فواز بن عبدالله :
الفَقْد شعورٌ إنساني عظيم، والحًزن المُترتب عليه هو الأصدق بالمشاعر الإنسانية، وتزدادُ عظمته بعظمةِ المفقود، فما بالكم حين يكون الفقيد هو الإنسان الذي تجاوز أثر إنسانيته حدود جغرافيته لتتلمس ذلك الأثر بجغرافيا العالم كلّها؟! وبفقد عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- سنكون غاية بالأنانية حين نتحدث عن رحيل ملك!! الحقَّ والعدلُ أن نتحدث عن رحيل إنسان في زمنٍ راحت فيه الإنسانية كقصص تُحكَى ومن النادرِ أن تكونَ اقعًا نعيشه!! حين أتذكر ملامحه، وقوله، وفعله، وبساطته، ومشاعره، وطريقة سيره، نظرته، ابتسامته، اهتمامه، وكل تفاصيله -رحمه الله- تتجلّى أمامي الصورة السامية للإنسانية، وحتى حين أقرأ العبارات التي تصفه أو تصف العلاقة بين الملك وشعبه أجدُ الصدق التام؛ ومنها قول الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- (فمثلما نقول اليوم هنيئًا لخادم الحرمين الشريفين بشعبه، سنقول غدًا هنيئًا للشعب بمليكه) كانت هذه العبارة تأصيل للعلاقة الحقيقية بين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- وبين أبنائه من الشعب، وهي لم تُخطئ الهدف فعلاقتنا بأبي متعب كانت وما زالت وستبقى تلك العلاقة الخاصة والتي استمدت خصوصيتها من عظمة الإنسان عبدالله بن عبدالعزيز.. ولأني مختصُ باللغة العربية؛ فحين أجد كلمات مثل “إخواني، أبنائي” في كلِّ حديث له -رحمه الله- فأنا أعيش الشعور خلفها لتتجلى لي العلاقة التي كان الملك -رحمه الله- يعتمدها لنا نحن الشعب -أخوة و أبوّه- لذلك من الوفاء أن نبقيها هي أساسُ تذكرنا له ونتوارثها جيلًا بعد جيل، فنحن في حقيقة الأمر لم نفقد مَلكًا فقط، بل فقدنا أخًا و أبًا وإنسانًا عظيمًا من حقّه علينا أن نتذكر عبارته الشهيرة؛ “.. وصدقوني ؛ لا أنام إلا وسألت عنكم في كل المناطق، وهذا ليس بفضل ٍ مني بل هو وفاءٌ لكم ولحبكم الذي لن أنساه ما زلتُ حيا” ولنتعاهد على أن نبقيه حيًا بالقلوب نتذكره كل يوم، ونسأل الله أن ينزله الفردوس الأعلى. ولنحمد الله أبناء هذا الوطن أن أبدلنا خير الخلف بخير السلف من عهد المغفور له -بإذن الله- المؤسس، وها نحن تحت قيادة عظيم آخر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- مبايعين على السمع والطاعة في المنشط والمكره، واثقين بمسيرةِ مجدٍ تمتدُّ بالنماء والتقدم والأمن والاستقرار سائلين الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين والوطن.
فواز بن عبدالله
@Fawaz11100
العرض العادي
