفعى الأمّ


عندما تعود ولا تجد صغارها


وعادت الأفعى إلى عشّها ومرقدها


ولكنها وجدته فارغاً ولم تجد صغارها فيه


فأخذت تبحث عنهم قريباً من المكان علّها تجدهم هناك


ولكنها لم تجد أحداً . فأخذت تبحث في زوايا المغارة


وفي كلّ مكانٍ منها ولكنها لم تجد شيئاً


فعرفت أن ذلك الرجل هو الذي أخذ أولادها


فعمدت إلى زير ماء يشرب منه الرجل


ملأت فمها منه . وأعادت الماء إليه ممزوجاً بالسم


ثم أعادت الكَرّة عدّة مرات حتى سمّمت الماء الذي في الزير


وخرجت من المغارة تبحث عن أولادها في مكان آخر


وبعد أن خرجت الأفعى أعاد الرجل أولادها إلى عشّهم ومكانهم


ثم عاد وكمن في مكانه الأّول ليرى ماذا ستفعل الأفعى


إذا ما عادت ووجدت أولادها مكانهم


ولم تكن الأفعى قد كفّت عن البحث عن صغارها


فعادت لتبحث عنهم في المغارة من جديد


وعندما رأتهم في مكانهم ولم يُصب أحدٌ منهم بأذى تركتهم مسرعةً


وذهبت إلى زير الماء ولفّتْ ذنبها عليه وفَتَلَتْـهُ بقوة فوقع الزير وانكسر


وانسكب ما بداخله من ماء على الأرض


وبعد ذلك عادت لترقد على أولادها من جديد وكأن شيئاً لم يحدث


وعجب الرجل من أمومة تلك الأفعى ومن وفائها وإخلاصها


ولم يعد يتعرّض لها أو لأولادها بأي أذى أو ضرر




[align=center]============================
============================
[/align]



[align=center]القصة الرابعة [/align]


يُحْكى أنّ رجلاً ميسور الحال كان له ابنٌ فتى كثير اللهو واللعب


لا يعمل بل يقضي معظم أوقاته مع رفاق له في مثل سنه


وكانوا يقضون الساعات الطوال في اللعب


واللهو والكلام الفارغ من المعنى


وتناول الطعام في بيت والد ذلك الفتى


وكان والد الفتى يتذمر من كثرة هؤلاء الأصدقاء


الذين لا منفعة ترجى منهم ومن كثرتهم . فهم لا يعملون


وإنما يضيعون وقتهم سدى


وكان ينصح ابنه بتركهم والابتعاد عنهم


وكان يقول لابنه إن رفاقك هؤلاء هم رفاق سوء


ولا ينفعوك بشربة ماء


ولن تجد أحداً منهم لو احتجت إليه في ساعة شدة


وما صداقتهم لك إلا من أجل وضعك المادي الحسن


ولو كنت فقيراً معدماً لما رأيت أحداً منهم


وكان الابن يلوم والده . ويقول له :


إنكم معشر الآباء . لا تثقون بنا . ولا يعجبكم أي تصرّفٍ نقوم به


وتقيسون الناس بالمقاس الذي تريدونه


فخلِّي بيني وبين أصحابي . فأنا أعرفهم أكثر منك


وبيني وبينهم مودّة وعشرة طويلة وصداقة حميمة


وأنا متأكد من صدق كلّ واحد منهم . سكت الأب على مضض


ولم يقتنع بما سمعه من ابنه .


وتركه مع أصحابه في لهوهم ولعبهم


إلى أن حدث ذات يوم ما قلب تلك الأمور رأساً على عقب


ففي ليلة مظلمة . طرق الأب باب حجرة ابنه


وقال له بصوت خافـت . لقد قتلت رجلاً يا ابني


وأحسبه لصاً دخل ليسرق من البيت


وقد لففته في كيس وغطيته بغطاء


وأريد منك أن تذهب وتدعو بعض أصحابك


وتأخذوا ذلك القتيل وتدفنوه في مكان بعيد


وذهل الابن لما يسمع من أبيه


ولكنه سار فزعاً إلى أقرب صديق له وقرع عليه الباب


وأخبره بصوت خافت عما فعل أبوه


وطلب منه أن يأتي معه ليدفنا ذلك القتيل


قبل أن يدركهما الصباح


ولكن صديقه رده قائلاً :


من يفعل جريمة يتحمل نتائجها وعواقبها لوحده


ولن أكون شريكاً في دفن تلك الجثة


فاذهب وابحث لك عن صديق آخر من بين أصدقائك


فأنا لن أذهب معك


فقال له ابن الرجل : إذن لا تخبر أحداً عما سمعت مني


وسار من عنده إلى صديق آخر فسمع منه


مثلما سمع من الأول


ثم صار يذهب لأصدقائه واحداً تلو الآخر


فيجد عندهم ما وجد عند الذين قبلهم


فعاد إلى أبيه خائباً كاسف البال


يكسو وجهه الخوف والخجل


فقال له أبوه : لا عليك يا ابني . إذهب الآن إلى الرجل الفلاني


فهو صديقي الوحيد وأخبره بما حدث


وطلب منه أن يأتي معك لدفن تلك الجثة


فذهب الفتى لصديق والده وطرق عليه الباب


فخرج وإذا به شيخ تكسوه الهيبة والوقار


فأخبره بصوت خافت ما جرى لأبيه في ليلته هذه


وطلب منه أن يذهب معه لمواراة تلك الجثة


قبل أن يدركهم الصباح


لم يسأل الرجل عن التفاصيل . بل لبس حذاءه وسار مع الفتى


حتى وصل إلى بيت صديقه


وهناك رأى جثة مغطاة فحملها مع ابن الرجل


وسارا في جنح الظلام حتى وصلا


إلى جهة منزوية في حقل الرجل


وهناك حفرا لها حفرة غير عميقة وغطياها بالتراب


ثم عادا أدراجهما . وعاد الرجل إلى بيته


وكأن شيئاً لم يحدث


وفي الصباح كان أصحاب الفتى قد نشروا الخبر في القرية


بأن الرجل الفلاني قتل رجلاً ودفنه في جنح الظلام


فالتمّ الناس بين مصدّق ومكذّب يستفسرون عن الأمر


وجاء أقرباء الرجل يستوضحون منه صحة ما وصل إلى أسماعهم


ولما كثر السائلون . عندها قال الرجل لابنه اذهب وادعُ أصدقاءك


وادعُ صديقي وتعالوا في الحال


فجاء صديق الرجل وجاء القليل من أصحاب الفتى


فقال لابنه ولصديقه . اذهبا واحضرا تلك الجثة التي دفنتماها


فغابا برهة ثم عادا بهـا


فرفع الرجل عنها الغطاء على مشهد من الجميع


وإذا به كبش كبير مذبوح ومسلوخ . فقال لصديقه وأقربائه


يمكنكم الآن تقطيع هذا الكبش وطبخه . وإعداد طعام لكم منه


وأضاف قائلاً : إنما أردت أن أُري ابني من هو الصديق الحقيقي


وبعد أن تأكد الابن بأن أصدقاءه


كانوا رفاق سوء يعينون على الفساد والرذيلة


ولم يجد أحداً منهم في محنته بل تخلوا عنه جميعاً


كفّ عن ملاقاتهم ومصاحبتهم . وطرد بعضهم


وأصبح يستمع لنصح أبيه . ويعمل معه في حقله وأعماله


ولم يعد يعاشر رفاق السوء بعد أن تعلم درساً عملياً في الحياة


عرف من خلاله من هو الصديق الحقيقي


ومن هو رفيق السوء


وتمثل بالمثل الذي يقول : عند الشدائد تُعرف الإخوان




[align=center]============================
============================
[/align]



[align=center]القصة الخامسة [/align]


يحكى أن أحدهم ضاقت به سبل العيش


فسئم الحياة وقرر أن يهيم على وجهه في بلاد الله الواسعة


فترك بيته وأهله وغادر المنطقة متجهاً نحو الشرق


وسار طويلاً حتى وصل بعد جهدٍ كبير ومشقةٍ عظيمة


إلى منطقة شرقيّ الأردن


وقادته الخطى إلى بيت أحد الأجواد الذي رحّب به وأكرم وفادته


وبعد انقضاء أيام الضيافة سأله عن غايته . فأخبره بها


فقال له المضيف : ما رأيك أن تعمل عندي على أن أعطيك ما يرضيك


ولما كان صاحبنا بحاجة إلى مكان يأوي إليـه


وإلى عملٍ يعمل فيه اتفق معه على ذلك


وعمل الرجل عند مضيفه أحياناً يرعى الإبل


وأحياناً أخرى يعمل في مضافته يعدّ القهوة ويقدمها للضيوف


ودام على ذلك الحال عدة سنوات


كان الشيخ يكافئه خلالها ببعض الإبل والماشية


ومضت عدة سنوات اشتاق فيها الرجل لبيته وعائلته


وتاقت نفسُه إلى بلاده وإلى رؤية أهله وأبنائه


فأخبر صاحب البيت عن نيته في العودة إلى بلده


فعزّ عليه فراقه لصدقه وأمانته


وأعطاه الكثير من المواشي وبعض الإبل وودّعه


وتمنى له أن يصل إلى أهله وهو بخير وسلامة


وسار الرجل ما شاء الله له أن يسير


وبعد أن قطع مسافة طويلة في الصحراء القاحلة


رأى شيخاً جالساً على قارعة الطريق


ليس عنده شيء سوى خيمة منصوبة بجانب الطريق


وعندما وصل إليه حيّاه


وسأله ماذا يعمل لوحده في هذا المكان الخالي


وتحت حرّ الشمس وهجير الصحراء


فقال له : أنا أعمل في التجارة


فعجب الرجل وقال له :


وما هي تجارتك يا هذا . وأين بضاعتك ؟


فقال له الشيخ : أنا أبيع نصائح


فقال الرجل : تبيع نصائح . وبكم النصيحة ؟


فقال الشيخ : كلّ نصيحة ببعير


فأطرق الرجل مفكراً في النصيحة


وفي ثمنها الباهظ الذي عمل طويلاً من أجل الحصول عليه


ولكنه في النهاية قرر أن يشتري نصيحة مهما كلفه الأمر


فقال له : هات لي نصيحة وسأعطيك بعيراً ؟


فقال له الشيخ : إذا طلع سهيل لا تأمَن للسيل


ففكر الرجل في هذه النصيحة


وقال : ما لي ولسهيل في هذه الصحراء الموحشة


وماذا تنفعني هذه النصيحة في هذا الوقت بالذات


وعندما وجد أنها لا تنفعه


قال للشيخ : هات لي نصيحة أخرى وسأعطيك بعيراً آخر


فقال له الشيخ : أبو عيون بُرق وأسنان فُرق لا تأمن له


وتأمل صاحبنا هذه النصيحة أيضاً وأدارها في فكره


ولم يجد بها أي فائدة


فقال والله لأغامرنّ حتى النهاية


حتى لو ضاع تعبي كلّه في دقائق معدودة


فقال للشيخ هات النصيحة الثالثة وسأعطيك بعيراً آخر


فقال له : نام على النَّدَم ولا تنام على الدم


ولم تكن النصيحة الثالثة بأفضل من سابقتيها


فترك الرجل ذلك الشيخ وساق ما معه من مواشٍ وسار في طريقه


وظل يسير لعدة أيام نسي خلالها النصائح من كثرة التعب وشدّة الحر


وفي أحد الأيام أدركه المساء فوصل


إلى قوم من العربان قد نصبوا خيامهم ومضاربهم


في قاع وادٍ كبير . فتعشّى عند أحدهم وباتَ عنده


وفي الليل وبينما كان ساهراً يتأمل النجوم طلع نجم سُهيل


وعندما رآه الرجل تذكّر النصيحة التي قالها له الشيخ ففرّ مذعوراً


وأيقظَ صاحب البيت وأخبره بقصة النصيحة


وطلب منه أن يخبر قومه حتى يخرجوا من قاع ذلك الوادي


ولكن المضيف سخر منه ومن قلّة عقله ولم يكترث له ولم يأبه لكلامه


فقال والله لقد اشتريت النصيحة ببعير


ولن أنام في قاع هذا الوادي


فقرر أن يبيت على مكان مرتفع


فأخذ جاعِدَه ونام على مكان مرتفع بجانب الوادي


وفي أواخر الليل جاء السيل يهدر كالرعد


فأخذ البيوت والعربان ولم يُبقِ سوى بعض المواشي


وساق الرجل ما تبقى من المواشي وأضافها إلى مواشيه


وأنعق لها فتبعته وسار في طريقه عدة أيام أخرى


حتى وصل في أحد الأيام إلى بيت في الصحراء


فرحب به صاحب البيت وكان رجلاً نحيفاً خفيف الحركة


وأخذ يزيد في الترحيب به والتذبذب إليه حتى أوجس منه خيفة


فنظر إليه وإذا به ذو عيون بُرق وأسنان فُرق


فقال : آه هذا الذي أوصاني عنه الشيخ


إن به نفس المواصفات لا ينقص منها شيء


وفي الليل تظاهر الرجل بأنه يريد أن يبيت خارج البيت


قريباً من مواشيه وأغنامـه . وأخذ فراشه وجَرَّه في ناحية


ولكنه وضع حجارة تحت اللحاف


وانتحى مكاناً غير بعيد يراقب منه حركات مضيفه


وبعد أن أيقن المضيف أن ضيفه قد نام . خاصة بعد أن لم يرَ حراكاً له


أخذ يقترب منه على رؤوس أصابعه حتى وصله


ولما لم يسمع منه أية حركة تأكد له أنه نائم بالفعل


فعاد وأخذ سيفه وتقدم منه ببطء ثم هوى عليه بسيفه بضربه شديدة


ولكن الضيف كان يقف وراءه


فقال له : لقد اشتريت والله النصيحة ببعير ثم ضربه بسيفه فقتلـه


وساق ماشيته وغاب في أعماق الصحراء


وبعد مسيرة عدة أيام وصل في ساعات الليل إلى منطقة أهله


فوجد مضارب قومه على حالها


فترك ماشيته خارج الحيّ وسار ناحية بيته ورفع الرواق


ودخل البيت فوجد زوجته نائمة وبجانبها شاب طويل الشعر


فاغتاظ لذلك


ووضع يده على حسامه وأراد أن يهوى به على رؤوس الأثنين


وفجأة تذكر النصيحة الثالثة التي تقول نام على الندم ولا تنام على الدم


فبردت أعصابه وهدأ قليلاً فتركهم على حالهم


وخرج من البيت وعاد إلى أغنامه ونام عندها حتى الصباح


وبعد شروق الشمس ساق أغنامه


واقترب من البيت فعرفه الناس ورحبوا به


واستقبله أهل بيته وقالوا : والله من زمان يا رجل


لقد تركتنا منذ فترة طويلة


انظر كيف كبر خلالها ابنك حتى أصبح رجلاً


ونظر الرجل إلى ابنه وإذا به ذلك الشاب


الذي كان ينام بالأمس بجانب زوجته


فحمد الله على سلامتهم وشكر ربه أن هداه إلى عدم قتلهم


وقال بينه وبين نفسه


والله إن كل نصيحة أحسن من بعير . وهكذا فإن النصيحة لا تقدّر بثمن


[align=center]

إذا فهمناها وعملنا بها في الوقت المناسب [/align]








[align=center][/align][align=center]
[glint]وتقبلوا وافر احترامي وتقديري
أبو حميـــد
احد اعضاء منتديات حفرالباطن[/glint]
[/align]










قديم 19-02-06, 11:56 PM   رقم المشاركة : 2
هنوف نجد
حاصل على وسام التميز
الملف الشخصي







 
الحالة
هنوف نجد غير متواجد حالياً

 


 

يعطيك العافيه
قصص
رائعه







قديم 25-02-06, 01:57 AM   رقم المشاركة : 3
بندر 2006
Banned
الملف الشخصي






 
الحالة
بندر 2006 غير متواجد حالياً

 


 

[align=center]


الله يعطيك العافية

ياهنوف

ولاتواخذيني لو كنت متأخر عليك بالرد

وزين انتبهت لردك

من كثر الاسامي

تحياتي

[/align]







 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:15 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
تعريب :عاصمة الربيع

تصميم وتطوير سفن ستارز لخدمات الاستضافة والتصميم