[align=center]ــ مساء الخير
ــ مساء النور
ــ كيف حالك ِ ؟
ــ بخير ، وأنت ؟
ــ الحمد لله
ــ هل قدمت لوحدك ؟
ــ نعم
ــ أنا .. جئت بصحبة صديقاتي ، غالباً مانأتي إلى هنا في كل خميس !
ــ أدام الله صحبتكن
ــ هل أزعجك ذلك ؟
ــ لا أبداً ، المهم أنني رأيتك ِ !
ــ أول مرة .. صحيح ؟
ــ صحيح ، ومن أجلك ِ !
ــ ماذا تود أن تشرب ؟
ــ لاشيء ، عافاك ِ الله
ــ ترفض !!
ــ أرفض ماذا ؟
ــ أن أقدم لك شيئاً !
ــ العفو ، أصلاً .. أننا هنا ، لأنك ِ هنا !
ــ امممم ، ومارأيك بالمشي قليلاً ؟
ــ براحـتـك ِ
ــ هل أعجبك المكان ؟
ــ بالتأكيد
ــ لا تجاملني
ــ بالعكس ، هـدوء .. أشجـار .. نـوافـيــر .. !
ــ يااااه ، رائع ٌٌ أنت في تأمل ماحـولك .. مع أنها المرة الأولى !
ــ كلك ِ نظـر
ــ بصراحـة ، لا أحب التركيز على ماحـولي .. !
ــ والحكمـة ؟
ــ لا أدري ، ولكن ربما لأن بعض صور الأشياء تنعكس في نظري ، عندما تنعكس النتائج !
ــ طبيعي .. لأن عكس البدايات ، يؤدي إلى نهايات معكوسة !
ــ كيف يعني ؟
ــ أنا أيضاً لا أدري ، فقد قرأت مالم أفهمه ذات مساء !
ــ تصدق يارهين ، حتى نتائج التركيز على بعض البشر ، تأتي أحياناً على نقيض المتوقع !
ــ ربما .. لأن إضاعة الوقت في التركيز ، تؤثر على قدرة التمييز !
ــ صحيح ، لكن فقاعات الصابون .. تـنـتــفــخ .. تحلق عـالـيــاً ..
ــ ثم تنفجــر ؟
ــ هذه نتيجــة ، ولكن العجيب أنها أصلاً.. إنتـفخـت .. وطارت عالياً .. لتـنــفـجــر !
ــ يا سلاااام ، يبدو أنك ِ تمتلكين خيالاً واسعـاً ..
ــ لا أعتقـد، فقد قلت لك إنني لاأهتم بالنظر إلى ماحـولـي ! آه، أمايزال ذهنك شارداً ؟
أشجار.. نوافير..هدوء !
ــ تـقـريبـاً ، وأخبـارك ِ ؟
ــ ماشي الحـال .. بالمناسبـة ، ماأخبار جـديدك ؟ لـم أقـرأ لك شيئـاً منـذ مـدة !
ــ يعنـي ... لا جــديــد
ــ لـم أسـمــع ! هـل أجـبـتـنـي ؟
ــ ياسيدتي ، لاجـديد بالفعـل ، وصدقيني أنه يكفيني مجـرد سـؤالك ِعن أخبـاري
ــ لقـد سألت عن أخبـار جـديـدك ، ولـم أسأل عن أخبـارك أنت !
ــ يبـدو أنك ِ محـقــة ..
ــ بخـصــوص ؟
ــ بخصـوص إنعـكـاس الـنتـائـج !
ــ لا يـاشيـخ !
ــ إذا ً ، فلسـتِ محـقــة ؟
ــ جـرأتك زائـدة !
ــ لـم أقصـد شيئاً ، فقـط كنت أريـد أن أفهـم !
ــ لا بـأس ، وسأقـول لك ماأتـمـنـى أن تـفـهمـه
ــ تـفـضـلـي
ــ بعض الناس نـقـرأ له ، حتى نــتـمـنـى أن نـقـتـرب منه ..
ــ وحين نـقـتـرب ؟
ــ حـيـنـئــذ ٍ ، نـتـمـنــى لو أننا لـم نـقـرأ لهـم حـرفـاً .. !!
ــ أففف ، ممكن تـوضيـح ؟
ــ لا داعـي ، فأنا واثـقــة من أنك مازلت تتذكر فـقـاعـات الصابـون !
ــ هههاااي ، حـلـوة !
ــ لو أنك أحضرت قلمـاً وورقـة ، لإستـطعـت كتابـة مايقـرأ، حتى وإن كان دون المستـوى..
طبعاً ، هـذا يعتمـد على ماتمتـلكـه من مخـزون في داخلك ..
أما الفكرة فهي تأتي في كل زمان وأي مكان ، فأين مايبرر عدم كتابتك للجـديـد ؟
هل نقول شيئاً عن ضرورة وجـود الملهمــة ؟
ــ لا لا ، فليس بالضـرورة أن نكـتب عن الحـب وحـده !
ــ فأين المشكلـة ؟
ــ لا أدري !
ــ المشكلة ، حسب رأيـي ..
ــ ماهي ؟
ــ أنك في كل مرة تحمل إحساساً يتـنـاقض مع ماقبله ومابعده، فهـل تحرص على متابعة الأفلام ؟
ــ لا ، ولكن ما تفسيـر تـنـاقـض الأحاسيس ؟
ــ يعني ، أنت في كتاباتك تكون .. حزين مـرة ، وسعيـداً في أخرى ..
وفي ثالثة تتحدث عن لقاء ٍ رائع .. وفي رابعـة عن فراق ٍ مشـؤوم !
ــ ألا نعيـش هـذه المشاعـر على الأرض ؟
ــ نعيشها ياسيدي ، ولكنها لاتأتـي معـاً !
ــ هـذا صحيـح
ــ أتـمـنـى أن تكون قـد فهمـت !
ــ سيـدتـي ، ومـاذا عن الأفـلام ؟ ومادخلهـا في المشكـلة ؟
ــ ياااه ، ظـنـنـتـك قـد فهـمـت شيئاً .. !
ــ لقد فهمت عن المشاعر في المريخ ، فليتكِ تكملين حديثـكِ عن مايخـص هـوليود !
وسـؤالي هـذا ، لأنني مانسيت شيئاً من كلامك ، ولأنني بالفعـل أطمح إلى فهم ماتعنـيـنـه
ــ المـريـخ .. هـوليـود ! هل رأيت أن أحـدنا يمـتلك خيالاً واسعاً ؟
ــ هـلاّ أكملت ِ ؟
ــ سيدي ، هذه الشخصيـة تبكي في مشهد من هذا الفيلم ..
وتلك تضحك في مشهدٍ من فيلم ٍ آخـر ! فيلمين ، وشخصيـة واحـدة !
ــ هههااااي ، وأنا سعيـد هنا ، وحـزين هنـاك !
ــ ياااااه ، وأخـيــراً ..!!
ــ المهـم ، أنني فهمت .. ولك ِ شكري
ــ لا تنـزعـج من كلامي ، وصدقني أن الممثلين من أقرب الناس إلى الإنحـراف
بل ومن أكثرهم شذوذاً ، والأمثلة كثيرة .. ولكن هل تعـرف سر هذه المشكلة ؟
ــ لا ، ومنكـم نستـفيـد !
ــ لأن الممثل ( يلعب ) دور الشخصية ، وعليه تكون المسألة كلها .. لعب في لعب !!
ــ ياست الكل ، هل تترقبيـن جديدي المكتوب: حبر وورق ؟ أم المصـوّر: صوت وصورة ؟
ــ لاتبـتسـم كثيراً ، فمن يقف وراء ( لعب ) الدور ، هو ( كاتب ) النص !
ــ أحيي هذه الثقـة !
ــ شكراً ، ولاأخفيـك ثقـتـي بأنك قادر على تبرير موقفك !
ــ لا ياسيدتي ، فأنا أعرف الفرق بين من ( يبـرر ) ومن ( يبـربـر ) !
مثلما أنكِ تميزين بين (النقد والإنتقاد) !!
ــ ماذا تعني ؟
ــ أعني: أنني إستـفـدت منكِ الكثير، وأجدد لكِ شكري، وحبـذا لو تفضلتِ بما يفيدني أكثر
ــ أيضاً ، ماذا تعني ؟
ــ ياحلوة ، لقـد أبدعت ِ في ماقلت ِ ، فهل تسمحين لي ببعض البـربـرة ؟
ــ تفضل !
ــ تحدثت ِ عن لاعب ٍ واحد لعشرين شخصية ، في عشرين فيلم ..
ــ لحظـة ، هـل في بيتـكـم ببغاء ؟
ــ ههاااي ، لا .. أخشـى أن يضيــّع مشـي الحمـامة !
ــ المهـم ، أكمل البـربـرة !
ــ طيب ، دعينا نتحدث عن فكرة .. يعني مثلاً ، أنت ِ من محبي متابعة الأفلام
ومؤكد أنك قد رأيت ِ عشرين شخصية مختلفة في فيلم ٍ واحـد ..
ــ هـل أنت جـاد ؟
ــ سيدتي ، نعود لكاتب النص الذي سطر كل هذه الشخصيات برغم تناقضاتها في عمل ٍ واحـد
عصابات .. محقـقـيـن .. قـضـاة .. مجرمين .. أبرياء .. غدر .. وفاء .. ليالي حمراء ..
السؤال .. بعـد أن ينتهي الفيلم : كيف إستطاع كاتب واحـد أن يتعمق في تفاصيل هذه التناقضات ؟
ــ لـم أفهـم !
ــ طيب ، مع من تـقـفـيــن هنـا ؟
ــ مـع من يـدعى (رهينـوه ) !
ــ ورهيـن .. ممثل على الشبكة ! ولكن سؤالي عن الواقف أمامك ِ ؟!
ــ لايعنـيـنـي ، هـل نسيت أنني أهتم بجـديـدك وليس بك !
ــ مانسيت ، ولكن تمنيت لو أنني كنت الواقف هنا ، حتى تتلاشى المشكلة من أصلها ..
ياغالية ، كل تلك الأحاسيس من أدراجي ، وكل ورقة تحكي موقفاً مختلفاً، سبق وأن مررت به
وعندما أختار من هنا وهناك ، فهناك تناقض .. ولكنه ربما يكون في توقيت القراءة
أو ربما يكون في الفكرة المسبقـة ! وهـذا التوقيت الغير متآلف يجد في كل طرفٍ من أطرافه
عيوناً تقـرأ معناه على حسب مايشعـر به صاحبها !
ــ صدقني .. لم أفهم ، فأنت لـم تضـف إلا مايؤكد قولي أنا !!
ــ ربمـا !
ــ إسمـع ...
ــ أستـأذنـك ِ في الرحيـل ، فقـد تأخرت كثيراً ..
ــ بدري .. تـو النـاس !
ــ بدري من عمرك ، ولكن ، أعذريني لعدم إجادة التركيز على ماحولي !
ــ لم أفكـر في ذلك، ولذلك إستأذنتـك بالمشي قليلاً، لكي لانجلس فتكون فرصة التركيز أكبر .. !!
ــ المشي .. نوافير .. أشجـار .. هـدوء .. أشياء جامدة !!
فما بال صديقاتكِ لـم تمـل أعينهن من المراقبة ؟
أخشى أن نكـون فعلاً نصـوّر فيلماً في شيكــاااغــــو !
ــ يعـنـــي ؟
ــ يعني : أظـنــك ِ قـد كسبت ِ الرهـان ياحلوة !! يـا الله ..
ــ تعــاااال !
ــ مع السلامــــة
ــ ماتشـوف شـــر !
وفــتــــّــكــــــــم بــعـــــافــيـــــــــة[/align]
.