وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبسمة لتواجدك من بعد غيابك يا ابو راكان عن القسم العام,,
لا شك أن كل مسلم لَيفخر إذا ذكِرت بلده بخير في حضرة المصطفى صلوات الله عليه
وسلامه أو ذكرها السلف الصالح أو كتِب عنها أي كاتب أو شاعر بخير..
لكن هذا يضع الساكنين في هذا البلد في مسئولية الحفاظ عليها أكثر, وهذا لا يتحقق إلا
بالعمل بقلب رجل واحد، وتكاتف الجميع لخير الإنسان (كل إنسان) سواء كان من أبناء
ذلك الوطن أو النازحين إليه أو المقيمين فيه لأجلٍ مسمى أو غير مسمى ،،,
العمل الطيب هو سيد الحكم والمحك الرئيسي لرخاء ونماء أي وطن وحفظه من هياط البعض
ولا مبالاتهم,, على الجميع العمل وتحقيق القدوة الحسنة في أنفسهم وإعانة الناس على ذلك
بقلوب محبة الخير للجميع دون التواكل على المسئولين أو انتظار ما يصنعون وقد يطول
انتظارهم ، لأن كل مسئول عليه أخذ الأمر من الذي فوقه ثم من الذي فوقهما وهكذااا
ويطول الإنتظار حتى يتحقق أو لا يتحقق المراد ..
لكن لو كل إنسان بدأ بنفسه وبيته وما حوله وبادر بالتكاتف مع إخوانه لرفعة بلده وأمن
ورخاء كل ما فوق تراب بلده، لأبقى الجميع في عزة وكرامة وقوة لمواجهة الدخلاء والأفكار
الدخيلة عليهم,,
لو حرص الجميع على عزة وطنه لبقي الوطن عزيزا ذو مكانة في عين كل من يراه،
ربما يا أبو راكان لستُ ممن يشجعون التعلق بوطن معين, لكني أنادي بالعمل والمثابرة لخير
أي مكان يتواجد فيه الإنسان سواء كانت أرض نشأته أو غيرها من الأماكن التي يتواجد فيها,
فعلى الجميع ترك بصمة خير تكتب لهم في صحائف حسناتهم ,,
فعلى سبيل المثال .. لو رأى إنسان بالوعة مفتوحة في الطريق وعرضة لسقوط طفل أو مسن
أو أي إنسان لا ينتبه لها, فواجب على كل من رآها سدها أو السعي لسدها..
ولو وقع نظره على قشرة موز في الطريق ألقاها إنسان لا مبالي بنظافة المكان أو بما قد تسببه
قشرة الموز هذه لمن يمشي فوقها, فواجب عليه رفعها عن الطريق ووضعها في مكانها
المخصص لها، ثم يدعو لمن رماها بالهداية والصلاح.. وفي كل عمل خير نسأل الله قبوله
والمثوبة عليه,,
ربما يضحك البعض من هذه الأمثلة, لكن لو تأملنا الحديث الشريف:
(( لا تحقرنّ من المعروف شيئا )) و (( تصدقوا ولو بشِق تمرة )) لما استهان أي إنسان بعمل
أي معروف وإن بدا لكثير من الناس مهينا لفاعله، بل ولشكروا الله أن وفقهم لفعله,,
فالوطن غالي على قلب المخلصين، وكل من يسكن فوق ترابه لهم حقوق على كل من فيه,,
كما على كل من فيه واجبات تجاههم وتجاه أمن ورخاء ذلك الوطن,,
والأرض التي رزقنا الله العيش فوقها لها حق علينا حتى وإن لم نكن من مواطنيها ..
شكرا يا بوح على طرحك المؤنس الذي دفعني للكتابة فيه بهذا التشعب,,
وصدقني لو ذكِرت بلدي كما ذكِرت حفر الباطن لسعدت كثيرا وزاد فخري بها وحرصت أكثر
على رقيها ورقي من فيها, ولمثلتها في نفسي بأجمل بصمة خير أرجو أن تشهد بخير لي ولها،
طابت أيامك وسخر ربي الخير على يديك أينما تكون,,