كنت بعيد كل البعد عن ذلك الشعور الرهيب..
لم اكن اعرف ما هو أو ما يعني ذلك الشعور..
دخلت الى المجهول، لا اعرف اين هو مكاني و اين هو مستقري..
احتوتني بكل ما اوتيت من قوة.. شعرت و أحست بي..
لكنني لم أشعر بها.. و لم اعرف من هي..
كانت تلاحقني من مكان الى آخر، و انا اتجول لوحدي لا اعرف اين هو مستقري..
كانت تريد أن تلهمني انها هي ملاذي الأخير.. و أنها هي راحتي من هذه الوحدة القاتلة..
كلما كانت تقترب مني.. كنت ابتعد و أصدها عني..
فلم تيأس..
و لكنها كانت تتألم بشدة.. لانني صرت لها قدرها.. فما كان من قدرها الا ان يصدها..
فأحزنها ذلك و تألمت بعمق..
لكنها مع ذلك كله لم تيأس..
تعرفت على عدة أماكن.. جلست هنالك معهم، و هي تنتظرني أن أبحث عنها..
فما كان مني الا أن صددتها أكثر فأكثر..
حاولت التلميح لي.. فلم أفهم تلك الاشارات الغامضة..
خفت منها و من المجهول الذي كانت تبدو عليه، ظلام حالك ٌ من ورائها..
فاخترت الابتعاد عنها..
و لكــــــــــــــــــــــــــــــــــــن
كلما حاولت الابتعاد عنها..أحسست بأن شيئا ً يشدني لمعرفة ذلك المجهول.... فقررت ان اقترب منها..
مع انني كنت خائف أشد الخوف.. و لكنني تقدمت اكثر فأكثر..
و هي كانت تتقدم ايضا..
أحسست بأنها تريد التحدث معي..
و ان تقول لي :أنا هي مستقرك.. أنا هي المكان الذي سيحتويك و يرعاك ويلهمك الطريق الصحيح..
شعرت بالفرحة و القليل من الخوف..
الخوف بدأ يزول شيئا ً فشيئا...
إلى ان قلت لها و بكل استحياء : أنتي هي قدري و أنا قدرك..
فابتسمت.. فكانت أجمل ابتسامة رأيتها على وجهها منذ أن عرفتها..
لأنها كانت دائما حزينه.. متألمهً.. خائفه أن أتركها و أن أختار مكان آخر غير مكانها..