هناك رحلات منتظمة إلى أدغال أمريكا الجنوبية تقدمها عدة شركات سياحية، منها مكتب السياحة دراقومان ( dragoman) في بريطانيا بالترتيب مع شركات السياحة العلمية والاستكشافية في أمريكا الجنوبية، حيث يتعهدون بتأمين رحلات المغامرات للراغبين فيها، ومن أحد برامجها برنامجها المعروف الذي تقدمه على عدة فترات في العام، وهو رحلة مغامرات واكتشافات في أمريكا الجنوبية، حيث تمتد مدة هذه الرحلة الاستكشافية لمدة شهرين كاملين، ويمكن للسائح أن يكتفي بجزء منها إذا كان وقته لا يسمح له بإكمال هذه الرحلة، كما يمكنه أيضا اللحاق بالركب في المكان الذي يريد الانطلاق منه.
سياحة بلا حدود
وهذه الرحلة تبدأ من المنطقة الاستوائية في الإكوادور بأمريكا الجنوبية، وتنتهي في أقصى منطقة الجنوب في قارة أمريكا الجنوبية، عبورا لسلسلة جبال الأنديز ومرورا بمنطقة التبلانوا وبتاقونيا ومرورا بغابات الأمازون الشهيرة .
وتغطي هذه الرحلة خمس دول من دول أمريكا الجنوبية وهي بيرو والإكوادور وبوليفيا، والأرجنتين، وتشيلي.
في هذه الرحلة سيستعين الرحالة المغامرون بكل وسائل النقل، فسيتنقلون في مناطق وخاصة في المناطق الجبلية مشيا على الأقدام، وعلى الحمير والخيل وحيوانات اللاما، في منطقة البيرو، وسيعبرون الأنهار في قوارب التجديف، وستكون السيارات وسيلة النقل عبر المناطق الصحراوية، والسهول الخضراء، لزيارة الآثار التاريخية القديمة، وليشاهد السائح ويعيش تاريخ أمريكا الجنوبية والحضارة التي قامت فيها خلال الألفي سنة الماضية، والتي تبين مقدار ما وصلت اليه علاقة الإنسان بالأرض والبيئة، وما هي علاقة الإنسان بالله، وبالمجهول عنه في الآخرة، حيث سيمر السائح على معابد وعلى مذابح القرابين الإنسانية التي كانت تقدم للآلهة التي كانت تسيطر على فكر الإنسان في ذلك الزمان.
كما أن الرحلات ستعطي السائح فرصة لالتقاط أنفاسه، وتجميع قواه بمرورها على بعض المدن الرئيسية القريبة من خط هذا السير الطويل والشاق والممتع لمحبي المغامرات.
وتكون الإقامة والسكن في أغلب الأحوال في مخيمات خاصة أنشئت لهذا البرنامج السياحي.
تصنيفات هذه الرحلة
تصنف رحلات المغامرات من حيث المجهود البشري وقوة التحمل المطلوب بثلاثة تصنيفات: رحلة مريحة، أو رحلة مجهدة، أو رحلة شاقة، فالمريحة يستطيع الإنسان العادي الذي لا يشكو من عجز أو عاهة أو مرض خطير أن يقوم بها، فهي تتميز بأن الخدمات فيها مريحة،
ولا يطلب من السائح بذل أي مجهود عضلي في القيام بها.
وأما الرحلات المصنفة بأنها رحلات مجهدة، فهي تتطلب من السائح بعضا من الجهد كالمشي، وحمل بعض الأغراض، وركوب الخيل أو التجديف على القوارب.
وأما إذا صنفت الرحلة بأنها رحلة شاقة، فيجب على المشارك فيها أن يكون بصحة جيدة، ويتحمل كثيرا من عناء السفر والرحلة، فقد يحتاج إلى عبور مناطق جبلية وعرة، وقد يحتاج إلى عبور مناطق طويلة مشيا على الأقدام بكامل عفشه وأغراضه، وقد لا تتوفر وسائل النوم المريحة.
وقد تم تصنيف هذه الرحلة بأنها رحلة مجهدة، أي أنها ليست مريحة ولا شاقة، ويمكن للشخص العادي أن يشارك فيها.
الأسعار
تبدأ أسعار هذه الرحلة الطويلة بثلاثة آلاف دولار من نقطة بداية انطلاق الرحلة في (كونتا) بالبيرو، والأسعار تختلف باختلاف البرامج الموسعة والمنوعة، فبعضها يقدكم سكنا في الفنادق حسب طلب بعض السياح، بينما يفضل البعض البقاء في المخيمات. حيث إن هذه الرحلات يشترك فيها الكثير من الباحثين والعلماء، وهذه تتطلب استعدادات معينة، مما يزيد في الكلفة، كما أن برنامج زيارة جزيرة (إقوابلس) تتطلب مبالغ إضافية لأن الإقامة هناك ستكون في الفنادق.
وبرنامج الرحلة يتم كالتالي
الأسبوع الأول:
تنطلق هذه الرحلات من منطقة الإكوادور على خط الاستواء حيث يتاح للسياح رحلة عبر غابات الأمازون الشهيرة، ولهم حق اختيار وسيلة الاستكشاف سواء بالقوارب تجديفا عبر فروع نهر الأمازون أو مشيا خلال الغابات، أو على ظهور الخيل أو الدراجات في أماكن خاصة.
وفي الأسبوع الثاني والثالث:
تتواصل الرحلة لتغطي منطقة البيرو حيث يتم زيارة آثار أهرامات القبائل الهندية المنقرضة. وزيارة منطقة (ليما) بتاريخها القديم وتاريخها الاستعماري وتاريخها الحديث، ثم مواصلة الرحلة حتى الوصول الى الشواطي الصحراوية في البيرو.
ومنها يتم ركوب السيارات لعبور مناطق وطرق جبال الأنديز للوصول إلى الوادي المقدس لزيارة الأسواق والمعابد. وسيتم جزء من الرحلة مشيا على الأقدام لاستحالة الوصل إلى كل النقاط في هذه الرحلة بواسطة وسائل النقل المعروفة.
والأسبوع الرابع والخامس :
ينتقل السياح بالقوارب السياحية المريحة الى جزر عديدة، يختار السائح بين قضاء الوقت مع الهنود الحمر البوليفيين في مساكنهم ، وفي مراعيهم الطبيعية، وزيارة مناجم الفضة، وبين متابعة الرحلة إلى جزيرة (اقوابلوس) المواجهة لشاطئ الإكوادور، حيث عاش داروين وقدم نظرته الشهيرة عن التطور والطفرة، وفي هذه الجزيرة يتمكن السياح والزوار من مشاهدة الطبيعة كما شاهدها عالم الأحياء داروين في ذلك الزمن.
الأسبوع السادس والسابع :
العبور لدولة الأرجنتين، حيث يتم عبور جبال الانديز العالية، ومشاهدة الطبيعة النباتية والحيوانية التي لم تعبث بها يد الإنسان ولم تغيرها. مع المرور على مناطق تجمعات طائر البنجوين الشهيرة في غرب التشيلي حيث الماء البارد والجليد.
الأيام العشرة الأخيرة:
سيتنقل السائح بين مدن الأرجنتين وتشيلي، متنقلا بالوسائل جميعها مشيا، وبالقوارب النهرية، وعلى الخيل، ليعبر المضائق والأنهار ليصل الى أقصى نقطة في جنوب قارة أمريكا الجنوبية وهي مدينة اشيولا في تشيلي.
يعود السائحون المغامرون بعد هذه الشهرين إلى أماكنهم بالطائرات، حيث إن هذه الرحلات تكون ذات اتجاه واحد، وأما العودة فإنها ستكون مع سياح مغامرين آخرين يرغبون في البداية من نقطة الجنوب اتجاها نحو الشمال. وجميع هذه الرحلات مفتوحة لمن يرغب في المغامرة أو الاستكشاف
العرض العادي
