الأسباب الكامنة وراء انتشار زواج المسيار في نظر الفتيات فإنني أرتبها حسب ما جاءت في الاستطلاع وهي :
1- رغبة الرجال في المتعة .
2- عنوسة المرأة أو طلاقها أوحاجتها إلى الأطفال .
3- عدم رغبة الرجال في تحمل المسئوولية ، أو عدم قدرتهم على ذلك .
4- غلاء المهور وارتفاع تكاليف المعيشة .
5- رغبة الرجل في التغيير .
6- رفض الزوجة الأولى لفكرة التعدد .
8- رغبة بعض الفتيات في عدم الارتباط الكامل بزوج .
9- عدم استقرار الرجل في مكان واحد بسبب العمل .
واوضحت احصائية رسمية سعودية ان عدد المتزوجات فى السعودية بلغ مليونين و 638 الفا و 574 امرأة من مجموع عدد الاناث البالغ اربعة ملايين و 572 الفا و 231 انثى. وقد سجلت منطقة مكة المكرمة اعلى نسبة عوانس تليها منطقة الرياض العاصمة ثم المنطقة الشرقية.. فمنطقة عسير والمدينة المنورة وجيزان والقصيم والجوف وحائل ثم تبوك واخيرا منطقة الحدود الشمالية.[/gdwl]
زواج المسيار خروج علي السياق الشرعي
وفي الأردن تباينت ردود الأفعال لدي عدد من رجال الدين والشرع والقانون في الموقف من زواج المسيار . فالبعض يري أنه يهدم اسس الاسرة ولا يعني في محصلته النهائية الا اشباعا للميول الغرائزية وذلك لخروج زواج المسيار عن السياق الشرعي الاسلامي، بينما يري آخرون انه عقد زواج عاديا ارتضت المرأة وفق بنوده التنازل عن كثير من حقوقها المقرة شرعا وبالتالي فهو غير باطل.
د. ابراهيم زيد الكيلاني قال: زواج المسيار مشتق من اسمه فالزوج لا يلتزم بحفظ بيت الزوجية والانفاق على البيت والزوجة لا تلتزم بالطاعة والبقاء في البيت وبعبارة اخرى حكمة الزواج المفهومة من قوله تعالى (وابتغوا ما كتب الله لكم) في انشاء اسرة صالحة وابناء صالحين يرعاهم اب وام غير متوفرة في المسيار.
ففي هذا الزواج يتفق رجل وامرأة على الزواج ويستكملان سراً الشروط الشرعية من موافقة الطرفين بالعقد وحضور شاهدين ولكن الشرط الاكبر وهو الاشهار يغيبانه وهو ركن عظيم فالزواج تتحقق حكمته باقامة علاقة وميثاق غليظ بين الزوجين وبين اسرتي المرأة والرجل وداخل المجتمع الذي يبارك اعلان واشهار الزواج.
فالزواج في الاسلام عقد وميثاق غليظ وليس رباطا بين الزوجين فحسب بل بين الزوجين واسرتي الزوجين وعشيرتهما وهذه الحكم غائبة في زواج المسيار الذي يقوم على اشباع الرغبة الجنسية فقط بين زوج وزوجة يخشيان من اعلان الزواج ولكن يتم عقده بصوره مخالفة للشرع بالاشهار ومخالفة للقانون بالتوثيق في المحكمة الشرعية.
يقول الله تعالى في كتابه الكريم: »فالصالحات قانتات« اي مطيعات ملتزمات بيوتهن بما حفظ الله اي بما حفظ الله من حقوقهن فأين القانتات المطيعات الملتزمات بيت الزوجية الحافظات لغيبة الزوج، واول شرط من شروط عقد المسيار انها لا تلتزم بطاعة الزوج وتخرج حيثما شاءت وليس لها الا ساعة من ليل او نهار وموعد كموعد العشاق وهذه خطوة في هدم الاسر والمجتمع والسير به على طريق الحياة الغربية والمجتمع الغربي القائم على تعدد الاصدقاء والصديقات.
وقد نبه القرآن الكريم الى ان الزواج رحمة ومودة وسكن بين الزوجين كما انه توثيق وتعميق للروابط الاجتماعية بالاعمال والاقوال والنسب والعهد.
قال تعالى: »هو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهرا« اي جعله ذا نسب ذكوراً ينتسب اليهم وذوات صهر اناثا يصاهر بهم فأين النسب والمصاهرة والاسرة والابناء.
إجحاف القوانين وسطوتها أدت إلي انتشاره
ولعل من اهم الاسباب التي تؤدي الى ظهور هذه الانواع، هو اجحاف القوانين وسطوتها، فقانون التنفيذ الجديد الذي يلزم الزوج بدفع المهر كاملا ونقداً عند طلبه من قبل الزوجة، يدفع الزوج للهروب الى زواجات اقل التزاما من الزواج القانوني المعروف، ومن الاسباب التي أدت الى ظهور هذه الأنواع هو كثرة الالتزامات المالية والاجتماعية المطلوبة من الرجل لاتمام زواجه القانوني من مهر وذهب واثاث وولائم وحفلات مما لا يستطيع احد تحملها، فاذا ما وجد طريقا اسهل سار اليه.
ومن هذه الأنواع الزواج المؤقت وزواج المتعة، فهذه الزيجات منها ما يصوب ويعود الى اصله وهو التأبيد، ومنها ما يكون باطلا وحراما. اما ما يعرف بزواج المسيار، فلا اصل لهذا الاصطلاح في كتب الفقه الاسلامي، الا ما ذكر في بعضها عن زواج النهاريات، وهي ان يتزوج الرجل امرأة لا يبيت عندها ليلا بموافقتها المسبقة، فلا يزورها الا نهاراً. ولعل لفظ المسيار يوحي بأنه زواج لرجل سائر في البلدان يتزوج ويطلق متى اراد. ويفهم منه الناس ان زواج المسيار هو زواج سري شبيه بالزواج العرفي لا التزام فيه ولا حقوق للزوجة ولا واجبات على الزوج.
والامر ليس كذلك، فكل زواج استوفى اركانه وشروطه كان صحيحا ويترتب عليه احكامه والتزاماته. فلا يظن من يلجأ اليه انه يهرب من التزام مالي او اجتماعي كمثل الزواج العرفي، تربطهما ورقة دونت بالكتمان لا علم لأحد بها، فاذا ما شب نزاع بينهما اتلف ورقته وانكر زواجه فلا حقوق ولا واجبات.
استوفي الشروط لكنه يسقط حقوق الزوجة
إذن الأمر هنا فيما يسمى »بزواج المسيار« مختلف، فهو عقد استوفى أركانه وشروطه فيه مهر وفيه التزامات، إلا أن الزوجة أسقطت بمحض اختيارها بعض حقوقها مثل الإذن للزوج بأن يبيت أين شاء، فأسقطت حقها في المبيت، ومثل عدم طلبها النفقة من زوجها وذلك لغناها وفقره مثلا وغير ذلك مما لا يؤثر في حكمة الزواج الرصينة.
اما ما يعتقده البعض أنه زواج منسل عن الحقوق والواجبات، سريع الانعقاد سريع الانحلال، فهذا اعتقاد خاطىء، وبالتالي وبعد أن بانت صورته، فإن نسبته قليلة جدا حتى انها تعد على أصابع اليد الواحدة، فلا حاجة لمثل هذا النوع من الزواج ولا فائدة منه، نعم.. بعض التجار الذين يسافرون كثيرا قد يفعلونها، ويطلبون من الزوجة ان تعفيهم من الانفاق ومن المبيت او من أحدهما، وهذا نادر الحدوث. لأن متزن العقل لا يقدم على فعل عواقبه غير مأمونة، وغير متزن العقل يقدم على الحرام.
إذن هو عقد لا علاقة له بالعلن أو الكتمان، لا علاقة له بتوثيق العقد أو عدم توثيقه، لا علاقه له بالغاء الحقوق المالية المترتبة على عقد الزواج، وبالتالي فهو عقد كباقي عقود الزواج.
الامارات اقرت زواج المسيار بعدما وصلت نسبة العنوسة الى 68 في المائة
مجرد اجتهاد من المهتمين لحل مشكلة اجتماعية
المحامي محمود الخرابشة من الأردن قال: ابتدع هذا النوع من الزواج حديثا فلم نكن نسمع به قبلا وقد ظهر بداية في بعض دول الخليج قبل خمس سنوات تقريبا.
ويكون هناك اتفاق على الزواج دون ان تترتب اية التزامات على الرجل اطلاقا سواء مادية او معنوية وتبقى الزوجة بمنزل اهلها.
وهذا وضع أو زواج هدفه المتعة فقط ولا يسعى الى تكوين اسرة وبناء المجتمع بعكس الزواج الذي شرعه الدين.. ويقال انه تم ابتداع هذا الزواج لمعالجة العنوسة في بعض المجتمعات والحد من القضايا الاجتماعية التي اصبحت تظهر على السطح وتم ايجاد هذا النوع من الزواج باجتهادات من بعض العلماء والمهتمين.
بل هو مجرد اجتهاد ورؤية لحل بعض المشكلات الاجتماعية بالذات في بعض المجتمعات، وهو بعيد كل البعد عن ضمان حقوق الزوجية.
ومما سبق يتضح لنا محوران هامان هما استمرار اقبال الرجال والنساء وخاصة (ذوات الفئات الخاصة من المطلقات والأرامل) على زواج المسيار بالمقابل نجد العكس ارتفاعاً في نسبة العنوسة لدى الفتيات لذلك قد آن الأوان في البحث عن حلول عملية وليست تنظيرية لتسهيل عملية الزواج وإعداد خطة لمساعدة الراغبين على الزواج
* وبعد فالامر لا زال مطروحاً للتجربة ،ومرهوناً بعوامل عديدة قد توضح علي المستقبل القريب أو البعيد، هل سيحل هذا الزواج مشكلة العنوسة؟ أم انه انه مجرد قفزة في الهواء غير محسوبة النتائج غير مامونة العواقب ؟، الايام وحدها ستجيب عن هذه التساؤلات