[align=center]
[mark=000000]الحلقــه التاااسعــــــــــــه [/mark]
وصلناا في الحلقه الماضيه إلى أن سأل خالد الملك /
خالد: ما قصة ذلك الكائن الذي
تكلم معي و أراد أن يريني صورته الحقيقية قبل أن تقتله "زيزفونة"؟
الشيخ مبتسماً: يا خالد" زيزفونة" لم تقتله لكنها عاقبته لأنه عصى
أمراً واضحاً بعدم التعرض لك من ...
تابع الشيخ كلامه قائلاً: هو واحد منا لكنه من الذين تنقصهم القدرة
على التشكل جيداً و قد أزعجه أن يتشبه بالبشر لذلك سألك أن تطلب
منه ذلك فيكون بعيداً عن العقاب بدعوى أنك طلبت ذلك غير أنه تعجل
في ذلك و بدأ في أظهار شكله الحقيقي و حين حضرت "زيزفونة"
وقع في حيرة من أمره فأمهلته "زيزفونة" ليعود ويتشكل إلى أي
صورة لا تخيفك لكنه بدا عاجزاً عن ذلك و كل ما يحاول التشبه به يكون
مسخاً ناقصاً يزيدك رعباً ثم كان لابد من أن يغادر المكان و يعاقب على
عصيانه الأوامر فكانت ضربة" زيزفونة" كعقاب له ثم غاب في باطن الأرض
و تلاشى مختفياً عن ناظريك فقط...
في هذه الأثناء تنحنح"هيدبا" فجذبت "زيزفونة" خالد من
كتفه تريد أن تسر إليه بأمر...
انحنى خالد بأذنه إليها فقالت هامسة: كم عمرك يا خالد؟
استغرب خالد من سؤالها و قبل أن يجيب لاحظ أن"طارخ" قام من
مجلسه و جلس أمام ملك الجن و والده"هيدبا"...
كان يبدو أنهم يتهامسون... شد ذلك انتباه خالد فعاد ينظر إليهم قبل أن
يرمقه"طارخ" بنظرة صارمة...
عادت زيزفونة تشد خالد من كتفه فعلم أن هناك أمر لا يودون
له أن يعرفه, ما يطمئن قلب خالد هو أن "زيزفونة" بجواره
فأقلها لن تسمح لهم بأذيته و هي أبنه الملك إذاً ستشفع له عند
والدها في أسوأ الحالات خاصة أنه لم يتعرض لهم بسوء...
أجاب خالد على سؤال زيزفونة قائلاً: 23 سنة يا "زيزفونة"
أجابت زيزفونة: هذا يعني أنني أصغر منك؟
همسهم زاد مما أشعر خالد بعدم الارتياح لكنه أجاب على كلمات
"زيزفونة" على مضض و هو يقول: صحيح يا زيزفونة, هذا
يعني أنكِ أصغر مني...
همت زيزفونة بالحديث لكنها صمتت فجأة لأن خالد و لكي يشعر بأكبر
قدر من الأمان و ليشعر القبيلة بأنه يحب "الطفلة" ابنة ملكهم
فقد مال على زيزفونة و حملها و أجلسها في حضنه و أخذ يقبلها
و هو يقول بصوت مرتفع قليلاً: نعم أنتي أجمل طفلة و ابنة أفضل
ملك لأفضل قبيلة...
وقف "طارخ" و قد أنهى حديثه
مع والده و مع الملك ليقول بصوتٍ
عصبي و عالي و شديد اللهجة: يااااااااااا خاااااااااااااالد
أرتعب خالد و قامت "زيزفونة"
من حضنه و ارتمت في حضن
والدها و هي تطلق زمجرة عالية مُظهِرة مخالب غريبة في أصابع يديها...
انزوت "زيزفونة" في حضن والدها و كأنها تهرب من نظرات خالد
أن تقع عليها و هي بهذا الشكل...
ابتسم الملك في هيبة ليتدارك "طارخ" الموقف و سبب عصبيته
فقال: حياك الله ضيفاً عندنا ثم خرج "طارخ" من المجلس غاضباً...
عادت زيزفونة و جلست بين خالد و بين والدها...أستغرب خالد
من هذا الترحيب الغريب رغم يقينه بأن "طارخ"
أراد أن يقول شيئاً آخر غير الترحيب به...
الأمر الوحيد الذي خفف وطأة ألأمر على خالد هي ثقته "بزيزفونة"
و بابتسامة الملك...
ما زال خالد يرى بعض نظرات الاستهجان في أعين الحاضرين
من الجن المتشكلين لكنه يجهل معناها أو سببها...
أحياناً يشعر أن أصحاب تلك الأعين تتمنى الفتك به لكن سرعان
ما يرى نظرات حميمية و في نفس الأعين...
ربط خالد بين اختلاف النظرات بأمر مثير و عجيب جداً...
ما كان يحول تلك النظرات من الحنق و الغضب إلى الود
و القبول هي نظرات صارمة تقابلهم من عيني الطفلة"زيزفونة"
عرف أن "لزيزفونة" قوة على باقي الجن لا يستهان بها...
إلا "طارخ" فيبدوا أنها تحسب له حساب, لأنه حين نطق اسم
خالد بصرامة ارتمت في حضن والدها الذي بدوره ابتسم و تلك الابتسامة
أخمدت غضب طارخ مهما كان سببه و جعلته يغير ما كان ينوي قوله
إلى الترحيب بخالد...
لكن بقي أمر واحد محير ما سبب تلك النظرات؟
بينما كان خالد في عمق تفكيره, دلف "طارخ"
إلى الغرفة قائلاً:
حياك الله يا خالد على مأدبة شيخ القبيلة و حياك الله في ضيافة الجن...
سكت برهة ثم تابع موجهاً كلامه إلى خالد و إلى الحضور: حياكم الله
جميعاً على العشاء في الغرفة الأخرى تفضلوا...
قام ملك الجن و هو يردد: مرحباً بك يا خالد في قبيلتنا... تفضل...
تحرك خالد معهم إلى الغرفة الأخرى و في طريقه ألتفت إلى الخلف
فرأى الجن خلفه زرافات...
المتشكلون بصورة مطابقة لصور البشر يسيرون خلفه مباشرة,
أما الذين تنقصهم الموهبة في التشكل فهم في الصفوف الخلفية...
وصل خالد فوجد نفسه أمام ممر طويل .. فيه غرفتين متجاورتين...
دخل خالد و من معه إلى الغرفة الأولى و واصل الغير متشكلين
من الجن طريقهم إلى الغرفة الثانية...
حين دخل خالد الغرفة وجد فيها صنوفاً من أجود الطعام
و الكثير من الفاكهة...
غرفة كبيرة تم ترتيب الصحون فيها بشكل منسق...
على كل صحن شاة كاملة و ضعت على كمية من الأرز
الذي يبدو من شكله أنه شهي جداً
توزع الجن بنفس الطريقة السابقة
المطابقين لشكل البشر مع خالد في نفس الغرفة
و الناقصين في الغرفة الأخرى...
شمر خالد عن ساعديه و سمى ( بسم الله الرحمن الرحيم) ...
ألقى نظرة خاطفة على ساعة يده و لأول مرة منذ وطأت قدمه
الوادي يفكر في الوقت...
كانت الساعة تشير إلى الثانية و النصف ليلاً في حين أنه بدأ
رحلته بعد صلاة العشاء...
اليوم هو الجمعة و غداً سيكون السبت أول أيام الأسبوع...
يوم عمل...
فكر خالد قليلاً: لا مشكلة سأغيب عن العمل يوم غد...
أقبل خالد على الطعام بنفسٍ مفتوحة... كان الطعام لذيذاً جداً...
بنفس الطريقة التي يحبها خالد, أو كما يحب خالد تسميته,
"طعام ضيف إبراهيم"...
لاحظ خالد أن الكل يكرمه .. كما اعتاد على موائد الطعام في قبيلته..
عليك أن تؤثر الضيف على نفسك و تقطع له من اللحم أطيبه...
ليس هذا وجه الغرابة...
الغريب هو أن الجن الموجودين مع خالد على المائدة يزيلون اللحم
من على العظم بعناية فائقة فيقدمون اللحم لخالد بينما يضعون
العظم بترتيب غريب في صحن كبير مطلقين ما يشبه الفحيح الخافت...
التفت خالد للمائدة المجاورة فوجدهم يفعلون ذات الشيء و بطريقة شبه آلية...
يزيلون اللحم عن العظم ويرتبون العظم بعناية في صحن كبير جوارهم
بينما يضعون اللحم جانباً دون أن يأكلوا شيئاً...
لا يدري خالد هل يفعلون نفس الأمر في الغرفة الأخرى أم لا ,
لكن ما يعرفه أن الأمر هناك مختلف, فهو يسمع أصواتهم
و كأنهم وحوش يتنافسون على فريسة...
أصواتهم غريبة.. زمجرة و صياح خافت..كلمات غير مفهومة
و أصوات مختلفة..
كان خالد يأخذ بعض الطعام و يحشره في فم "زيزفونة"
و التي تأخذه على مضض و تمضغه بتمهل و كأنها لا تشتهيه...
كذلك يفعل ملك القبيلة و "هيدبا" و "طارخ"... يمضغون و يبلعون ببطء شديد...
كان خالد يجلس و على يمينه جلست "زيزفونة" و طارخ في الجهة اليسرى
... يقابله على نفس المائدة, مللك الجن و "هيدبا"...
معهم أيضاً و على نفس المائدة,أربعة من الجن القريبين جداً
من شكل البشر إن لم يكونوا مطابقين
ما يثبت أنهم ليسوا بشراً هي تلك الحركة الآلية في فصل اللحم
عن العظم إضافة إلى الفحيح الخافت...
أكل خالد بنهم فقد بلغ منه الجوع مبلغه إضافة إلى لذة الطعام..
.لم يشغل خالد عن ذلك إلا ثعبان ضخم جداً كان يزحف ماراً من
أمام باب الغرفة...
توقف الثعبان متفحصاً من في الغرفة ليراه خالد برأسين بشريين...
صمت خالد برهة يفكر قبل أن يلكزه "طارخ" هامساً: كلمه يا خالد دله إلى غرفة الطعام
نظر خالد إلى "زيزفونة" بهدوء
قبل أن ينظر إلى الثعبان قائلاً و بسكون عجيب: الطعام في الغرفة الثانية...
ضحكت "زيزفونة" ليرفع خالد صدره
و يقول بثقة أكبر: المتشكلون
هنا و الأخوان الغير متشكلين في الغرفة الأخرى ليأخذوا راحتهم...
التفت ملك الجن و "هيدبا" إلى حيث الثعبان ثم عادا ينظران
إلى خالد مبتسمين ...
قال "طارخ" ضاحكاً : جميل جداً يا خالد, أصبحت لا تخاف الآن
أجاب خالد: من يخشى الله لا يُخشى منه الضرر و أرى فيكم حباً
للخير و بعداً عن الأذية...
راق الكلام لكل من في المجلس من الجن لكن خالد أطرق
برأسه إلى الأرض قليلاً و قال بصوت هادئ و هو يهز رأسه
رافعاً سبابته قال: سبحان الله...
أجاب "هيدبا": خير ما قلت يا خالد.. سبحان الله...
تدخل ملك الجن قائلاً: ملكوت الله كبير يا خالد و قدرته لا تحدها حدود...
قالت زيزفونة بصوتها الطفولي:
سبحان الله
أكمل خالد طعامه سعيداً بحفظ الله له في هذا المكان و سعيداً بإخوانه
في الدين و إن كانوا من الجن...
حين شبع خالد و تأكد من أن الجن ينتظرون منه الإذن, و كما أعتاد
من عادات قبيلته حمد الله ثم كرَّم قائلاً: الحمد لله .. أكرمك الله
يا ملك الجن و أكرمكم الله جميعاً...
أجابوه جميعاً: بالهناء و عافية...
حملت كل مجموعة من الجن الصحن الخاص بها و الذي امتلأ
عظاماً جرداء ليس فيها مزغة لحم...
انطلقوا خارج المجلس.. سمع خالد لهم جلبة خافتة و لغط...
تأكد حينها أن عشاءهم قد بدأ للتو...
بقي مع خالد ملك الجن , " هيدبا" ,"طارخ" و "زيزفونة"...
اتجه خالد إلى حيث الماء و غسل يديه...
عاد إليهم ليتوجهوا سوياً إلى المجلس الذي كانوا فيه قبل العشاء...
وجد خالد المجلس و قد أعيد ترتيبه بشكلٍ مختلف...
أصبحت الجلسة أكثر راحة حيث تعطي خالد أكبر قدر
من الحرية في الجلوس و خاصة بعد تلك الوجبة الدسمة...
جلس خالد و دارت فناجين القهوة و الشاي على الحضور...
سعادة خالد لا توصف و هو يرى نفسه في هذا العالم المختلف...
و الأجمل أنه بين مخلوقات يجمعهم دين واحد...
أصبح خالد أكثر راحة و أكثر حرية...
تلفت حوله فلم يجد زيزفونة...
سأل خالد ملك الجن: أين زيزفونة؟
أجابه الملك: ستأتي حالاً...
ما هي إلا دقائق حتى دخلت "زيزفونة"
و قد بدلت ملابسها و تبدلت تسريحة شعرها...
[mark=000000]
[bor=FFFF00]
خلك متااابع >>> فغدا حلقه أضافيه
لعيــون الفااارس[/bor]
[/mark]
*
*
*
[/align]