عثمان الشيخي - جدة
3500 مساهم واكثر من 20 مليار ريال مصيرها مجهول وهناك جهود للكشف عن مصيرها لردها إلى اصحابها بعد أن غُرر بهم بدعوى الارباح الوهمية لتحسين اوضاعهم المعيشية، هذا هو السيناريو الذي نسجته مجموعة من الهوامير من أجل النصب والاحتيال على بعض المواطنين الكادحين الذي كانوا يأملون في عائد مادي يعينهم على متطلبات الحياة، اموال طارت ، واحلام تبخرت عندما اكتشفت الحقيقة أن العسل الذي عاشوا فيه اياما من الوهم كان ممزوجا بالسمّ، ليخسروا مدخراتهم التي كانوا يعوّلون عليها الكثير، .ولايزال الالاف من ضحايا تلك المساهمات يتابعون باهتمام جلسات قضاياهم المنظورة حاليا لدى المحاكم وديوان المظالم لمعرفة مايمكن ان تنتهي اليه بعد ان دخلت عامها الرابع وكلهم امل في ان تعود اموالهم اليهم..
اربعة اعوام مضت وتحديدا منذ عام 1425هـ وهو العام الذي شهد ظهور أولى المساهمات الوهمية مع بدء الاعلان عن شركة ام القرى ومن ثم تبعتها المساهمات الاخرى وانتشرت سواء في بطاقات ( سوا ) مسبوقة الدفع او غيرها من المساهمات الاخرى مثل المساهمات في البورصة العالمية ومساهمات الاجهزة الكهربائية وكذلك المساهمات في العقار وحتى يومنا هذا وقضايا المساهمات تحظى باهتمام ومتابعة كافة شرائح المجتمع باعتبار ان الغالبية العظمى من المواطنين اكتووا بنيرانها.
هناك اكثر من 3500 مساهم من ضحايا مساهمات البورصة العالمية لدى احمد الصريصري من اهالي جدة وبعض المناطق التابعة لها لايزالون ينتظرون عودة اموالهم بعد ان صدر الحكم في الحق العام بسجن الصريصري 15 عاما ومنعه من السفر مدة 10 اعوام الى جانب تغريمه وجلده والتحفظ على امواله وممتلكاته وقد استبشروا خيرا باعلان المحكمة الاخير بتعيين مصفٍ مالي ومحاسب قانوني لبيع ممتلكات خصمهم وتوزيع قيمتها عليهم واخرون ضحايا بالالاف في مساهمات “سوا” لدى عبدالعزيز الجهني في جدة وبعض المناطق المجاورة لها حاليا ينتظرون نتائج التحقيقات وما يمكن ان تنتهي اليه لعل اموالهم تعاد اليهم، وهناك ضحايا اخرون بالالاف لدى كبار هوامير المساهمات الوهمية امثال صاحب شركة ام القرى ومقدار ماحصل عليه 8 مليارات ريال وهذه القضية متعثرة وكذلك احمد وتوفيق الزهراني وقد جمعا مايقارب 3 مليارات و700 مليون ريال اضافة الى صالح العطياني هامور مساهمات العقار والاجهزة الكهربائية وقد حصل على مايزيد عن 600 مليون ريال، ومحمد الزهراني هامور المساهمات في سداد الديون والاجهزة الكهربائية وهو مطالب باكثر من 400 مليون ريال ولكنه لايزال هاربا ومساهماته بدأت من الطائف ومكة المكرمة، واحمد الشمراني صاحب المساهمات في الاجهزة الكهربائية ومقدار ماحصل عليه من المساهمين 150 مليون ريال وكذلك ابو راكان، و جمع من مساهمات بطاقات “سوا” 150 مليون ريال وحسين الشاعري صاحب مساهمات الشحن الالكتروني وجمع 150 مليون ريال ولكنه لايزال هاربا هو الاخر، ومحمد اكبر المساهم في المواد الغذائية لديه 150 مليون ريال ، وسليمان معروف صاحب مساهمات البيض 300 مليون ريال، وقد اطلق سراحه مؤخرا بكفالة اضافة الى حسين العساف هامور ثول ،والعصلاني من الطائف وهامور ابها معجب ال فرحان من ابها واخرون قضاياهم لاتزال منظورة لدى القضاء..
مليارات الريالات المهدرة بين هوامير المساهمات الوهمية ذهبت ادراج الرياح وتركت خلفها الكثير من علامات الاستفهام حول الكثير من الامور المتعلقة بالمساهمات وهواميرها والضحايا وكيف انهم استطاعوا جمع كل هذه الاموال في اوقات محددة بالرغم من عدم مشروعيتها.
ولمعرفة البدايات الحقيقية لهذه المساهمات، واسباب انتشارها؟ وكيف تمكن اصحابها من جمع كل هذه الاموال من ضحاياهم ؟ كان لابد من العوده لنقطة البداية والوقوف على اهم المغريات التي عمد اليها الهوامير في مساهماتهم للايقاع بضحاياهم.
البداية من “أم القرى”
يقول بعض المساهمين في شركة “ام القرى” ان الاعلان عن تاسيس الشركة وبعض من له علاقة بها من الاسماء المعروفة الى جانب انشطتها كانت اسباب مغرية لدخولهم في مساهماتها و لم تراودهم الشكوك ولو للحظة واحدة في احتمالية ضياع اموالهم خاصة وان هذه المساهمات تكاد تكون الاولى من نوعها في تلك الفترة باعتبار ان المساهمات الوهمية لم تظهر آنذاك..واشاروا الى انهم وضعوا اموالهم في مساهمات “ام القرى” ولديهم سندات وشيكات و عقود حررت وابرمت مع اصحاب الشركة ولكن للاسف وبعد ان تمكن هواميرها من جمع مايزيد عن 8 مليارات ريال تبينت نواياهم وتم الابلاغ عنهم الا ان القضية لاتزال متعثرة بين الجهات الامنية وديوان المظالم.
هامور مساهمات “سوا”
وبدأت فكرة المساهمات لدى بعض الهوامير كوسيلة لتحسين الدخل من الاموال التي تم تحصيلها وتشغيلها على امل تحقيق عائد مادي، ويقول عبدالعزيز الجهني هامور مساهمات سوا المطالب برد اكثر من مليار و400 مليون ريال بداياته مع المساهمات بدأت بفكرة تتلخص في كيفية تحسين وضعه المالي خاصة وانه كان في ذلك الوقت موظفا بسيطا ومرتبه متواضع جدا لايفي تأمين متطلباته واحتياجات اسرته لذلك كان باستمرار يفكر في ايجاد مصدر مالي اخر يزيد من دخله الشهري. وأضاف: من هنا توصلت الى فكرة الاستثمار في بطاقات “سوا” مسبوقة الدفع باعتبار ان الاستثمار فيها مضمون النجاح خاصه وان تلك الفترة شهدت ظهور البطاقات الهاتفية مع بداية الخصخصة، وكان سوق الاتصالات منتعشا ويشهد حركة لم يسبق وان شهدها اي من الاسواق الاستثمارية الاخرى.
واضاف : بدأت مساهماتي في بطاقات سوا بمبلغ متواضع وبمشاركة بعض المقربين بموجب اتفاقيات تقضي بمنح المساهمين ارباحا اسبوعية.
وتابع الجهني : البداية كانت موفقة جدا والجميع كانوا يحصلون على ارباحهم اولاً بأول الى ان بدأ المشروع يتطور ورأس المال يكبر واعداد المساهمين تتزايد وهكذا الى ان قررت التوقف والتخفّي عن المساهمين في منزل احد اقاربي مدة اسبوع تقريبا بعد ان وجدت اقبال المساهمين يتزايد والاموال تتكاثر ..مشيرا الى ان هذا لم يجد مع المساهمين حيث كانوا يتابعونه ويطاردونه في كل الاماكن التي يذهب اليها ويطالبونه برد اموالهم عندها، لم يكن امامي سوى التجاوب لمطالبهم وتحقيق رغباتهم من خلال البدء في تحديد رؤساء لكل المجموعات المشاركة، وكانت البدايه شهدت توزيع ارباح طائلة لرؤساء المجموعات الى ان طغت العشوائية وبدأت الخلافات والمشاكل تظهر نتيجة لعدم التزام رؤساء المجموعات باتفاقياتهم مع المساهمين لتنتهي القضية الى ما آلت اليه حاليا..
لبورصة العالمية
اما فيما يتعلق بالبدابة الاولى لمساهمات احمد الصريصري مستثمر البورصة العالمية فتشير المعلومات وفق ماجاء على لسانه في التحقيقات ووفق بعض المقربين منه ان البداية كانت من خلال قطعة ارض قام بشرائها وتقسيمها الى اكثر من قطعة قام ببيعها ومن ثم قرر الدخول في سوق البورصة لاستثمار المبلغ فيه وهكذا الى ان تمكن من مضاعفة امواله بعد ان فتح المجال امام المساهمين للدخول معه وكان ذلك بالاتفاق مع بعض من ساهموا معه من رؤساء المجموعات الذين ساهموا الى حد كبير في زيادة اعداد المساهمين بحصولهم على ملايين الريالات من الاف المساهمين.. وكان الصريصري انذاك ووفق نتائج التحقيقات يقوم بتسليم رؤساء المجموعات للارباح بانتظام الى درجة ان غالبيتهم تسلموا ارباحا تجاوزت رأس المال للكثير منهم..
المساهمات العقارية
أما ثالث الهوامير فاختار العقار وسيلة للكسب السريع، وهو ما عرف بـ”العطياني هامور العقار” فقد بدأ استثماراته في الاجهزة الكهربائية وللايقاع بضحاياه فقد عمد الى التحول للاستثمار في العقار حيث قام بشراء قطعة ارض في قريته وقام بمسحها وتوزيعها الى عدة قطع وقام بعد ذلك بالاعلان عن بدء مساهماته العقارية وهنا تمكن من جمع اكثر من 600 مليون ريال..
سوبر ماركت الطائف
اما بداية مساهمات محمد الزهراني هامور سداد الديون فكانت من خلال سوبرماركت كبير في الطائف قام بشرائه ومن ثم بيعه والتوجه الى الاجهزة الكهربائية وسداد الديون وهكذا الى ان جمع مايقارب 150 مليون ريال واختفى عن الانظار حيث قام المساهمون لديه باصدار اوامر قبض ضد المتهم..
الشحن الالكتروني
وعن بداية مساهمات حسين الشاعري هامور الشحن الالكتروني المطالب بـ 150 مليون ريال والذي لايزال هاربا حتى الان فقد كانت من خلال الاجهزة الكهربائية تطورت بعد ذلك تحولت الى الاتصالات بعد ان قام بالاعلان في الصحف عن اتفاقية تمت بينه وبين احدى مؤسسات الاتصالات بحصوله على وكالة من احدى شركات الاتصالات في الشحن الالكتروني على مستوى المنطقه الجنوبية وقد ساهم اعلانه في الصحف إلى اقبال مئات المساهمين..
الثنائي الزهراني
تعتبر مساهمات الثنائي احمد وتوفيق الزهراني من اكبر المساهمات الوهمية جمعا للاموال بعد شركة ام القرى حيث جمع هذا الثنائي مايزيد عن 3 مليارات و 700 مليون ريال والمساهمون فيها لايزالون يترقبون بدء جلسات المحاكمة والتحقيق بعد ان تم القبض على المتهمين..
الهامور ابو ركان
هامور مساهمات “سوا” المعروف بأبو راكان جمع مايقارب 150 مليون ريال من المساهمين وغادر المملكة وبعد عودته تم القبض عليه في المطار ولايزال التحقيق معه مستمرا حول اموال المساهمين، اما احمد الشمراني هامور مساهمات الاجهزة الكهربائية الموقوف حاليا في سجن بريمان والمطالب باكثر من 150 مليون ريال فقد حصل على امواله من المساهمين لاستثمارها في الاجهزة الكهربائية وتبيّن فيما بعد انه لايعمل في هذا النشاط وانما يقوم بتوزيع الارباح من اموال المساهمين وبعد ان توقف عن توزيع الارباح تم الابلاغ عنه والقبض عليه. وتشمل قائمة الهوامير حسين العساف المعروف بهامور “ثول” الذي “لهف” اكثر من نصف مليار ريال من المساهمين ولايزال هاربا عن العدالة بعد ان تم الابلاغ عنه من قبل المساهمين لتوقفه عن توزيع الارباح في تلك الفترة التي اعقبت مساهماته ولايزال البحث عنه جاريا خاصة وانه وغيره من الهوامير الذين لم يتم القبض عليهم ممنوعون من السفر
مساهمات البيض
اما مساهمات سليمان معروف هامور مساهمات البيض فقد جمع من مساهماته في البيض مايزيد عن 350 مليون ريال وبداياته كانت من خلال منتج البيض وتم القبض عليه بتهمة غسيل اموال الا ان المحكمه قررت اطلاق سراحه بكفالة .
العرض العادي
