[align=center]
ما إن يتحدث احد عن الاستبداد والقهر والظلم حتى يترامى إلى مسمعك صوت الأنات والزفرات التي تصدر من مستمعي ذلك الحديث.
ولا يفقهون من الاستبداد سوى استبداد الحكّام لمحكوميهم، وارتبط في أذهانهم أن أي حديث في هذا الموضوع ، هو حديث عن الحكّام والأنظمة القائمة.
والحقيقة أن ذلك ما هو إلا لون من ألوان الاستبداد الحاصل في الأمة، ونوع من أنواعه.
إن المجتمعات الإسلامية تعاني اليوم من الاستبداد في كافة شرائح المجتمع ومستوياته، من أعلى فرد فيه حى أقصاه.
إننا ومن دون أن نشعر نمارس ألواناً من الاستبداد، وأشكالاً من الظلم، سواء كان ذلك مع أبناءنا، أو زوجاتنا، أو طلابنا، أو في حواراتنا مع بعضنا البعض ونقا شاتنا، بل حتى بعض الأعمال الإسلامية لا تخلو هي الأخرى من ذلك.
انك قد تعجب مثلا من ذلك المعلم الذي امتلأت نفوس طلابه منه رهبةً وخوفاً حتى لا يجرأ احدهم أن يتحدث معه أو أن يتحاور ويناقش .
ومع ذلك يتحدث إليك عن الاستبداد والظلم والقهر الحاصل على الأمة، والجاثم على صدرها، وينسى انه هو احد لبناته.
إن مجتمعاً يمارس الاستبداد و الظلم والقهر في كل طبقاته، حَرِيٌّ أن يكون هو أيضاً ضحية لذلك الاستبداد.
وان مجتمعاً تسود بين إفراده الرحمة، ويسود العدل والإنصاف، حَرِيٌّ أن ينعم بها، ويعيش تحت ظلالها، تمشياً مع السنة الإلهية ( وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون )- النحل اية18- و(كما تكونوا يولّى عليكم ).
مظاهر الاستبداد كثيرة، فأرجوا من الأخوة الكرام أن لا يبخلوا علينا بمشاركاتهم، حتى نتعرف على صور هذه المشكلة، ومظاهرها، فنمتنع عن ممارستها
انتظر مشاركاتكم
ودمتم
...[/align]