اتصل بادارة الموقع البحث   التسجيل الرئيسية

 


العودة   منتديات عاصمة الربيع > القسم الادبي > القصــه والقصيــده

القصــه والقصيــده قصص الماضي وحكايات الحاضر

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-05-04, 04:18 AM   رقم المشاركة : 1
أبو حميـــد
Banned
الملف الشخصي






 
الحالة
أبو حميـــد غير متواجد حالياً

 


 

أعـــــتــــــــــرف




لا تدري لماذا الآن فقط قررت مسك قلمها لتعترف ودموعها تنسكب من عينيها لتغسل تلك الآثام التي ارتكبتها خلال حياتها الماضية











وتقول : قبل أن اعترف 0 أعرف أنه لا يوجد إنسان بلا خطيئة




ولكني أنا كنت تمثالا حيا للشرور التي امتلأ بها قلبي فكان الأذى لأقرب الناس لي




ولا أكتب قصتي لأدافع عن نفسي وأبرر ما ارتكبت من خطايا




ولكني أكتبها لأطهر نفسي التي باتت تؤنبني كل يوم فأصبح النوم لا يعرف طريقه إلي




وأريد أن أكتب لتكون قصتي عبرة لكم ولا تكرروا أخطائي التي ارتكبتها




ولا أريد منكم شفقة ولا إحسان كل ما أرجوه أن تنصتوا لي قليلا لعلي أستطيع أن أعاقب نفسي بواسطتكم




وحبي لنفسي قد تجاوزكل حدوده كنت فتاة مغرورة معجبة بنفسها لم أكن بارعة الجمال أو خارقة الذكاء لكن كبريائي




وأسعى دائما للظفر بالأفضل وأنيقة دايما لا تهمني الوسيلة طالما أن غايتي هي الهدف




ولي أخت واحدة تصغرني بعامين كانت على النقيض من شخصيتي فهي هادئة ورزينة




ومتحفظة بشكل ملحوظ كثيرا ما كنت أسخر منها لكنها لم تعرني اهتماما




وأعترف أن والدتي كانت تحبني أكثر من أختي فأنا ابنتها الكبرى والأكثر حبا للحياة الاجتماعية




وأما والدي فهو رجل أعمال يسافر كثيرا لذلك قليلا ما يقضي معنا أسبوعا كاملا في المنزل




وربما أكون متواضعة عندما أقول منزل فهو في الحقيقة قصرفأنا نشئت تحت ظل أسرة ثرية




وذات يوم كانت أمي تطرق باب غرفتي أذنت لها بالدخول هناك أمر تخفيه . فتلك الابتسامة على وجهها توحي لي بشيء ما




ونظرت لها بعيون متسائلة فقالت : لقد تقدم (نزار ) ابن شقيق والدك لخطبتك




وصحت في استنكار :ماذا ؟ ذلك الفتى الأحمق يريد خطبتي ؟ نعم




وتفاجئت أمي بردة فعلي الثائرة . حاولت أن تمتص غضبي حتى لا يسمعنا أبي .لكن الأمر بالنسبة لي أصبح منتهيا




وصرت أتذكر ( نزار) عندما كنا أطفالا ويزورنا في منزلنا .كل ما أتذكر بشرته السمراء أشعر بالنفور




ولا أدري لماذا لا أطيقه .حاولت أمي أن تقنعني بأن لا أتعجل




وهو حاليا يعمل في وظيفة مرموقة بعد أن تخرج من الجامعة




ولكني كنت مصرة على رأيي .فليس نزار من يستحق أن يكون زوجا لي





وهو ليس أول شخص يتقدم لي0 وأرفضه . لان طموحي أكبر من ذلك




وحينما كنت عائدة من الجامعة في ذلك اليوم عندما سمعت والدتي تقول أن خالتي ستتناول طعام الغداء معنا



وخفق قلبي بقوة وهي تضيف أن ابنها (عصام ) ووالده سيكونان برفقتها .شعور غريب اعتراني وأنا أسمع اسمه




وليست المرة الأولى التي يخفق قلبي لاسمه . أعرف أني أحبه




ولكن كبريائي يمنعني من الاعتراف بذلك .إنه شاب وسيم وثري




وفوق كل هذا يملك روحا مرحة ولطيف .ذهبت لغرفتي




وأنا شاردة التفكير .غرقت في أحلام جميلة كلها كانت برفقة (عصام )




وشعرت بالنشوة وأنا أتخيل نفسي أزف إليه ونمشي في حديقة من الورود




ولم يقطع أحلامي إلى صوت جرس الباب . إنه هو




وخفق قلبي من جديد في عنف كانت واحدة من أسعد الأيام التي قضيتها




وخلال ماكنت ذاهبة لأمي لأخبرها بأمر خاص . توقفت عندما رأيتها من خلف باب غرفتها




وجالسة بجوار أبي تقول له : إنها تريد خطبتها لابنها ( عصام )




وبدأت أشعر بالدماء تندفع لوجهي وقلبي يرقص طربا وأنا أسمع أبي يقول :شاوري ابنتك فالقرار لها قبل كل شئ




واكتفيت بهذا الحديث وكنت على وشك أن أتسلل إلى غرفتي دون أن يشعرا بي أحد




ولكني توقفت عندما سمعت أمي تقول : لا أعتقد أن ( تهاني ) سترفضه فهو شاب مثالي في كل شئ




وبدأت أشعر بأن الدنيا تظلم من حولي وكأن طعنة حادة تخترق قلبي لقد جرحت أنوثتي وبدأت أنزف دون دم




وعدت لغرفتي ووقفت برهة أتأمل صورتي في المرآة ثم بكيت في مرارة




وبالتأكيد لاحظت أختي في الأيام اللاحقة أن معاملتي لها صارت أكثر جفاء وأكثر قسوة




وكنت ألمح نظرات الحيرة في عينيها لتصرفي اتجاهها لكني تجاهلتها تماما




وكنت أشعر أنها سرقت حياتي التي كنت أحلم بها . ربما لا ذنب لها فيما حدث




ولكن في نهاية الأمر فإن ( عصام ) يريد الزواج منها هي




وأصبحت لا أطيق نفسي .أنا التي تعودت أن أحصل على أي شئ أريده . أفشل في أن أنال أهم شئ في حياتي




وفي إحدى الأيام التي كنت أجلس فيها وحيدة . كانت يدي تتعبث بالهاتف وأفكاري تذهب بي بعيدا




وهكذا دون وعي وجدت نفسي أطلب رقم خالتي




وكان الشخص الذي أجاب على الطرف الآخر هو ابنها .اقصد ( عصام )




وحاولت أن استجمع ثقتي وكل أنوثتي وأنا أرحب به .فسألني بعفوية : أعتقد أنك تريدين التحدث إلى والدتي




وأجبته بصوت أقرب إلى الهمس : ألا يحق لي أيضا أن أطمئن على ابن خالتي




وكنت أحاول أن أطيل معه الحديث بقدر ما أستطيع




وأضحك بين كل كلمة وأخرى 0 حتى شعرت به قد بدأ يرتبك .. ثم حاول التهرب مني




وطلب مني الانتظار ريثما يخبر والدته بأنني على الهاتف




ولا أنكر أنني شعرت بالنشوة وأنا أتحدث معه . ورغم ذلك لم أنسى أنه فضل أختي علي أنا




وبكل تأكيد هذا الشيء يغضبني




وذات يوم حينما كانت أختي لا تزال في الجامعة .تسللت لغرفتها




وأغلقت الباب على نفسي 0 ثم بدأت أفتش بين أغراضها . لا أعرف عن ماذا كنت أبحث




ولكنها رغبة استبدت بي فلم أستطع أن أمنع نفسي منها




ولفت انتباهي دفتر صغير كانت تخفيه خلف الوسادة التي على السرير






وبدأت أتصفح ذلك الدفتر . إنها تكتب خواطر رومانسية . يا إلهي هل من الممكن أن تكون أختي بكل هذه العاطفة ؟










قديم 17-05-04, 04:53 AM   رقم المشاركة : 2
أبو حميـــد
Banned
الملف الشخصي






 
الحالة
أبو حميـــد غير متواجد حالياً

 


 



وفجأة شعرت بالدنيا تتوقف فجأة من حولي .فقد رأيت على أحد هذه الصفحات خاطرة جميلة




وفي نهايتها كانت تهديها إليه 0 نعم . إلى (عصام)




وحاولت التفكير بطريقة أستطيع فيها أن ابني حاجزا بينهما .كنت أنانية في ذلك الوقت




ومجردة من أي مشاعر وأحاسيس .لم يكن يعنيني بأني أحاول أن أحطم قلبين جمع بينهما الحب




ولايهمني الا قلبي الذي ينزف فقط




وفي تلك الليلة المشئومة كنت أكتب فيها رسالة إلى (عصام) وكنت أحذره فيها من أختي (تهاني)




وأن مشاعرها نحوه ليست حقيقية . وأنها ترغب في الزواج منه تلبية لرغبة والديها




ولم أبخل بوصفها ببعض الصفات التي تجعلها فتاة بلا مشاعر ولا أحاسيس




وأن هدفها فقط هو مواصلة تعليمها وتحقيق ذاتها ولو كان على حساب الآخرين




وفي نهاية الرسالة وقعت باسم فاعلة خير . ولم تكن هذه الرسالة الأخيرة




وعلى نفس المسار كنت أتعمد عندما أكون مع أختي تهاني أن أتحدث عن عصام بالثناء والخير




وألمح لها بأنني حدثته قبل يومين مصادفة . أو أقول لها





وأنا أتصنع الدهشة بأني رأيته في السوق مصادفة . كنت أهدف إلى أن أزرع الغيرة في نفسها




وأعتقد أنني نجحت في ذلك . فمرة بينما كنت أتحدث عنه نهضت من مكانها




وهي تقول لي بعصبية : (عصام) ( عصام) لقد سئمت من أحاديثك




وغادرت المكان إلى غرفتها . في حين كانت ابتسامة خبيثة ترتسم على شفتي




وبدأت ألاحظ أن علاقة عصام مع تهاني قد بدأت توتر . أنا الوحيدة التي كنت أعرف السبب




وأصبحت أختي لا تغادر غرفتها إلا قليلا . ربما هي حالة من الاكتئاب




وأما عصام فإن مكالماته الهاتفية لها قد قلت كثيرا




وذهبت إلى أختي ( تهاني) أقترح لها أن نتناول الغداء في بيت خالتي




واستطعت إقناعها . فقد كنت أرغب برؤية ( عصام ) لقد كنت بنعومة الأفعى ولكن أيضا بشراستها





وكانت خالتي سعيدة بحضورنا





ولم يكن عصام موجودا في المنزل . لقد كنت أرغب في الحضور فقط لأراه




وشعرت بالضيق لعدم وجوده




وأما خالتي فكانت سعيدة وهي تتحدث مع أختي . أليست هي زوجة ابنها في المستقبل




وبينما نحن كذلك وصل عصام . وخفق قلبي بشدة عندما وقعت عيني عليه . تقدم إلينا




وألقى التحية 0 ثم أستأذن بالذهاب لغرفته . وكنت أنا قد تعمدت أن أنظر إلي عينيه مباشرة وهو يتحدث




ويبدو أنه شعر بذلك فقد كان الارتباك واضحا عليه





وقبل أن يذهب قلت أنا : أيضا نحن نستأذن يا خالة للذهاب إلى منزلنا





وطلبت من البقاء لوقت أطول . لكنني اعتذرت بلباقة





وقالت وهي تتنهد : لا بأس . إذن سيوصلكما عصام إلى المنزل











قديم 17-05-04, 05:26 AM   رقم المشاركة : 3
أبو حميـــد
Banned
الملف الشخصي






 
الحالة
أبو حميـــد غير متواجد حالياً

 


 



وركبت بجوار أختي على المقعد الخلفي في السياره ثم اتجهنا نحو منزلنا



وكانت فرصة جيدة أن نجتمع نحن الثلاثة



ولم أضيع هذه الفرصة أبدا . فقد قلت وأنا أتظاهر بالسعادة : نريد أن نفرح بكما قريبا



ورد ( عصام ) حيث قال بنبرة فيها ضيق : تهاني تريد أن تكمل دراستها أولا



وأسرعت تهاني تقول بحدة : عصام لن نعود لهذا الموضوع مرة أخرى . لقد اتفقنا وانتهى الأمر



وشعرت بالسعادة وأنا أراهما يختلفان . فقد استمر بينهما النقاش وزاد انفعالهما



وكل منهما يدافع عن وجهة نظره . أعترف أنني أنا التي زرعت بذرة الخلاف بينهما




ولكن كنت أشعر باللامبالاة 0 كان (عصام) بعض الأحيان يلتفت إلى تهاني عندما يخاطبها




وفجأة سمعت أختي( تهاني) تصرخ : عصام انتبه



ولم أسمع سوى صوت ارتطام قوي . وشعرت بألم في جميع أنحاء جسدي . ثم غبت عن الوعي




وعندما استعدت وعيي عرفت أنني كنت في المستشفى









وأمي بجواري ودموعها تسيل على خدها بغزارة




وسمعت صوت أبي يقول :حمدا لله على سلامتك




وحاولت أن أنطق لكني لم أستطع . فقد كان الألم يصرخ في كل خلية من جسمي



وبدأت أتذكر ماذا حدث . لقد كنت مع أختي في سيارة عصام




وفجأة وقع لنا حادث . يا إلهي ترى ماذا حصل (لتهاني وعصام )



ولأول مرة أنسى نفسي وأفكر بالآخرين



ورفعت عيني إلى أمي لعلي أستطيع أن استشف منها شيئا . ليس هناك غير الدموع




ولكن لماذا أنا في المستشفى ؟ ماذا حصل لي ؟




وقع الخبر علي كالصاعقة عندما علمت أنني أصبت بالشلل




وأصبحت عاجزة عن الحركة . لقد كنت مشلولة العاطفة . والآن مشلولة الجسد




وعرفت أن (عصام) أصيب بجروح خطيرة وأنه في العناية المركزة في حال لا يعلمها إلا الله




وأما أختي( تهاني ) فقد كانت الأكثر حظا . فقد أصيبت بكدمات إضافة لكسر في ذراعها




ومع مرور الزمن ستتعافى بإذن الله




ولم تمضي أيام قلائل حتى علمت أن (عصام) قد أسلم روحه لبارئها




وهذا هو الجرح الذي لا يمكن أن تتعافى منه أختي




ومن الذي جرحها غيري أنا . نعم حزنت كثيرا لوفاة عصام . بكيته دما من قلبي




ولكني حزنت أيضا لأختي تهاني . فأنا قتلتها وهي لا تزال حية




وفي النهاية سخرت من نفسي فأنا أستحق ما جرى لي




ومضت ستة شهور من تلك الأحداث عندما دخلت أمي غرفتي وجلست بجواري بحنان




وهي تمسح بيدها على شعري قبل أن تقول :هل تعلمين أن (نزار) لا يزال يحبك ؟ إنه يطلب خطبتك من جديد



.
وكان كلامها مفاجئة لي . ما الذي يجبره أن يتزوج فتاة مشلولة مثلي . هل هو فعلا الحب الذي لم أعرفه




والسبب هو كوني لا أحب إلا نفسي .أو ربما هي الشفقة للحال التي أنا فيها




ولكني في جميع الأحوال لقد رفضت . ربما يريد أن يشمت بي . كان هذا هو العذر الذي حاولت أن أقنع نفسي به




ولكن الحقيقة هي أنني لا أستحق ( نزار ) إنه يستحق زوجة أفضل مني . زوجة تعرف كيف تمنحه الحب والحنان




ورغم أن هذا قراري إلا أنني شعرت بالألم ودفنت رأسي في وسادتي وأنا أبكي




وهذه هي قصتي أكتبها لكم وأنا أجلس على الكرسي المتحرك الذي أصبح صديقي الذي لا يفارقني




والساعة الآن تقترب من الثانيه




وستأتي أختي (تهاني ) بعد قليل لتدفع هذا الكرسي إلى غرفة الطعام لنتناول طعام الغداء




ولكن قبل أن أنهي حكايتي أريد أن أخبركم شيئا . إضافة للشلل الذي أعاني منه فقد فقدت شيئا آخر




وهو قدرتي على الكلام و أصبحت الإشارة هي طريقتي للتفاهم مع الآخرين



ولن أنسى أيضا القلم . فقد أصبح هو صوتي الذي أحاول أن أصرخ به







ما أريد أن أقوله هو أن :








الحب : ليس أن تأخذ بقدر ما يعني المنح والعطاء دون انتظار 0الحب : ليس أن تسرق المحبة من الآخرين




بل أن تضيف محبتك إليهم





وهذا ما فشلت أنا فيه









 

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:36 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
تعريب :عاصمة الربيع

تصميم وتطوير سفن ستارز لخدمات الاستضافة والتصميم