اتصل بادارة الموقع البحث   التسجيل الرئيسية

 


العودة   منتديات عاصمة الربيع > القسم الإسلامي > الشريعة الاسلامية

الشريعة الاسلامية من كتاب الله وسنة نبيه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-10-07, 11:30 AM   رقم المشاركة : 21
أبو سالم
عضو برونزي
الملف الشخصي






 
الحالة
أبو سالم غير متواجد حالياً

 


 

[align=center]

الحديث التاسع عشر :

عن أبي العباس عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال : كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوماً ، فقال لي : { يا غلام إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء ، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف } . [ رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ] [/align]

[align=right]الفوائد التربوية :
الفائدة الأولى : فيه حث على التواضع لإردافه صلى الله عليه وسلم خلفه ولم يستأثر بالدابة دون غيره .
الفائدة الثانية : فيه دلالة على اللين والملاطفة لاختيار ابن عباس الشاب الصغير رضي الله عنهما ، بل ومحادثته في الطريق وتوصيته ، وصدق الله إذ وصفه بقوله : {وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ } ( 159) سورة آل عمران
الفائدة الثالثة : الاهتمام برتبية الصغار وهذا واضح من ظاهر الحديث .
الفائدة الرابعة : اختيار الجمل القصيرة في حال تعليم الصغار ليكون أسهل في الحفظ .
الفائدة الخامسة : بذل العلم للكبير والصغير لكن على قدر ما ينتفع به المتلقي ، ولا يأنف الإنسان الذي آتاه الله علماً من تعليمه للصغار أو من هو دوناً منه .
الفائدة السادسة : ينبغي أن يذكر مقدمة مناسبة قبل التعليم تشوق المستمع لما يقال ، كما فعل صلى الله عليه وسلم في رواية هذا الحديث حيث قال " أعلمك كلمات ينفعك الله بهن " ، لأن ابن عباس رضي الله عنهما إذا سمع ذلك شحذ همته ليحفظهن ويعمل بهن .
الفائدة السابعة : استغلال الوقت بما يفيد ففي حال ركوب ابن عباس رضي الله عنهما خلف النبي صلى الله عليه وسلم حرص صلى الله عليه وسلم أن يقطع الوقت بما يفيد من تعليم أو تذكير .
الفائدة الثامنة : فيه الاهتمام بأمر العقيدة ، فهذه الكلمات جميعها من أمور العقيدة .
الفائدة التاسعة : الجزاء من جنس العمل ، فمن حفظ الله حفظه الله ، ومن استعان بالله أعانه سبحانه .
الفائدة العاشرة : من تعلم هذه الكلمات انتفع بإذن الله لقوله صلى الله عليه وسلم " أعلمك كلمات ينفعك الله بهن " فهذا يعطي أهمية للحديث .
الفائدة الحادية عشرة : يربي الحديث الاعتماد على الله سبحانه والتعلق به ورجاءه دون غيره .
الفائدة الثانية عشرة : يقرر الحديث الأعمال القلبية من التوكل والاستعانة والتعلق والخوف والرجاء لأنها حياة الإنسان وأصل العقيدة .
الفائدة الثالثة عشر : من أراد حفظ الله من المكروهات والشرور والضرر فإضافة للأسباب المادية على الإنسان أن يحفظ أوامر الله .
الفائدة الرابعة عشر : من يحفظ أوامر الله يحصل على ثمرتين عظيمتين : ـ
الثمرة الأولى : يحفظه الله من كل مكروه لقوله في جواب الشرط " يحفظك " .
الثمرة الثانية : يعينه الله في أموره المستقبليه ويجلب له الخير لقوله " احفظ الله تجده تجاهك " .
الفائدة الخامسة عشر : فيه تفسير لمعية الله الخاصة لعبادة المؤمنين كما هو مذهب أهل السنة والجماعة ، وهذه المعية الخاصة في قوله " تجاهك " " أمامك " " يحفظك " " يعرفك في الشدة " .
الفائدة السادسة عشر : صلاح الدنيا والآخرة للشخص على قدر حفظه لحدود الله ، ولذلك قال في الحديث " احفظ الله يحفظك " وأطلق ولم يقيد الحفظ في المال أو الولد أو الصحة أو الدين ، وهذا الإطلاق حتى يشمل جميع ذلك .
الفائدة السابعة عشر : إثبات اسم الله " الشكور " حيث أن من معانيه أنه يشكر العبد على أعماله فيعينه عليها أولاً ثم يتقبلها منه ثانياً ثم يجزيه عليها في الدنيا والآخرة فمن جزائه في الدنيا أنه يحفظ العبد وييسره له كل عسير وهذا من شكره سبحانه وتعالى لعبده .
الفائدة الثامنة عشر : التوجه والسؤال والحاجة لا تنزل إلّا بالله وحده ، فهو الذي يعطي ويمنع " إذا سألت فاسأل الله " .
الفائدة التاسعة عشر : قوله " إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله " مرادف لقوله " {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }( 5) سورة الفاتحة فإن السؤال عبادة لله .
الفائدة العشرون : جاء النص على السؤال دون غيره " إذا سألت فاسأل الله " لأن السؤال يجمع مقامات عالية منها : ـ
الذل والافتقار والتوجه والمسكنة والخروج من الحول والقوة وإنزال الفاقة بمالمسؤول وإحسان الظن به ، واتهام النفس بالقصور ، ومعرفة قدرها وأنها لا تملك ضراً ولا نفعاً .
الفائدة الحادية والعشرون : من إحسان الله سبحانه أنه ييسر العبادة للشخص ثم يعينه عليها ثم يجازيه بها والشخص لا حول له ولا قوة إلّا بإعانة المولى سبحانه فله الفضل اولا وآخرا .
الفائدة الثانية والعشرون : يدل الحديث على أن الشخص ضعيف لا يملك لنفسه حولاً ولا قوة ، حتى إعانته نفسه على ما يريد لا يقدر عليه إلّا بإعانة المولى سبحانه .
الفائدة الثالثة والعشرون : من أهداف الحديث تقرير مسألتين عظيمتين : ـ
الأولى : فقر الإنسان لربه ، وأنه لا غنى له عنه طرفة عين ولا أقل من ذلك وقطع الرجاء بالمخلوقين .
الثانية : غنى الله عن جميع المخلوقين وكماله بذاته سبحانه .
الفائدة الرابعة والعشرون : الكلمات التي تعلمها ابن عباس رضي الله عنهما تربي القوة والشجاعة في النفس ، فمن نزّل مسألته بالله دون غيره واستعان به وحده ، وعلم أن ما أصابه لا يخطؤه وما أخطأه لا يصيبه أصبح قوياً في حجته ودعوته وسائر حياته .
الفائدة الخامسة والعشرون : المؤمن الصادق يعبد الله في كل أحيانه ، الرخاء والشدة ولذلك أوصى النبي صلى الله عليه وسلم ابن عباس رضي الله عنهما فقال " تعرّف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة " ، وليس كحال المشركين الذي قال الله عنهم {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ } (65) سورة العنكبوت.
الفائدة السادسة والعشرون : الاستعانة من أعمال القلوب التي يجب صرفها لله ، ومن صرفها لغير الله فقد أشرك وخذل لأن من استعان بغير الله وكله الله إليه فلا يستطيع نفعه ، بل يضره لفوات إعانة الله عنه ولذلك قال " وإذا استعنت فاستعن بالله " .
الفائدة السابعة والعشرون : يؤصل الحديث الإيمان بالقضاء والقدر ، وهذا الركن السادس من أركان الإيمان .
الفائدة الثامنة والعشرون : قوله " إلّا بشئ كتبه الله لك " وقوله " إلّا بشئ كتبه الله عليك " لا يعارض العمل ولا يدل على ترك العمل ، بدليل أول الحديث " إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله " فسؤال الله والاستعانة به هي من عمل الشخص يجازيه الله بها .
الفائدة التاسعة والعشرون : الحديث يشمل أعمال الجوارح وأعمال القلوب ، فالسؤال والدعاء من أعمال الجوارح ، والاستعانة من أعمال القلوب ، وكلا الأمرين من أركان الإيمان .
الفائدة الثلاثون : يقرر الحديث الرضا بأقدار الله ، وهي منزلة أعلى من منزلة الصبر .
الفائدة الحادية والثلاثون : يقرر الحديث اليقين بالله سبحانه وأفعاله .
الفائدة الثانية والثلاثون : تقرير لمذهب أهل السنة والجماعة أن مشيئة الله هي النافذه ، وترجع مشيئة العبد إليها .
الفائدة الثالثة والثلاثون : يربي عظمة الله سبحانه في قلوب المؤمنين ، فمن تأمل قدرته الباهرة ، ومشيئته النافذه وأن ماشاء كان وما لم يشاء لم يكن عرف ذلك .
الفائدة الرابعة والثلاثون : النصرمع الصبر ، وهذا في جميع الأمور فمن صبر وصابر على مجاهدة نفسه وجهاد العدو وعبادة ربه وعلى حياته انتصر بإذن الله .
الفائدة الخامسة والثلاثون : الاستعجال والجزع لا يأتي بالنصر ، وهذا من مفهوم الحديث لأنه علق النصر بالصبر .
الفائدة السادسة والثلاثون : إذا اشتد الأمر وزاد الكرب ، وانغلقت جميع الأبواب ، كان هذا بإذن الله دليل على الفرج لقوله " وأن الفرج مع الكرب " .
الفائدة السابعة والثلاثون : الحديث يربي في النفوس عدم اليأس من روح الله ، وفرجه ، وحسن الظن به حتى لو اشتد الأمر لأن الفرج لا يأتي إلّا بعد الكرب .
الفائدة الثامنة والثلاثون : قوله " واعلم أن الفرج مع الكرب " عام في جيمع شؤون الحياة ، ففيه بشارة لمن أصابه هم وغم وتراكمت عليه الأحزان أن فرج الله قريب .
الفائدة التاسعة والثلاثون : قال ابن رجب رحمه الله : " ومن لطائف أسرار اقتران الفرج بالكرب واليسر بالعسر أن الكرب إذا اشتد وعظم وتناهى وحصل للعبد اليأس من كشفه من جهة المخلوقين وتعلق قلبه بالله وحده وهذا هو حقيقة التوكل " أ.هـ .
الفائدة الأربعون : يدل ظاهر الحديث على أن حال الدنيا يدور بين عسر يتبعه يسر ، وكرب يتبعه فرج حيث خلق الله الدنيا على نكد وعدم صفو ، فمن عرف حالها لم يطمئن لها .
وفوائد هذا الحديث العظيم كثيرة جدا ولذلك قال بعض العلماء : " تدبرت هذا الحديث فأوهشني وكدت أطيش فوا أسفا من الجهل بهذا الحديث وقلة التفهم لمعناه . [/align]







رد مع اقتباس
قديم 18-10-07, 11:34 AM   رقم المشاركة : 22
أبو سالم
عضو برونزي
الملف الشخصي






 
الحالة
أبو سالم غير متواجد حالياً

 


 



[align=center]الحديث العشرون :
عن أبي مسعود عقبه بن عمرو الأنصاري البدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى : إذا لم تستح فاصنع ما شئت } . [/align]

[align=right]الفوائد التربوية :
الفائدة الأولى
: مما يدل على أهمية الحديث قوله " إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى " حيث يستفاد فائدتان : ـ
الأولى : أنه من كلام الأنبياء المتقدمين .
الثاني : تواتره على الناس وانتقاله من جيل إلى جيل إلى أن وصل لهذه الأمة،والناس لا يتناقلون عبر هذه الأجيال الطويلة إلّا شيئاً مهماً .
الفائدة الثانية : يرشد الحديث لضبط سلوك الإنسان وتصرفاته .
الفائدة الثالثة : يربي في النفس المسلمة خلق الحياء ، فيكون الحياء رادعاً له عن كثير من التصرفات القبيحة .
الفائدة الرابعة : الحث على الحياء والتحذير من ذهابه موروث حتى عند الأمم الماضية .
الفائدة الخامسة : من لم يكن عنده حياء يتحلى به جاهر بالقبائح والفضائح .
الفائدة السادسة : لا يسمى حياءً إذا تعارض مع أمر من أمور الشريعة ، لأن الذي حث على الحياء هو الذي أمر بذلك الأمر فلا يتعارضان . [/align]







رد مع اقتباس
قديم 18-10-07, 11:39 AM   رقم المشاركة : 23
أبو سالم
عضو برونزي
الملف الشخصي






 
الحالة
أبو سالم غير متواجد حالياً

 


 

[align=center]

الحديث الحادي والعشرون :

عن أبي عمرو ، وقيل أبي عمرة سفيان بن عبدالله رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله ، قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك ، قال قل : { آمنت بالله ثم استقم } . [ رواه مسلم ] [/align]

[align=right]الفوائد التربوية :
الفائدة الأولى
: أهمية الحديث تتجلى من خلال صيغة السؤال " لا أسأل عنه أحداً غيرك " فهذا يدل على أن الجواب سيكون جامعاً مانعاً .
الفائدة الثانية : يدل على الحرص على طلب العلم وهذا ظاهر من صيغة السؤال ، فهي تدل على حب وشغف لمعرفة الجواب .
الفائدة الثالثة : ينبغي لطالب العلم أن يحرص على السؤال المختصر الهام الذي يجمع فوائد عدة ، وهذا ما فعله سفيان بن عبدالله رضي الله عنه في سؤاله حيث كان مختصراً هاماً ، إجابته تجمع فوائد عديدة .
الفائدة الرابعة : السؤال مفتاح العلم ، فعلى طالب العلم ألّا يستحي من سؤاله .
الفائدة الخامسة : طالب العلم يجب أن يكون ذكياً في اختيار سؤاله ، خاصة إن كانت فرصة الجواب لا تتهيأ في كل الأحيان ، ولذلك فإن سؤال سفيان رضي الله عنه من هذا النوع الذكي الذي يختلف عن أسئلة الناس .
الفائدة السادسة : قوله " آمنت بالله ثم استقم " مرادف لقوله تعالى{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} ( 13) سورة الأحقاف .
الفائدة السابعة : جمع في الحديث أركان الإيمان عند أهل السنة والجماعة وهي : ـ
قول اللسان : لقوله " قل آمنت بالله " .
اعتقاد الجنان : لقوله " آمنت بالله " .
عمل الجوارح : لقوله " استقم " .
الفائدة الثامنة : الإيمان قول يصدقه عمل ، فلم يكتف النبي صلى الله عليه وسلم بقوله " قل آمنت بالله " حتى أردف بها وصيته لسفيان رضي الله عنه بقوله " ثم استقم " فيصدق قوله بالإيمان بفعل وعمل ظاهر .
الفائدة التاسعة : قوله " استقم " تحمل في مضمونها المجاهدة ، فلا تأتي الاستقامة على دين الله إلّا بعد مكابدة وصبر ومصابره .
الفائدة العاشرة : يجب على الإنسان أن يستقيم على دين الله من غير اعوجاج ولا انحراف ، ويشمل ذلك فعل الطاعات وترك المنهيات .
الفائدة الحادية عشرة : الحديث من معجزاته صلى الله عليه وسلم ، لأنه من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم .
الفائدة الثانية عشرة : جمع الحديث الدين كله ، لأن الإستقامة هي فعل الطاعات كلها من واجبات ومستحبات ، وترك المنهيات كلها من محرمات ومكروهات وهذا هو الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم .
الفائدة الثالثة عشر : الإستقامة قرنت في القرآن مع الاستغفار في قوله : {فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ{ (6 ) سورة فصلت . وهذا دليل على أن الاستقامة الحقيقية الكاملة لا يستطيعها كل أحد " فلا بد من تقصير فيجبر ذلك الاستغفار المقتضي للتوبة والرجوع إلى الإستقامة " .
الفائدة الرابعة عشر : لا يقر الحديث مجرد الإقرار بالإيمان والانتساب إلى منهج أهل السنة ما لم يكن معه استقامة تصدقه وتحفظه وترشده ، استقامة في القلب والجوارح ، فإن لم تكن استقامة فمجرد الانتساب لا يكفي ، كما أوضحه صلى الله عليه وسلم لسفيان رضي الله عنه . [/align]







رد مع اقتباس
قديم 18-10-07, 11:43 AM   رقم المشاركة : 24
أبو سالم
عضو برونزي
الملف الشخصي






 
الحالة
أبو سالم غير متواجد حالياً

 


 

[align=center]

الحديث الثاني والعشرون :

عن أبي عبدالله بن جابر بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنهما : أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أرأيت إذا صليت المكتوبات ، وصمت رمضان ، وأحللت الحلال ، وحرمت الحرام ، ولم أزد على ذلك من شيئاً أدخل الجنة ؟ قال : { نعم } . [ رواه مسلم ] [/align]

[align=right]الفوائد التربوية :
الفائدة الأولى : تفاوت الناس في الإيمان ، فمنهم من يحرص على المقامات العليا ، ومنهم من يكون أقل ، فأحياناً يسأل السائل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أفضل الأعمال ؟ وأحياناً بما دون ذلك ، وهذا يؤكد مذهب أهل السنة والجماعة في أن الإيمان يزيد وينقص وأهله يتفاضلون فيه .
الفائدة الثانية : طالب العلم ينبغي أن ينتبه للأسئلة التي تعرض على الشيخ ويحضر لها ذهنه وقلبه ولو كانت من غيره ، فلابد أن يجد فيها فائدة .
الفائدة الثالثة : يجوز الاقتصار على الفرائض من المكتوبات ورمضان والزكاة وغيرها ، لكن المقام العالي أن يجمع الشخص النوافل .
الفائدة الرابعة : فيه فضيلة الفرائض لدرجة أن من اقتصر عليها وداوم تدخله الجنة بفضل الله ورحمته .
الفائدة الخامسة : على العالم أن يراعي حال الناس ، فلا يلزم الناس بحالة واحدة ويهمل الفوارق بينهم بل عليه أن يوجه ويرشد على حسب حال السائل ، ولذلك السائل في حديث الباب لم يوبخه النبي صلى الله عليه وسلم ويلزمه النوافل بل رضي منه الفرائض لأنها تناسب حاله ، وفي بعض الروايات أن أعرابياً سأل النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا يخفى مراعاة حال الأعراب .
الفائدة السادسة : من الفقه ألا يقنط العالم الناس من رحمة ربه سبحانه وتعالى .
الفائدة السابعة : تيسير الشريعة الإسلامية على أهلها فلم تشدد عليهم ولم تطالبهم بالتنطع والانقطاع والرهبانية بل رضيت منهم الحرص على الفرائض وفعل الحلال وترك الحرام .
الفائدة الثامنة : الحديث دليل لمذهب أهل السنة والجماعة على أن الأعمال من الإيمان .
الفائدة التاسعة : قول السائل " ولم أزد على ذلك شيء " معناه لم أفعل النوافل بل أكتفي من الصلاة بالمكتوبه ومن الصيام برمضان وهكذا ، وليس المراد أني لا أعمل بشيء من الشريعة غير الصلاة والصيام بدليل قوله " وأحللت الحلال وحرمت الحرام " .
الفائدة العاشرة : التحليل والتحريم لله سبحانه فقط لأنه الحكم سبحانه له الحكم وهو أحكم الحاكمين .
الفائدة الحادية عشرة : دل الحديث على أن تحليل الحلال باعتقاد حله سواءً فعله أو لم يفعله ، وتحريم الحرام باعتقاد حرمته واجتنابه وتركه . [/align]







رد مع اقتباس
قديم 18-10-07, 11:49 AM   رقم المشاركة : 25
أبو سالم
عضو برونزي
الملف الشخصي






 
الحالة
أبو سالم غير متواجد حالياً

 


 


[align=center]
الحديث الثالث والعشرون :

عن أبي مالك الحارث بن عاصم الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {الطهور شطر الإيمان ، والحمد لله تملأ الميزان ، وسبحان الله والحمد لله ، تملآن أو تملأ ما بين السماء والأرض ، والصلاة نور ، والصدقة برهان ، والصبر ضياء ، والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها } .[/align]

[align=right]الفوائد التربوية :
الفائدة الأولى
: فيه فضيلة الوضوء وأهميته لأنه المراد بقوله " الطهور " لروايات الحديث الآخرى .
الفائدة الثانية : دليل لمذهب أهل السنة أن الأعمال من الإيمان حيث اعتبر الوضوء شطر الإيمان .
الفائدة الثالثة : التطهر بمعناه العام من الإيمان ، فيدخل فيه الوضوء والغسل والطهارة من الذنوب سواءً بحديث الباب أو غيره من الأحاديث .
الفائدة الرابعة : لا يحافظ على الوضوء إلّا مؤمن مراقب لربه ، محتسب لصلاته ، حريص على العناية بها ، ولهذا كان الطهور شطر الإيمان ، أما من تهاون به فاته فضل الإسباغ ، وكان دليلاً على قدر الصلاة في قلبه .
الفائدة الخامسة : فيه فضل التحميد لله وأنه يملأ ميزان العبد يوم القيامة .
الفائدة السادسة : لرفع همة المؤمن ينبغي أن يعلق قلبه بالآخرة وثقل الميزان والجنة لأنها أمور معتبرة لديه ولذلك نص النبي صلى الله عليه وسلم على أن التحميد يملأ ميزان العبد .
الفائدة السابعة : التحميد أفضل من التسبيح لأن التحميد إثبات المحامد كلها لله سبحانه ، بخلاف التسبيح فهو تنزيه الله عن النقائص والعيوب ولهذا يأتي التحيمد مفرداً بينما التسبيح الغالب أن يأتي مقروناً بغيره كالتحميد فتقول : " سبحان والله وبحمده " ولا يعني هذا نقص التسبيح لكن يعني كمال التحميد .
الفائدة الثامنة : الحمد فيه اعتراف بفضل الله سبحانه ومدح له ، ويتضمن نقص النفس لأنها لا تملك شيئاً تحمد فيه وتمدح لأجله .
الفائدة التاسعة : فيه فضل التسبيح وأنه يملأ ما بين السماء والأرض .
الفائدة العاشرة : فيه فضيلة الصلاة وأنها نور لصاحبها في الدنيا والآخرة .
الفائدة الحادية عشرة : قوله " الصلاة نور " دليل على أنه على قدر صلاته وإتمامها وخشوعها تكون قوة ذلك النور ، نسأل الله أن يتم نورنا ، فمن تم نور صلاته نهته صلاته عن الفحشاء والمنكر وكانت حجابه عن النار ، ونور الله بصيرته ، ومن نقص نور صلاته نقص منه بقدر ذلك .
الفائدة الثانية عشرة : فيه فضيلة الصدقه وأنها علامة من علامات الإيمان .
الفائدة الثالثة عشر : النفس تحب المال بطبعها فمن خالف هوى نفسه وأنفق وتصدق كان ذلك برهانُ على إيمانه ولذلك قال " والصدقة برهان " .
الفائدة الرابعة عشر : فيه فضيلة الصبر وأنه ضياء للمسلم .
الفائدة الخامسة عشر : قوله " والصبر ضياء " يدل على أن الصبر لابد فيه من الحرارة وإكراه النفس لأن الضياء نور فيه حرارة بخلاف النور فهو مجرد الإشراق .
الفائدة السادسة عشر : الصبر بأنواعه الثلاثة فيه حبس للنفس ومشقة سواءً : ـ
ـ الصبر على طاعة الله .
ـ الصبر على معصية الله .
ـ الصبر على أقدار الله
الفائدة السابعة عشر : الصبر على ما فيه من المشقة والشدة إلّا أن عاقبته نور وفرج وهذا مدلول قوله " ضياء " ففيه بشارة للصابر .
الفائدة الثامنة عشر : في بعض نسخ صحيح مسلم " والصيام ضياء " وهذا يدل على ما يأتي : ـ
الأول : المشقه التي تحدث في الصيام من حرارة في الجوف والجوع والعطش .
الثاني : فضل الصيام وأنه ضياء للإنسان عند الله سبحانه وتعالى .
الفائدة التاسعة عشر : عظم شأن القرآن حيث جعله أحد مزلتين لا ثالث لهما وهما " حجة لك أو عليك " ، فمن قرأه وأقام حدوده كان حجة له وإلّا كان حجةعليه لوضوحه وبيانه وسلامته من اللبس والزلل .
الفائدة العشرون : الناس في الدنيا يسعون ويعملون إما لفكاك رقابهم من النار أو لإهلاكها .
الفائدة الحادية والعشرون : فضل من باع نفسه لله سبحانه واشترى جنة عرضها السماوات والأرض ، فهذا الذي أعتق نفسه .
الفائدة الثانية والعشرون : خسارة من ضيع أوامر الله وانتهك حرماته ، فهذا الذي أوبق نفسه وأهلكها .
الفائدة الثالثة والعشرون : فيه حث على العمل والعبادة لله سبخانه وتعالى والحرص على اعتاق النفس من النار في قوله " فبائع نفسه فمعتقها " أما مجرد الكسل والتواني والعجز والأماني فلا يأتي بخير .
الفائدة الرابعة والعشرون : الحديث دليل على أن الشخص له إرادة واختيار ، بها يختار اعتاق النفس من النار أو يرضى بإهلاكها .
الفائدة الخامسة والعشرون : الحديث دليل على أن الأعمال تنسب للفاعل ، فهو الذي يعتق نفسه ، وهو الذي يهلك نفسه وهذا مذهب أهل السنة والجماعة .
الفائدة السادسة والعشرون : هناك مناسبة ظاهرة بين نهاية الحديث مع أوله فبعد أن ذكر جملة من الأعمال من الطهور والتحميد والتسبيح والصلاة والصدقة والصبر والقرآن ذكر أن من عمل هذه الأعمال أعتق نفسه ومن تركها وتهاون أهلك نفسه .
الفائدة السابعة والعشرون : قوله " فبائع نفسه فمعتقها " يؤيد الحديث الآخر " وأصدقها ـ يعني الأسماء ـ حارث وهمام " فلابد للإنسان من حرث وعمل وهم وإرادة بها يتحرك ، ثم بعد ذلك قد يكون حرثه وعمله في اعتاق نفسه ، وقد يكون في إهلاكها أما أن يوجد شخص بدون عمل ولا إرادة فلا يكون . [/align]







رد مع اقتباس
قديم 18-10-07, 12:39 PM   رقم المشاركة : 26
أبو سالم
عضو برونزي
الملف الشخصي






 
الحالة
أبو سالم غير متواجد حالياً

 


 


[align=center]
الحديث الرابع والعشرون :

عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال : { يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي ، وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ، يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهديكم . يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم . يا عبادي كلكم عارٍ إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم . يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم . يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني . يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقض ذلك من ملكي شيئاً . يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني ، فأعطيت كل واحد مسألته ، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر . يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أفيكم إياها ، فمن وجد خيراً فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومنَّ إلا نفسه } . [/align]

[align=right]الفوائد التربوية :
الفائدة الأولى
: يربي في نفس المسلم رحمة الله سبحانه وتعالى وهذا ظاهر في جميع ألفاظ الحديث .
الفائدة الثانية : يورث الحياء من الله سبحانه ، فمع غناه الكامل وعظمته إلّا أنه ينادي عباده بنداء لطيف لدعائه وعبادته واستغفاره .
الفائدة الثالثة : يزيد من محبته سبحانه في القلوب المؤمنة فمن لم يزدد محبة لله بعد هذا الحديث فليتهم قلبه لأن جميع ألفاظ الحديث ومعانيه تزكي المحبة في القلب وتحركها .
الفائدة الرابعة : يتوجه النداء في قوله " ياعبادي " إلى جميع البشر مؤمنهم وكافرهم ، إنسهم وجنهم ، فكلهم عباد لله عبوديه عامة .
الفائدة الخامسة : الله يحب المدح ولذلك مدح نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى ، وحتى الصفات المنفية عن الله كالنوم والسنة والموت تتضمن مدحاً فلا ينام سبحانه لكماله ولا يموت لقيموميته وحياته سبحانه ، وهذا الحديث كله مدح لله فهو أهل للمدح .
الفائدة السادسة : يربي في النفس المؤمنة الافتقار إلى الله والتذلل له والمسكنة وتمام الحاجة إليه .
الفائدة السابعة : يدل على غنى الله سبحانه عن جميع خلقه ، فهو غني بذاته .
الفائدة الثامنة : مذهب أهل السنة والجماعة أن الله حرم الظلم على نفسه سبحانه مع قدرته عليه ، ولكنه حرمه فضلاً منه وجوداً وكرماً ، فهو قادر عليه سبحانه إذ لو لم يكن قادراً لم يكن في تحريمه الظلم على نفسه مدحاً ، إذا كيف يمدح نفسه بشيء لا يقدر عليه ؟! .
الفائدة التاسعة : يدل الحديث على تحريم الظلم بجميع صوره وأشكاله بين الناس ، وصيغة الحديث تدل على الترهيب منه حيث جعله الله على نفسه محرماً ثم حرمه على الناس ، فما جزاء من تعدى بعد ذلك وظلم ؟! .
الفائدة العاشرة : من الظلم الذي حرمه الله الشرك به ودعاء غيره والالتجاء إلى أحد سواه ، وانتهاك حرماته والتعدي على حدوده .
الفائدة الحادية عشرة : يدل الحديث على أن الهداية بيد الله يعطيها من يشاء بفضله ، ويمنعها من يشاء بعدله ، ولذلك قال " فاستهدوني " فتطلب من عنده .
الفائدة الثانية عشرة : دل الحديث على أن الإنسان لولا إعانة الله لضل السبيل ولا يملك دلالة لنفسه وإرشاداً لها " يا عبادي كلكم ضال "
الفائدة الثالثة عشر : قوله " كلكم ضال إلّا من هديته " فيه بيان لفضل الرسل لأن الله هدى بهم الناس وأخرجهم من الظلمات إلى النور يبلغون دين الله وهداه ونوره .
الفائدة الرابعة عشر : يدل الحديث على حاجة الإنسان إلى الهداية في كل لحظات حياته ، قال ابن تيمية رحمه الله : " والذنوب من لوازم النفس وهو محتاج إلى الهداية كل لحظة ، وهو إلى الهدى أحوج منه إلى الأكل والشرب " أ. هـ .
وقال رحمه الله أيضاً موضحاً ذلك " ولهذا أمرنا الله أن نستهديه فقال " فاستهدوني " وأما السؤال من يقول فقد هداهم للإيمان فلا حاجة لهم إلى الهدى وجواب من يجيب بأن المطلوب دوام الهداية فكلام من لا يعرف حال الإنسان وما أمر به فإن الصراط المستقيم حقيقته : أن تفعل كل وقت ما أمرت به في ذلك الوقت من علم وعمل ولا تفعل ما نهيت عنه وعلى أن يحصل له إرادة جازمة لفعل المأمور وكراهة جازمة لترك المحظور ، وهذا العلم المفصل والإرادة المفصلة لا يتصور أن يحصل للعبد في وقت واحد ، بل كل وقت يحتاج أن يجعل الله في قلبه من العلوم والإرادات ما يهوى به في ذلك الوقت" أ .هـ .
الفائدة الخامسة عشر : الله في الحديث أمر بالدعاء ووعد بالإجابة فقال " فاستهدوني أهدكم " وقال " فاستطعموني أطعمكم " وقال " فاستكسوني أكسكم " وهذا يربي في الأنفس اليقين بوعد الله سبحانه .
الفائدة السادسة عشر : الطعام والرزق على وجه العموم كله من عند الله سبحانه ، لا يملك أحد منه شيء ، وهذا يوجب اليقين بما قسم الله ، والرضاء به ، وسؤال الله الرزق .
الفائدة السابعة عشر : في قوله " كلكم جائع إلّا من أطعمته " بيان لقمة فقر الإنسان وحاجته ، وحوله وقوته من دون الله سبحانه حيث لا يملك أن يطعم نفسه فضلاً أن يهديهاوهذا ظاهر، كذلك في قوله " كلكم عار إلّا من كسوته " حيث لا يملك الإنسان أن يكسي عريه ، فسبحان الغني .
الفائدة الثامنة عشر : فيه بيان لمنة الله على جميع خلقه وتفضله عليهم في الأكل والشرب واللباس والهداية ولا حدود لذلك فله الحمد .
الفائدة التاسعة عشر : يربي التفكر في حياة الإنسان نفسه ، في طعامه وشرابه ولباسه ، فمن تفكر فيها وكيف أتته ؟ ومن ساقها إليها ؟ قاده ذلك إلى شكرها والاعتراف بفضل المنعم بها .
الفائدة العشرون : سبحان من علم خطايا الإنسان كلها وأحصاها لا يغيب عليه شيئ منها ، ولا تخفى عليه خافيه " يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار " .
الفائدة الحادية والعشرون : قوله " تخطئون بالليل والنهار " يربي مراقبة الله في قلب المسلم حيث علم الله ذنوبه وعدها ، ومن راقب الله نهى النفس عن الهوى .
الفائدة الثانية والعشرون : فيه عظم حلم الله سبحانه حيث تأتيه المعاصي والذنوب والخطايا من الخلق بالليل والنهار ومع ذلك لم يعاجلهم بعقوبة .
الفائدة الثالثة والعشرون : قوله " وأنا أغفر الذنوب جميعاً " يزيد من منزلة الرجاء عند المؤمن .
الفائدة الرابعة والعشرون : الحديث يدل على عظمته سبحانه المطلقة ، وهذا ظاهر في قوله "لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني" .
الفائدة الخامسة والعشرون : الله سبحانه لا يتعاظمه ذنب أن يغفره إذا استغفر صاحبه ولو كان الشرك لقوله " وأنا أغفر الذنوب جميعا " .
الفائدة السادسة والعشرون :فيه تربية للناس على الاستغفار والاكثار منه ومداومته لفرط الحاجة إليه لقوله " فاستغفروني أغفر لكم " .
الفائدة السابعة والعشرون : دل على أن العبد محتاج إلى الله سبحانه في أمور الدنيا من سد جوع وعطش ولباس ، ومحتاج إليه في أمور الآخرة من هداية ومغفرة ذنوب .
الفائدة الثامنة والعشرون : الطاعات لا تنفع إلا أصحابها ، ولا تضر إلا إياهم ، أما الله فلا تنفعه طاعة الطائعين ولا تضره معصية العاصين " يا عبادي لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني " .
الفائدة التاسعة والعشرون : كرمه سبحانه وتعالى في رزق الخلق جميعاً وجلب المنافع ودفع المضار مع أن منهم الكافر والعاصي والطائع الذي قصر في طاعته .
الفائدة الثلاثون : قوله " قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي شيئاً مرادف لقوله {وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ } (21) سورة الحجر
الفائدة الحادية والثلاثون : الثواب والعقاب يكون على الأعمال ويتجاوز الله عن السيئات ويعفو عمن يشاء ، ويدخل الجنة من يشاء بفضله .
الفائدة الثانية والثلاثون : على الإنسان أن يرجع سبب ما يصيبه من خير إلى الله سبحانه ، وما يصيبه من شر إلى نفسه ويتهمها في ذلك كما قال " {مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِك َ} (79) سورة النساء وقد قال في حديث الباب " إنما هي أعمالكم " .
الفائدة الثالثة والثلاثون : في قوله " فاستهدوني أهدكم " مع قوله " إنما هي أعمالكم " تأصيل لمذهب أهل السنة والجماعة في باب القدر أن الهداية بيد الله يؤتيها الله من يشاء ، والعبد له قدره واختيار وعمله ينسب له .
الفائدة الرابعة والثلاثون : في الحديث أن الله سبحانه يحصي جميع الأعمال لقوله " أحصيهالكم " فنسأل الله أن يتجاوز عنا .
الفائدة الخامسة والثلاثون : جمع الحديث أعمال القلوب الثلاثة : ـ
الأولى : المحبة وهذا في جميع ألفاظ الحديث فإنها تزيد من محبة الله .
الثانية : الرجاء وهذا في قوله " وأنا أغفر الذنوب جميعا " .
الثالث : الخوف وهذا في قوله " إنما هي أعمالكم أحصيها لكم " .
الفائدة السادسة والثلاثون : دخول الجنة يكون بفضل الله ورحمته وليس بمجرد الأعمال ، ولهذا قال في الحديث " فمن وجد خيراً فليحمد لله " أي يحمده لأن الخير بفضل الله لا بمجرد العمل .
الفائدة السابعة والثلاثون : يربي في قلب المسلم محاسبة نفسه وأعماله .
الفائدة الثامنة والثلاثون : يدل على أن الجن مكلفون بعبادة الله سبحانه كالأنس وسيحاسبهم الله سبحانه .
الفائدة التاسعة والثلاثون : يجمع الحديث عدداً كبيراً من أعمال القلوب ويزيدها مثل : التوكل والاستعانة والمحاسبة والصدق والاخلاص والتعلق والخوف والمحبة والرجاء... وغيرذلك كلها اهتم بها الحديث لأنها من الإيمان .
الفائدة الأربعون : أرزاق البشر جميعاً والدنيا والأموال وكل ما في الكون لا ينقص مما عند الله شيء ، فسبحان من لا تغيضه نفقة ولا ينقص ما عنده ، لقوله " ما نقص مما عندي شيئا " .
الفائدة الحادية والأربعون : التقوى والفجور محلها القلب ولذلك قال " على أتقى قلب رجل واحد منكم " وقال " على أفجر قلب رجل واحد منكم " فعلى الإنسان أن يهتم بقلبه ويراعي حاله وتقواه ويزيل أمراضه . [/align]







رد مع اقتباس
قديم 18-10-07, 12:44 PM   رقم المشاركة : 27
أبو سالم
عضو برونزي
الملف الشخصي






 
الحالة
أبو سالم غير متواجد حالياً

 


 



[align=center]الحديث الخامس والعشرون:

عن أبي ذر رضي الله عنه أن أناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم، يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم قال: { أو ليس قد جعل الله لكم ما تصدّقون؟ إن بكل تسبحية صدقة وكل تكبيرة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وأمر بمعروف صدقة ونهي عن منكر صدقة وفي بضع أحدكم صدقة } قالوا يارسول الله أياتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال : { أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر } رواه مسلم.[/align]

[align=right]الفوائد التربوية:-
الفائدة الأولى
: فيه التسابق في فعل الخيرات والتنافس فيها لا في أمور الدنيا.
الفائدة الثانية: بيان لحال الصحابة رضي الله عنهم ورفعة همتهم، وما كان يشغلهم ويدور في خواطرهم، حيث كان الهم الأكبر لدى الواحد منهم ألا يسبقه أحد في فعل الصالحات.
الفائدة الثالثة: الصحابة كانوا يحزنون إذا تعذر على الواحد منهم عمل من أعمال الخير كما وصفهم الله بقوله ( وعلى الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون ). التوبة 92
الفائدة الرابعة: إحسان الظن بالمسلمين حيث قال الصحابة عن إخوانهم الأغنياء "ذهبوا بالأجور" فأحسنوا الظن بهم وبأن الله تقبلها منهم، وهذا كله لصفاء قلوبهم من الغل والحقد والحسد.
الفائدة الخامسة: من آتاه الله فضلاً من عنده مال أو غيره فليسخره في طاعة الله وإلا فإنه لم يستفد من ذلك الفضل فأغنياء الصحابة أنفقوا مما آتاهم الله فسبقوا غيرهم ممن لا مال له.
الفائدة السادسة: تنافس الصحابة وتسابقهم خالٍ عن الغل والحسد، بل مجرد غبطة على ما آتاه الله من فضله لبعضهم دون البعض، ولذلك لم يجرحوهم أو يسبوهم أو يتمنوا زوال ما عندهم.
الفائدة السابعة: دل الحديث على أن الشخص إذا كان لا يستطيع فعل شيء يذهب إلى باب آخر من أبواب الخير، فلما كان فقراء الصحابة لا يجدون ما يتصدقون به دلهم النبي صلى الله عليه وسلم على أبواب أخرى من العبادة من التسبيح والتحميد وغيره.
الفائدة الثامنة: المسلم الأصل أن ينوع العبادات من صلاة وصيام وانفاق وغير ذلك حتى يفوز بقبول الله سبحانه، لأنه لا يعلم أي أعماله تقبل.
الفائدة التاسعة: دل على تنوع شعب الإيمان وتعددها مما يجعل الشخص مشغولا طوال عمره في تحصيلها وتتبعها.
الفائدة العاشرة: جميع أنواع فعل المعروف صدقة من ذكر الله وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر وغير ذلك.
الفائدة الحادية عشر: اتيان الرجل شهوته له بها صدقة إذا احتسبها عند الله.
الفائدة الثانية عشر: فعل الشهوات البديهية يأخذ حكم اتيان الرجل زوجته مثل : الأكل والشرب والنوم وطلب الرزق الحلال وغير ذلك كلها للإنسان المسلم فيها أجر عند الله.
الفائدة الثالثة عشر: فيه بيان لكرم الله سبحانه على عباده في فتحه أبواب الخيرات والعبادات.
الفائدة الرابعة عشر: كرامة المسلم عند الله حيث جعل حتى في أمور الفطرة له أجر فيها.
الفائدة الخامسة عشر: دليل لمن يحتج بالقياس وهم الجمهور من أهل العلم لأن النبي صلى الله عليه وسلم قاس أجر إتيان الزوجة على وزر من فعل الحرام.
الفائدة السادسة عشر: عفة النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة حيث أنهم ذكروا كنايات عن الشهوة فقال النبي صلى الله عليه وسلم " وفي بضع أحدكم صدقه" وقوله صلى الله عليه وسلم كذلك " وضعها في حرام" وقال الصحابة " يأتي أحدنا شهوته" فكنوا في مثل هذه الألفاظ ولم يصرحوا لكمال عفتهم.
الفائدة السابعة عشر: الصدقة تكون بغير مال كما هو صريح الحديث.
الفائدة الثامنة عشر: على العالم أن يفتح ويعدد أبواب الخير على الناس حتى يعمل كل واحد بما يستطيع فعله ولذلك نوَّع النبي صلى الله عليه وسلم على الصحابة أبواب الخير ما بين صدقه وذكر وأمر بمعروف.
الفائدة التاسعة عشر: على العالِم أن يسّهل فعل الخير للناس ولا يضع بينهم وبينه حواجز ، بل يجعل فعل الخير أقرب لهم من كل قريب كما فعل صلى الله عليه وسلم مع فقراء الصحابة.
الفائدة العشرون: يربي الحديث في نفس المسلم حفظ الوقت، فما دام أن التهليل والتكبير والتحميد والذكر عامة صدقة، بل كل فعل خير صدقة فإن ذلك يجعل المسلم حريصاً على ألا يصرف وقته إلا في فعل الصدقات.
الفائدة الحادية والعشرون: الحديث يجدد النية في قلب المؤمن ، فإتيان الزوجة والإنفاق على الأهل وطلب الرزق تكتب للإنسان صدقات إذا نواها واحتسبها عند الله، فهذا يجعل المؤمن مجدداً لنيته مع مرور الوقت.[/align]







رد مع اقتباس
قديم 18-10-07, 12:50 PM   رقم المشاركة : 28
أبو سالم
عضو برونزي
الملف الشخصي






 
الحالة
أبو سالم غير متواجد حالياً

 


 


[align=center]
الحديث السادس والعشرون:
عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { كل سلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس: تعدل بين اثنين صدقة، وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة، وتميط الأذى عن الطريق صدقة } رواه البخاري ومسلم.[/align]

[align=right]الفوائد التربوية :
الفائدة الأولى : وجوب شكر نعم الله التي في الإنسان ذاته لقول " على كل سلامى من الناس صدقة" أي كل عظم من عظام الإنسان يحتاج إلى شكر لله بصدقة لأنه ركبه وأتمه وأنعم به.
الفائدة الثانية: التفكر في النفس من سمات المؤمنين كما قال تعالى " وفي أنفسكم أفلا تبصرون" الذاريات21.
الفائدة الثالثة: أفضل الصدقات ماكان متعديا نفعه مثل : أن تعدل بين اثنين وأن تحمل متاع أخيك أو تعينه على حمله وإماطة الأذى عن الطريق.
الفائدة الرابعة: على المسلم ألا يحتقر أي عمل يحتسبه عند الله سبحانه، ولذلك في حديث أبي هريرة مجرد رفع متاع إنسان على دابته وإعانته على ذلك وإماطة الأذى عن الطريق يعتبر صدقة وهما عملان قد يحتقرهما الشخص قبل سماع الحديث.
الفائدة الخامسة: حديث أبي ذر رضي الله عنه السابق أغلب الأعمال التي ذكرت فيه تتناول علاقة الإنسان مع ربه سبحانه وتعالى من ذكر وتهليل وتحميد وأمر بمعروف ونهي عن منكر، أما حديث أبي هريرة رضي الله عنه فأغلب الأعمال في علاقة الإنسان مع إخوانه المسلمين ومع مجتمعه، فهما حديثان يكمل أحدهما الآخر.
الفائدة السادسة: يربي في النفس التواضع حيث يحمل المسلم متاع أخيه ويحمله على دابته ويميط الأذى، فهذا كله يطرد الكبر من القلب.
الفائدة السابعة: يربي جانب الأخوة بين المسلمين في تعاونهم وتعاضدهم وتآخيهم لقوله" وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه".
الفائدة الثامنة: شكر النعم يكون بتسخيرها في طاعة الله كما قال الله آمراً آل داوود " اعملوا آل داوود شكر" سبأ 13.
الفائدة التاسعة: فيه فضل الإصلاح بين الناس وأنه صدقة للمسلم.
الفائدة العاشرة: المسلم طيب لا يخرج من لسانه إلا الكلمة الطيبة من سلام وذكر ودعوة وقرآن وغير ذلك وكل هذا من الصدقة.
الفائدة الحادية عشر: فيه فضل المشي إلى الصلاة، خاصة إن كان المسجد بعيد فكل خطوة صدقة.
الفائدة الثانية عشر: الحديث يحث المسلم على الاستمرار في الأعمال الصالحة في كل الأيام لا يقف عند حد، ولا يمل منها، وذلك لقوله " كل يوم تطلع فيه الشمس، تعدل .....، وذكر أنواع الأعمال الصالحة".
الفائدة الثالثة عشر: يدل الحديث على أن المسلم نافع مبارك في جميع أحواله، فإن كان لوحده ذكر الله فكان له بذلك صدقة ، وإن التقى مع غيره من المسلمين أعانهم وأحسن صحبتهم، وإن كان في طريق أماط الأذى فكان له بالجميع صدقة.
الفائدة الرابعة عشر: ينبغي للإنسان أن يستغل أمور حياته الاعتيادية ليكسب من ورائها صدقات، فمن ضروريات الحياة أن يخالط الإنسان غيره، ويذهب لطلب رزقه، ويسافر، فعليه أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويبذل السلام ويميط الأذى ويعين المسلمين ويعطي الكلمة الطيبة فكل ذلك يكتبه الله له.
الفائدة الخامسة عشر: الإسلام يعود المسلم على المسؤولية عن كل ما يكون حوله فهو مسؤول عن أخيه المسلم وحاجاته ومسؤول عن الطريق فيميط ما فيه من اذى، ومسؤول عن المتخاصمين فيسعى للإصلاح بينهم فالإسلام لا يربي الناس على الأنانية وحب الذات فقط.
الفائدة السادسة عشر: المجتمع الإسلامي لا يرضى بوجود المخاصمات والتناحر بين أفراده بل يصلح بينهم فإن عجز شخص عن الإصلاح شارك غيره وهكذا حتى يلتئم الصف ويتوحد الشمل، ولذلك جعل الإصلاح بين الاثنين صدقة حتى يشارك الناس كلهم في هذه الصدقة.
الفائدة السابعة عشر: الكلمة الطيبة بمفهومها العام هي التي ليس فيها أذى لغيره من المسلمين، فله بها صدقة.
الفائدة الثامنة عشر: الحديث يجعل المسلم مشارك متفاعل في قضايا مجتمعه من إصلاح أو نظافة أو تقديم خدمة فليس متوانياً أو مسوفاً أو كسولاً اتكالياً على غيره انعزالياً عما حوله.[/align]







رد مع اقتباس
قديم 18-10-07, 12:56 PM   رقم المشاركة : 29
أبو سالم
عضو برونزي
الملف الشخصي






 
الحالة
أبو سالم غير متواجد حالياً

 


 


[align=center]
الحديث السابع والعشرون:

عن النواس بن سمعان رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: { البر حسن الخلق والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس } رواه مسلم.
وعن وابصة بن معبد رضي الله تعالى عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: { جئت تسأل عن البر؟ قلت: نعم قال: استفت قلبك: البر مااطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب. والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك } حديث حسن رواه الإمام احمد بن حنبل في مسنده والدارمي بإسناد حسن.[/align]

[align=right]الفوائد التربوية :
الفائدة الأولى
: فيه فضل حسن الخلق وأنه البر.
الفائدة الثانية: الأخلاق تختلف في الحسن، وكلما كان الخلق حسناً كلما كان أعظم في البر.
الفائدة الثالثة: البر عليه نور يعرفه كل أحد، والإثم يسبب شكاً وقلقاً.
الفائدة الرابعة: الشريعة في مجملها واضحة بينه من حيث البر والإثم بحيث لا يلتبس الحق بالباطل.
الفائدة الخامسة: الله فطر عباده على معرفة الحق والسكون إليه وقبوله، والنفرة من ضده وذلك في الجملة، ولهذا قال في الحديث "البر ما اطمأنت إليه النفس".
الفائدة السادسة: دل على أن النفس تطمئن للخير والبر، ولذلك يصلح لها ولحياتها.
الفائدة السابعة: من علامات البر ارتياح النفس له واطمئنانها به وسكونها إليه في داخلها، وهذا مجرد علامة لا أن ذلك دليل، وإنما في جملة الأمر إذا كان من البر فيسبب راحة للضمير.
الفائدة الثامنة: من علامات الإثم أنه يسبب حرجاً للنفس وضيقاً لها.
الفائدة التاسعة: البر لا يُستحى من فعله في خلوات الإنسان وفي المجتمعات العامة بخلاف الإثم فإن فعله في الخلوة يسبب الحرج والضيق وفعله في العلانية يستحى منه، ولهذا قال عن الإثم "ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس" كما في رواية.
الفائدة العاشرة: الحديث أصل في باب الورع.
الفائدة الحادية عشر: البر يشمل القيام بحقوق الله، والقيام بحقوق الخلق، ويدل على ذلك اختلاف الروايتين في تفسير البر فقال - في الرواية الأولى "البر حسن الخلق" وهذا القيام بحقوق الخلق.
- وفي الرواية الثانية " البر ما اطمأنت إليه النفس" وهذا القيام بحقوق الله، لأنه فيما بين الإنسان وبين ربه.
الفائدة الثانية عشر: يدل على أن الإنسان لا يفعل مثلما يفعل سائر الناس سواء كان الفعل حلالاً أو حراماً، بل يتأنى ويستفت أهل العلم، فإن لم يجد نظر في ذلك الفعل أي العلامات تنطبق عليه، علامات البر أم الإثم؟ وهذا يعرف أحياناً من خلال المصالح المترتبة عليه والمفاسد وهكذا.
الفائدة الثالثة عشر: يدل على أن الإنسان في فتواه قد يجانب الصواب، ومع ذلك لم يحكم بتأثيمه او انتقاصه ما دام بذل وسعه واجتهد، ولهذا قال " وإن أفتاك الناس وأفتوك".
الفائدة الرابعة عشر: الطاعات تجلب السعادة للمؤمن لأنها من البر الذي تطمئن إليه النفس.
الفائدة الخامسة عشر: المعاصي والذنوب تجلب الشقاء للإنسان لأنها من الإثم الذي يتردد في الصدر ويسبب الحرج والضيق.
الفائدة السادسة عشر: دل على أن الإكثار من أعمال البر والخير يزيد النفس طمأنينة وسكوناً وانشراحاً.[/align]







رد مع اقتباس
قديم 18-10-07, 01:02 PM   رقم المشاركة : 30
أبو سالم
عضو برونزي
الملف الشخصي






 
الحالة
أبو سالم غير متواجد حالياً

 


 


[align=center]
الحديث الثامن والعشرون:

عن أبي نجيح العرباض بن سارية رضي الله تعالى عنه قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون. فقلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا، قال: { أوصيكم بتقوى الله عز وجل، والسمع والطاعة وإن تأمّر عليكم عبد، فإنه من يعش منكم فسيرى إختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضّوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة } رواه أبو داود والترمذي [/align]

[align=right]الفوائد التربوية :
الفائدة الأولى
: ينبغي للإنسان أن يستمع المواعظ بين فترة وأخرى لأنها نافعة للقلب.
الفائدة الثانية: على الإمام وطالب العلم والعالم أن يتعاهدوا الناس بالمواعظ كما كان يفعل صلى الله عليه وسلم مع الصحابة رضي الله عنهم.
الفائدة الثالثة: الموعظة يجب أن تكون بليغة قوية تؤدي هدفها ولذلك على الإنسان أن يختار ألفاظها ويحسن قصدها لعل الله أن ينفع بها.
الفائدة الرابعة: فيه بيان لعلاقة القلب مع الجوارح فمتى تأثر القلب وخشع تأثرت العيون فذرفت وبكت من خشية الله.
الفائدة الخامسة: فقه الصحابي العرباض بن سارية رضي الله عنه حيث قدم قوله " وجبت منها القلوب " على قوله "ذرفت منها العيون" لأن القلب هو الأصل.
الفائدة السادسة : خشية الصحابة رضي الله عنهم لربهم سبحانه، فبسماعهم المواعظ تذرف عيونهم وتوجل قلوبهم.
الفائدة السابعة: البكاء في مجالس الوعظ والذكر إذا غلب على الإنسان لا يكون رياءً، كما بكى الصحابة رضي الله عنهم في حديث الباب.
الفائدة الثامنة: الكلام النافع هو الذي يخالط القلب فيؤثر عليه لصدق قائله وإخلاصه في نصحه.
الفائدة التاسعة: فهم الصحابة وفطنتهم لما قال صلى الله عليه وسلم، ولذلك قالوا " يا رسول الله كأنها موعظة مودع" ففهموا من خلال الألفاظ أنها وصية مودع ، وهذا الفهم يحصل بالتركيز والإنتباه، أما السهو والغفلة أثناء الوعظ فتضيع الفائدة على صاحبها.
الفائدة العاشرة: يشرع للمسلم أن يطلب الوصية من غيره، ويجب على الآخر أن ينصح له في وصيته ولا يغشه فيها.
الفائدة الحادية عشر: على الإنسان أن يتحرى أهل العلم والفضل ويطلب منهم النصيحة لأن نصيحتهم ووصيتهم أفضل من غيرهم.
الفائدة الثانية عشر: أعظم الوصية على الإطلاق الوصية بتقوى الله لأنها تعني فعل الطاعات وترك المنهيات، فهي الدين بكامله.
الفائدة الثالثة عشر: دل على وجوب السمع والطاعة لولاة أمر المسلمين، حيث أكد ذلك بقوله" وإن تأمر عليكم عبد" .
الفائدة الرابعة عشر: السمع والطاعة لولي أمر المسلمين من تقوى لله سبحانه وتعالى، فيطاع عبادة لله ولذلك ذكر صلى الله عليه وسلم السمع والطاعة بعد قوله " أوصيكم بتقوى الله".
الفائدة الخامسة عشر: ضابط طاعة ولي أمر المسلمين ما كان في حدود تقوى الله سبحانه، كما هو مذهب أهل السنة والجماعة، وهذا الضابط والقيد يؤخذ من الربط بين قوله صلى الله عليه وسلم " أوصيكم بتقوى الله" مع قوله صلى الله عليه وسلم " والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد" .
الفائدة السادسة عشر: الحديث يعالج تفرق وشق الصف وذلك بالإجتماع على تقوى الله وعلى إمام واحد.
الفائدة السابعة عشر: يعتبر الحديث من معجزاته صلى الله عليه وسلم لقوله " فإنه من يعش منكم فسيرى إختلافاً كثيراًً " وهذا ما حدث بعد وفاته بزمن من تفرق ووجود اختلاف.
الفائدة الثامنة عشر: كلما زاد البعد عن الرسالة النبوية كلما زاد الإختلاف لغلبة الجهل" فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيراً".
الفائدة التاسعة عشر: ذكر في الحديث علاجاً للفتن والافتراق والاختلاف بين المسلمين، ويتلخص العلاج في أمور:-
الأولى: تقوى الله "أوصيكم بتقوى الله"
الثانية: السمع والطاعة " والسمع والطاعة"
الثالثة: التمسك بالسنة " فعليكم بسنتي".
الرابع: هجر البدع " وإياكم ومحدثات الأمور".
الفائدة العشرون: دل على حجية سنة الخلفاء الراشدين لأن النبي صلى الله عليه وسلم نص عليها " فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ".
الفائدة الحادية والعشرون : فيه تزكية للخلفاء الأربعة رضي الله عنهم أجمعين لقوله " الراشدين المهديين"
الفائدة الثانية والعشرون: في الحديث التشديد على التمسك بالسنة وذلك:-
- لقوله " فعليكم بسنتي": ففيها أمر.
- ولقوله " عضوا عليها": فلفظ العض يدل على التمسك في معناه
- ولقوله " النواجذ" وهي الأضراس وهي أقوى الأسنان، فيشعر ذلك بقوة التمسك.
الفائدة الثالثة والعشرون: في الحديث التشديد على هجر البدع، وذلك:-
- لقوله "إياكم ": وهي كلمة تحذير.
- ولقوله " كل " : وهي من ألفاظ العموم وقد أضيفت لما بعدها "بدعة" فاجتمع صيغتان للعموم "كل" والإضافة.
- ولقوله " ضلالة ": وهي وصف لجميع البدع بالضلال، وهذا من الذم والتحذير.
الفائدة الرابعة والعشرون: فيه بيان تام لتعريف البدعة حيث ذكرها بعد قوله " فعليكم بسنتي وسنة الخفلفاء" فدل على أن كل ما ليس بسنة عنهم فهو بدعة.
الفائدة الخامسة والعشرون : فيه بيان لحكم جميع البدع وأنها لا تجوز حيث وصفها جميعاً بالضلالة.
الفائدة السادسة والعشرون : البدعة لا يستحسن منها شيء أبداً لأنها ضلالة، فلا يغتر الإنسان بتحسين من حسنها أو زعم فيها مصالح ليست في غيرها.[/align]







رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:11 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
تعريب :عاصمة الربيع

تصميم وتطوير سفن ستارز لخدمات الاستضافة والتصميم