كثيرا ما يقع الناس في نعت الزمن والدهر والليل والأيام بالظلم والجور, والقهر والقسوة,
وعدم الإحساس,, ووقع كثير من الأدباء والشعراء في هذا في كتاباتهم الشعرية, وتداولها
عنهم الناس,,
ومنها قول أحدهم:
يا دهر ويحك ما أبقيت لي أحدا وأنت والد سوء تأكل الولدا
وقول المتنبي :
قبحا لوجـهك يـا زمان كـأنه وجه له من كل قبح برقع
وقال آخر :
إن تبتلى بلئام الناس يرفعهم عليك دهر لأهل الفضل قد خانا
وفي هذا تجرُّؤ على الله سبحانه البالغ غاية الحسن في أسمائه وصفاته, وليس كمثله شيء
وهو السميع البصير,,
وورد ذكر الدهر في أكثر من آية قرآنية, وأحاديث شريفة, تقبح نعت الدهر بالسوء, وتأمرنا
بالنهي عنه,,
وكثير من العلماء الأفاضل كتبوا في هذا شروحات كثيرة وتفصيل يمكن الرجوع إليها بسهولة
في الكتب الصحيحة, ومواقع العلماء,,,
,,
ومن هذا:
الدهر : هو الزمان اليوم والليلة ، أسابيع الأشهر ، السنون ، العقود ، وهذه الأزمنة مفعولة،
مفعول بها وليست فاعلة ، فهي لا تفعل شيئًا ، وإنما هي مُسَخَّرة يُسَخِرها الله سبحانه,,
فإذا اعتُقِدَ أن الدّهر يضر وينفع، ونعته بأنه ظالم حين ضرّ من لا يستحق الضر، ورفع من
لا يستحق الرفعة، وحرَّم من ليس أهلاً للحرمان، فقد أدخل نفسه في الشرك بالله لأنه أشرك
مع الله خلق من خلقه سبحانه,,
وجاء عن العلماء أن سابُّ الدهر دائر بين أمرين: الشرك به أو مسبّة الله - جل في علاه -،
فإن اعتقد أن الدَّهر فاعل مع الله فهو مشرك ، وإن اعتقد أن الله وحده هو الذي فعل ما
جعله يصف فِعل الله بالظلم والقسوة وعدم الإحساس,,,وووو
فهو يسبّ الله تعالى,,
وهذه من الآيات التي ورد فيها الدهر:
(( وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ ۚ وَمَا لَهُمْ بِذَٰلِكَ مِنْ عِلْمٍ
إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ ))... سورة الجاثية
وهذه بعض الأحاديث التي ورد فيها الدهر:
قال صلى الله عليه وسلم:
(( لا تسموا العنب الكرم ، ولا تقولوا : خيبة الدهر ، فإن الله هو الدهر ))
الراوي أبو هريرة.. المصدر صحيح البخاري
(( قال الله تعالى: يؤذيني ابن آدم ، يسب الدهر وأنا الدهر ، بيدي الأمر ،
أقلب الليل والنهار,,))
الراوي أبو هريرة.. المصدر صحيح البخاري
((قال الله تعالى: يؤذيني ابن آدم يقول يا خيبة الدهر ! فلا يقولن أحدكم :
يا خيبة الدهر ! فإني أنا الدهر أقلب ليله ونهاره . فإذا شئت قبضتهما,,))
الراوي أبو هريرة .. المصدر صحيح مسلم,,
=========
اللهم علِمنا ما ينفعنا, وأنفعنا بما نتعلم, وزدنا علما نافعا,,
شكري واحترامي للجميع
كتبته للحذر والفائدة مع رجوعي لبعض الإستدلالات الواردة في الموضوع, وبرجاء الحذر
من الوقوع فيما يقع فيه الكثير لجهل منهم أو عدم اكتراثهم بخطورة الأمر,
فلننزه الله سبحانه وأفعاله في كتاباتنا ومنها الخواطر والشعر والتصاميم لأنها أكثر ما يرد فيها
هذه السقطات,,
رد: في سَـبّ الدَّهـر أو الزمن والأيام والليالي ,,
الاخت الفاضله / همسه
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نثمن لكِ هذا النصح الجميل والتوجيه الكريم
قد نغفل .. عن بعض الكلمات والمفردات بدون شعور أو قصد
والحاجة الى التنبيه مطلب ..
فالمؤمن .. يشد بعضه بعضا
وايضا .. نحن فى إدارة المنتدى .. نحتاج أكثر الى النصح والارشاد والتنبيه والتوجيه
فعملنا .. من اثر عطائكم .. وتوجيهكم
نسأل الله تعالى أن يكون ذلك خالصاً لوجهه الكريم
رد: في سَـبّ الدَّهـر أو الزمن والأيام والليالي ,,
[align=center]
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفارس
الاخت الفاضله / همسه
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نثمن لكِ هذا النصح الجميل والتوجيه الكريم
قد نغفل .. عن بعض الكلمات والمفردات بدون شعور أو قصد
والحاجة الى التنبيه مطلب ..
فالمؤمن .. يشد بعضه بعضا
وايضا .. نحن فى إدارة المنتدى .. نحتاج أكثر الى النصح والارشاد والتنبيه والتوجيه
فعملنا .. من اثر عطائكم .. وتوجيهكم
نسأل الله تعالى أن يكون ذلك خالصاً لوجهه الكريم
ِ
من الذي يكتب هذا الكلام أخوي الفاااارس !! أخجلتني يا الفااارس لأنك أنت من نستقي منه العلم
والنصح, وقد قرأت لك مواضيع كثيرة تؤكد ما عندك من علم وحرصك تبارك الله على الخير للجميع,
لكن حتما يسعدني أن تراني عينك بهذه الصورة مما يدفعني أكثر على تواجد أنفع بقلب مبتسم وأريحية
أكثر وثقة بأن هناك أمثالك وأمثال الكثيرين هنا الخيرين وأصحاب القلوب التي ترتقي دائما بإنسانها,
والتي إن يسر لهم ربنا سبحانه عِلما يقفوا عنده ويتركوا ما دونه,, فكلنا نتعلم من علم الله الواسع,
والفضل لله وحده, وهمسة مجرد وسيلة بلغتُ ما كتبته من بعض المعارف المتواضعة من بحر الله الواسع,,
شكرا لك الفارس رفعك لمعنويات همسة ودعمك المتواصل لها يا نقي,,
رد: في سَـبّ الدَّهـر أو الزمن والأيام والليالي ,,
[align=center]
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة AL-FAISAL
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
همسة
موضوعك جاء في وقت غفل فيه الكثير عن النقطه التي تطرقتي لها فكثيرون يسبون الدهر بجهل منهم وعندما يعرف أحدهم بأن الدهر هو الله يتغير لون وجهه
الله يجزاك خير ويبارك فيك ويجعل ماكتبتي في موازين حسناتك
تقبلي مروري أختي الكريمه
اللهم آمين
,
صدقت أخي الفيصل, فالجهل هو أكثر من يتسبب عنه مسبَّة الدهر والزمن والأيام, وقد يلجأ الكثير إلى هذا
الفعل كملجأ يسقطوا عليه تكرار هزائمهم وفشلهم ليظهروا للناس ولأنفسهم بمظهر الأبرياء أو المغلوبين
على أمرهم, ولو تأمل كل إنسان نفسه لوجد أنه هو جالب لنفسه همومه بسبب إسرافه وصرف قلبه عن أوامر ونواهي ربه سبحانه,
لكن القلوب التي تخشى ربها, تستقبل الحق حين يصلها بمشاعر ندم وخشية من الله سبحانه, ثم يصلحوا معتقداتهم,,
,
لكن الكارثة فيمن يتعمدوا نسبة هزائمهم للقدر, فيتسخطوا على أفعال الله سبحانه التي في حقيقتها الرحمة
فيسبوا الدهر والأيام والزمن والليل والنهار عن عمد وكأن هذه المخلوقات لها القدرة على الصد والرد,
بينما الدهر ومرادفاته هو خلق من خلق الله, وهو وحده سبحانه مسبب الأسباب, وممتحن عباده بها وكذلك
يرحمهم بها,
شكرا لك أخي الفيصل حُسن تعقيبك, ويسعدني دائما تواجدك الذي يضيف الكثير للمواضيع,,
ودي واحترامي
همسة[/align]
رد: في سَـبّ الدَّهـر أو الزمن والأيام والليالي ,,
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همسة
[align=center]
,
لكن الكارثة فيمن يتعمدوا نسبة هزائمهم للقدر, فيتسخطوا على أفعال الله سبحانه التي في حقيقتها الرحمة
فيسبوا الدهر والأيام والزمن والليل والنهار عن عمد وكأن هذه المخلوقات لها القدرة على الصد والرد,
بينما الدهر ومرادفاته هو خلق من خلق الله, وهو وحده سبحانه مسبب الأسباب, وممتحن عباده بها وكذلك
يرحمهم بها,
همسة[/align]
السؤال
ما حكم سب الدهر أو اليوم ومن سبه هل تجب عليه كفارة؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن ساب الدهر أو اليوم إن اعتقد أن الدهر فاعل مع الله فهو مشرك، وإن اعتقد أن الله وحده هو الذي فعل ذلك وهو يسب من فعله فهو يسب الله تعالى، وإن سب الدهر لكونه ظرفاً للمكروه فقد سب مخلوقا لا يستحق السب وهو أولى بالسب منه.
وقد جاء في الحديث الصحيح قول الله تعالى: يؤذنيي ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار. رواه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري.
قال الشافعي في تأويل هذا الحديث: والله أعلم إن العرب كان من شأنهم أن تذم الدهر وتسبه عند المصائب التي تنزل بهم من موت أو هرم أو تلف أو غير ذلك...
ويقولون أصابتهم قوارع الدهر وابادهم الدهر فيجعلون الليل والنهار يفعلان الأشياء فيذمون الدهر بأنه الذي يفنيهم ويفعل بهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تسبوا الدهر على أنه الذي يفنيكم والذي يفعل بكم هذه الأشياء فإنكم إذا سببتم فاعل هذه الأشياء إنما تسبون الله تبارك وتعالى، فإنه فاعل هذه الأشياء.
والحديث صريح في النهي عن سب الدهر مطلقاً، سواء اعتقد أنه فاعل أو لم يعتقد ذلك.
وذكر ابن القيم عليه رحمة الله أن سب الدهر فيه ثلاث مفاسد:
أحدها: سبه ممن ليس أهلاً للسب، فإن الدهر خلق مسخر من خلق الله منقاد لأمره متذلل لتسخيره فسابه أولى بالذم والسب منه.
الثانية: أن سبه متضمن للشرك، فإنه سبه لظنه أنه يضر وينفع.
الثالثة: أن السب منهم وقع على من فعل هذه الأفعال.
وقوله في الحديث: أنا الدهر قال الخطابي معناه: أنا صاحب الدهر ومدبر الأمور التي ينسبونها إلى الدهر، وإنما الدهر زمان جعل ظرفاً لمواقع الأمور، ولهذا قال في الحديث: وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار. والدهر ليس من أسماء الله ولو كان كذلك لكان الذين قالوا: وما يهلكنا إلا الدهر مصيبين.
وأما بالنسبة لسؤالك عن الكفارة، فمن وقع في ذلك فعليه التوبة والاستغفار ولا شيء عليه غير ذلك
همسة
أعتذر عن إزعاجك في متصفحك ولكن ماذكرتيه في تعقيبك جعلني أعود لتوضيح هذه النقطه للجميع حتى لانقع في هذا الخطأ الخطير
رد: في سَـبّ الدَّهـر أو الزمن والأيام والليالي ,,
بارك الله فيك اختي همسة
على المعلومات القيمة والتي يجهلها اغلبية الشعراء والناس بهذا الوقت
فبعضهم يسب الريح
عن أبي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تسبوا الريح، فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا: اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح، وخير ما فيها، وخير ما أُمرت به، ونعوذ بك من شر هذه الريح، وشر ما فيها، وشر ما أمرت به. صححه الترمذي