رد: ##صوت السهارى ...برعاية أبو فيصل ..يمنع دخول الملتزمين!!##
كثيرون من الأحبة في داخل حفر الباطن وخارجها يعانون من صعوبة الإتصال معي سواء على الهاتف الجوال أو البريد الألكتروني , أو حتى على مستوى اللقاء الشخصي , فهم يحملونني فوق مالا أحتمل من عبارات "التشرّه" والعتاب , وصفة عدم الرغبة في الإختلاط مع الآخرين ..
وأنا يعلم الله , والقريبون مني أن صفة "الكِبر " ليست من صفاتي , ولكنني أكره الجوال , وأكره البريد الألكتروني , تشبعت من اللقاءات ومن الأشخاص ومن "السوالف" والعبر والحكايات والسفر .
رد: ##صوت السهارى ...برعاية أبو فيصل ..يمنع دخول الملتزمين!!##
[align=right]تم إنشاء هذه الصفحة وأنا أستمع أغنية صوت السهاري للفنان الكويتي عوض دوخي رحمه الله , وهي أغنية غنتها الفنانة أم كلثوم , في ذلك الوقت كنت أمضي آخر فترة من العطالة "البطالة" حيث لم أعمل بعد تخرجي لمدة ثلاث سنوات , رغم أنني كنت مرتبطاً بمشاريع محو الأمية في حفر الباطن بإشراف إدارة التربية والتعليم بحفر الباطن .
جاءت فكرة التسمية من كوني كنت معتاداً على السهر , فلا عمل , ولا برنامج , ولا شيء أقوم به سوى اللجوء إلى الأنترنت في الهزيع الأخير من الليل , مستقبلاً ساعات الصباح الأولى ذات الهدوء الكبير , الذي تتخلها صوت ديك , أو صوت سيارة تمشي بسرعة عالية , وكنت أسمي من يقوم للعمل الصباح , ويعود من عمله في الثانية والنصف ظهراً , ويتهنأ بقيلولة خفيفة تزيح تعب العمل , ومن المغرب يذهب للتسوق , ويعود بعد العشاء , ويذهب في أمسية بسيطة إلى زملائه ...إلخ .. كنت أسميهم "الملتزمين" , أي ملتزمين بنظام كامل روتيني كأي بشر آخر له دور فاعل في المجتمع .
أما أنا فلا أقوم بأي من هذا ولا ذاك , إذ كانت الحياة "في السابق " عبارة عن نوم ونوم فقط , وسهر إلى الصباح , وهكذا ..
كنت ألجأ إلى هذه الصفحة كمتنفس كبير لي , أكتب ما يدور في خلجات نفسي , وما يعتريني من هموم , ورغم أنني قد أكون معروف شخصياً من كثير من الأعضاء , إلا إنني أعبر ولا أهتم بأي شيء خاص , أو مقولة "أخاف فلان يقرأها" .
هذا اليوم أتتني رسالة عبر برنامج المراسلة , يقول : كم أنت رائع ...أين أنت عن صوت السهارى ..؟
هي رسالة معبرة , رغم أنها قصيرة جداً , لكنها حركت فيني مشاعر كثيرة نحو الماضي , حركت ودغدغت بأناملها أوتار ذاكرة كادت أن تصدأ من التفكير , وقلبت على نار الذكرى مواجع كثيرة , وأرسلت سهامها إلى صدر تفكير كاد أن يُبلى , فاخترقت قصص تنحشر بين الضلوع , في مكان يقال له القلب .
التغير في حياة أي إنسان يجب أن يحدث , فلا يوجد إنسان لا يتغير , بدءاً من مراحل الطفولة إلى الشباب والكهولة ومن ثم مرحلة المشيخ ... يتغير معها تفكير الإنسان وسلوكياته وتصرفاته , وحتى مظهره العام ..
بدءاً من هذا العام عملت في مجال التعليم , ذلك المجال الرحب الكبير , مجال تنمية العقل والفكر والتطوير , منذ اليوم الأول من الوظيفة تغيرت تماماً .
في السابق كنت اكره الجوال وأكره المكالمات , ولا أتواصل مع أحد .. الآن تغير ذلك الوضع تماماً .
في السابق كنت أستصعب تكوين علاقات إجتماعية جديدة .. الآن ولله الحمد تداخلت إجتماعياً بشكل كبير ..
في السابق كانت الحياة مظلمة ..الآن بدأت أرى الحياة منيرة وشكلها جميل ..
بالتاكيد أن البطالة كانت هي السبب , والأمر والأدهى أن بطالتي لم تكن ككثير من البشر الذي لم يجد فرصة عمل ..!! بل كانت بطالتي بفعل فاعل وبجرة قلم أودت بحياتي إلى المجهول لولا أن شملنا الله برحمته , وهي مرحلة انتهت ولا أحب الحديث عنها ..
طبعاً بعد الوظيفة تتغير النظرة الإجتماعية بشكل كبير , كنت أتضايق من كثير من البشر الذين يسألونني عن الوظيفة وعندما إجيبهم "لم أتوظف" كانوا يشيحون بوجههم نحو المشارق والمغارب .
لم أكتب لاجترار الماضي , أو لنبش قبر ذاكرتي وانتشال عظام الذكريات , بل إنني أكتب , لأن كثيراً لا يزالون عاطلين عن العمل , ويسهرون في السابق مثلي , ويبكون أحياناً , ويتضايقون كثيراً عندما يرون حالتهم أشد وأنكى , وأمر ..
أكتب لأشارك زملاء السهر سابقاً سهرهم , أكتب لأن الآن في هذه الليلة كثير من العقول تفكر في مستقبل مجهول , يرون دماء شبابهم تنساب من أسفل باب المستقبل الجميل .. يشعرون بأنهم مهمشون في هذه الحياة , ويتوارون عن المجتمع خوفاً من تلك النظرات التي رأيتها سابقاً .
على رغم السهر , وعدم المسؤولية , وعدم وجود الأشغال والتعب والكد والجهد , والإجازة الطويلة التي يتمناها الموظفون ...إلا أن تلك الليالي , التي كان فيها "صوت السهارى " يصدح عالياً , كانت مريرة وأليمة على الكثير من أبناء مجتمعي العاطلين .. أبناء المجتمع الذين يودون تلويث يديهم بغبار التنمية التي تعيشها بلادي ..
يفسر البعض على أن وقوفي عن الكتابة في "صوت السهارى " على أنه عجز , بينما لم أركب في مركب السهارى هذه الأيام , فأنا في السادسة صباحاً أذهب إلى عملي , وبيدي "كوب الكابتشينو" المغلق الحافظ للحرارة , ذو فتحة واحدة من الأعلى , ذلك الكابتشينو الذي طلبته في "الكوفي شوب" عندما دعاني السهم لتناول القهوة معه والتباحث في أمور عديدة , الآن يالسهم بتّ من رواد "ستار بوكس" الذي يقع في الأفنيوز أمام "كوستا"أحياناً أشرب الموكا, وأحيانا الإسبرسو , .
أصل إلى عملي مجيشاً بحقيبة كبيرة كل ما يختص عملي , من أوراق عمل وتحضير , وخطة دراسية وأقلام سبورة ووسائل تعليمية , أعتقد أنني أقوم بعملي على أكمل وجه ولله الحمد والمنة .
أعود في الثانية ظهراً لأهنا بقيلولة جميلة تريح الصوت والبدن , أقسم وقتي بين الأصدقاء والأشغال الخاصة التي زادت , وبين ساعة لتحضير الدروس ومتابعة ما تم عمله اليوم في المدرسة .
أتأنق كثيراً في الآونة الأخيرة , بعد أن كانت "الطاقية " تعتلي الرأس ومن فوقها العقال , والشماغ على الكتف الأيسر ..
في السابق كنت عصبي المزاج , لا أقبل المزاح , الآن أنا "ريلاكس" مع الجميع , أتحدث بأدب أكثر من ذي قبل , تغيرت أفكار كثيرة كانت في السابق تعتمل في عقلي ...
باختصار عندما لا أكتب في صوت السهارى ,,,,, فلأنني لا أسهر ...وهذه الليلة سهرت وأتمنى أن لا أسهر مرة أخرى .[/align]
رد: ##صوت السهارى ...برعاية أبو فيصل ..يمنع دخول الملتزمين!!##
كم أتمنى أن أرى صوت السهاري في الصفحه الاولى من الاستراحه ... وكم أتمنى أن تدب بها الحياه .. وأن يطرح صاحبها أفكاره بها لنستفيد ونستمتع ... كثيرة هي أمنياتي بصوت السهاري يا أبو فيصل .. فهل حققت لي بعضها ..!
رد: ##صوت السهارى ...برعاية أبو فيصل ..يمنع دخول الملتزمين!!##
أهلاً وسهلاَ بالأخت لينو , سعيد أنا بوجودك في هذه الصفحة . ليست لدي أفكار حالياً , أجريت عملية الليزر بعيني فتغيرت نظرتي للحياة نوعاً ما , ما أريد أن أتحدث به هو أنني أصبحت مرهف الإحساس بشكل كبير , قد أبكي داخلياً حينما أرى طفلاً بالمدرسة يبكي , ولأي سبب .. أموت حزنا حينما أرى طالباً يخرج من الفصل ليجول بمفرده , بينما أقرانه مصطفين أمام "المقصف" لشراء الفطور والعصير , فأذهب بشكل لا إرادي إلى ذلك الطفل , وأقوم بإعطاءه أكثر مما يتوقع . جميع الأطفال الفقراء متعففون .. نعم ..طفل لا يقبل المال إلا بصعوبة .. تخليت عن هذه الطريقة واهتديت إلى طريقة أخرى بأن يقوم الطالب بالشراء من المقصف دون أن يدفع وأقوم أنا بدوري في الدفع . ليست هنا المشكلة ,, فالمشكلة أن قلبي منفطر حزناً وكمداً على حال ذلك الطفل أو ذاك , فأقوم بشتم ونهر المجتمع وبعض الأشياء بشكل فظيع . في السابق لا يكاد يفطر قلبي شيء , كنت مزيجاً بين الجليد والحديد , فلا بكاء يزعجني أو يحرك مشاعري , ولا رحمة أسوقها إلى أي أحد . في يوم الجمعة الماضي , تجولت في السوق الشعبي بحفر الباطن , مررت بصف طويل يقف فيه باعة للطيور والحيوانات مثل الحمام والأرانب , لأرى عجوزاً تقف متشحة بعبائتها الطاهرة , وبحياء الكبيرات منزوية عن ذلك الصف , عارضة أمامها مجموعة من الحمام للبيع , فكرت في أن أشتري الحمام , ولكن مرافقي قال هذا ليس حلاً . أصاب بنوع من الحزن عندما أرى مظاهر الفقر في أي مكان , وخصوصاً في حفر الباطن , أضيق ولا أجد متنفساً سوى زفرات , ودموع لا تريد أن تظهر , وكم تمنيت ظهورها . ما أريد قوله هو أنني لا أستطيع أن أتمالك نفسي حينما أرى أي فقير , بودي لو كنت فراشاً يمشي عليه بدل الحفاء , بودي لو أكون له هنداماً يتأنق به , بودي لو كنت غطاء يلتحف فيه عن البرد , بودي لو كنت مالأ ليضعني في جيبه . هذه العجوز التي رأيتها بررت في داخلي تبريرات لم تقف أمام سيل الحزن الذي داهمها , قلت قد تبيعها وتأتي بقوت يومها ,, ولكن جواباً حار في داخلي : ماذا لو لم تبع هذه الحمامات ؟ ستعود مخذولة تجرجر أذيال الخسارة إلى أطفالها ..أترنح حزنا حينما أفكر مثل هذا التفكير . بودي لو أستطيع التجلد أمام هذه المواقف .. بودي أن لا تلتف عيناي إلى منظر بكاء طفل . بودي أن يعامل الناس سواسية , لو كان بيدي حكماً لأجبرت كل تاجر على دفع زكاته ولو كانت من غير رغبة . بودي تعليق المشانق لكثير ممن لا يزكون أموالهم .. لم أستطب الحياة يوماً في حفر الباطن , ولم أستطع أن أجد خبراً مفرحاً ذات يوم , أغلب ما نراه بهرجة . ربما كان صمتي لهذا السبب , وربما أتخذ النوم سبيلاً للهروب من واقع مؤسف , ومن صوت السهارى
رد: ##صوت السهارى ...برعاية أبو فيصل ..يمنع دخول الملتزمين!!##
اقتباس:
ما أريد أن أتحدث به هو أنني أصبحت مرهف الإحساس بشكل كبير , قد أبكي داخلياً حينما أرى طفلاً بالمدرسة يبكي , ولأي سبب .. أموت حزنا حينما أرى طالباً يخرج من الفصل ليجول بمفرده , بينما أقرانه مصطفين أمام "المقصف" لشراء الفطور والعصير , فأذهب بشكل لا إرادي إلى ذلك الطفل , وأقوم بإعطاءه أكثر مما يتوقع .
رد: ##صوت السهارى ...برعاية أبو فيصل ..يمنع دخول الملتزمين!!##
لا اعتقد يا ابو فيصل انسان كأنت .. يحمل بقلبه الكثير من الحب للاخرين .. يطعن أحد حتى وإن كانو اعداءه بالرمح ... اعذر استعجالي بالرد عليك ... لي عوده بوقت آخر وربما سأتأخر بالعوده .. لكني حتما سأعود .. فكن بخير سيدي إلى ذلك الوقت