[align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني وأخواتي في بادئ ذي بدء أود أن أطرح بين أيديكم مقالي هذا عن مفهوم الظلم
رغم أنني أخرجت من قاموس حياتي هذه الكلمة العظيمة في معناها الا أنه لابد
أن نسمعها أو نعايشها مع الاخرين
لكن سأحكي فيه عن قصة واقعية حصلت معي شخصياً دار حوار مرير بيني وبين طفلة
صغيره لم تتجاوز العاشره من عمرها هذا ماجعلني اصر على نقلها لكم لاهميتها
وسأحكي القصة كما جاء على لسانها جاءت إليه حزينه تجر الخطى وأقتربت مني
ثم نظرت إليه وقالت :
ياأستاذه لما وحده تظلمك ايش تسوين ؟؟؟
نظرت إليها في تعجب فبادرتها الرد من ظلمك وكيف ؟ أجيبيني بصدق
قالت صديقتي ندى سرقت كتاب وحده من الطالبات
بعدين راحت للاستاذه واتهمتني بانه انا اللي سرقته وقامت الاستاذه بضربي ثم
طردتني من الفصل
سألتها هل حقاً ماتقولين ؟؟
ثم وضعت يديها على وجهها وأخذت تبكى وقالت :
علميني دعاء ادعي ربي ياخذ حقي من ندى
ثم تساقطت الدموع من عينيها لم أتمالك نفسي حتى أختلطت دموعي بدموع صغيرتي
ياألهى ماهذا ؟؟ وماذا أسمع ؟؟
تمالك نفسي قليل ثم هدأت من روعها وسألتها ماذا تستفيدين من الدعاء ؟؟
هل تعلمين انك اذا سامحتيها سترفع لك درجه عند الله ؟
نظرت إليه نظره بريئة تدل على انبساطها من حديثي لها ثم أنتهزت الفرصة
وطلبت منها أن تخرج مع وعدي لها بكتابه دعاء يجعلها ترتاح هي محاولة مني
كي انسيها ألم ذلك الموقف وبالفعل خرجت
جلست على مكتبي وأخرجت مذكرتي وأنا في حيرة من امري أمسكت بقلمي
وأنا متردده ياالهى ماذا أكتب ؟؟
وماذا أقول لهذه الطفله البريئة التي وقعت تحت ظلم جائر؟؟
ما اصعب الظلم وما أقساه على الانسان والاصعب من ذلك أن تكون مظلوم.
ان الشعور بالظلم شئ عظيم فعندما يكون الظلم من الاخرين صعب جدا
يشعرك بقمة الالم والقهر وخاصة ظلم الطفل الصغير الذي لايفقه شيئا
فالظلم له ابواب الكثير منا يتعامل مع فئه من البشر ثم يتفأجأ بظلمهم دون سبب
والعكس صحيح وقد يقع الظلم على طفل من ابويه أو اقاربه وقد يقع الظلم على زوجه
مظلومه او اخ أو أخت او معلم او مؤظف في عمله ........ الخ
ان الرسول صلى الله عليه وسلم حرم الظلم على نفسه وهذا دليل في هذا الحديث النبوي
ياعبادى : اني حرمت الظلم على نفسي ، وجعلته بينكم محرما ، فلا تظالموا ،... الخ
اخرجه مسلم
أن تربية الطفل وتعويده على الشعور بالانتماء الانساني مع اشباع غرائزه
بالتسامح وحب الاخرين تولد لديه شخصيه استقلالية متزنه وسليمه
نحن ندرك خطوره تعامل الطفل مع العالم الخارجي ومدى تأثيره عليه لذا يبقى
الحمل الكبير على عاتق الوالدين في تربيته فالبيت يعتبر واحة خضراء له يضمه الود
والحب والعطف والتسامح والعفو عمن أخطأ عليه
وقد أشار علماء النفس إلى أهمية تقدير الطفل وعدم اهانته وأعطائه فرصه ليتعلم
المبادئ والقيم العليا .
ومن هنا يجب على الوالدين اعطاء الطفل اهميه باحترامه وكلما كان الوالدين محترمين
انعكس هذا الامر على حياة طفليهما وبالتالى يتعامل مع الآخرين بالحب والاحترام
وتجنبه الاساءة والظلم
من هنا اقول لكل أب وأم لكل معلم تربوي لكل انسان واعي يجب أن نغرس
معنى التسامح في عقول وقلوب اطفالنا كي يكون محبوبين لدى الاخرين
فالطفل جزء مهم من هذا المجتمع وتهذيب السلوكيات في نفسه بشكل صحيح
وسليم تعطى ثمار طيبة وتنشئ لنا جيل واعي ومثقف
نحاول بقدر الامكان أن نرسم لوحة عن مفهوم الظلم ومدى بغضنا له حتى يفرق
الطفل بين الصح والخطا . وضعتُ قلمي وأنا أفكر بتلك الطفله البريئة
وماوصلت إليه من تفكير.
لكن لاننسى أن أطفالنا هم فلذات اكبادنا فلنحافظ عليهم .
دمتـــــم بخــــير جميعاً[/align]