كان الشاعر / قطيفان بن سلامة الجميلي ( أبو ثميل ) ، ساكن في الشمال ( عرعر وما حولها ) وكان له صداقة مع محافظ ( منصوب ) امير حفر الباطن الشاعر الامير / حسين بن عادي ، وكان لهم صديق ثالث يدعى عوض بن مثيب المطيري ( أبو بداح ) .
وحدثت بينهم الكثير من القصائد من مساجلات وغيرها .
وذات مرة ذهب الأمير / حسين بن عادي الديحاني ، والشاعر عوض بن مثيب كعادتهم إلى الشاعر / قطيفان الجميلي إلى الشمال فلما وصلوا له أكرمهم وضيفهم حق الضيافة ، فقال حسين بن عادي يخاطب عوض بن مثيب ، والله إن قطيفان ما قصر أكرمنا وقدم لنا من كل شيء وغمز لعوض ( وكان قصده تحريض عوض على قطيفان لتبدأ بينهم معركة القصيد ) ، فقال عوض ماذا عمل قطيفان ؟ هذا عوج رجلين ، وبدأ يسبه بالكلام ، فقال حسين أكيد كتبت فيه بعض القصيد فقال نعم ، قال عطناها :
قال عوض بن مثيب :
يا عوج رجلين تنزل بالبطاحـي
ما تحط البيت في عرض البطيني
ما تحط البيت في قـاع بياحـي
لا تدسه عن طريق الغانمينـي
جابني راعي غنمكم يوم صاحي
يا عوج رجلين بيتك ما يبينـي
فرد عليه قطيفان بن سلامة فقال :
لا تسب معزبـك يـا بـو بداحـي
ذابحٍ لك يا عوض كبـش سمينـي
نازلٍ لـي عقلـة ماهـا قراحـي
من بغانـي مثلكـم لـزمٍ يجينـي
يا شبيه اللي نبح با أقصى المراحي
تارسيـن ميلغـه تمـر وشنينـي
أجـدع ذيلـه متاليـه الصلاحـي
لا نبح تسمع طقاعه لـه خنينـي
قال عوض ، وقد غير الطاروق وكان بجوار قطيفان ابنه ثميل وكان صغيرا :
أبو ثميـل نازلـن بيـن جاليـن
والبيت بانينه بمجـرى الشعيبـي
متى تعلمتوا على الطيب يا اثنيـن
احكوا وعـدوا فعلكـم ياللهيبـي
ضيوفكم جوكم وراحوا مجيعيـن
واليوم أنا لا أكذب ولا أظلم نصيبي
حنا نزلنا لك على جـال مقريـن
اللـي يوصينـا عليـه الطبيبـي
نبيك تستانس وتخـزا الشياطيـن
ما ترمي اللطمة تقل وجه شيبـي
شوشتك بيضا يا دقاق الكراعيـن
سب المعزب مثل شرب الحليبـي
ياما ذبحنا لـك شيـاه وخرافيـن
والمورة البيضا فراش الغصيبـي
تاهو هلك من يوم سموك عيضين
وليه ما سموك مـوذا القريبـي
ودي يخطرونـي بدالـك ثمانيـن
أخير وأبرك منـك يابـن مثيبـي
قال عوض : وقد استنجد بالشاعر امير حفرالباطن حسين بن عادي الديحاني
الله بلاني يا أبو عادي بكلبيـن
كلب كبير وجرو تـوه منيبـي
وتناتفني كلهن بيـن جرفيـن
ولولا المسدس كان شقن جيبي
فتدخل الاميرحسين بن عادي ، وقال يا قطيفان أنا أبغى أساعد هالمطيري ( عوض ) ، ولكن لا نريد سب أو شتم وإنما سأعطيك بعض الألغاز وعليك الحل فوافق قطيفان
فقال الاميرحسين بن عادي الديحاني :
أنشدك عن بنت لها اسم مشتهر
من دور نوح وعاد للعصر الجديد
ما تنتظر بالعين مير لهـا خبـر
ما هو بقول قال ذا هرج وكيـد
إن كان مهي الروح ما عندي خبر
عن حلتي للغز مرماعـي بعيـد
تمشي مع الإنسان دام به العمـر
وليا خذاه الموت ما يمـه تعيـد
أقر لك يا حسين وإلا لـي تقـر
واللي غلط منـا يربـط بالحديـد
اللغز حليته خذيـت بـه الفخـر
لا شك أنا بانشدك عن لغز جديد
إما تحل اللغـز وإلا لـي تقـر
وثمن تخط العجز والحاضر شهيد
أنشدك عن رجل علينا له قـدر
والله عطانا إياه من رب وحيـد
إن كان مهو المي أنا لك بالخطـر
محي العروق الميته لو هي هميد
والله عطاك البر واللـي بالبحـر
واللي يعرفون المعانـي والنشيـد
يا حلو حل اللغـز حـد المحتظـر
وإن كان عندك شي عطني ما تريد
دامي عن الميلة مركبـن النظـر
لي بندق لغـزت الشـارة تصيـد
أياك مشيك في السماحة والوعـر
واحذر عن الطسات يالصبي الحميد
أنشدك يا بو ثميل عن عبد وحر
متعاقديـن كلهـم عقـد جويـد
متعاقدين لو هو على ضو الجمر
والله خلقهم سلكه لكـل العبيـد
الحر هو والعبد عـن المتجـر
واللي شراهن يا عميلي يستفيد
ماريته لصار بالكاسـة حمـر
تطرب له العذرا ليا زاف البريد
انتهاء ....