[align=center]
تجددت الاشتباكات قبيل منتصف الليلة في محيط مخيم نهر البارد رغم هدنة معلنة منذ أربعة أيام شهدت اشتباكات متقطعة بين الجيش اللبناني الذي يحكم حصاره للمخيم ومسلحي فتح الإسلام.
وقال شهود عيان إنهم سمعوا دوي قذائف مدفعية وصاروخية، ورشقات رصاص متقطعة دون تسجيل تحركات عسكرية في المنطقة.
وأشار مراسل الجزيرة من على مشارف نهر البارد إلى أن الاشتباكات ربما تكون لمنع عملية تسلل لمسلحين من نهر البارد إلى خارجه تحصل عادة عندما يحل الظلام.
وجاء تبادل إطلاق النار بينما يواصل الجيش اللبناني تعزيز طوقه حول مخيم نهر البارد. وقد نفذ الجيش عمليات تفتيش في مدينة طرابلس القريبة بحثا عن مسلحين يخشى أن يكونوا قد تسللوا عبر الطوق.
من ناحيته طالب ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت عباس زكي الحكومة اللبنانية بالسماح للمنظمة بممارسة سلطة أمنية داخل المخيمات الفلسطينية في لبنان، مشيرا إلى أن المحادثات في هذا الصدد لم تصل إلى نتيجة.
وعلى خلفية المواجهات الدامية التي شهدها المخيم خلال الأيام الماضية طلب المشرف العام للجنة الحركية العليا لحركة فتح في شمال لبنان اللواء الركن مصطفى خليل أبو طعان من ممثل منظمة التحرير الفلسطينية إعفاءه من منصبه.
قلق أممي
من جانبها أبدت منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف) قلقها لمصير آلاف اللاجئين المحاصرين خاصة الأطفال الذين يتعرضون "لصدمات تفوق الوصف", وفق بيان قدر عدد المحاصرين داخل المخيم بعشرة آلاف مدني يتلقون مساعدات إنسانية متقطعة خلال فترات توقف إطلاق النار "القصيرة جدا".
ودخلت أول قافلة للصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر الفلسطيني إلى المخيم حاملة مواد غذائية وطبية, وأجلت مرضى ومسنين.
ووزع الصليب الأحمر الدولي 30 طنا من الأغذية على 12 ألفا من سكان المخيم تمكنوا من الفرار ليقيموا في أماكن مؤقتة في مخيم البداوي المجاور.
وقد ظهر زعيم فتح الإسلام شاكر العبسي في تسجيل حصلت عليه الجزيرة, لأول مرة من دون لثام وقال إن أهل السنة في لبنان ليسوا إلا رأس حربة في قتال "اليهود والأميركيين ومن والاهم".
وقال العبسي "لم نهدد أمن لبنان وإنما الذي يهدد أمن لبنان هم الذين يتغنون بتاريخهم الحافل بالجرائم السوداء ضد البشرية".
وأضاف "أما الذين يتشدقون بإدانة الاعتداء على الجيش نقول لهم إن الذي اعتدى علينا وعلى الجيش واحد، بقيامه بارتكاب الجريمة النكراء التي حصلت مؤخرا في مدينة طرابلس والتي كان نتيجتها إحراق 17 أسدا من أسود التوحيد"، في إشارة إلى عناصر تنظيمه, ساخرا ممن وصفهم بأنهم أصحاب المشروع الأميركي في لبنان الذين ستتخلى عنهم واشنطن بمجرد انتهاء الحاجة إليهم، على حد تعبيره.
جاء هذا الظهور في اليوم الثامن من مواجهات فتح الإسلام والجيش اللبناني التي قتل فيها ما بين 70 و80 شخصا.
وتزامن ظهور العبسي مع تسجيل حصلت عليه الجزيرة يظهر تدريبات لعناصر من فتح الإسلام كانوا جميعا ملثمين. وتضمنت التدريبات أساليب مختلفة من فنون القتال واستعراضات عسكرية.
غير تقليدي
واتهمت فتح الإسلام الولايات المتحدة بنقل أسلحة غير تقليدية تشمل غاز الأعصاب وقنابل عنقودية إلى الجيش اللبناني الذي يحاصر مسلحيها داخل مخيم عين البارد, وتوعّد متحدثها الإعلامي أبو سليم طه برد بأسلحة غير تقليدية في كل مكان إذا استخدم الجيش اللبناني أسلحة غير تقليدية.
ووصف متحدث عسكري لبناني هذه الاتهامات بأنها "لا تستحق الرد", في وقت دافع فيه رئيس الوزراء فؤاد السنيورة عن المساعدات قائلا إنها ليست جريمة, متسائلا كيف سيدافع الجيش عن لبنان بدونها.
وقال السنيورة لبي بي سي إن من ينتقدون المساعدات يريدون "إبقاء الجيش ضعيفا لتبرير حضور جيوش الآخرين", في تلميح صريح لسوريا.
وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله قد قال إن الولايات المتحدة تحاول نقل حربها ضد القاعدة إلى لبنان, محذرا من أن مخيم نهر البارد والمدنيين الفلسطينيين خط أحمر لا يجوز الاقتراب منه, داعيا لمعالجة سياسية أمنية قضائية تحفظ الجيش ولا تؤدي لحرب مخيمات جديدة.
ووصلت السبت ثلاث طائرات شحن أميركية تحمل مساعدات عسكرية أميركية, قادمة من الكويت حسب مسؤولين بمطار بيروت, ليصل إجمالي الطائرات التي حطت بمطار بيروت إلى تسع بينها طائرات أردنية وإماراتية.
المصدر: الجزيرة + وكالات
[/align]