[align=center]ستويشكوف يتحدث بصراحته المعهودة
لم يعد خريستو ستويشكوف يحتاج إلى أي تعريف أو تقديم. إذ يكفي التذكير أنه أفضل لاعب في تاريخ بلغاريا وواحد من أبرز رموز برشلونة، علماً أنه أحرز جائزة adidas للكرة الذهبية خلال نهائيات الولايات المتحدة 1994، حيث قاد منتخب بلاده لتحقيق أفضل إنجاز في تاريخ مشاركاته المونديالية.
وقد حل الهداف السابق والمدرب الحالي بجنوب أفريقيا لمتابعة العرس العالمي الذي ينطلق يوم الجمعة، حيث خص موقع FIFA.com بحديث حصري معبراً فيه عن تطلعاته بشأن أول بطولة لكأس العالم تقام على أرض أفريقية، مستحضراً في الوقت ذاته ذكريات تألقه في أم البطولات.
مرشحون فوق العادة ومنتخبات تعد العدة
تجنب ستويشكوف تحديد فريق معين للظفر بلقب كأس العالم جنوب أفريقيا 2010 FIFA، مؤكداً أنه "هناك العديد من المنتخبات المرشحة. إذ هناك 32 فريقاً على أتم الإستعداد للذهاب إلى أبعد نقطة ممكنة. لكن هذا لا ينقص من قيمة المرشحين الدائمين، وأقصد بذلك أسبانيا التي تلعب بشكل رائع إضافة إلى منتخبات البرازيل والأرجنتين وإيطاليا التي عودتنا على لعب أدوار طلائعية والظهور بشكل رهيب عندما لا تتوقع منها شيئاً."
وفي المقابل، توقع الأسطورة البلغاري أن تنجح بعض الفرق في خلق المفاجأة بمونديال القارة السمراء، حيث أوضح أن "الأفارقة يملكون فرصة كبيرة، وبخاصة الكاميرون وغانا وكوت ديفوار، وهي فرق اكتسبت الكثير من الخبرة والتجربة، كما ستحظى بدعم جماهيري كبير. كما يعجبني المنتخب المكسيكي بشكل خاص، وبالإضافة إلى ذلك، فإنني أرى كلا من صربيا والولايات المتحدة قادرتين على فعل شيء هنا. ستكون بطولة متوازنة إلى أبعد الحدود."
ويتوقع نجم البارشا السابق أنه من الواجب استحضار بعض العوامل الخارجية التي من شأنها أن تؤثر بشكل غير مباشر في مجرى الأحداث، مشدداً على ضرورة أخذها بعين الاعتبار والتعامل معها بجدية وصرامة، حيث أوضح "بطولة كأس العالم الحالية ستكون مختلفة عن سابقاتها، أولا بسبب الإرتفاع عن سطح البحر، وهو أمر قد يؤثر على العديد من الفرق، وخاصة في الشوط الثاني. كما سيكون مختلفاً نظراً لأنه يقام في فصل الشتاء."
ورغم أن خريستو أشار إلى أربعة مرشحين، إلا أنه فضل الخوض في تفاصيل وجزئيات المنتخب الذي يعرفه حق المعرفة، وهو الذي أمضى سنوات في صفوف العملاق الكاتالاني، حيث ذكّر الأسطورة البلغاري بأن رفاق إيكر كاسياس "تربعوا على العرش الأوروبي قبل سنتين، مما يضعهم في موقع المرشح الأكبر للظفر بلقب كأس العالم. إن الفريق الأسباني يعج بالنجوم واللاعبين المتميزين الذين يتمتعون بمهارات فنية عالية. إن لاعبي البارشا غنيون عن التعريف، إذ يتميزون بموهبة كروية خارقة. لكنهم إذا أرادوا تحقيق النجاح فيتعين عليهم ألا يعتقدوا أنهم أصبحوا أبطال العالم قبل خوض غمار المباريات، وإلا فإنهم قد يتعرضون لصفعة مفاجئة."
ذكريات الماضي المجيد
وبينما تحث عن تطلعاته بشأن النهائيات التي باتت على الأبواب، لم يفوت ستويشكوف الفرصة للتعليق عن غياب بلاده عن العرس العالمي لثاني مرة على التوالي، حيث عزى المشكلة إلى "غياب العمل الجاد على مستوى القاعدة، إذ لم تعد الأندية تركز على إنجاب المواهب. صحيح أن بلغاريا تملك 4 أو 5 لاعبين من الطراز الرفيع، مثل ديميتار بيرباتوف وستيليان ومارتن بيتروف، إلا أن الباقي لا يملك المستوى المطلوب، وهذا ما يصعب الأمر على المنتخب. إنني أشعر بحسرة كبيرة لعدم تأهلنا."
وشتان بين الأمس واليوم، فمن منا لا يتذكر ذلك الفريق البلغاري الذي ألهب حماس الجماهير وخلب ألباب المشجعين وأشعل المدرجات في بلاد العم سام قبل 16 سنة بالتمام والكمال، إذ من الصعب نسيان أسماء من قبيل ستويشكوف ويوردان ليتشكوف وكراسيمير بالاكوف وبوريسلاف ميهايلوف، حيث يستحضر نجم برشلونة السابق لحظات المجد التاريخي بحنين وشوق كبيرين: "لقد كان أمراً رائعاً أن أشارك هؤلاء اللاعبين الكبار في الإستمتاع والإمتاع على مدى شهر كامل، إذ بفضل عملهم الجماعي تمكنت من الفوز بالحذاء الذهبي، وقد أهديتهم ذلك اللقب حينها."
وبعد مسيرة معقدة في الدور الأول أمام نيجيريا والأرجنتين واليونان، فجّر البلغاريون مفاجأة من العيار الثقيل في مرحلة خروج المغلوب، حيث بدأت الرحلة نحو المجد العالمي بموقعة نارية أمام المكسيك: "لقد كانت مهمتنا غاية في التعقيد، إذ تقدمنا عليهم في النتيجة ثم استطاعوا إدراك التعادل، لكننا فزنا بركلات الترجيح الحمد لله."
ثم جاء الدور على ألمانيا، حيث كانت أغلب الترشيحات تصب في اتجاه سقوط بلغاريا على يد نجوم المانشافت، لكن رفاق ستويشكوف كانوا حينها على موعد مع التاريخ، حي أكد المهاجم المشاكس أن "الفوز كان سهلاً في واقع الأمر، فقد ظهرنا بمستوى أفضل بكثير من مستواهم. كما حالفني الحظ بتسجيل هدف من ركلة حرة في اليوم الذي كانت تحتفل به ابنتي بعيد ميلادها."
لكن الأمور لم تنتهِ على نحو إيجابي بالنسبة لهذا الداهية، إذ تلقى بطاقة صفراء ثانية ليُطرد من اللقاء ويفوت على نفسه إمكانية المشاركة في موقعة نصف النهائي أمام إيطاليا. وعلق خريستو على تلك اللحظة بالقول: "لقد تخلفت عن أفضل مباراة في حياتي وهذا أمر لا يمكنني نسيانه أبداً. لقد كان مونديالاً رائعاً، إذ شهد أفضل إنجاز في تاريخ كرة القدم البلغارية، لكني لم أكن حاضراً فوق أرضية الملعب. أعتقد أني لم أكن أستحق أن أوضع في ذلك الموقف."
إذا كانت مرارة الغياب عن المربع الذهبي ما زالت تسكن قلب ستويشكوف، فهل سيفعلها الأسطورة البلغاري ويحقق مجداً كروياً جديداً من موقع المدرب؟ هذا ما ستجيبنا عنه السنوات والعقود القادمة.[/align]