يروى الكثير عن عاطفة الرجل و لكن ما عرف قليل فالعاطفة أنثت و لم يترك لها خيار آخر يقال أن في الرجل عاطفة مماثلة للأنثى و لكن بطريقة مختلفة و ربما أكثر و لكن الأهم من ذلك و الذي يؤثر على عاطفته المجتمع المحيط و الثقافة و التربية المنزلية .
فالأطفال الذكور منذ أن يدركوا محيطهم تغرس في داخلهم مفاهيم توجب على الرجل أن يدفن مشاعره في داخله وأنه من المعيب البكاء و للعلم فالذكور يصابون بالذبحة القلبية أكثر بكثير من الإناث و ذلك لأن الإناث لديهم هذه الميزة بأن يفرغوا هذه الشحنة من الحزن على شكل دموع .
حتى عندما يذهب الطفل ليلعب مع أقرانه فهذه المجموعة من الأطفال تعامل من يعبر عن ألمه أو حزنه بالدموع بشيء من الضعف و تصبح وصمة سيئة عليه .
و للأسف فالتربية تلعب الدور الأهم و الأساس في هذا الموضوع فالأمهات نفسهم يغرسن هذه القناعة في نفوس أطفالهم و ليس هذا فقط بل تحديد دور الأم بالعاطفة أما الرجل فلا .
هكذا يكبر هؤلاء الأطفال و يغدون رجالاً في الحياة و تبقى عاطفتهم سجينةً إلى أن يصبحوا بطريقة أو بأخرى غير قادرين على منحها .
إني أرى أن العاطفة ليست حكراً على أحد و هي ليست لأنثى دون ذكر و لا أعتقد أن الدموع تنتقص من رجولة الرجل أو تزيد من أنوثة الأنثى فالعديد من الشخصيات المشهورة من الرجال صرحوا و بمنتهى البساطة أنهم كرجال لا يجدون عيباً فيما إذا أظهروا دموعهم فالدمعة هي تلك التعبير الحساس الرقيق و قد وضعه الله تعالى في الذكور و الإناث على حد سواء و مع ذلك فهي ليست وسيلتنا الوحيدة للتعبير عن حزننا فإني أعتقد أننا يجب أن ندرب أنفسنا على أن نبكي بالكتابة أو بالعزف على آلة موسيقية أو أي طريقة أخرى و أن نحاول أن نبعد مفردات الحزن عن حياتنا و يبقى الإيمان هو أكبر شيء يجعلنا ننتصر على مصاعب الحياة مهما كبرت .