لكل مجتمع من المجتمعات سماته الثقافية والاجتماعية والاقتصادية ولدية حراكه الخاص به دون غيرة ولعل من ضمن الحراك السلبي الجريمة والتي هي جزء من ثقافة ونمط المجتمع أيا كان ، نحن في المملكة العربية السعودية لدينا متغيرات كثيرة خلال العقد الماضي أدت هذه المتغيرات لظهور أشكال متعددة من الممارسات والمخالفات والجرائم المنظمة أو الفردية وهذه المتغيرات ظهرت مع ظهور الطفرات المختلفة سواء الاقتصادية أو التكنولوجية وأثرت على عمليات التنمية المختلفة بشكل غير ملموس ولكن واضح لدى المختصين في الجريمة والانحراف من خلال البحوث والدراسات والإحصائيات التي أعطت دلائل واضحة على أن هناك مشكلة يجب التصدي لها ومعالجتها بالطرق التوعوية والوقائية أو سن الأنظمة والقوانين من اجل الحد من انتشارها ووضع الآليات التي من شأنها تكوين مصدات لجميع مايظهر من ثقافات إجرامية وانحرافية لكل أفراد المجتمع وطبقاته وفئاته ، ولعل اكتساح الإعلام الفضائي وقنواته المختلفة لجميع دول العالم دون رقيب أدي إلى ظهور واختلاط وامتزاج ثقافات متعددة ومختلفة ، هذه الثقافات أثرت بشكل كبير على الأسرة والتي هي النواة الأولى في التربية وأصبح المربي أو رب الأسرة في صراع تربوي كبير بين مايريد وما يريده الأعلام الفضائي وأصبحت السيطرة على الفضاء ضرب من المستحيل لقوة وتأثير المرسل وضعف المستقبل وانتشار الآلة بشكل يدعوا للقلق حيث أصبحت تقنية الفضائيات تمنحك العالم في جيبك وبين يديك بطريقة سهلة وبسيطة ورخيصة أخلاقيا ومادياً.
وهناك عوامل مهمة أدت لإنتشار بعض الظواهر الإجرامية يأتي في مقدمتها ضعف الرقابة الأسرية والفقر والتسرب الدراسي وإهمال الخدمات في الأحياء الشعبية وتكدس الخدمات في الأحياء الراقية وكذلك الهجرة الريفية الحضرية التي سوف تؤدي للزيادة السكانية مع عدم مواكبة هذا الازدياد للخدمات المختلفة من تعليم وصحة وطرق ومواصلات وغيرها كل تلك العوامل ستؤدي حتماً لانتشار الانحراف والجريمة دون أدنى شك وسيكون المجتمع وجبة دسمة لتلك الظاهرة وما تخلفه من انحطاط وتردئ لعمليات التنمية على مستوى مؤسسات الدولة وقطاعاتها المختلفة .
السرقة وقضايا السلب والتهديد والمخدرات والفساد بأنواعه والأخلاقيات بالاضافه للامية والتي اعتبرها جريمة وانحراف لما تشكله من خطورة كبيرة على المجتمع والتي ربما أن مقياس الأمية لدى الوطن العربي مقياس يحتاج لتعديل حيث مفهوم القراءة والكتابة لايمثل الأمية في القرن الحالي حيث امتزجت الثقافات وأصبح العالم مقياسه مقياس رقمي وليس منهج تعليمي أكثر مايحتويه ويتضمنه بديهيات " من بنت لبون لبنت مخاض " وملف علافي اخضر وصورة شمسية وبصمة اليد اليسرى.