هي أحد مصادر الشر ومنبع الاضطراب والتوتر النفسي والإجتماعي ، وتؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب الحاد الذي يكمن وراء معظم الحالات الإنتحارية خاصة إذا رافقها فقر و سوء حال .
فهي جاهزة لأي فكر منحرف أو سلوك معوج أو عمل ناقم لأنه مامن شيء أشد قسوة على الإنسان من أن يكون عاطلاً بدون عمل يؤمن له ولأفراد عائلته دخلاً ومستوى معيشة مقبولاً ويحفظ له كرامته ويشعره بقيمته كإنسان وكمواطن وعضو فعال في مجتمعه .
فالفقر والفاقة هما أبرز وأخطر ما تخلفه البطالة وهي بذلك تنذر بشؤم خطير وشر مستطير ، خاصة إذا أخذنا بعين الإعتبار نتائج الدراسة الإحصائية الصادرة من إدارة الدراسات والإحصاء في جهاز الأمن العام والتي نشرت بجريدة الشرق الأوسط يوم السبت الموافق 12 / 6 / 2003م ، حيث أشارت تلك الدراسة إلى أن الحوادث الجنائية التي وقعت في المملكة قفزت بنسبة 110% خلال أربع سنوات ( 1997- 2001 م ) ، مشيرة إلى أن بعض الجرائم التي كانت نادرة في السابق مثل الانتحار قد ارتفع عددها مؤخراً وبشكل ملحوظ ، كما أن هذه الجريمة قد أخذت طريقها إلى المواطنين بعد أن كانت محصورة في فئة العمالة المقيمة .
وأوضحت الدراسة أن غالبية مرتكبي الجرائم هم من العاطلين عن العمل .
يقال في المثل [ الفاقة هي أم الجريمة ]
وبعد تلك الدراسة التي يندى لها الجبين ، مع تفاقم هذه المشكلة وما تجره ورائها من نذر خطيرة وتداعيات مهولة ، فإنه يجب علينا الإعتراف بأن مشكلة البطالة هي من القضايا الإجتماعية الهامة التي تستوجب دراسة وافية ومعالجة جادة وفعالة لهذه المشكلة ، وأي تباطؤ سيفاقم الأمور أكثر ويضعنا جميعاً في مأزق إجتماعي لاتحمد عواقبه .
همسة :
عندما يدخل الفقر من النافذة يهرب الحب من الباب .