السلام عليكم :
كنت في مجلس يضم الكثير من المثقفين وكبار السن ورواة التاريخ فتعرض أحد الاخوان الى الامثال
الشعبية وذكر لنا المثل المعروف ( معرفة الرجال تجارة ) وذكر تدعيماً لقوله بعض القصص
أخوكم حب يطلع الثقافة اللي عنده وقلت : ياجماعة القول هذا غير صحيح وقلت تجارب ماقبل أجدادنا
تعارض هذا المثل المتداول وذكرتهم بقول علي بن العباس بن جريج المشهور بابن الرومي الشاعر
العباسي المعروف :
عدوك من صديقك مستفاد * فلا تكثرن من الصحابِ
فان الداء أكثر ماتراه * يكون من الطعام او الشرابِ
اذا انقلب الصديق غدا عدواً * مبيناً والامور الى انقلابِ
ولو كان الكثير يطيب كانت * مصاحبة الكثير من الصوابِ
ولكن قل مااستكثرت الا * وقعت على ذئاب في ثيابِ
فدع عنك الكثير فكم كثير * يعاف وكم قليل مستطابِ
فعارضني الجميع على وجهة نظري
امام المثقفين فقالوا :
ان ابن الرومي عبارة عن مولى اي مملوك لعبدالله بن جعفر وهو شاعر شهير قتل بالسم من قبل
وزير الخليفة لم ينفعه صداقته للوزير من قتله وسبب ذلك ان الوزر يخاف ان يهجوه وهو شاعر اشتهر
بقوة الهجاء والتذمر من الناس فكلامه ليس على صحته اطلاقاً .
اما رواة التاريخ فعرجوا على القصص والمواقف التي تثبت حجتهم والمثل المشهور
( معرفة الرجال تجارة ) .
اما كبار السن فقالوا لي الله يصلحك ويخليك لاهلك
عموماً انا مقتنع بان كثرة المعارف غثاء مابعده غثاء خصوصاً في هذا الوقت الذي يندر ان تجد فيه
الصديق الصدوق المخلص .
هذا رأيي وبانتظار ارائكم .
فهـــد القحطـــاني